دراسة: الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفا من البشر.. ولكن!
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
توصل باحثون بقيادة علماء من جامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية إلى أن الذكاء الاصطناعي يُشعر الناس بأن هناك أحد يستمع إليهم بصدق أكثر من البشر، وهو تطور يمكن أن يكون مفيدا في مستقبل العلاج النفسي.
وللحصول على هذه النتائج التي نشرت في دورية "بي إن إيه إس" الصادرة من المؤسسة الوطنية للعلوم، تلقى فريق من المشاركين في التجارب نوعين من الرسائل كرد فعل على مشكلات قاموا بسردها سابقا، النوع الأول كتبه إنسان والثاني كتبه الذكاء الاصطناعي.
وبعد ذلك خضع المشاركون لاختبار بشأن أي الرسائل جعلتهم يشعرون بأن صوتهم مسموع وأن الذي أرسل الرسالة متعاطف معهم ويهتم لمشكلاتهم، وهنا جاءت النتائج لتقول إن المشاركين كانوا أميل لاعتبار أن رسائل الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفا.
وإلى جانب ذلك تمكن الذكاء الاصطناعي من رفع درجات الأمل والتخفيف من درجات الضيق لدى المشاركين في التجارب، والأهم من ذلك أنه كان أكثر انضباطا من البشر في تقديم الدعم العاطفي، فلم يبدأ على الفور بتقديم النصائح.
وغالبا ما نميل نحن البشر لتقديم حلول عملية لمشكلات الآخرين على الفور، ونتصور أن المطلوب منا في حالات كهذه هو فقط إيجاد حلول، لكنّ أكثر ما يحتاجه الشخص في هذه الحالة هو الشعور بأن أحدهم يستمع إليه.
وبحسب بيان رسمي صادر من جامعة جنوب كاليفورنيا، فإن هذه النتائج تفتح الباب لدخول الذكاء الاصطناعي إلى نطاق تقديم الدعم العاطفي والاجتماعي، خاصة في عالم يسود فيه وباء الوحدة، وينعزل الناس نفسيا عن بعضهم يوما بعد يوم.
والواقع أن العديد من المحاولات البحثية اهتمت بالسؤال عن إمكانية تقديم الذكاء الاصطناعي للدعم النفسي. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت في دورية "نيتشر" المرموقة، أن روبوتات الدردشة المختصة بالصحة النفسية خفّضت بشكل واضح من أعراض الاكتئاب والضيق لدى المرضى الذين شاركوا في أكثر من 35 تجربة أجرتها الدراسة.
تحديات مستقبليةلكنْ رغم ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه تدخل الذكاء الاصطناعي لتقديم الدعم النفسي على مستوى طبي (في حالة الاضطرابات النفسية)، أو على مستوى عام (في المدارس مثلا للطلاب أو للموظفين في الشركات).
وأول تلك التحديات ترصده دراسة جامعة جنوب كاليفورنيا السالف ذكرها، عندما وجدت أن المشاركين أبلغوا بأنهم لا يشعرون بأي تحسن عندما علموا أن الرسالة جاءت من الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعني أن البشر في حاجة للتعاطف من بشر يشبهونهم.
أما الأمر الآخر الذي يقلق العلماء يتعلق بأخطاء الذكاء الاصطناعي حينما يفهم سياق الحدث بشكل خاطئ، وتلك الأخطاء يمكن أن تُولّد توجيها غير صحيح من البرمجية إلى الإنسان الذي يستخدمها.
ونذكر هنا حالة رجل بلجيكي في مارس/آذار 2023، حينما استخدم أحد برمجيات المحادثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة تغيّر المناخ، فاقترحت عليه بعد نقاش طويل التضحية بنفسه لأجل القضية، وهو ما فعله الرجل.
أضف إلى ذلك أنه لا تزال هناك مشكلة كبرى تتعلق بالخصوصية، فاختراق بيانات تتعلق بأعمق تحديات الإنسان النفسية تظل مشكلة هائلة، خاصة في عصر رقمي أصبح الأمان فيه أمرا عزيزا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
OpenAI تطلق أحدث نسخة من نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-4.1
في خطوة جديدة تؤكد ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق نموذج GPT-4.1، وهو الإصدار الأحدث من سلسلة النماذج المتعددة الوسائط، خلفًا للنموذج الشهير GPT-4o الذي تم الكشف عنه العام الماضي.
و جاء الإعلان خلال بث مباشر عقدته الشركة، حيث أكدت أن GPT‑4.1 يتفوق على سلفه من جميع النواحي تقريبًا، مع تحسينات ضخمة في قدراته البرمجية ودقة تنفيذ التعليمات.
قدرات محسنة وسعة سياقية هائلةواحدة من أبرز مزايا GPT-4.1 هي سعته السياقية الفائقة، إذ يمكن للنموذج الجديد معالجة ما يصل إلى مليون رمز (Token) من النصوص أو الصور أو مقاطع الفيديو ضمن المحادثة الواحدة، متفوقًا بشكل كبير على الحد الأقصى السابق لنموذج GPT-4o البالغ 128 ألف رمز فقط.
وقالت OpenAI في منشور رسمي:"قمنا بتدريب GPT-4.1 ليكون قادرًا على التعامل بكفاءة مع السياقات الطويلة، والتعرف على النصوص المهمة وتجاهل المشتتات، سواء كانت السياقات قصيرة أو ممتدة".
إلى جانب النموذج الرئيسي، أطلقت OpenAI أيضًا إصدارين فرعيين هما، GPT-4.1 Mini: نموذج مدمج وموجه للمطورين الذين يبحثون عن تجربة فعّالة من حيث التكلفة، و إصدار GPT-4.1 Nano: النموذج الأصغر والأسرع والأرخص على الإطلاق من OpenAI حتى الآن، ما يجعله مثاليًا للتطبيقات المحمولة أو ذات الموارد المحدودة.
سعر أقل بنسبة 26% وأداء أفضلمن بين التحسينات الملحوظة في GPT-4.1 هو أنه أرخص بنسبة 26% من GPT-4o، وهي نقطة مهمة في ظل التنافس المتزايد مع نماذج منافسة مثل نموذج DeepSeek الصيني المعروف بكفاءته العالية وتكلفته المنخفضة.
خطة OpenAI للاستغناء عن GPT-4 وGPT-4.5تتزامن هذه الخطوة مع إعلان OpenAI عن خططها لـ إيقاف دعم نموذج GPT-4 داخل ChatGPT بدءًا من 30 أبريل الجاري، بعدما وصفت GPT-4o بأنه "الخليفة الطبيعي" للنموذج الأقدم. كما ستقوم الشركة بإيقاف نسخة المعاينة من GPT-4.5 في واجهة البرمجة API بتاريخ 14 يوليو، مؤكدة أن GPT-4.1 يوفر أداءً متقاربًا أو أفضل بكثير وبسعر أقل وزمن استجابة أسرع.
التحول إلى نماذج التفكير المنطقي o3 وo4وفي سياق متصل، تستعد OpenAI للإعلان عن نسختين جديدتين من نماذج "الاستدلال المنطقي"، هما، النموذج الكامل o3 reasoning، و النموذج المصغر o4 mini reasoning
وقد تم بالفعل رصد إشارات لهذين النموذجين في أحدث إصدار ويب من ChatGPT بواسطة المهندس التقني "تيبور بلاهو".
تأجيل إطلاق GPT-5 إلى موعد لاحقرغم التكهنات السابقة، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، أن إطلاق نموذج GPT-5 قد تأجل لبضعة أشهر أخرى، بعد أن كان من المقرر إطلاقه في مايو، مرجعًا ذلك إلى التحديات التقنية في عملية دمج كافة الخصائص الجديدة بسلاسة.