سواليف:
2024-11-22@07:52:47 GMT

شهادة معاصر

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

# شهادة_معاصر

د. #هاشم_غرايبة

هنالك مقولة مفسدة قالها الخبثاء وصدق بها الجبناء، وهي: “ليس كل ما يعلم يقال”، وشجعت على انتشار الشياطين الخرساء، كونها سكتت عن الحق.
بالمقابل هنالك الشجعان الذين قالوا الحق، ففندوا الباطل الذي يتبناه الظالمون دائما ليدحضوا به الحق ويضللوا الشعوب، فقد سمعت للشيخ عبدالله النفيسي أنه نصح المسؤولين الكويتيين عندما نشبت الأزمة المعروفة بأزمة الخليج، بما أن الخلاف مع صدام كان ماليا وبحدود عشرة مليارات، وهو قيمة القرض الذي قدمته الكويت للعراق إبان حربه مع إيران بين عامي 1980 – 1987، فنصحه كان بمسامحة العراق بالدين أو تأجيله الى ميسره، لأن ما كان واضحا لذوي الألباب أن هنالك تأزيم مقصود، مما سيكلف الكويت عشرة أضعاف المبلغ.


بالطبع ما كان يخشاه الناصح الأمين حدث، وحصل أكثر بكثير مما يخشاه.. فباحتلال الغرب للعراق سقط الحصن المنيع فانهارت الأمة جميعها، إضافة الى خسارة دول الخليج مئات المليارات.
ولما كانت تلك المرحلة شابتها الضبابية لاستفراد الظالمين (الغرب المستعمر) وأتباعهم من الأنظمة العربية، بصياغة الرواية التاريخية بما يتناسب مع هواهم، وعزز ذلك غياب الشهداء بالحق أو تغييبهم ومحاصرة آرائهم، لذا سادت المقولة المضللة القائلة بأن “صدام” هو من تسبب بتلك الكارثة، مما يعني تبرئة من تسببوا بها حقيقة.
لذلك سأقدم شهادتي المتواضعة عن تلك الحقبة، كوني عاصرتها، وكنت متابعا حثيثا لأحداثها، عسى أن تسهم بجلاء الحقيقة ودحض التضليل.
كنت أدرس في بغداد في الفترة ما بين 70 – 75، وعايشت آنذاك النهضة المتسارعة في شتى المجالات، وكنت وقتها شابا متحمسا، أحلم بعودة الأمة الى سابق مجدها، لكني أمقت الاستبداد وقمع الحريات التي ظل العراق يعاني منها، ورغم أن “صدام” كان ما زال نائبا للرئيس آنذاك، إلا أنه كان واضحا أنه الحاكم الفعلي، وأنه رغم فرديته وحبه للعظمة، كان يسعى الى تقدم بلاده وإعادة أمجادها التليدة بالاعتماد على الذات، واستطاع تحقيق تغيير كبير في هذا الاتجاه.
كما أصبح واضحا شعور الغرب بالقلق من تصاعد قوة العراق عسكريا، خوفا على كيانه اللقيط، فسلط عليه الأنظمة العميلة له من الجوانب الأربعة، فأغروه بداية بالحرب مع إيران لاستنزاف القوتين معا، وانتهت بعد سبع سنوات أكلت الأخضر واليابس، إلا أن الغرب لم يمهله لمعرفته بنواياه، خاصة أنه الزعيم العربي الوحيد الذي لم يكن ملتزما بحماية الكيان اللقيط، لذلك حرض الكويت على المطالبة بديونه فورا، وأرفق ذلك بالإيعاز الى الدول النفطية الخليجية بإغراق الأسواق، لتهبط قيمة البرميل الى ما دون 13 دولارا، مما يستحيل معه سداد الدين.
بدأ صدام التفاوض معهم، لتأجيل السداد وهو عالم بحقيقة الدوافع، والتي هي قطعا ليست عن ضائقة مالية ألمت بالخليج، لذلك لم يكن من أوراق لديه الا التهديد باحتلال الكويت، والذي يعلم أن أحدا في الامة لن يؤيده فيه، لذلك فالقرار بالاجتياح كان منه شخصيا، وما أغراه به إلا إشارات السفيرة الأمريكية المضللة، بأن أمريكا لا تتدخل في الخلافات العربية.
في آخر مفاوضات في جدة، كان واضحا أن الخليجيين لديهم تعليمات أمريكية بالتشدد وعدم التنازل، فطرح العراق حلا بتسديد جزء من الدين من قيمة النفط الذي كانت الكويت تستخرجه من حقل الرميلة العراقي المجاور، حيث كانت تحفر الآبار في أرضها بشكل مائل ليصل الى الحقل النفطي في الجانب العراق، لكن ذلك رفض أيضا، ومن هنا كانت نصيحة النفيسي للمسؤولين الكويتيين، لتجنب الفخ الذي سعى الأمريكيون لإيقاع صدام فيه.
فيما بعد، وبعد أن وقع الفأس في الرأس، وخسر العرب جميعا خسارات فادحة، سواء منهم العملاء الخائنون لأمتهم مقابل ثمن بخس هو البقاء على الكرسي العفن، أو المستبدون المهووسون بالعظمة، تبين أنه لو لم يدخل العراق الكويت، لوجدت أمريكا ذريعة أخرى لتدمير العراق، فالغرب ثبت أنه لا يحفظ ودا لعملائه، وليس لديه وفاء لغير مصالحه، والتي تتحدد في بلادنا بحماية الكيان اللقيط وبقائه، لأنه يعلم يقينا أنه كيان مؤقت سيزول، ولن يطيل ذلك البقاء إلا خدمات العملاء من أبناء الأمة له.
فمتى تزول الغشاوة عن العيون، ويعلم المطبعون أن خدماتهم هذه لن تشفع لهم لدى أمريكا، حينما يقيض الله لهذه الأمة المخلصين من متبعي منهجه!؟.

مقالات ذات صلة الحرب ليست مجرد أرقام 2024/04/24

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

نقيب الفلاحين: استيراد البيض التركي هدفه ضبط السوق وليس إغراقه

قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، الخبير الزراعي، نقيب عام الفلاحين: إن استيراد البيض التركي هو قرار وقتي لضبط أسعار البيض في الأسواق ولم يكن هدفه إغراق السوق، لافتًا إلى أن استيراد البيض التركي ساهم في خفض سعر كرتونة البيض من 200 جنيهًا إلى 170 جنيهًا.

وأضاف أبو صدام، أن كرتونة البيض التركي تباع حاليا بـ 150 جنيهًا مقابل 170 جنيهًا لكرتونة البيض المحلي، متابعًا:«حملة التشكيك التي طالت البيض التركي هي حملة مضللة كان هدفها منع انخفاض أسعار البيض المحلي، وأن البيض التركي يتمتع بجودة عالية، وهو صحي وآمن».

وأشار الخبير الزراعي، إلى أن استيراد البيض التركي كان ضروري لانخفاض الإنتاج المحلي وارتفاع أسعار البيض محليًا، إلا أننا ضد سياسة استمرار الاستيراد حرصًا علي الإنتاج المحلي وحفاظًا عليه من الانهيار ودعما للمنتجين المحليين ومنعا لاستنزاف العملة الصعبة نتيجة الاستيراد.

وأكد نقيب عام الفلاحين، أن الفرق بين البيض التركي والمحلي هو نفس الفرق بين البيض الأبيض والبيض الأحمر وبين بيض المزارع والبيض البلدي الذي تنتجه البيوت الريفية، حيث يرجع الاختلاف لنوع العلف والتغذية التي تتغذي عليها الأمهات البياضة وكذلك سلالة الأمهات نفسها حيث تتميز كل سلاله ببيض له قشره بلون وحجم مختلف.

وطالب أبو صدام، المواطنين بعدم الانسياق وراء الشائعات فكل المنتجات الغذائية التي تعرض في الأسواق تخضع لرقابه شديده وهي أمنه 100% كما نطالب الفلاحين بتنمية إنتاج البيض البلدي في البيوت.

اقرأ أيضاً«نقابة الفلاحين»: وزارة الزراعة نجحت في توفير التقاوي للموسم الشتوي بكافة المحافظات

وزارة الزراعة تطلق 13 منفذا متحركا لبيع المنتجات الغذائية بمحافظة الفيوم

حماة الوطن يطالب وزارة الزراعة بالكشف عن جهود التوسع الأفقي في الرقعة الزراعية

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: هجوم روسيا الصاروخي يمثل تصعيدا واضحا وخطيرا في نطاق الحرب
  • العراق يُعسكر في قطر استعدادا لخليجي الكويت
  • افتتاح مدرسة نموذجية في بوترابة
  • صدام مرتقب بين زوجة لاعب ريال مدريد ومدرب الفريق
  • البارتي يرد على اتهامات عربية - تركمانية بشأن تعداد كركوك: امتداد لعقلية صدام
  • فوز العراق وتعادل الكويت والأردن في تصفيات مونديال 2026
  • العراق يخرج بفوز ثمين من ملعب نظيره العماني وينتظر “الدخان الأبيض” من الكويت
  • تعادل الكويت مع الأردن يمنح العراق المركز الثاني في تصفيات كأس العالم
  • نقيب الفلاحين: استيراد البيض التركي هدفه ضبط السوق وليس إغراقه
  • نقيب الفلاحين: استيراد البيض التركي كان لضبط السوق وليس لإغراقه