المليشيا في دارفور.. (سيناريوهات ملغومة)
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
ثمة مخاوف من ملامح لدولة جديدة تتشكل في غرب السودان تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع لتصبح دولتهم الرسمية”.. هكذا مضت توقعات وتخوفات الكثيرين، منذ وقت طويل سيما عقب سقوط كل ولايات دارفور تحت سيطرة الجنجويد، عدا مدينة الفاشر الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني، غير ان ما اثاره حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، امس الاول عزز تلك التوقعات بعد فشل المليشيا في تحقيق انتصارات في الخرطوم والجزيرة.
وينظر كثير من المراقبين عقب تصريحات مناوي، إلى أن مليشيا التمرد تسعى إلى تحقيق وجود لها في خارطة العمل السياسي في السودان منذ وقت طويل، واستطاعت تحقيقه عقب سقوط النظام السابق ، وعندما فشلت في تحقيق النصر والاستيلاء على الحكم في السودان، سعت إلى السيطرة على دارفور.
وبحسب المتابعات فان أحكام السيطرة على الإقليم مؤخرا عقب محاولات إسقاط الفاشر، زادت عقب العمليات العسكرية الواسعة في الخرطوم والجزيرة وكردفان، وتحقيق الجيش انتصارات كاسحة، ما يطرح فرضية حول انتقال المليشيا للخطة “ب” وهو السيطرة على الإقليم بالكامل واعلانه دولة، فهل ستصمد الفاشر عقب حصار مليط وينتصر الجيش، واي القبائل سترجح كفته في الإقليم المنكوب؟
انتهاكات بشعة
ويعيش أقليم دافور تحت وطأة مليشيا الدعم السريع منذ اندلاع القتال في السودان منتصف ابريل الماضي، وخلال عمليات عسكرية متتالية بين الجيش ومليشيا الدعم السريع سقطت جميع الحاميات العسكرية تحت يد مليشيا الدعم، عدا مدينة الفاشر.
ورغم سيطرة المليشيا على الإقليم الا ان السكان يعيشيون أسوأ حالاتهم، من انتهاكات بشعة تمارسها حيالهم، فضلا عن عمليات التطهير العرقي للقبائل غير العربية.
ويتخوف كثيرون من سيطرة المليشيا على الإقليم والتى ستجعلها مهددا سلامة للقبائل غير العربية خاصة بعد مذبحة الجنينة التي ارتكبتها المليشيا، الأمر الذي يرجح الاقليم لاندلاع حرب أهلية حال السيطرة التامة للمليشيا عليه وربما تتخذه مقرا لإدارة معاركها كما يعتبر مخازنا لتشوين السلاح القادم عبر دولة تشاد.
خطط استراتيجية
وفيما يرى مراقبون ان سيطرة مليشيا الدعم السريع على مليط تعتبر نذر لأحكام السيطرة التامة وإعلان دولتهم المدفوعة من قبل قوى غربية وإقليمية خارجية، تهدف لتقيسم السودان، بعد فشل الاستيلاء عليه.
يرى في مقابل ذلك المحلل السياسي محجوب محمد انه من المستحيل ان تتمكن مليشيات الدعم السريع من السيطرة التامة على الإقليم رغم استيلائها على أجزاء واسعة منه.
ويؤكد في إفادة ل “الكرامة” أن الجيش يمضي وفق خطط استراتيجية وتكتيكية محددة في عملياته الحربية، والا لكانت سقطت الفاشر، مشيرا إلى ان القوات المسلحة لن تسمح للجنجويد بتكوين دولة.
وزاد: الجيش الان يستخدم الفاشر مقرا له في دارفور لتنفيذ عملياته العسكرية ضد المليشيا وتدمير مخازن الأسلحة وقطع طريق الإمداد ومن ثم استعادة الولايات الأربعة الواقعة تحت سيطرتها مدفوعا بذلك بالقبائل غير العربية والمواطنين الذين ضاقوا الأمرين من الانتهاكات التي مورست في حقهم.
حالة اختطاف
والأحد قال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، إنه كلما تساهلت القوة المشتركة رغبةً لترك أبواب الحوار من أجل التعايش السلمي في السودان عموماً وفي دارفور خصوصاً على الأقل بعد انتهاء الوضع الحالي، تتمادي قوات الدعم السريع مستغلةً هذا التسامح لتوسيع دائرة سيطرتها بغرض فرض ترسيم دولة جديدة في غرب السودان تُحظي بالاعتراف الصامت كما خُطط لهم.
وأشار إلى ان اعتداء الدعم السريع على مليط يعني جعل الطوق طوقًا على الفاشر من جميع جهات بغرض تجويعها ومنع انسياب المواد الإنسانية واحتياجات الحياة بما يعني فرض القبول بالأمر الواقع على أهل دارفور.
وأضاف: هذا الحال سيدفع لإتخاذ قرار أخر غير تقليدي على مدن دارفور الأخرى التي تعيش في حالة الاختطاف بعد أن سيطرت عليها وجعلوها مدنا للأشباح”.
سلطة إدارية
و منتصف ابريل الجاري استولت مليشيا الدعم السريع، على مدينة مليط ـ65 كيلومترًا شمال مدينة الفاشرـ بعد معارك مع قوة من الحركات المسلحة، لتفرض بذلك حصارا محكما على الفاشر التي تعد أهم مناطق سيطرة الجيش في إقليم دارفور غربي السودان.
و بالاستلاء على مدينة مليط ذات الموقع الاستراتيجي تكون مليشيا الدعم السريع قطعت طريق إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين في إقليم دارفور عن طريق مسار بورتسودان- الدبة -مليط.
ووفقا لتقارير صحفية فقد شكلت مليشيا الدعم السريع سلطة إدارية في مدينة مليط، بعد أن استولت على معسكر تابع للقوة المشتركة، كما قتلت وأسرت عددا من الجنود.
عمليات تحرير
وطالب متابعون فى اعقاب الأحداث الأخيرة الجيش وحركات الكفاح المسلح بالانتقال من مرحلة الدفاع عن الفاشر إلى الهجوم على المليشيا واطلاق عملية تحرير ولايات دارفور، في أسرع وقت ممكن.
ويذهب المحلل السياسي عثمان محمد إلى أن مليشيا الدعم السريع لا تريد دارفور فحسب، واعلانها دولة لها او انها تنتقل الان من الخطة “أ” إلى الخطة “ب” وفق ما يعتقد كثيرون، لان المخطط أكبر من ذلك بكثير، وهو تقسيم السودان عبر مخطط دولي كبير ماهي إلا أداة له، مشيرا إلى ان المليشيا ترفع شعار تغيير دولة 56 ما يعني ان الطموح أكبر من إقليم دارفور.
ويذهب في حديثه ل” الكرامة ” إلى ان مليشيا الدعم السريع الان تواصل عملياتها العسكرية في الخرطوم والجزيرة وكردفان والفاو وسنار وغيرها من مناطق السودان المختلفة، ما يعني ان المخطط أكبر بكثير والا لكانت استجمعت كل قواتها لاسقاط الفاشر وإعلان دولتها.
وأضاف: الجيش يعمل وفق استراتيجية محددة رغم صعوبة الموقف لكن تكوين دولة او السماح بها امر غير مقبول، وعلى القبائل الداعمة للجيش مساندته وإطلاق مقاومة مسلحة في كافة ولايات الإقليم.
الكرامة: هبة محمود
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع إقلیم دارفور على الإقلیم فی السودان إلى ان
إقرأ أيضاً:
ما قامت به مليشيا الدعم السريع بشرق الجزيرة مؤخراً يفوق حد الخيال
ما خرج للإعلام من انتهاكات طالت سكان الجزيرة، قليلٌ جداً من كثير، لا زال مكتوماً في صدور رجال الجزيرة، ثمة حكاوى ومأسٍ مبكية يرويها شهود عيان..
ما قامت به مليشيا الدعم السريع بشرق الجزيرة مؤخراً يفوق حد الخيال.
في معسكر بضواحي شندي، جلست مع أستاذ عبد الله، القادم من برانكو شمال الهلالية زحفاً على الأقدام، يحكي الأستاذ عن يوميات الحرب بمنطقة برانكو، ويقول إن المليشيا اقتحمت برانكو بأكثر من 40 عربة قتالية وعدد من المواتر لا تُحصى ولا تعد، أطلقوا الرصاص بكثافة في كل منزل، توزّعوا على منازل المواطنين بمعدل ثلاثة أفراد مقابل أي منزل في منطقة بها 11 حيّاً سكنياً، خرج كبار القرية للحديث معهم وتهدئتهم فقالوا لهم لا نريد حديثاً، توجيهاتنا إبادة لكل القرية، سأل أهل المنطقة، عن القائد الذي وجّههم رفضوا الإجابة وأطلقوا النار وفرّقوهم، منحوهم ساعات للخروج جميعاً من القرية أو الخيار – الإبادة أو اغتصاب النساء.
يقول محدثي الأستاذ عبد. الله إنه طوال حياته التي تقارب الثمانين عاماً لم ير أشكالاً كالتي اقتحمت برانكو، شباب مظهرهم قميئ وشعرهم كثيف وشديد الاتساخ، بعضهم يرتدي الحجل على رجله ويضع زماماً على شفته، وآخرون يرتدون حلقاً على آذانهم المخرومة عدة خرمات، يمضي محدثي: حاصرونا بالأيام ومنعونا من الذهاب للمساجد، قالوا لنا نحن لا نعرف الله، ثم أطلق الرصاص في السماء، وقال إنهم قتلوا الله (لا حول ولا قوة إلا بالله)، يضيف: يؤمنون بالكجور، يذبحون الشاة ويشربون دماءها ولا يأكلون لحمها، إنها حثالة مجرمي غرب أفريقيا، بعضهم لا يتحدث العربية، وآخرون حديثهم بالسلاح، يطلقون الرصاص على الكلاب والدواب بحجة أنها تتبع لكيكل، ثم يذرف أستاذ عبد لله الدموع قائلاً: ذلونا ذلة ما أنزل الله بها من سلطان، ويقول إنهم زحفوا أكثر من ستة أيام على الأقدام للخروج من المدينة، فقدوا أطفالاً ماتوا عطشاً وجوعاً، وآخرون تورّمت أقدامهم، ما أجبرهم على الخروج!
إنّ المليشيا حَطّمت كل محطات المياه، ضربت كل أبراج الكهرباء، شتتت القمح على الأرض، وحرقت البصل وهم يرددون (انتو أهل كيكل ما عندنا ليكم حاجة غير الإبادة)!
يقول أستاذ عبد الله، إنهم فقدوا 450 عربة نُهبت في يوم واحد بواسطة المليشيا التي سرقت كل السوق وذبحت الدواب، قتلت حتى الدجاج والحمام!
وأضاف: منعونا من دفن موتانا. ويقولون لنا (نحن ناسنا أكلتهم الكلاب إنتو عايزين تدفنوا ناسكم)، تركنا قتلانا في العراء بعد أن امتلأت برانكو بالجثث وهي ملقية على الأرض، أخضعوا الجميع لتفتيش دقيق لحظة الخروج، وسرقوا حتى ملابس النساء، وقال: محزنٌ أن تفتش عروضنا أمامنا بطريقة مُهينة ولا نستطيع منعهم، عناصر المليشيا كانت تتلذذ بإهانتا وهم يقولون (سكّيناكم زي الأرانب)، ثم يطلقون الرصاص على أقدامنا، إنها أيام ثقال انتهت بخروجنا من ديارنا وتركنا كل شئ وراء ظهورنا!!!!!
عبدالرؤوف طه علي
إنضم لقناة النيلين على واتساب