من جديد .. حملة مسعورة على السوداني وحكومته بسبب طريق التنمية ..
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
بقلم : أياد السماوي ..
ما أن وقّع العراق مذكرة التفاهم الرباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات ، حتى عاد موضوع طريق التنمية وطريق الحرير مجددا إلى الواجهة ليشعل من جديد وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ، ومما زاد الطين بِلّة تصريحات بعض النواب غير العارفين بتفاصيل طريق التنمية بدفع من بعض الإعلاميين المعارضين لطريق التنمية ، في أكبر عملية تضليل للرأي العام العراقي ، معتبرين مشروع التنمية هو مجرد ميناء وسكة حديد لنقل البضائع ، يكون فيه العراقي مجرّد حمّال أو عتّال ليس أكثر ، حتى وصل الأمر لتوجيه اتهامات مباشرة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني وحكومته بالخيانة وبيع العراق لأمريكا والخليج ، وهنا تكمن خطورة من يقف وراء هذه الحملة المسعورة .
ولو سألت دعاة ومنظري طريق الحرير الصيني ، هل يحتاج العراق إلى ميناء وقناة جافة ليلتحق بطريق الحرير الصيني ؟ الجواب سيكون نعم ، يحتاج العراق إلى هذا الميناء والقناة الجافة كي يلتحق بطريق الحرير الصيني ، وبدون وجود الميناء والقناة الجافة يصبح الحديث عن طريق الحرير مجرّد لغوٍ فارغ .. وحين تشرع حكومة السوداني باستكمال بناء ميناء الفاو الكبير وتبدأ العمل بالقناة الجافة التي تشمل الطريق البرّي والسكك الحديدية التي ستربط ميناء الفاو بتركيا عبر معبر فيشخابور ، فهذا يعني أنّ حكومة السوداني بهذا المشروع قد وضعت طريق الحرير الذي يطالب به دعاة طريق الحرير موضع التفيذ ، لا الزعيق واللغو وكيل الاتهامات بالتخوين وبيع العراق .. وحين يستكمل العراق مشروع طريق التنمية ويستكمل بناء كافة منشآته ، فلا طريق آخر في العالم سينافس هذا الطريق المار عبر العراق إلى تركيا ومن ثمّ إلى أوربا ، ومن المؤكد أنّ الصين ستضع رحالها في طريق التنمية العراقي بحكم منطق الجغرافيا الحاكم في هذا الموضوع ، وبمجرد إعلان حكومة السوداني عن عزمها في تنفيذ طريق التنمية ، فهي قد التحقت عمليا بطريق الحرير الصيني ..
المعارضون لطريق التنمية الذين ملأوا الدنيا ضجيجا وزعيقا ، يرّوجون أنّ الصين ستقوم ببناء العراق صناعيا وزراعيا وتكنولوجيا وستنشأ المصانع والمزارع وتبني المدارس والطرق والمستشفيات والجسور والمدن السكنية ، ولو سألتهم الصين تقوم بكل هذا مقابل ماذا ؟ وهل بهذه البساطة ستسمح أمريكا التي جاءت بجيوشها واسقطت نظام صدام أن تسلّم العراق على طبق من ذهب للصين ؟؟؟ هل أنتم عقلاء ؟ ثمّ من قال لكم أنّ طريق التنمية سيقتصر على الميناء والقناة الجافة ؟ هل أخبركم أحدا من المسؤولين في الحكومة أنّ طريق التنمية هو عبارة عن ميناء وقناة جافة ؟ ألا تسمعون تصريحات السادة المسؤولين في الحكومة يوميا أنّ عشرات المدن السكنية والصناعية ستنشأ على جانبي هذا الطريق ؟ وهل تعلمون أنّ الصين ستكون موجودة بكل ثقلها في تنفيذ أجزاء كبيرة من طريق التنمية ؟ إذن لماذا هذه الحملة المسعورة على رئيس الوزراء السوداني ؟ ولماذا هذه الاتهامات بالتخوين ؟ هل أنتم وطنيون حقا وتريدون مصلحة العراق وشعبه ؟ والله أنا في شّك منكم ..
أياد السماوي
في ٢٤ / ٤ / ٢٠٢٤ اياد السماوي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات طریق الحریر الصینی طریق التنمیة
إقرأ أيضاً:
السوداني يعلن استئناف عمل بعثة العراق الدبلوماسية في دمشق
أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، مساء أمس الخميس، أن البعثة الدبلوماسية العراقية "فتحت أبوابها وباشرت مهامها في دمشق"، بعدما غادر طاقمها إلى لبنان عقب سقوط نظام بشار الأسد.
وفرّ الأسد من سوريا في أعقاب هجوم خاطف للفصائل المسلحة قادته هيئة تحرير الشام، بعد مرور أكثر من 13 عاماً على قمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية، والذي أدى إلى اندلاع واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الراهن.
وبعد ساعات من سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أفاد مصدر دبلوماسي بأن طاقم السفارة العراقية في دمشق انتقل إلى لبنان عن طريق البرّ.
رئيس الوزراء: لم نتلق أي اتصال من الجولاني pic.twitter.com/x3p2tkDg20
— واع (@INA__NEWS) December 19, 2024وأكد السوداني في مقابلة مع قناة "العراقية" الإخبارية، مساء أمس الخميس، أن بلده "بالتأكيد ليس ضد التواصل مع الإدارة في سوريا طالما هناك مصلحة لاستقرار سوريا والمنطقة"، مضيفاً "إلى الآن لم تحصل خطوة رسمية بهذا الاتجاه، رغم أن بعثتنا الدبلوماسية فتحت أبوابها وباشرت مهامها في دمشق".
وأشار إلى عدم حصول "أي اتصال" بينه وبين (أبو محمد) الجولاني"، القائد العام لهيئة تحرير الشام الذي صار يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، مذكّراً بأن بلده "ينتظر الأفعال لا الأقوال" من حكام سوريا الجدد.
رئيس الوزراء: بعثتنا الدبلوماسية باشرت مهامها في دمشق pic.twitter.com/blCXY7vdpi
— واع (@INA__NEWS) December 19, 2024وبعد سقوط الأسد، شددت حكومة بغداد التي جاءت بها أحزاب شيعية موالية لإيران، على "ضرورة احترام الإرادة الحرّة" للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا التي تتشارك مع العراق حدوداً يزيد طولها عن 600 كيلومتر.
إلا أن السوداني رأى أن "ثمة حالة من القلق من طبيعة الوضع في الداخل السوري"، داعياً الإدارة السورية الجديدة إلى أن "تعي خطورة هذا القلق من الدول العربية والإقليمية، وأن تعطي ضمانات ومؤشرات إيجابية حول كيفية احترامها التنوع الموجود في سوريا، وإعدادها لعملية سياسية لا تقصي أحداً".