موقع النيلين:
2024-12-23@09:11:51 GMT

المليشيا في دارفور.. (سيناريوهات ملغومة)

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT


ثمة مخاوف من ملامح لدولة جديدة تتشكل في غرب السودان تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع لتصبح دولتهم الرسمية”.. هكذا مضت توقعات وتخوفات الكثيرين، منذ وقت طويل سيما عقب سقوط كل ولايات دارفور تحت سيطرة الجنجويد، عدا مدينة الفاشر الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني، غير ان ما اثاره حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، امس الاول عزز تلك التوقعات بعد فشل المليشيا في تحقيق انتصارات في الخرطوم والجزيرة.

وينظر كثير من المراقبين عقب تصريحات مناوي، إلى أن مليشيا التمرد تسعى إلى تحقيق وجود لها في خارطة العمل السياسي في السودان منذ وقت طويل، واستطاعت تحقيقه عقب سقوط النظام السابق ، وعندما فشلت في تحقيق النصر والاستيلاء على الحكم في السودان، سعت إلى السيطرة على دارفور.

وبحسب المتابعات فان أحكام السيطرة على الإقليم مؤخرا عقب محاولات إسقاط الفاشر، زادت عقب العمليات العسكرية الواسعة في الخرطوم والجزيرة وكردفان، وتحقيق الجيش انتصارات كاسحة، ما يطرح فرضية حول انتقال المليشيا للخطة “ب” وهو السيطرة على الإقليم بالكامل واعلانه دولة، فهل ستصمد الفاشر عقب حصار مليط وينتصر الجيش، واي القبائل سترجح كفته في الإقليم المنكوب؟

انتهاكات بشعة
ويعيش أقليم دافور تحت وطأة مليشيا الدعم السريع منذ اندلاع القتال في السودان منتصف ابريل الماضي، وخلال عمليات عسكرية متتالية بين الجيش ومليشيا الدعم السريع سقطت جميع الحاميات العسكرية تحت يد مليشيا الدعم، عدا مدينة الفاشر.

ورغم سيطرة المليشيا على الإقليم الا ان السكان يعيشيون أسوأ حالاتهم، من انتهاكات بشعة تمارسها حيالهم، فضلا عن عمليات التطهير العرقي للقبائل غير العربية.
ويتخوف كثيرون من سيطرة المليشيا على الإقليم والتى ستجعلها مهددا سلامة للقبائل غير العربية خاصة بعد مذبحة الجنينة التي ارتكبتها المليشيا، الأمر الذي يرجح الاقليم لاندلاع حرب أهلية حال السيطرة التامة للمليشيا عليه وربما تتخذه مقرا لإدارة معاركها كما يعتبر مخازنا لتشوين السلاح القادم عبر دولة تشاد.

خطط استراتيجية
وفيما يرى مراقبون ان سيطرة مليشيا الدعم السريع على مليط تعتبر نذر لأحكام السيطرة التامة وإعلان دولتهم المدفوعة من قبل قوى غربية وإقليمية خارجية، تهدف لتقيسم السودان، بعد فشل الاستيلاء عليه.

يرى في مقابل ذلك المحلل السياسي محجوب محمد انه من المستحيل ان تتمكن مليشيات الدعم السريع من السيطرة التامة على الإقليم رغم استيلائها على أجزاء واسعة منه.
ويؤكد في إفادة ل “الكرامة” أن الجيش يمضي وفق خطط استراتيجية وتكتيكية محددة في عملياته الحربية، والا لكانت سقطت الفاشر، مشيرا إلى ان القوات المسلحة لن تسمح للجنجويد بتكوين دولة.

وزاد: الجيش الان يستخدم الفاشر مقرا له في دارفور لتنفيذ عملياته العسكرية ضد المليشيا وتدمير مخازن الأسلحة وقطع طريق الإمداد ومن ثم استعادة الولايات الأربعة الواقعة تحت سيطرتها مدفوعا بذلك بالقبائل غير العربية والمواطنين الذين ضاقوا الأمرين من الانتهاكات التي مورست في حقهم.

حالة اختطاف
والأحد قال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، إنه كلما تساهلت القوة المشتركة رغبةً لترك أبواب الحوار من أجل التعايش السلمي في السودان عموماً وفي دارفور خصوصاً على الأقل بعد انتهاء الوضع الحالي، تتمادي قوات الدعم السريع مستغلةً هذا التسامح لتوسيع دائرة سيطرتها بغرض فرض ترسيم دولة جديدة في غرب السودان تُحظي بالاعتراف الصامت كما خُطط لهم.

وأشار إلى ان اعتداء الدعم السريع على مليط يعني جعل الطوق طوقًا على الفاشر من جميع جهات بغرض تجويعها ومنع انسياب المواد الإنسانية واحتياجات الحياة بما يعني فرض القبول بالأمر الواقع على أهل دارفور.

وأضاف: هذا الحال سيدفع لإتخاذ قرار أخر غير تقليدي على مدن دارفور الأخرى التي تعيش في حالة الاختطاف بعد أن سيطرت عليها وجعلوها مدنا للأشباح”.

سلطة إدارية
و منتصف ابريل الجاري استولت مليشيا الدعم السريع، على مدينة مليط ـ65 كيلومترًا شمال مدينة الفاشرـ بعد معارك مع قوة من الحركات المسلحة، لتفرض بذلك حصارا محكما على الفاشر التي تعد أهم مناطق سيطرة الجيش في إقليم دارفور غربي السودان.

و بالاستلاء على مدينة مليط ذات الموقع الاستراتيجي تكون مليشيا الدعم السريع قطعت طريق إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين في إقليم دارفور عن طريق مسار بورتسودان- الدبة -مليط.

ووفقا لتقارير صحفية فقد شكلت مليشيا الدعم السريع سلطة إدارية في مدينة مليط، بعد أن استولت على معسكر تابع للقوة المشتركة، كما قتلت وأسرت عددا من الجنود.
عمليات تحرير

وطالب متابعون فى اعقاب الأحداث الأخيرة الجيش وحركات الكفاح المسلح بالانتقال من مرحلة الدفاع عن الفاشر إلى الهجوم على المليشيا واطلاق عملية تحرير ولايات دارفور، في أسرع وقت ممكن.

ويذهب المحلل السياسي عثمان محمد إلى أن مليشيا الدعم السريع لا تريد دارفور فحسب، واعلانها دولة لها او انها تنتقل الان من الخطة “أ” إلى الخطة “ب” وفق ما يعتقد كثيرون، لان المخطط أكبر من ذلك بكثير، وهو تقسيم السودان عبر مخطط دولي كبير ماهي إلا أداة له، مشيرا إلى ان المليشيا ترفع شعار تغيير دولة 56 ما يعني ان الطموح أكبر من إقليم دارفور.
ويذهب في حديثه ل” الكرامة ” إلى ان مليشيا الدعم السريع الان تواصل عملياتها العسكرية في الخرطوم والجزيرة وكردفان والفاو وسنار وغيرها من مناطق السودان المختلفة، ما يعني ان المخطط أكبر بكثير والا لكانت استجمعت كل قواتها لاسقاط الفاشر وإعلان دولتها.

وأضاف: الجيش يعمل وفق استراتيجية محددة رغم صعوبة الموقف لكن تكوين دولة او السماح بها امر غير مقبول، وعلى القبائل الداعمة للجيش مساندته وإطلاق مقاومة مسلحة في كافة ولايات الإقليم.

الكرامة: هبة محمود

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع إقلیم دارفور على الإقلیم فی السودان إلى ان

إقرأ أيضاً:

مقتل المئات..سيناريوهات تزيد تعقيد المشهد السوداني

خلال الأشهر الماضية، ومع استمرار وطأة الحرب التي تطحن برحاها السودانيين المدنيين، تشهد العاصمة السودانية الخرطوم وولاية الجزيرة، تأزماً كبيراً في المشهد السياسي والميداني وسط دلائل وإشارات واضحة على سير البلاد نحو التقسيم.

اقرأ ايضاًأول وزير خارجية سوري بعد سقوط الأسد.. من هو الشيباني؟

ووفق تقرير نشره "تلفزيون العربي" فإن عدد القتلى والجرحى خلال الأشهر الماضية، في الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع قد بلغ نحو 782 قتيل وأكثر من 1243 جريح.

المشهد الميداني، بحسب التقارير الإعلامية، يجرّ الحالة السودانية في كافة أطيافها إلى قناعة تامة بأن التقسيم هو سيد الموقف، في ظل استمرار انتهاكات الدعم السريع ضمن الأمور الحياتية التي يعيشها السودانيون.

 

 

 

منظمة أطباء بلا حدود تؤكد اعتداء قوات الدعم السريع على مستشفى بشائر، والأمم المتحدة تشير إلى مقتل أكثر من 780 مدنيا وإصابة أكثر من 1243 آخر في الفاشر#السودان
تقرير: درة قمبو pic.twitter.com/L4YdGWaUwL

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 21, 2024

 

 

 

وفي ذات السياق، أشار تقرير نشرته "الجزيرة" إلى أن 25 شخصا على الأقل قتلوا نتيجة هجوم شنته قوات الدعم السريع على قرية أبو زريقة، القريبة من مخيم زمزم للنازحين على بعد 15 كيلومترًا جنوب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

 

اقرأ ايضاًبعد 20 شهراً من الحرب.. هل يتعرض السودان للتقسيم؟

وتشير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 700 شخص قتلوا بمدينة الفاشر منذ مايو/أيار الماضي، مناشدا قوات الدعم السريع رفع هذا الحصار "المروع" عن المدينة. 
 

 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند مقتل المئات..سيناريوهات تزيد تعقيد المشهد السوداني أول وزير خارجية سوري بعد سقوط الأسد.. من هو الشيباني؟ تفاصيل جديدة عن حادثة الدهس في ألمانيا.. وهذه حالة الطبيب تكليف الشيباني وزيرا للخارجية بحكومة سوريا الجديدة الاحتلال الإسرائيلي يعتقل شابين من جنوب سوريا وسط مصير مجهول Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع في دارفور يفقد حاضنته السياسية والاجتماعية ويتفكك إلى عناصره الأولية
  • ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • الدعم السريع تستعيد السيطرة على قاعدة في دارفور
  • بعد سقوطها على يد الجيش والقوات المشتركة.. أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش والسيطرة عليها تعني بداية النهاية لانهيار الدعم السريع
  • الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور
  • السودان...إصابات بقصف مدفعي للدعم السريع على أم درمان
  • مقتل المئات..سيناريوهات تزيد تعقيد المشهد السوداني
  • تخيل! هناك من يصور انتصار المليشيا في الفاشر كأنه خلاص لباقي السودان
  • 25 قتيلا في السودان ودعوة أممية لإنهاء حصار الفاشر