هيئة الكتاب تصدر «المدسوس» ومسرحيات أخرى لـ يس الضوي
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاس الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة الإبداع المسرحي، مسرحية «المدسوس ومسرحيات أخرى» للكاتب يس الضوي.
يضم الكتاب ثلاث مسرحيات، وهم «ونيسة، المدسوس، ورفيق» للكاتب المسرحي يس الضوي، وتنطوي على جهد وخيال إبداعي كثيف ومتعدد، فهي أولا تحتفي بصراع شخصياتها الحادة كحجر الصوان وانفعالاتها المكتومة كجوف كهوف الجبل السرية ولا يكتفي بلهجتها الجنوبية المشغولة على مهل وتؤدة، باستعمالاتها المجهولة لأهل الحضر، مع صرامتها التي تجرح بقدر ما تكشف.
وهي ثانيًا نصوص لا تفلت من أسر حرفية كاتبها الذي يتميز كمخرج مسرحي قدير في الآن نفسه؛ لذا نراه يصف المشهد بدقة من يقوم على تنفيذه فوق الخشبة، ويرسم حركات شخصياته بجلاء ووضوح، حتى الإيماءات والالتفافات العابرة تشغله وتستوقفه.
وهي ثالثًا تقوم على ما هو جدير بالعناية النقدية، فإرشادات الكاتب وإيضاحاته لا تمليها دقة كاتب مهووس بالإخراج وحسب، بل هي ضمن قناعة حرفي متمرس يدرك أن نص القراءة لا بد أن يحتشد بجماليات تضيف لدراماه كنص مقروء مثل الجماليات الخاصة بالعرض المسرحي من تمثيل وسينوغرافيا وإخراج التي تعمل على إضاءة جوانب النص حين عرضه؛ لذا جاءت إيضاحات الكاتب وإرشاداته ذات صبغة أدبية لافتة تقرب نصوصه من حدود القص وما يكتنزه من جماليات وصف وتصوير ومهارة تعبير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين
إقرأ أيضاً:
نصائح للكاتب الهازئ في إرباك القارئ
في حوار عن الروايات والكتب وعن تأثيرها علينا، تحدثت عن تجربتي منذ عشرة أعوام حين فشل أحد الكتَّاب في أن ينال إعجابي كقارئة ، حين كتب رواية فنتازيا شعرت خلال تصفحها بالارتباك الشديد وعدم قدرتي على فهم الأحداث رغم وضوح الفكرة، ما أبعدني عن القراءة لفترة كنت حينها بحاجة لهذه العادة للتغلب على العديد من المشكلات في ذلك الوقت، ولذلك لم أعد أهتم بما ينشر، أو باسمه أصلًا، لأني حمَّلته وزر هذا الارتباك.
وفي الحقيقة هناك الكثيرين مثلي الذين يجبروا أنفسهم على إنهاء الكتاب رغم الشعور بالارتباك والشعور بالذنب، لوضعه جانبًا لأنه إما لكثرة معجبي كاتبه، أو لأنه نال دعاية واسعة وقع القارئ فيها ضحية تلك البهرجة حوله، ولهذا عليه أن ينهيه، ولهذا علي كقارئة مساعدة الكاتب في إفساد الذائقة الأدبية، وتقليل نسبة الوعي ومحو مجتمع القراءة “ماهي كده كده بايظه”.
فأول ما تفعله عزيزي الكاتب، هو تكرار الأخطاء الإملائية واللغوية، أحذف أحرف وضع كلمات بدل أخرى، ولا مانع من كتابة صفحة كاملة باللغة العامية لأن هذا لايجعل القارئ يرتبك فقط، بل يشعره بالتشتُّت والحيرة، ولو كنت مترجمًا، لا تقم بتوضيح معاني الكلمات، أو تضع الهوامش، اترك للقارئ مهمة البحث، أو لايهم، ولدور النشر كذلك، النصيب الأكبر، فالأفضل دائمًا ترجمة الكتب العالمية، وتغيير عناوينها بالكامل، فهذا يجلب المال من نفس القصة التي كُتبت منذ ما يزيد عن ثمانين عامًا.
ليس هذا فحسب، فاستخدام الجُمل الطويلة التي لامعنى لها، وتلك المجزأة غير المنطقية لإضفاء بعض الإثارة على القصة، تساعد كثيرًا في إرباك القارئ، وإن كُنت كاتبًا للرواية أو القصة، فإن أهم حبكة لا تُظهر شخصيتك الرئيسية فيها، إلا بعد تجاوز منتصف القصة، بعد أن يشعر القارئ بالملل، ولا مانع من زيادة عدد الشخصيات، حتى يشعر القارئ وكأنه في حراج بنهار يوم الجمعة، وأكثر إدراج الثغرات في قصتك ، حتى تبدو الحبكة مثل العصيدة المخلوطة بالملوخية.
ومن الأساليب الناجحة لجعل القارئ يشعر بالارتباك، عليك أن تتنقل بين الموضوعات المختلفة، حتى يستمر في تخمين فلان ماذا يقول ويقصده، ولا مانع من إكثار وجهات النظر، فهذا يجعل رأيك سديدًا في أي نقطة تصيب مزاج القارئ.
وأخيرًا، عليك أن تترك القارئ يخمن النهاية، منذ الصفحات الأولى، فهذا يجعلك ذكيًا بإغلاق الكتاب، وعدم إكماله، وأضمن لك مسيرة طويلة من الفشل السعيد، وطي اسمك في هاوية النسيان، لأنك لم تكتب جيدًا.
i1_nuha@