شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، على أهمية خفض التوترات بالشرق الأوسط، وتجنب التصعيد العسكري، وإيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة للصراعات في المنطقة.

جاء ذلك في بيان أردني كويتي مشترك صدر، اليوم الأربعاء، في ختام زيارة أمير دولة الكويت إلى الأردن.

وأضاف البيان أنه جري عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، تلتها جلسة موسعة ضمت أعضاء الوفدين، سادتها روح المودة والإخاء التي تُجسد عمق العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، جرى خلالها استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين في مُختلف المجالات، وبحث سبل تعزيزها بما يُلبي طموح وتطلعات الشعبين الشقيقين.

وقدم الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، التهنئة للملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بمناسبة احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لتوليه سلطاته الدستورية.

وبحث الرئيسان سبل تعزيز العمل العربي المشترك الهادف لمواجهة التحديات الناشئة والمستجدة وخدمة القضايا العربية، وتناول اللقاء العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، إذ أعربا عن اعتزازهما بمستوى العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع الأردن والكويت، وعن حرصهما على البناء على تلك العلاقات لتوطيد آليات التعاون في شتى المجالات وصولاً لتحقيق التكامل المنشود.

وأشادا بما تحقق من تعاون في قطاعات الاستثمار والسياحة، وبحثا سبل زيادة التبادل التجاري بين البلدين، موجهين المسؤولين في البلدين إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بتشجيع المستثمرين ورجال الأعمال على استكشاف الفرص والإمكانيات المتاحة في الميادين الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، واستكمال الاتفاقيات التي تتيح ذلك، فضلا عن توسيع التعاون المشترك ليشمل قطاعات أخرى.

كما وجه الزعيمان إلى بدء التحضير للدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة، المزمع عقدها خلال العام الجاري في دولة الكويت.

وأكدا دعمهما للأمن والاستقرار في المنطقة، وأهمية تَغليب الحوار والحلول الدبلوماسية في حل الخلافات والنزاعات، وأهمية فتح قنوات التواصل لبناء جسور الشراكة والتعاون وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي حرصا على استدامة النمو والاستقرار والسلم في المنطقة، مؤكدين في الوقت ذاته أهمية احترام سيادة الدول على أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وبحث الزعيمان التطورات التي تشهدها المنطقة، مؤكدين حاجة المجتمع الدولي الملحة، وخاصة مجلس الأمن، إلى اتخاذ قرار يفرض الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بكل الطرق الممكنة، ومنع المزيد من التصعيد، معربين في الوقت ذاته عن رفضهما لكل ما يؤدي إلى توسيع الحرب أو الهجمات البرية على رفح، أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وجددا التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن التوصل لحل عادل لها، يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم.

وشددا على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وأكد العاهل الأردني وأمير الكويت، أهمية أمن واستقرار الملاحة في الممرات البحرية بالمنطقة، وفقاً لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، حفاظاً على مصالح دول العالم أجمع. وأكدا في الوقت ذاته أهمية احترام الاتفاقيات المُبرمة، والترتيبات الثنائية المعقودة

فيما بين دول المنطقة، وكون تلك الاتفاقيات والترتيبات عنصراً أساسياً في تحقيق التكامل المنشود لدولها.

كما أكدا ضرورة الالتزام باتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله، الموقعة بين دولة الكويت وجمهورية العراق بتاريخ 29 أبريل 2012، والتي دخلت حيز النفاذ بتاريخ 5 ديسمبر 2013 بعد المصادقة عليها من قبل كلا البلدين، والتي تم إيداعها بشكل مشترك لدى الأمم المتحدة بتاريخ 18 ديسمبر 2013، وهي الاتفاقية التي تنظم عملية الملاحة في ممر خور عبد الله المائي، وتُساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي، الذي تنشده دول المنطقة كافة.

في سياقٍ مُتصل- أكد الزعيمان ضرورة الالتزام ببروتوكول المبادلة الأمنية، وإعادة العراق النظر بقرار إلغاء البروتوكول الموقع مع دولة الكويت في عام 2008، والذي تضمنت بنوده آلية محددة للتعديل والإلغاء لم يتم العمل بموجبها، مشددين في الوقت ذاته على أهمية بروتوكول المبادلة الأمني في ضمان أمن وسلامة ممر خور عبد الله المائي، وتأمينه من أية نشاطات تقوم بها الجماعات الإرهابية، أو الإجرامية المنظمة العابرة للحدود الوطنية.

وأشارا إلى أهمية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية - العراقية لما بعد العلامة رقم 162، وذلك وفقاً للمواثيق والمعاهدات الأُممية ذات الصلة، مؤكدين في الوقت ذاته حتمية احترام سيادة دولة الكويت على حدودها البحرية والبرية كافة، وذلك على النحو الوارد بقرار مجلس الأمن رقم 833 لعام 1993.

كما أكد الزعيمان أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة الكويتية - السعودية، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة، وفقاً لأحكام القانون الدولي واستناداً إلى الاتفاقيات المبرمة والنافذة بينهما، والتأكيد على الرفض القاطع لأية ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحقل أو المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بحدودها المعينة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية.

ومنح الملك عبد الله الثاني، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح قلادة الحسين بن علي، تعميقاً وتجسيداً للعلاقات المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين.

اقرأ أيضاًالعاهل الأردني يؤكد لـ ولي العهد السعودي ضرورة إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية

العاهل الأردني يؤكد لرئيس وزراء إسبانيا ضرورة وقف الحرب على غزة وحماية المدنيين

العاهل الأردني يكرم منتخب بلاده لكرة القدم عقب حصوله على وصيف بطولة كأس آسيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أمير الكويت إسرائيل العاهل الأردني القضية الفلسطينية غزة فلسطين الشیخ مشعل الأحمد الجابر الصباح العاهل الأردنی دولة الکویت بین البلدین فی المنطقة عبد الله

إقرأ أيضاً:

تفاصيل إصابة 18 جنديا من جيش الاحتلال بصواريخ حزب الله

كشفت وسائل إعلام عبرية، تفاصيل إصابة 18 جنديًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد هجوم طائرة مسيرة تابعة لحزب الله شمال الأراضي المحتلة في هضبة الجولان على الحدود اللبنانية، إثنان منهم في حالة خطيرة، وفق ما نقلت قناة القاهرة الاخبارية.

إصابة 18 من جنود الاحتلال

وبحسب صحيفة يديعوت إحرونوت العبرية، فأن الحادث وقع في وقت سابق من أمس الأحد، حيث شن حزب الله هجوما بطائرة مسيرة استطاعت اختراق أنظمة الأمن فلم تنطلق صافرات الإنذار.

وأضافت أن حزب الله أعلن مسئوليته عن الهجوم، مؤكدًا أنه كان يستهدف موقع عسكريًا إسرائيليًا، وذلك ردًا على العمليات التي يشنها جيش الاحتلال على لبنان في وقت سابق.

وقد انفجرت الطائرة المسيرة في أحد المناطق العسكرية في شمال الأراضي المحتلة، مما أسفر عن إصابة 18 جندي من جيش الاحتلال اثنان منهم في حالة خطيرة، وتم نقلهم إلى المستشفى العسكري.

مخاوف من حرب إقليمية

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تصاعدت حدة التوترات بين جيش الاحتلال وحزب الله، حيث يتم شن هجوم متبادل بشكل يومي تقريبًا، وقد تصاعدات حدة التوترات في  الفترة الأخيرة، وسط مخاوف من نشوب حرب واسعة، قد تؤدى إلى نزاع إقليمي.

وبحسب تقرير أعدته فرانس برس، فقد أسفر هجوم جيش الاحتلال على حزب الله عن مقتل نحو 482 شخص، معظمهم من المدنيين.

بينما أقر جيش لاحتلال أن هجوم حزب الله أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 25 جنديا وضابطا، وبينهم مدنيين.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والهجرة الجديد: مصر دولة ذات ريادة إقليمية وركيزة الاستقرار بالمنطقة
  • وزير الخارجية والهجرة الجديد: مصر دولة ذات ريادة إقليمية وتعد ركيزة الاستقرار بالمنطقة
  • وزير الخارجية والهجرة: مصر دولة ذات ريادة إقليمية وتعد ركيزة الاستقرار بالمنطقة
  • الخارجية الأميركية: بلينكن شدد لنظيره الأردني على التزام واشنطن بإقامة دولة فلسطينية مع ضمانات أمنية لإسرائيل
  • كلمة أبو الغيط في مؤتمر الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية بالمنطقة العربية
  • مصر تحقق أعلى إيرادات سياحية خلال النصف الأول من 2024 رغم التوترات في المنطقة
  • سفير كندا بالقاهرة: مصر تعمل بشكل جيد من أجل حفظ السلام بالمنطقة
  • البحرين تؤكد ضرورة تجنب التصعيد العسكري على حدود لبنان وإسرائيل لعدم اتساع دائرة النزاع
  • القيادة تعزي أمير دولة الكويت في وفاة الشيخة سهيره الأحمد الجابر الصباح
  • تفاصيل إصابة 18 جنديا من جيش الاحتلال بصواريخ حزب الله