رسخت الإمارات مكانتها في مقدمة دول العالم الداعمة للمبادرات النوعية والحلول المبتكرة للقضاء على مرض الملاريا، الذي بلغ عدد المصابين فيه على مستوى العالم عام 2022 نحو 249 مليوناً وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية.

وبالتزامن مع اليوم الدولي للملاريا، الذي يصادف 25 أبريل من كل عام، أعلنت مبادرة بلوغ الميل الأخير، المبادرة الصحية العالمية التي يدعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تقديم 55 مليون درهم إلى المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية «غلايد»، وهي المنحة الثانية منذ إطلاق المعهد في عام 2019.

وتقف الإمارات في الخطوط الأمامية لمواجهة انتشار الملاريا على المستوى العالمي، إذ تسهم مبادراتها الإنسانية ومساهماتها المالية في تسريع الخطوات نحو القضاء نهائياً على المرض عالمياً، في الوقت الذي تحتفي به الدولة بمرور 27 عاماً على عدم تسجيل أي حالة مصابة فعلياً داخلها منذ 1997، ومرور 17 عاماً على إشهارها دولة خالية تماماً من الملاريا من قبل منظمة الصحة العالمية في 2007.

وتكرس الإمارات خبراتها وعطاءها للحد من انتشار مرض الملاريا ومساعدة العديد من البلدان على التصدي له، فيما تشيد المنظمات الصحية الدولية بالدعم الإماراتي للجهود العالمية لمكافحة الملاريا، ومنها دعم منظمة «لا ملاريا بعد اليوم» ومبادرة «بلوغ الميل الأخير»، فضلاً عن مبادراتها الإنسانية خلال الأعوام الماضية لتعزيز البرامج الصحية والعلاجية للتحالف العالمي للقاحات والتحصين «GAVI» وبرنامج «شراكة دحر الملاريا».

وشكل معهد «غلايد» الذي تأسس عام 2019 على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالاشتراك مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، إضافة حاسمة إلى قطاع الصحة العالمي وجهوده في تسريع القضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، ولا سيما الملاريا وشلل الأطفال والأمراض المدارية المُهملة والخيطيات اللمفاوية والعمى النهري.

أخبار ذات صلة 10 آلاف مقابلة فورية للكفاءات الإماراتية في «معرض مُصنّعِين» النائب العام للدولة يختتم زيارته الرسمية للنيابة العامة في روسيا الاتحادية

وعلى مدى خمس سنوات، أطلق معهد «غلايد» أكثر من 45 برنامجاً في 30 دولة، تعمل مع أصحاب المصلحة المحليين والدوليين لبناء القدرات داخل الدول المستفيدة، وتزرع بذور البحث، وتمول الابتكارات من أجل تحقيق أهداف القضاء على الأمراض.

وشهدت الإمارات في عام 2020 إطلاق مبادرة «التنبؤ بمستقبل صحي» من أجل تسريع وتيرة التقدم في مكافحة الأمراض الفتاكة التي تنتقل بوساطة البعوض ومنها الملاريا، وفي يناير 2022 أطلقت المبادرة المعهد الجديد للملاريا والحلول المناخية «IMACS»، وهو معهد عالمي يعنى بمكافحة الملاريا في مواجهة تغير المناخ وتقلبات الطقس.

وفي يناير 2023 أعلنت كل من مبادرة «بلوغ الميل الأخير» ومنظمة «لا ملاريا بعد اليوم» و«جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» توسيع مبادرتها المعنية بالمناخ والصحة العالمية «التنبؤ بمستقبل صحي»، من خلال دعمها بمنحة جديدة لمدة ثلاث سنوات بمبلغ خمسة ملايين دولار أميركي.

ومحلياً.. تطبق الإمارات عبر وزارة الصحة ووقاية المجتمع، استراتيجية فعالة في تحصين المجتمع من الأمراض السارية والمعدية عبر النظام الصحي الوقائي وبرنامج الترصد الوبائي لاكتشاف الحالات الوافدة إلى الدولة ومعالجتها. وتواصل الوزارة بالتعاون مع الجهات الصحية المحلية المحافظة على الدولة خالية من مرض الملاريا، عبر التنفيذ المحكم لخطة ما بعد الإشهار عبر تعزيز الاكتشاف المبكر وعلاج الحالات الوافدة، ومواصلة تأهيل وتدريب القوى العاملة في جميع مجالات المكافحة وتعزيز أنشطة مكافحة البعوض الناقل للمرض. يُذكر أن الملاريا مرض فتّاك تسبّبه طفيليات تنتقل إلى البشر عن طريق لدغات أنثى بعوض الأنوفيلة الحاملة للعدوى، وهو مرض يُمكن الوقاية والشفاء منه.

وتحدد الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا للفترة 2016-2030 الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، غايات عالمية طموحة وقابلة للتحقيق، منها الحد من معدلات الإصابة بالملاريا بنسبة 90% والقضاء على المرض في 35 بلداً بحلول عام 2030.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الملاريا الإمارات الصحة العالمیة الصحة العالمی

إقرأ أيضاً:

رئيس «العدل والمساواة» يشيد بدعم الإمارات للسودان وينتقد «دبلوماسية» الخرطوم

في السودان كما في غيره من بلدان العالم، تقدم الإمارات جرعات حياة لأناس شردتهم الحروب، وتُعبد لهذه الدول الطريق إلى بر السلام والأمان.
رئيس حركة العدل والمساواة، وعضو الهيئة القيادية في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، سليمان صندل، أشاد بالدعم الإماراتي المقدم لبلاده في المجال الإنساني والسياسي الرامي لحل الأزمة، منتقدا “دبلوماسية” الخرطوم في مهاجمة الدول الصديقة والشقيقة.
علاقات قديمة وراسخة
وقال صندل في مقابلة مع “العين الإخبارية”، إن “العلاقات بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة قديمة وراسخة منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي علاقات ترسخت بين الشعبين في جميع المجالات المهمة، وأكبر دليل على ذلك حجم الجالية السودانية الموجودة في الإمارات ومشاركتها في الحياة العامة هناك”.
وأضاف: “دولة الإمارات قدّمت دعما مقدرا وسخيا لتخفيف وطأة الوضع الإنساني الذي تفاقم بشكل كبير وكارثي بسبب استمرار الحرب، من حيث نقص الغذاء والدواء والمياه والمأوى لملايين السودانيين”.
وتابع: “دفعت دولة الإمارات ملايين الدولارات لعدد من المنظمات الدولية العاملة في مجال الغوث الإنساني لتعزيز قدراتها لتقديم الدعم الإنساني للمتضررين الذين هم في أشد حاجة لهذه المساعدات”.
وزاد: “يمكننا أن نشير في هذا الصدد إلى الاتفاق الذي تم مع منظمة الصحة العالمية وبموجبه قدمت الإمارات مبلغ 8 ملايين دولار لتعزيز قدرات هذه المنظمة لتقديم الرعاية الصحية الأولية للوضع الإنساني في السودان، وكذلك الاتفاق الذي تم مع برنامج الغذاء العالمي مؤخرا. والدعم الإماراتي في مؤتمر باريس حول الوضع الإنساني في السودان”.
“محاربة طواحين الهواء”
من جهة أخرى، انتقد صندل الخطاب المعادي الذي ينتهجه مسؤولون سودانيون محسوبون على مجلس السيادة، قائلا إن “العلاقات مع دولة الإمارات واستقرارها مهمة للغاية للشعب السوداني”.

واستطرد: “السودان تضرر كثيرا من طريقة إدارة الدبلوماسية السودانية لعلاقاتها مع دول الجوار الإقليمي وكذلك المحيط العربي، وشهدنا كيف كانت تدار هذه العلاقات بعقلية محاربة طواحين الهواء وإلقاء التهم في كل الاتجاهات حتى انعزل السودان دوليا”.

وفي هذا السياق، اعتبر رئيس حركة العدل والمساواة، أن “مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس، ما زال يقرأ للأسف من الكتاب القديم”، وأردف: “الحل في أيدينا وعلينا أن نواجه الأزمة بكل شجاعة والحل هو وقف الحرب والذهاب إلى الحوار، من أجل التوصل لحل سياسي شامل لإعادة الاستقرار والسلام وإنهاء هذه المعاناة الإنسانية الفظيعة”.
والخميس الماضي، جددت دولة الإمارات على لسان بعثتها في الأمم المتحدة، دعوتها الأطراف المتحاربة في السودان، على وقف القتال فورًا.
وفي بيان لها، قالت البعثة إن “رسالة ممثل السودان المؤرخة في 10 يونيو/حزيران 2024 مليئة بالمغالطات والادعاءات المفبركة بشكل صريح ضد دولة الإمارات”.
وأكدت الإمارات دعمها لدفع المفاوضات قُدُماً، ما يفضي إلى استعادة حكومة شرعية تمثل أفراد الشعب السوداني كافة.
وسبق وأن استضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أمريكية، في 11 مايو/أيار 2023، أسفرت عن أول اتفاق طرفي الحرب على الالتزام بحماية المدنيين.
وأفلح منبر جدة إعلان أكثر من هدنة، تخللتها خروقات عديدة وتبادل للاتهامات؛ ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

دعم اقتصادي واستثماري
رئيس حركة العدل والمساواة، تطرق أيضا لحجم التعامل الاقتصادي والاستثماري بين الدولتين، ودور الإمارات في عدد من المشاريع الزراعية على رأسها مشروع (وادي الهواد) في ولاية نهر النيل ومشاريع شركة (أمطار) وأخيرا مشروع ميناء (أبو عمامة) على ساحل البحر الأحمر”.
وتمثل أراضي مشروع “وادي الهواد” قيمة اقتصادية عالية الخصوبة لممارسة الزراعة خاصة محصول الذرة.
ويقع المشروع الزراعي في ولاية نهر النيل (شمال)، وتبلغ مساحته نحو 2.4 مليون فدان.
ويعتبر “وادي الهواد” من أكبر الوديان التي تشق سهل البطانة من الشرق إلى الغرب. وينتهي مصبه عند نهر النيل بالقرب من منطقة كبوشية.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2022، وقّعت الحكومة السودانية وتحالف من شركات إماراتية وسودانية، يضم شركة موانئ أبوظبي وشركة إنفيكتوس للاستثمار لإدارة وتشغيل ميناء أبو عمامة والمنطقة الاقتصادية على البحر الأحمر باستثمارات قيمتها ستة مليارات دولار.
وفي عام 2014، أسست دولة الإمارات مشروع “أمطار” الزراعي على مساحة 300 ألف فدان على بعد حوالي 334 كيلومترا شمالي الخرطوم بمحلية “الدبة” بالولاية الشمالية شمالي السودان لإنتاج العلف.

العين الاخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «صحة أسوان» تستقبل وفد منظمة الصحة العالمية لمكافحة مرض الملاريا
  • رئيس «العدل والمساواة» يشيد بدعم الإمارات للسودان وينتقد «دبلوماسية» الخرطوم
  • مصر تحصل على شهادة الخلو من الملاريا
  • الإمارات والتنافسية العالمية
  • وزير الخارجية يلتقي ممثل منظمة الصحة العالمية
  • إشهاد دولي بخلو مصر من الملاريا.. خطوة جديدة من الصحة نحو الإنجاز
  • وزير الصحة يبحث إجراءات حصول مصر على الإشهاد الدولي بالخلو من مرض الملاريا
  • عبدالغفار يبحث مع «الصحة العالمية» إجراءات حصول مصر على الإشهاد الدولي بالخلو من مرض الملاريا
  • «الصحة» تستقبل «برنامج الملاريا العالمي» تمهيدا لإعلان مصر خالية من المرض
  • وزير الصحة الإيفواري: حريصون على تعزيز ترسانة المكافحة ضد الملاريا