سيناء .. عنوان مهم لتاريخ طويل وعظيم من كفاح الشعب المصري .. تلك البقعة الغالية التي كانت مطمعا للغزاة ومحط أنظار للطامحين والطامعين عبر التاريخ .. حروب ومعارك كثيرة خاضها المصريون للدفاع عنها وللحفاظ عليها .. ولم لا فهي البقعة الغالية من أرض الوطن وبوابته الشرقية العصية علي كل عدو .
وتحتفل مصر في 25 أبريل بذكري عيد تحرير سيناء حيث تكلل العبور العظيم للجيش المصرى فى 1973 وانتصاره على جيش الاحتلال الإسرائيلى، بخروج دولة الاحتلال تماما ورفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من المحتل الإسرائيلي، في مشهد فوز أخير  ونهائي في سلسة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية.


بعد انتصار عسكري في أكتوبر عام 1973، تلاه معاهدة السلام فى مارس عام 1979، ثم معركة دبلوماسية وقانونية صعبة، لتكتمل هذه الجهود بانسحاب إسرائيل ورفع العلم المصري على سيناء فى 25 إبريل 1982.
مر تحرير سينا كاملة بـ3 محطات، البداية كانت النتيجة المباشرة لحرب أكتوبر 1973 والمرحلتان الثانية والثالثة في إطار معاهدة السلام 1979.
المرحلة الأولى وتم خلالها تحرير 8000 كيلومتر، وفيها تم استرداد منطقة المضايق الاستراتيجية وحقول البترول الغنية، المرحلة الثانية وتم خلالها تحرير 32000 كيلو متر من سيناء لتصبح ثلثى سيناء محررة، المرحلة الثالثة والأخيرة وفيها أتمت إسرائيل الإنسحاب إلى خط الحدود الدولية الشرقية لمصر وتحرير 21000 كيلومتر، ففي يوم 25 إبريل 1982 تم تحرير كل أراضي سيناء فيما عدا كيلو متر مربع واحد متمثلا في طابا.
وخاضت مصر مع إسرائيل معركة دبلوماسية طويلة ومرهقة لمدة ست سنوات انتهت بتحكيم دولي حكم لصالح مصر بسيادتها على أرض طابا ورفع عليها العلم في مارس 1989.
لم تكن قضية طابا آخر بقعة من التراب الوطني تمت إعادتها إلى أحضان الوطن الأم مصر من خلال مفاوضات شاقة ومضنية، ولكنها تعتبر نموذجا للالتزام الوطنى ورمزا لاحترام السيادة الوطنية وتطبيقا لمبدأ عدم التفريط فى ذرة من تراب مصر الوطنى مهما كلفها من تضحيات جسام، وقد أرسى نصر أكتوبر 1973، الذي حققه خير أجناد الأرض ضد الجيش الذى لا يقهر وكسر أسطورته المزعومة، القواعد الشرعية لاستئناف الصراع بين العرب واسرائيل باستخدام القنوات السياسية حيث قامت مصر بدور دبلوماسي وسياسي متميز فى سبيل عودة طاباإلي سيناء لنحتفل كل عام بانتصار مصر عسكرياً ودبلوماسياً علي غطرسة إحتلال كان يظن أنه الأقوي وأن جيشه لا يقهر فلقنه بواسل مصر درساً لا ينسي في ذاكرة التاريخ .

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

إلهام ابو الفتح تكتب: هل يلتئم الجرح ؟

تظل فلسطين الجرح الغائر في قلب الأمة العربية والعالم الإسلامي، هل يلتئم الجرح ؟ 

مع تصاعد الأزمة الفلسطينية وتصريحات ترامب الأخيرة بتهجير الفلسطينيين وتحويل غزة الي ريفيرا الشرق الأوسط ، جاءت التحركات العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كضوء أمل وسط الظلام، محاولة لوقف النزيف الفلسطيني، وإعادة الحياة إلى ما تبقى من البيوت المدمرة والقلوب المكلومة. لم تكن هذه التحركات مجرد بيانات أو مواقف دبلوماسية، بل جاءت خطوات عملية، من الإصرار علي رفض تصريحات ترامب  وعقد القمة العربية الطارئة في القاهرة ثم الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، حيث تم وضع رؤية عربية وإسلامية واضحة لدعم فلسطين وإعادة إعمار غزة

وخطة مصر لإعادة إعمار غزة. لا تقتصر فقط على إعادة البناء، بل تؤكد بقاء الفلسطينيين بأراضيهم، وإنشاء لجنة مستقلة لحكم القطاع، بالإضافة إلى تدريب كوادر أمنية فلسطينية لتولي مسؤولية حفظ الأمن. وأن تحقيق السلام لا يمكن أن يتم دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة،  وأن مصر ستستضيف مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار غزة الشهر القادم.

وفي خطوة تدعم رؤية مصر، عقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً طارئاً في جدة، أعلنت خلاله تبنيها للخطة المصرية، وأن دعم خطة مصر ضرورة قصوى ، مع أهمية تأمين التمويل اللازم لضمان نجاح الخطة، ضمن إطار سياسي واقتصادي متكامل يهدف إلى تحقيق رؤية حل الدولتين. 

اعتقد ان توحيد الرؤي ودعم الخطة المصرية ووقوف العرب والدول الإسلامية يدا واحدة سيدعم الخطة المصرية ويفرضها علي العالم كله خاصة امريكا التي تقف وقفة ظالمة تصر فيها علي تهجير قصري لشعب كل ذنبه انه يدافع عن ارضه وحقه في الحياة 

لن يسمح العرب باغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني أو تهجيره قسرياً من أرضه. إن إعادة الإعمار ستكون بمشاركة الجميع، وبوجود الفلسطينيين على أرضهم، ولن يقبل أحد بانتزاعهم من وطنهم. ولن يضيع حق وراءه مطالب.. فهل يلتئم الجرح !

مقالات مشابهة

  • دفاع النواب في ذكرى العاشر من رمضان: الجيش المصري هو الحصن المنيع
  • مصر أكتوبر: ذكرى انتصار العاشر من رمضان ستظل علامة مضيئة في تاريخ الوطن
  • نائب: ذكرى العاشر من رمضان جسدت قدرة الشعب المصري على تحقيق المستحيل
  • ذكرى العاشر من رمضان.. يوم خالد في ذاكرة الأمة المصرية
  • "أكفل استر وجوز".. دعم زواج عدد 1973 فتاة يتيمة بمحافظة الفيوم
  • مجمع البحوث الإسلامية يهنئ الشعب المصري والقوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصارات رمضان
  • في عز صيامهم.. انتصار أبطال الجيش المصري في العاشر من رمضان على العدو الإسرائيلي.. كواليس الانتصار العظيم
  • في ذكرى رحيله.. كيف دعم البابا كيرلس السادس الجيش المصري في الأوقات الصعبة؟
  • إلهام ابو الفتح تكتب: هل يلتئم الجرح ؟
  • ريهام العادلي تكتب: يوم المرأة العالمي.. تاريخ وطموحات