الكهرباء: 40% من سكان إفريقيا يعيشون بدون كهرباء
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
القى الدكتور احمد مهينة رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي ومتابعة الأداء والتعاون الدولى في فعاليات اليوم الرابع لمنتدى وزراء قطاع الكهرباء كلمة نيابة عن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة اعرب فيها عن امتنانه من تواجده بين الحضور الكريم في منتدى وزراء قطاع الكهرباء الذي تنظمه رابطة شركات الكهرباء الأفريقية (APUA) بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة (MoERE)، والشركة القابضة للكهرباء المصرية (EEHC)، وبدعم من البنك الأفريقي للتنمية (AfDB)، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) مرحباً بالحضور الكريم في شرم الشيخ "مدينة السلام"، بلدهم الثاني " مصر"
وأشار في كلمته الى الأزمة الكبيرة التي تواجه قارتنا الأفريقية والتي تتمثل في تراجع الاستثمارات وارتفاع البطالة، حيث يعيش حوالي 400 مليون شخص في أفريقيا جنوب الصحراء في فقر مدقع، كما أن المنطقة بها عدد من الدول التي تعاني من الصراعات أكثر من أي منطقة أخرى، وقد بلغت البطالة 6.
ووفقًا لتقرير "تمويل الطاقة النظيفة في إفريقيا" الصادر عن وكالة الطاقة الدولية في نوفمبر 2023، فإنه حاليًا يعيش أكثر من 40٪ من سكان إفريقيا بدون كهرباء، و70٪ بدون إمكانية الحصول على وقود طهي نظيف. والمفارقة هي أن إفريقيا لديها كميات هائلة من موارد الطاقة سواء الطاقات المتجددة والوقود الأحفوري التي يمكن أن توفر الطاقة لجميع الأفارقة. تعد إفريقيا أكبر مخزون عالمي لموارد الطاقة النظيفة ولها موقع استراتيجي مهم في التنمية النظيفة العالمية. تبلغ إمكانات الطاقة الشمسية في إفريقيا 40٪ من إجمالي العالم (665,000 تيراوات ساعة / سنة)، و32٪ من إجمالي طاقة الرياح في العالم (67,000 تيراوات ساعة / سنة)، و12٪ من إجمالي الطاقة الكهرومائية في العالم (330 جيجاوات).
وتواجه هذه الإمكانات الهائلة عقبة كبيرة تتمثل في عرضها والاستفادة منها، ومن المعلوم لدى معاليكم أن هذه العقبة الكبرى تكمن في كيفية إيجاد آلية تمويل مناسبة لها، وهذه القضية هي المسئولية الرئيسية لمعالي الوزراء والقيادات المعنية.
واكد انه حان الوقت المناسب لاتخاذ قرارات صائبة لتعزيز كل الجهود التي تسعى إلى النهوض بتنمية قارتنا الأفريقية نحو تسهيل الوصول إلى مصادر الطاقة النظيفة، كما أن الوقت مناسب لدعم المبادرات الواعدة التي تسعى إلى تحقيق انتقال عادل للطاقة في إفريقيا، ولتحقيق الربط الكهربائي الإقليمي وتكامل السوق في إفريقيا مما يعني تحقيق تعاون فعال بين جميع الدول الأفريقية والمنظمات الأفريقية ومجمعات الطاقة الأفريقية.
توصيات مؤتمر الأطراف COP27
واشار إلى أنه من مصلحة دولنا الأفريقية، أن نتابع توصيات مؤتمر الأطراف COP27 الذي عقد عام 2022 في مدينتنا الجميلة شرم الشيخ، والذي اختتم باتفاقية اختراق لتوفير تمويل للخسائر والأضرار للبلدان الضعيفة التي تضررت بشدة من الفيضانات والجفاف والكوارث المناخية الأخرى، هذا وتمضي مصر قدما وفقًا لتوصيات مؤتمر الأطراف COP28 الذي اختتم باتفاقية تشير إلى بداية انتهاء عصر الوقود الأحفوري من خلال تمهيد الطريق لانتقال سريع وعادل ومنصف، مدعوم بخفض كبير للانبعاثات وزيادة التمويل.
وفى كلمته أوضح انه يجب تسليط الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها كيانات التمويل حيث تسعى لتمويل العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في إفريقيا، وهناك المزيد بشأن تعبئة القطاع الخاص لقيادة التنمية في إفريقيا، حيث يتطلب معالجة الفقر المستمر وضعف التمويلات في إفريقيا إلى تعزيز جهود شركاء متعددين (الحكومات الوطنية ومؤسسات التنمية والمجتمعات والمنظمات المجتمع المدني والشركات).
واكد على أهمية مشاركة القطاع الخاص في عملية التنمية، لكن يواجه القطاع الخاص في جنوب الصحراء الأفريقية العديد من التحديات، وأبرزها تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)؛ ولدخول هذه الأسواق، يحتاج المستثمرون إلى معلومات أفضل حول الفرص، وضمان أن تمثل هذه الفرص مخاطر مقبولة، لذا تحتاج العديد من البلدان في المنطقة إلى مساعدة في جذب رأس المال الخاص وإدارته.
هذا ويجب أن نوفر الفرصة لأصحاب المعالي السادة الوزراء لمناقشة المسائل المتعلقة بالسياسات الحرجة التي تتعلق بثلاث نقاط رئيسية (أمن الطاقة - مرونة القطاع - إجراءات لدعم تحقيق خطط التمويل).
ومنذ بداية المنتدى وعلى مدار ثلاثة أيام، اجتمع السادة رؤساء شركات الكهرباء ورؤساء تجمعات الطاقة للوصول إلى العديد من التوصيات وتقديم التوجيهات بشأن وضع استراتيجيات وخطط عمل أولوية، وفي اجتماعنا الوزاري اليوم يجب أن نسلط الضوء على هذه التوصيات وننظر فيها ونناقشها ونفكر في كيفية التخطيط لتنفيذها، واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.
وأشار الى الجهود التي بذلتها مصر في مجال التحول في الطاقة وخلق بيئة مواتية لتعظيم الطاقة النظيفة، حيث تتمتع مصر بثروة من موارد الطاقة المتجددة وخاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة.
مشروع محطة بنبان للطاقة الشمسية
هذا وقد تم تخصيص أكثر من 40 ألف كيلومتر مربع لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بإمكانات متوقعة تبلغ 156 جيجاوات، كما اعتمدت الحكومة على آليات مختلفة مثل تعريفة التغذية (التشجيعية)، (EPC + التمويل)، مشاريع البناء والتشغيل والإدارة (BOO)، صافي القياس، وآلية المزاد العلني.
كما نجح برنامج تعرفة التغذية (FIT) في جذب 32 مستثمراً دولياً ومحلياً لتنفيذ مشروع محطة بنبان للطاقة الشمسية، وهو المشروع الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا ويقع بالقرب من مدينة أسوان بقدرة إجمالية تبلغ 1465 ميجاوات مما يقلل انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار 2 مليون طن، وقد فاز هذا المشروع سابقاً بجائزة أفضل مشروع على مستوى العالم من قبل البنك الدولي.
وطبقاً لما سبق فقد وصلت الأسعار التي حصلنا عليها بموجب نظام البناء والتشغيل والإدارة (BOO) أقل من 2 سنت أمريكي / كيلووات ساعة للطاقة الشمسية وحوالي 2.4 سنت أمريكي / كيلووات ساعة لطاقة الرياح.
من ناحية أخرى، من المتوقع أن ينمو الهيدروجين الأخضر بسرعة في السنوات المقبلة كعامل مسرع رئيسي للتحول في مجال الطاقة وممكن لتحقيق خفض أكبر للكربون على مستوى العالم، حيث وافق المجلس الأعلى للطاقة في فبراير 2024 على استراتيجية الهيدروجين منخفض الكربون الوطنية، والتي تتمتع برؤية مفادها أن "مصر ستكون واحدة من الدول الرائدة عالميًا في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون".
وبالتوازي مع إعداد الاستراتيجية، نعمل مع شركات خاصة في مجال مشاريع الهيدروجين. وفي هذا الصدد، تم توقيع 27 مذكرة تفاهم مع بعض كبار المطورين الدوليين. بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع 11 اتفاقية شراكة مع مطورين دوليين مؤهلين.
وزارة الكهرباء والطاقة المتجددةومصر على استعداد دائم لمواصلة مشاركة خبراتها في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة مع دولنا الأفريقية الشقيقة، ويشمل ذلك: كهربة المناطق الريفية، والتصنيع المحلي لمكونات المعدات الكهربائية، وتعزيز الطاقة المتجددة، وكفاءة استخدام الطاقة، إلخ. ومع ذلك، هناك بالفعل تعاون قائم مع العديد من الدول الأفريقية، على سبيل المثال، في مجال بناء القدرات؛ تقوم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بتنفيذ مشروع سنوي يتم فيه تنفيذ 107 برنامج تدريبي و3 ورش عمل خلال السنوات العشر الماضية بمشاركة 8047 مشارك أفريقي. تمتلك مصر أكثر من 20 مركزًا تدريبيًا؛ تم اعتماد اثنين منها من قبل اتحاد شركات الكهرباء الأفريقية (APUA)، كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع COMESA بشأن التدريب وبناء القدرات.
المبادرات الإقليمية والدولية المتعلقة بتحول الطاقة في أفريقيا
واكد ان هناك العديد من المبادرات الإقليمية والدولية المتعلقة بتحول الطاقة في أفريقيا لذا ينبغي علينا توحيد وتكامل ومواءمة البرامج والمبادرات القائمة، سواء تلك التي تعمل على زيادة الوصول إلى الكهرباء، أو تلك المتعلقة بتنفيذ التدابير وتحديد الفجوات الفنية والتمويلية، بهدف تقديم نموذج للتعاون يضع نظام الطاقة الأفريقي على طريق جديد.
إن المتغيرات العالمية تؤكد أن أي دولة لا تستطيع وحدها مواجهة التحديات الجديدة ولا تستطيع تأمين مصادر الطاقة الخاصة بها، لذا فإن هناك حاجة إلى زيادة التعاون بين كافة الدول والتجمعات الإقليمية من خلال نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات وتعزيز الأسواق الإقليمية.
وفى نهاية كلمته اعرب عن أمله أن تكون نتائج المؤتمر خطوة هامة في تحقيق أهداف بلداننا وقارتنا، مؤكداً أن مصر تضع إمكاناتها في خدمة أشقائها الأفارقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التعاون الدولي وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر تمويل الطاقة النظيفة افريقيا الکهرباء والطاقة المتجددة الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة فی إفریقیا العدید من فی مجال أکثر من
إقرأ أيضاً:
دونالد ترامب يعين كريس رايت وزيرًا للطاقة في إدارته الثانية: مؤيد قوي للوقود الأحفوري والطاقة الأمريكية
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن تعيين كريس رايت، الرئيس التنفيذي لشركة "ليبرتي إنرجي" لصناعات النفط والغاز، وزيرًا للطاقة في إدارته الثانية المقبلة.
يُعد رايت أحد أبرز الشخصيات في صناعة النفط والغاز، وهو معروف بتأييده الكبير لتطوير هذه الصناعة، بما في ذلك التكسير الهيدروليكي، وهو أحد الدعائم الأساسية في رؤية ترامب لتحقيق "هيمنة الطاقة" الأمريكية على السوق العالمية.
من هو كريس رايت؟كريس رايت، الذي يشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة "ليبرتي إنرجي" ومقرها في دنفر، يعد من أبرز الشخصيات في مجال الطاقة، خاصة في مجالات النفط والغاز.
رايت كان من أكبر المؤيدين للطاقة الأحفورية، وقد سطع اسمه كأحد رواد التكنولوجيا في صناعة الطاقة، حيث أسهم في ثورة الصخر الزيتي الأمريكية التي أدت إلى تحقيق استقلال الطاقة للولايات المتحدة، وأسهمت في تغيير أسواق الطاقة والجغرافيا السياسية بشكل جذري.
وعلى الرغم من اعترافه بالعلاقة بين حرق الوقود الأحفوري وتغير المناخ، إلا أنه أبدى شكوكًا حول تأثير تغير المناخ على الأحوال الجوية المتطرفة.
كما دعا مرارًا إلى أهمية الوقود الأحفوري في دعم التنمية الاقتصادية في الدول النامية وتحقيق القضاء على الفقر.
دور كريس رايت في إدارة ترامبكجزء من منصبه الجديد، سيعمل كريس رايت أيضًا كعضو في "مجلس الطاقة الوطنية" الذي تم تشكيله حديثًا، والذي قال ترامب إنه سيتألف من جميع الوكالات المعنية بالسماح والإنتاج والتنظيم والنقل للطاقة.
من المتوقع أن يسهم رايت بشكل كبير في وضع السياسات المتعلقة بالنفط والغاز الطبيعي والطاقة النووية، حيث يعتبر من المدافعين البارزين عن استخدام الطاقة النووية كجزء من استراتيجية الطاقة المستقبلية.
موقفه من تغير المناخ والطاقة المتجددةرايت يُعتبر من أكبر الأصوات المعارضة للجهود الرامية لمكافحة تغير المناخ، حيث يُشدد على ضرورة مواصلة استخدام الوقود الأحفوري.
وقد سبق وأن تحدث في عدة مناسبات عن فوائد الوقود الأحفوري، مؤكدًا أن استخدامه يعد أمرًا ضروريًا لدفع عجلة النمو الاقتصادي في الدول النامية.
المستقبل والمشروعات الجديدة للطاقةفي عام 2021، أعلنت وكالة الطاقة الدولية أنه من أجل تجنب أسوأ آثار الاحتباس الحراري، يجب التوقف عن الموافقة على أي مشاريع جديدة في مجال الوقود الأحفوري.
ومع ذلك، وافقت العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة في عهد الرئيس جو بايدن، على مشاريع جديدة في هذا القطاع، مما يشير إلى استمرار الاعتماد على هذه المصادر في المستقبل القريب.
من خلال تعيين كريس رايت وزيرًا للطاقة، يسعى الرئيس ترامب إلى تعزيز سياسة "الهيمنة على الطاقة" التي تتضمن دعم كبير للقطاع التقليدي للطاقة، وعلى رأسه النفط والغاز، في إطار سعيه لجعل الولايات المتحدة قوة اقتصادية عالمية في مجال الطاقة.