عربي21:
2025-02-01@17:38:11 GMT

الوحدة النقدية لمجموعة البريكس

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

أعلن وزير المال البرازيلي فرناندو حداد، خلال مؤتمر "الربيع" لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أن الاهتمام الأكبر حاليا لمجموعة البريكس هو قدرة الأعضاء على التداول بالعملات المحلية، مشيرا إلى أن هذا أمر يمكن استخدامه على المدى القصير لتطوير التجارة الإقليمية، وأن بلاده تستكشف هذا الاحتمال بنشاط، وفي الوقت نفسه أكد على بعض التعقيدات والتحديات التي تتطلب المزيد من النقاش في ذلك الموضوع.



ويأتي هذا التصريح في ظل نقاش مستمر بين دول بريكس حول السير قدما في تنفيذ هذه الخطوة، واستخدام الأدوات المالية البديلة لتعزيز التجارة بين أعضائها، حيث صرح النائب الأول لرئيس البنك المركزي الروسي، أولغا سكوروبوغاتوفا، بأن بنك روسيا دعا دول "بريكس" والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، للاتفاق على إنشاء خدمات مالية وغير مالية سلسة للتسويات. كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو مهتمة بزيادة دور دول بريكس في الأنظمة النقدية والمالية والتجارية الدولية، وتطوير التعاون بين البنوك، وتوسيع استخدام العملات الوطنية، وتوحيد الجهود لإنشاء وكالة تصنيف وبورصة خاصة بها.

تبدو أهمية هذه المجموعة من كونها تتضمن قوى عالمية كبرى، مثل الصين وروسيا، ودولا تعد من الكبرى في قاراتها مثل جنوب أفريقيا والبرازيل. كما أن عدد سكان المجموعة يمثل حجما ليس هيّنا، حيث يصل إلى نحو 3.5 مليار نسمة، أي حوالي 45 في المئة من سكان العالم. كما تبلغ قيمة اقتصادياتها مجتمعة أكثر من 28.5 تريليون دولار، أي حوالي 28 في المئة من الاقتصاد العالمي، وكذلك يبلغ إنتاجها نحو 44 في المئة من النفط الخام
وقد تأسست مجموعة البريكس من أربع دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين، حيث اتفقت على إنشاء مجموعة أطلقت عليها "بريك" مستخدمة الحرف الأول من اسم كل دولة عام 2006. ثم انضمت جنوب أفريقيا إلى المجموعة في عام 2010، ليصبح الاسم "بريكس"، ثم انضمت مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى المجموعة في 1 كانون الثاني/ يناير 2024.

وتبدو أهمية هذه المجموعة من كونها تتضمن قوى عالمية كبرى، مثل الصين وروسيا، ودولا تعد من الكبرى في قاراتها مثل جنوب أفريقيا والبرازيل. كما أن عدد سكان المجموعة يمثل حجما ليس هيّنا، حيث يصل إلى نحو 3.5 مليار نسمة، أي حوالي 45 في المئة من سكان العالم. كما تبلغ قيمة اقتصادياتها مجتمعة أكثر من 28.5 تريليون دولار، أي حوالي 28 في المئة من الاقتصاد العالمي، وكذلك يبلغ إنتاجها نحو 44 في المئة من النفط الخام في العالم. وكل ذلك يبرز المكانة الاقتصادية لهذه المجموعة.

وهذا التوجه من مجموعة البريكس نحو التداول بالعملات الوطنية يعد خطوة جيدة ومتدرجة في الاتجاه الصحيح، خاصة وأنها ما زالت تستخدم الدولار في معاملاتها، وهي في الوقت نفسه تمتلك مقومات وقدرات وتنوع في إنتاجها، وهو الأمر الذي يحقق التكامل فيما بينها، ويسهم في تحسين موازين مدفوعاتها، واستقرار عملاتها، ويخرجها من دعم الدولار كعملة تسويات دولية مسيطرة، إلى الحيلولة دون هيمنته عالميا من خلال تحييده وعدم تعاملها به.

إن الدولار كعملة تسويات دولية فرض فرضا بدون منطق اقتصادي على العالم لا سيما بعد إلغاء التحويل الدولي من دولار إلى ذهب من خلال صدمة الرئيس الأمريكي نيكسون في العام ١٩٧١م، وهذه العملة التي لا تساوي في حقيقتها سوى سنتات معدودة اكتسبت قيمتها النقدية بفعل سياسة البترودولار والغطاء الضمني لهذه العملة من خلال مبيعات النفط بها وما نتج عن إلغاء الغطاء الذهبي للدولار؛ من تحول البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى بنك مركزي للعالم يستخدم الدولار وفقا لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية ولا يعبأ بالدول الأخرى، في ظل منطق القوة العسكرية الأمريكية والهيمنة الاقتصادية التي لا تقبل الولايات المتحدة بديلا لها.

إن توجه مجموعة البريكس نحو التعامل بالعملات الوطنية هو فرصة لإثبات وجودها وقدرتها على المنافسة عالميا وإزاحة التعامل بالدولار تدريجيا، وهذا الأمر ليس مفروشا بالورود بل تقف أمامه عقبات؛ في مقدمتها دفاع الولايات المتحدة الأمريكية عن عملاتها لأنها تعتبر إزاحة الدولار من المعاملات الدولية إزاحة للإمبراطورية الأمريكية وفقدان مصدر قوتها الاقتصادي جنبا إلى جنب مع قوتها العسكرية.

كما أن مجموعة البريكس فيها نقطة ضعف ممثلة في عدم تجانس هذه الدول، فبعضها يريد تصفية حساباته مع الولايات المتحدة الأمريكية مثل روسيا وإيران، والبعض الآخر له علاقات تحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية كالهند ومصر والإمارات، ومنها من يريد التنافس والهيمنة كالصين. خطوة التعامل بالعملات المحلية لدول البريكس إن كتب لها النجاح ستكون دافعا لدخول دول أخرى في المجموعة واتساع نطاقها، كما أنها ستكون مصدر قوة للمجموعة للاتجاه نحو عملة نقدية موحدة، تبدأ في التجارة الدولية فيما بينها، ثم تصبح العملة المتداولة في دول المجموعة، ووقتها لن يصمد الدولار طويلالذا فإن نجاح مجموعة البريكس فيما تصبو إليه يحتاج إلى إذابة هذه الفوارق بين هذه الدول وفق استراتيجية واضحة المعالم، وإرادة سياسية قادرة على اتخاذ القرار الوطني والثبات في تنفيذه، حتى لا تهدم دول المجموعة من داخلها.

إن خطوة التعامل بالعملات المحلية لدول البريكس إن كتب لها النجاح ستكون دافعا لدخول دول أخرى في المجموعة واتساع نطاقها، كما أنها ستكون مصدر قوة للمجموعة للاتجاه نحو عملة نقدية موحدة، تبدأ في التجارة الدولية فيما بينها، ثم تصبح العملة المتداولة في دول المجموعة، ووقتها لن يصمد الدولار طويلا. ويعرف العالم طريقه للخروج من عباءة النظام النقدي العالمي الذي تسيره الولايات المتحدة بقوتها والمؤسسات الدولية التي تخضع لهيمنتها من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وقد فطنت البريكس إلى الدور الاستعبادي لتلك المؤسسات فأسست في العام ٢٠١٤ بنك التنمية الجديد لإقراض دولها.

ومع ذلك ورغم الأمل الذي تظهره مجموعة البريكس، إلا أن المخاوف تحيط بذلك الأمر إذا سعت الدول الكبرى في المجموعة وفي مقدمتها الصين إلى تعظيم منافعها على حساب الدول الصغرى، أو سعت دول أخرى كروسيا إلى تعظيم منافعها باستغلال المجموعة في مجابهة الغرب في ظل الحرب الروسية الأوكرانية. ولعل الأيام القادمة تكشف عن طبيعة ومدى قوة التجانس والتعاضد بين أعضاء المجموعة والإرادة نحو تحقيق أغراضها لصالح الجميع، بتشجيع التعاون والتكامل الاقتصادي العادل بين دولها.

twitter.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه البريكس الاقتصادي الدولار اقتصاد امريكا الدولار بريكس تكتلات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأمریکیة مجموعة البریکس فی المئة من کما أن

إقرأ أيضاً:

مجموعة الأزمات: التمرد في غوما بالكونغو الديمقراطية قد يؤدي إلى حرب إقليمية

قالت مجموعة الأزمات الدولية إن متمردي "حركة إم 23" -المدعومة من رواندا– اجتاحوا مدينة غوما عاصمة إقليم شمال كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسيطروا على المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة.

وأضافت المجموعة -في تقرير على موقعها الإلكتروني بعنوان "سقوط غوما في الكونغو الديمقراطية"- أن هذا التطور يمثل تصعيدا دراماتيكيا في الأزمة المستمرة منذ مدة طويلة، فقد أدى القتال إلى نزوح أكثر من مليوني شخص من ديارهم، وتعريض الآلاف في أنحاء غوما للانتهاكات من قبل المليشيا المختلفة.

إنكار ودلائل

وأكدت المجموعة في تقريرها أن الهدف من هذا التحرك هو توسيع النفوذ وزيادة الضغط على العاصمة كينشاسا لإجبارها على تقديم تنازلات سياسية وعسكرية.

وعلى الجانب الآخر، ذكر التقرير أن رواندا المجاورة نفت أي دور لها في الأزمة، مؤكدة أن الوضع شأن داخلي في الكونغو.

ومع ذلك، تشير الأدلة التي جمعتها مصادر الأمم المتحدة ومجموعة الأزمات إلى وجود أكثر من 4 آلاف جندي رواندي في كيفو الشمالية، مما يؤكد انخراط كيغالي العسكري في المنطقة.

ومع الانهيار السريع للدفاعات الكونغولية، ترى مجموعة الأزمات أن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي يجد نفسه أمام أزمة سياسية وعسكرية غير مسبوقة، خاصة بعد فشل قواته في الاحتفاظ بأكبر معاقلها في الشرق.

إعلان

وأضافت المجموعة أنه وفقا لمصادر أمنية، فإن الجيش الكونغولي لم يكن مجهزا لمواجهة "حركة إم 23" التي حصلت على دعم عسكري ولوجستي من رواندا، عزز قدراتها القتالية.

ورغم إرسال ألفي جندي من بوروندي لدعم الدفاعات الكونغولية قبل سقوط مدينة غوما، فإن هذه التعزيزات لم تكن كافية لوقف تقدم المتمردين.

وساطات متعثرة

ومع تصاعد الأزمة، تتجه الأنظار إلى المساعي الدبلوماسية الرامية إلى احتواء التصعيد العسكري، فقد دعت مجموعة شرق أفريقيا بقيادة الرئيس الكيني وليام روتو إلى عقد محادثات طارئة في 29 يناير/كانون الثاني الجاري، بحضور قادة الكونغو ورواندا وأنغولا، في محاولة لإيجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر.

لكن فرص نجاح هذه المفاوضات ضئيلة، في ظل استمرار رواندا في دعم "حركة إم 23″، ورفض كينشاسا التفاوض المباشر مع المتمردين، معتبرة إياهم أداة بيد كيغالي، وفقا لمجموعة الأزمات الدولية.

وأشار التقرير نفسه إلى أن هناك اقتراحا بإنشاء إدارة مؤقتة لمدينة غوما بإشراف قوة أفريقية محايدة، لكن هذا السيناريو يتطلب موافقة رواندا وكينشاسا معا، وهو أمر لا يزال غير متفق عليه.

تداعيات إقليمية

وحذرت مجموعة الأزمات من أن فشل المفاوضات قد يدفع المنطقة إلى حرب واسعة النطاق، خاصة مع العوامل التالية:

أولا: تصاعد التوتر بين رواندا وبوروندي اللتين تواجهان خلافات عرقية وسياسية تعود لعقود مضت. ثانيا: احتمال تدخل دول شرق أفريقيا عسكريا لمنع "حركة إم 23" من السيطرة على مدينة بوكافو (شرقي الكونغو)، مما قد يؤدي إلى صراع واسع النطاق. ثالثا: اقتراح مجموعة شرق أفريقيا نشر قوات جديدة لاحتواء الأزمة، لكن ذلك يواجه عقبات دبلوماسية.

وأضاف تقرير المجموعة أن هناك تقارير استخباراتية تشير إلى أن كيغالي تسعى إلى ترسيخ سيطرتها على كيفو الشمالية، ليس فقط عبر "حركة إم 23″، بل أيضا من خلال تشكيل تحالفات مع متمردين محليين، في خطوة تهدف إلى إعادة رسم موازين القوى في شرق الكونغو.

مقاتلون من "حركة إم 23" في نقطة مراقبة بشمال كيفو شرقي الكونغو الديمقراطية (الجزيرة) المسار المقبل

ومع تعقد الأزمة، ترى المجموعة أن جميع الخيارات تبقى مطروحة، في وقت تسعى فيه كينشاسا إلى حشد دعم إقليمي ودولي لاستعادة السيطرة، وفي ظل استمرار رواندا و"حركة إم 23″ في تعزيز نفوذهما الميداني.

إعلان

ويؤكد تقرير مجموعة الأزمات أن تحقيق الاستقرار في غوما ومنع أي تصعيد داخلها يجب أن يكون أولوية، مشددة على أن الحلول المستدامة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر طاولة المفاوضات، وليس بالتصعيد العسكري.

كذلك شدد على ضرورة إشراك جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك كينشاسا ورواندا وأنغولا التي تدير مسار وساطة منفصلا بطلب من الاتحاد الأفريقي لضمان حل شامل ومستدام.

وفي إطار الجهود الدبلوماسية، دعت المجموعة إلى تعاون وثيق بين الدبلوماسيين الإقليميين والأمم المتحدة لإنشاء ممرات إنسانية تضمن وصول المساعدات إلى آلاف المدنيين المحاصرين.

وعلى الصعيد الدولي، شددت مجموعة الأزمات على ضرورة دعم هذا المسار من قبل القوى الفاعلة، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مع توجيه تحذيرات واضحة إلى كيغالي بشأن أخطار التوغل العسكري داخل الكونغو، لما قد يترتب عليه من تداعيات إقليمية خطيرة.

يذكر أن "إم 23" هي حركة مسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أُسّست عام 2012 بعد فشل اتفاق تم توقيعه عام 2009 بين الحكومة والمتمردين، وتوصف بأنها الجناح المسلح لإثنية التوتسي التي يواجه قادتها اتهامات بأن لهم ارتباطات بحكومة رواندا.

وبعد أشهر من السيطرة على مناطق واسعة من منطقة كيفو الشمالية، تعرضت هذه الحركة لهزائم ساحقة عام 2013، ثم عادت للظهور بقوة منذ عام 2021.

كذلك خاضت "إم 23" معارك ضارية ضد الجيش الكونغولي طوال عام 2024، وارتفعت وتيرة المعارك في ديسمبر/كانون الأول وتسببت في نزوح أعداد كبيرة وخلّفت معاناة إنسانية.

مقالات مشابهة

  • خبير: ترامب يعتقد أن مجموعة البريكس تشكل خطر علي الهيمنة الاقتصادية ال
  • إعلان مجموعة لاهاي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين
  • الرئاسة الروسية : مجموعة البريكس لا تنوي إنشاء عملة مشتركة
  • ترامب يهدد دول البريكس بـ تعريفات جمركية بنسبة 100%
  • رئيس هيئة قناة السويس يبحث سبل تعزيز التعاون المشترك مع مجموعة ميرسك
  • ترامب يُهدد دول البريكس في حالة تغيير العملة الرسمية: «فرض جمارك بنسبة 100%»
  • الولايات المتحدة ستلتزم مجموعة بريكس الالتزام بعدم إطلاق عملة جديدة
  • مجددا.. ترامب يتوعد دول البريكس إذا ابتعدت عن الدولار
  • «الغرف التجارية العراقية»: ظهور «البريكس» أبعد تسيد الدولار واليورو للاقتصاد العالمي
  • مجموعة الأزمات: التمرد في غوما بالكونغو الديمقراطية قد يؤدي إلى حرب إقليمية