أيمن الشيوى عميد معهد الفنون المسرحية: أسعى لجذب الجمهور للمسرح القومى بأعمال ترتقى بالذوق العام
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
الدراسة أصقلت موهبتى ولم أبحث عن مناصب يوما ماأتمنى إنشاء مسرح قومى بالعاصمة الإدارية يمثل ثقافة الوطن
فنان يجمع بين الموهبة والدراسة الأكاديمية، نجح فى قيادة هرمين من الأهرامات الفنية بمصر، حيث يتولى عمادة المعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، وكذلك يشغل منصب مدير المسرح القومى.
«الوفد» أجرت حوارا مع الفنان أيمن الشيوى، خريج معهد الفنون المسرحية الذى أصبح عميدا له، والذى أكد فيه أن الدراسة الأكاديمية أثقلت موهبته وجعلته أكثر تنوعا وإبداعا.
وكشف فى حواره عن كواليس أعماله الفنية، الملك لير، همام فى أمستردام، الخواجة عبدالقادر، شيخ العرب همام، أخر ملوك الصعيد، النهاية، قابيل، وآخرها قلع الحجر، الذى عرض فى رمضان المنقضى، مؤكدا أن شخصيته فى فيلم «همام فى أمستردام» سببت له العديد من المشكلات الفنية لكنه تجاوزها، مؤكدا أنه يبحث دائما عن الرسالة التى يقدمها العمل الفنى، والتى يجب أن تكون فى إطار أخلاقى واجتماعى، موضحا أنه مازال يبحث عن من يكتشفه فنيا ويحلم بتقديم العديد من الشخصيات الفنية.
عن عمله الأكاديمى، ورؤيته لتطوير المسرح المصرى، وأعماله الجديدة قال:
- خطتى تعتمد على تقديم عروض ترقى لمستوى المسرح القومى، المسرح الأهم فى جمهورية مصر العربية على مر العصور، وأسعى لإعادة جذب الجمهور وهو ما حدث خلال آخر عرضين قدمهما المسرح القومى، ومنهما عرض «سيدتى أنا» الذى حقق حضورًا كامل العدد لمدة خمسين ليلة عرض متتالية.
وعموما، الأحلام والطموحات التى أرغب فى تنفيذها كثيرة، ولكن الواقع يقيد تلك الطموحات والأحلام، نتيجة لظروف الإنتاج والميزانيات، ولكن أسعى لاستغلال كل الإمكانيات المتاحة وإعادة تدوير الديكور وإعادة تقديم العروض بميزانية حسب الظروف المتاحة.
ا أمام تنفيذ بعض العروض؟
- الدولة لا تبخل على الإنتاج ولكن لدينا حدود فى الإنفاق، لكون أن الدولة تقدم خدمة ثقافية لها عائد مادى بسيط، ولكن نحقق عائدًا ماديًا يساعدنا على أعادة العروض والإنتاج ولا بد أن يكون القطاع الخاص متمثلًا فى البنوك والأندية لها دور لإنتاج مشترك مع الدولة والعالم كله يكون مدعومًا من المؤسسات الخاصة لكون أن صناعة الدراما والسينما أًصبحت جاذبة للفنانين.
- هناك معايير عدة منها لجنة لتقييم العروض وتقوم بقراءة النصوص، لافتا إلى أن سياسية المسرح القومى يقدم الأعمال العظيمة والتى تعبر عن وجدان الشعب المصرى، سواء على المستوى المؤلفين الكبار، وجميع المخرجين الذين يقومون بالإخراج بالمسرح القومى يمثلون الثقافة المصرية، ودائما ما نختار أعمالًا عظيمة تكون من أمهات النصوص وتتم صياغتها وإعادة معالجتها لجذب الجمهور، بعدما اكتشفنا أن الجمهور انصرف عن المسرح فى الفترات الماضية نتيجة حدوث حالة انفصال ما بين المبدع والمتلقى، حيث إن المبدع يقدم مضمونًا عظيمًا وكلاسيكيًا وسط الصراع مع الميديا والإعلام والفضائيات والجمهور لم يجد نفسه، فإننا نعمل على إعادة الجمهور للمسرح والارتقاء بالذوق العام تدريجيا.
- كل دولة لديها المسرح الخاص بها وهناك مهرجانات كثيرة تقام بالدول العربية بمبالغ مالية كبيرة، ونحن نسعى للتعاون معهم وبعض الفنانين المصريين يذهبون لتقديم عروض ومهرجانات، وكذلك فنانون من الوطن العربى يأتون لتقديم عروض ولكن لم نصل لمرحلة الانتاج المشترك ونسعى لذلك سواء مع السعودية أو العراق والأردن والجزائر ولم يتم حتى الآن إنتاج مشترك.
- ملامحى ليست أجنبية، أنا رجل مصرى وملامحى مصرية، وأنا رجل فلاح تربيت فى قرية ومازلت مرتبطًا بها، وأتحدث اللغة العربية، بدليل أننى قدمت شخصية رجل صعيدى بمسلسل قلع الحجر فى السباق الرمضانى لعام 2024، واستمتعت بهذه الشخصية والجمهور شعر بأن الأمر عادى، موضحا أن مصر خليط من الأشكال والثقافات الكثيرة، ولا نستطيع أن نحدد الملامح المصرية فى شكل محدد وهو الأسمر، نتيجة مرور الكثير من الحضارات ما بين الرومان واليونان والأحباش والعرب والذين استمروا لأوقات كثيرة تصل إلى ثلاثمائة وستمائة عام، كل هؤلاء الأجناس اختلطوا بالمصريين، بدليل أننا سنجد فى الصعيد وكل مكان بمصر العيون الخضراء والزرقاء والشعر الأصفر.
ت محببة لك؟
- أنا أحببت الفيلم كعمل فنى، ولكن الشخصية التى قدمتها لم تكن محببة لى، لكون أن الشخصية صعبة ورد فعل الجمهور زاد من صعوبتها أكثر، وحدث رفض وكراهية للشخصية من قبل المشاهدين، مما سبب لى بعض المشاكل وأثر على حياتى الفنية بعد ذلك، خاصة أنه كان أول عمل سينمائى لى، وحظى أننى تمكنت من الدور بشكل قوى مما ترك علامة مع المشاهد بشكل كبير، ولكنى استطعت أن أتجاوز كل هذه الصعوبات بعدما استمر ترشيحى فى الأدوار الشريرة ولكنى رفضت تكرار تلك الأدوار.
- أنا فنان محترف وأقدم جميع الأدوار، ومن حقى أن أقبل أو أرفض الشخصية، ولكن فكرة المعايير تكون دائما مركبة وعملية القبول أو الرفض يحددها الكثير من القواعد منها الشخصية وحجم الإنتاج والإخراج، ولكننى دائما ما أبحث عن الأعمال التى تكون فى إطار أخلاقى وإطار اجتماعى والهدف الذى يقدمه العمل، وهل هناك عمق فى الشخصية بمعنى هناك دراما حقيقية، وهذا ما جعل جميع الأعمال التى شاركت فيها مميزة.
- أحلم بتقديم الكثير من الشخصيات، وأشعر أننى لم أبدأ حتى الآن ولم أكتشف حتى تلك اللحظة، وأبحث عن من يكتشف أيمن الشيوى كفنان ويقدمه بشكل مختلف.
أم الدراما أم السينما؟
- كل منها له ميزته، ولكن جميعها دراما رغم اختلاف الأسماء سواء دراما سينمائية أو دراما مسرحية أو دراما تليفزيونية، وكل منها له متعته الخاصة، لافتا إلى أن المسرح حالة تمتع الممثل، والعمل التليفزيونى أو السينمائى له متعته الخاصة، ولكن الشخصية والدور هو من يحدد أيهما أقرب.
- أنا لم أبحث عن أى عمل إدارى طوال حياتى، ولكن العمل الإدارى فرض علي، بداية من أستاذ ورئيس قسم حتى أصبحت عميدا، ولكن العمل الإدارى يحتاج أن يكون الشخص ذا موهبة وحكمة وتركيز عال وقادرًا على أن يقود مؤسسة، والعمل الإدارى من أصعب ما يكون ويحتاج إلى جهد كبير.
- الدراسة الأكاديمية أضافت كثيرا لى، بداية من دراستى بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ثم ممارستى فن التمثيل والمسرح فى قصور الثقافة والنادى والتحاقى بالمعهد العالى للفنون المسرحية، لافتا أن الدراسة الاكاديمية ثقلت موهبتى وجعلتنى أكثر عمقا فى تخصصى، وأتعرف على مدارس عديدة فى جهات كثيرة، ولابد للفنان الهاوى أن ينفذ ما تعلمه بشكل جيد وسيظل يكرره مدى الحياة، لكن الدراسة الاكاديمية تثرى حياة الفنان بمعلومات كثيرة وأشياء جديدة تجعله أكثر إبداعا وتنوعا بشكل مستمر.
- المعهد العالى للمسرح هو بيتى ومتربى فيه وأعمل به منذ أكثر من ثلاثين عامًا، موضحا أن هناك بعض المشكلات ونعمل على حلها، وأهما أننا نسعى للحصول على مقاييس الجودة وتطوير المناهج التعليمية وتطوير هيئة التدريس، وتسويق الخريجين للمعهد بشكل قوى رغم أنهم منتشرون فى كل مكان ويحققون نجاحات كثيرة جدا، وأسعى لتحويل المكان بؤرة ضوء اشعاع ثقافى وفنى ليس فى مصر فقط ولكن فى الوطن العربى والعالم، لافتا أن الأوروبيين حدث لهم انبهار عند التعامل مع خريجى المعهد، موضحا أننا لدينا فنانون موهوبون جدا لكن للأسف يكون ليس لديهم الفرصة لاكتشاف مواهبهم، ومهمتنا اكتشاف تلك المواهب ومساندتهم وإمداد العالم العربى بالمواهب الفنية.
- نمتلك أفضل مناهج على مستوى العالم، ولكن البعض يتشدق بكلمة المناهج والمدارس، والبعض يتحدث عن أسماء كبيرة فى عالم الفن من أمريكا وأوروبا، وتلك المناهج لا تعبر عن وجهة نظر أصحابها والفنانون هضموا تلك المناهج والالتزام بمنهج واحد لا يفيد نتيجة أن أهدافنا واحدة ولكن التدريبات هى المختلفة وللمتدربين يخضعون لشخصية وأسلوب المدرب ونتعامل بأحدث المناهج فى العالم ومتقدمون فى تلك المجال.
ايمن اشيوي اثناء حواره لـ"الوفد"- لدينا تلك المدارس وهى ناجحة جدا بأكاديمية الفنون، وطالبت ذلك لتعميمها لكونها تجربة ناجحة، مضيفا أن الموسيقى مجال يحتاج أن يتعلمه الفنان منذ الصغر، مؤكدا أن مرحلة الطفولة يبدأ التفجر العقلى لدى الطالب ويواصل الإبداع، ولذلك نحتاج إلى مجموعة من المدارس لكى يكون لدينا مبدعون فى كافة الفنون.
- المسرح القومى له فلسفة وأفكار تختلف عن أى مسرح آخر، لكون أن المسرح القومى يمثل الدولة وفكر الشعب، وأن دار الأوبرا لا تغنى عن المسرح القومى، ولا بد أن يكون هناك مسرح قومى يمثل الثقافة الرسمية للوطن بالعاصمة الإدارية التى سوف تدار منها البلاد تحتاج إلى مسرح قومى بخلاف المسرح القومى الموجود بالقاهرة، الذى يجب أن يظل كما هو وينشأ مسرح قومى مستقل بالعاصمة الإدارية.
- غالبية المحافظات بها مسارح ومنها المنصورة ودمنهور وطنطا، والمسرح القومى له مقر وإدارة وفرقة، ونذهب بالفرقة ونقدم عروض فى كل قرية ومحافظة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المسرح القومي مسلسل قلع الحجر همام فى امستردام المعهد العالي للمسرح المسرح القومى موضحا أن
إقرأ أيضاً:
عميد الفكر النزواني
ولد عميد الفكر النزواني أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد الناعبي، في بلدة العارض من كُدَم في بدايات القرن الرابع الهجري في حوالي سنة 305هـ . وحين أصبح في ريعان شبابه قرر السفر إلى نزوى لتقلي العلم من علمائها، حيث اشتهرت نزوى دائما بكثرة العلماء وطلبة العلم فيها وما زال هذا حالها إلى يومنا هذا، فجلس الكدمي في مجلس الشيخ محمد بن روح بن عربي الكندي، والشيخ رِمشقي بن راشد ومحمد بن الحسن، والشيخ عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر الخروصي لينال نصيبا من علمهم ويستمع لهم، ويحفر في ذاكرته حروف كلماتهم.
كان الكُدَمي مجدًا في طلب العلم وحريصا عليه. هذا الحرص جعل منه شخصية علمية غزيرة العلم والمعرفة . عاصر الكدمي ثلاثة من الأئمة: الإمام سعيد بن عبدالله الرُحيلي، والإمام راشد بن الوليد، والإمام حفص بن راشد، وفي فترة إمامة الإمام سعيد بن عبدالله نال محمد بن سعيد الكُدمي حظوة لدى الإمام لأمانته وإخلاصه في عمله، فعينه الإمام أمينًا على المحبوسين، وكتب الكدمي يصف الإمام سعيد على لسان معلمه أبي إبراهيم محمد بن أبي بكر الأزكوي قال: «الإمام سعيد بن عبدالله أفضل من الإمام الجلندى بن مسعود نظرا لكونه إماما عادلا صحيح الإمامة من أهل الاستقامة يفوق أهل زمانه أو كثيرا منهم في العلم ومع ذلك قتل شهيدا».
وكانت له منزلة كبيرة أيضا لدى الإمام راشد بن الوليد وكان مقربا منه، والكدمي يذكر الإمام راشد بقوله: «كان رحمه الله لرعيته هينا رفيقا بآرائهم، شفيقا غضيضا عن عورتاهم، مقيلا لعثراتهم بعيد الغضب عن مسيئهم، قريب الرضا عن محسنهم». وفي عهد الإمام حفص بن راشد كان الشيخ محمد بن سعيد هو المرجع الديني لعمان قاطبة، وتولى الجانب الديني والفقهي في حكومة الإمام.
كتب الشيخ محمد بن سعيد عددًا من المؤلفات التي لا تزال تعد مصدرا مهما في دراسة الفكر الديني في عمان ومن هذه المؤلفات كتاب الاستقامة، ولخص هذا الكتاب علي بن محمد المنذري في كتاب نهج الحقائق، وللكدمي كتاب «المعتبر» والذي يقع في تسعة أجزاء، وهو شرح لجامع ابن جعفر ولم يتبق من هذا الكتاب القيم سوى جزأين، وكتاب «زيادات الأشراف»، وعلق الشيخ الكدمي في هذا الكتاب على كتاب «الإشراف على مذاهب أهل العلم» لمؤلفه محمد بن إبراهيم بن المنذر بن الجارود النيسابوري. وذكر البرادي أن للكدمي كتابًا بعنوان «المقطعات»، وله عدد من الرسائل والمكاتبات وردت في بيان الشرع، وعدد من القصائد والمنظومات حول قضية عزل الإمام الصلت بن مالك، وله جوابات جمعها سرحان بن سعيد أمبوعلي الأزكوي في كتاب أسماه «الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد».
ويعد كتاب «الاستقامة» من أهم أعمال الشيخ أبي سعيد الكدمي، ويقع هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء، يتناول موضوع الولاية والبراءة كمحور رئيسي له، وتميز في طرحه بأنه تناول الجانب المعتدل والمتسامح وابتعد عن التطرف في إطلاق الأحكام، ومن أبرز الأسباب التي دفعت الكدمي إلى كتابة كتاب «الاستقامة» هو رغبته في شرح وجهة نظره حول موضوع الخلاف الشاغل بين العلماء في تلك الفترة وهي قضية عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي، فحدث خلاف بينه وبين الشيخ ابن بركة، حيث كان ابن بركة وهو من أبرز علماء عصره وعميد للفكر الرستاقي الذي كان يرى ضرورة البراءة من راشد بن النظر وموسى بن موسى، وطلب ابن بركة من جميع طلابه أن ينهجوا نهجه، فضيق على الناس بطلبه هذا. فقرر الكدمي -والذي عرف بتوجهاته التي تميل دائما إلى الوسطية- أن يكتب كتابا يوضح فيه موقفه من قضية راشد بن النظر وموسى بن موسى، فكتب «الاستقامة» ووضح في كتابه هذا أن هذه الحادثة قديمة وأنهم في هذا الجيل لم يشهدوا الأحداث حتى يطلقوا الأحكام، لذا وجب الوقوف في مثل هذه الأمور، وعدم البراءة من أي شخص ممن عاصر قضية عزل الإمام الصلت. لاقى كتاب «الاستقامة» الذي تميز بعمق الطرح وينم عن غزارة العلم، استحسان الكثير من علماء عصره؛ وبذلك تأسس فكر مختلف عن الفكر الرستاقي عرف بالفكر النزواني الذي تولى ريادته الشيخ محمد الكدمي.
جاء الجزء الأول من الكتاب في أسس وقواعد الولاية والبراءة، والجزء الثاني في أحكام الولاية والبراءة، أما الجزء الثالث، فحول تطبيقات الولاية والبراءة.
استفاد من جاء بعده من العلماء من كتاب «الاستقامة»، فصاحب بيان الشرع نقل من الاستقامة كل ما يخص موضوع الولاية والبراءة، وكتب الشيخ ناصر بن خميس الحمراشدي يصف كتاب «الاستقامة»:
كتاب الاستقامة ليس يلقى له في الكتب شبه أو نظير
حوى علم الشريعة فاستقامت على قطب استقامته تدور
عليك به حياتك فاتخذه شعارك فهو برهان ونور
واشتهر عن أبي سعيد عدد من العبارات التي لا تزال تتداول إلى اليوم، ومن أشهر هذه العبارات (من تشجع بعلمه كمن تورع به)، وله أيضا عبارة (الأمر إذا ضاق اتسع، وإذا اتسع ضاق).
قرر الشيخ سعيد في آخر أيامه العودة إلى موطنه العارض، وهناك بنى فيها مسجدا ليعلم طلبة العلم فيه ويكون ذكرى باقيا عنه، وظل في العارض إلى أن انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعلم في طلبه وفي نقله للأجيال اللاحقة. وظل الشيخ الكدمي معلما لمن جاء بعده من خلال مؤلفاته التي كانت تحمل بعدا فكريا عميقا، ويقول عنه الشيخ أبو نبهان الخروصي : «وكفى بأبي سعيد -رحمه الله- حجة ودليلا لمن أراد أن يتخذ الحق لنفسه سبيلا؛ لأنه أعلم من نعلم من الأحبار وآثاره أصح الآثار».