أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التزام حكومة لبنان الحازم بمكافحة الفساد والوقاية منه، وبعملها الدؤوب والجاد على وضع كافة النصوص الاصلاحية اللازمة وعزمها على تطبيقها كافة في ظل التزام سياسي شامل وغير مسبوق بمكافحة آفة الفساد التي كان لها الباع الكبير في الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان.

  وكان رئيس الحكومة إستقبل في السرايا اليوم وفي حضور وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية السفيرة نجلا رياشي، بصفتها رئيسة اللجنة الفنية المكلفة بمكافحة الفساد، وفداً من الخبراء الحكوميين من دولتَي مالي وكمبوديا، على هامش "الزيارة القطرية" التي يقوم بها الوفد الى لبنان في اطار الاستعراض الدوري لمدى التزام لبنان بأحكام اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد UNCAC، 
شارك في اللقاء اضافةً الى اعضاء الوفد، عن الجانب اللبناني، القاضية رنا عاكوم المكلفة من قبل الدولة اللبنانية بالتواصل والارتباط مع مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC.

تأتي زيارة الوفد الى لبنان في اطار موجب التقييم الدوري لتطبيق لبنان لبنود اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد UNCAC التي انضم اليها لبنان في العام 2009، والتي تلزم كل دولة طرف فيها بالخضوع للمراجعة من قبل دولتين نظيرتين لتقييم مدى امتثالها لأحكام الاتفاقية. 

ويقوم الوفد المشترك من مالي وكمبوديا والمكلف بهذه "الزيارة القطرية" بتقييم مدى التزام لبنان بتطبيق احكام الفصلين الثاني المتعلق بالتدابير الوقائية لمنع الفساد Prevention والخامس المتعلق باسترداد الموجودات Asset Recovery من الاتفاقية، وذلك عبر سلسلة لقاءات واجتماعات تعقد لمدة ثلاثة ايام في مكتب وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية من 23 الى 25 نيسان، وذلك بمشاركة كافة الجهات الرسمية اللبنانية المعنية بتطبيق الاتفاقية ومنها وزارات العدل والداخلية والمالية ومصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان ومجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي والهيئة العليا للتأديب والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وهيئة الشراء العام. كما يشارك خبراء من مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC كون المكتب المذكور يشكل الأمانة العامة لآلية استعراض تنفيذ الاتفاقية.

لجنة الشؤون الخارجية

واستقبل رئيس الحكومة  لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب برئاسة النائب فادي علامة وعضوية النواب السادة: بيار بو عاصي، ندى البستاني، الياس اسطفان، حيدر ناصر، الياس الخوري، عناية عزالدين، سليم الصايغ وإبراهيم الموسوي.

النائب علامة   وقال  النائب علامة بعد اللقاء: التقينا اليوم كلجنة شؤون خارجية ومغتربين مع دولة الرئيس ميقاتي لاستكمال الملف الذي نعمل عليه منذ نحو 19 شهرا، وهو ملف النازحين  ولنسمع منه  ما يتم تحضيره لمؤتمر بروكسل الذي سيعقد  في شهر  ايار المقبل  والذي سيخصص للنازحين، لنطلع على موقف  لبنان واستراتيجيته بالنسبة إلى موضوع النازحين.   اصاف: سمعنا من دولة الرئيس كلاما يوحي بالاطمئنان وهو لحظ في كل اللقاءات التي أجراها نظرة مختلفة وبراغماتية اكثر لقسم كبير من الدول الاوروبية في موضوع النزوح. وان الخطة التي يعمل عليها اليوم ستستكمل بزيارة لرئيس قبرص ستشكل عاملا للدفع أكثر باتجاه عودة النازحين لبلادهم. وقد استمعنا من دولة الرئيس الى الاجراءات التي تتم لتطبيق القانون اللبناني الذي هو حق ومطلب من الجميع، لنسرع بعودة النازح الى بلده. كان الجو مريحا ونأمل بأن يتمكن لبنان بتشكيل نوعا من "اللوبي" مع أصدقائه لتفهم موضوع النزوح، ولقد اصبح هناك وجهة نظر واضحة كما فهمنا من دولة الرئيس بأن الوضع ليس مستداما، وبالتالي هناك ضرورة للتفكير في كيفية التسريع في عودة النازح وكيف يمكن للمخصصات التي يحصل عليها النازح داخل لبنان ان تستمر اثر عودته الى سوريا.   أضاف: سمعنا من دولة الرئيس عن الاتصالات التي تتم في موضوع الحرب في جنوب لبنان، وما استجد مؤخرا، وما هي اللقاءات التي تحصل، واستمعنا منه أيضا عن زيارته الى فرنسا وما استجد في موضوع دعم الجيش  والقوى الامنية، وهناك، كما فهمنا، استكمال لهذا الملف وتوجه لدعم الجيش  والقوى الأمنية قريبا ليتمكنوا من القيام بمهامهم على الحدود اللبنانية، أكان في الشمال أو في الجنوب.   وردا على سؤال عما سيقوله لبنان في مؤتمر بروكسل اجاب:" أكرر بأن دولة الرئيس ميقاتي ركز بأن هناك وحدة موقف لبناني حول هذا الملف، واتصور بأن كل الاحزاب والكتل السياسية في لبنان داعمة لموقف الحكومة وموقف الدولة الرسمي، هناك ملف يمكن أن يؤثر على ديموغرافية لبنان، هناك إعداد كبيرة من الولادات التي تحصل والتي ستتخطى نسبة الولادات لدى اللبنانيين ويمكن ان تكون قد تخطتها، نحن لا نتحدث من منطلق عنصري بل من منطلق ما يمكن أن يغير من ديموغرافية لبنان، وهذا سيكون الموقف الرسمي، فلبنان لم يعد يحتمل وليس شرطة لأي دولة أخرى، ولبنان لديه قدراته ولكنها محدودة، وهناك إجماع حول هذا الملف، وبدأنا بالتفكير بالخطط العملية للتسريع في العودة. وهذا  بتصوري هو الطريق الاسلم الذي سيتبعه لبنان خصوصا وان هناك نوعا من القناعة لدى عدد كبير من الدول خصوصا في أوروبا بأن هذا الملف الذي يشكل لهم "نقزة" لأنهم يشاهدون الاعداد التي تمر من لبنان إلى دول أوروبا ، الامر الذي يجب معالجته بطريقة تختلف عن اسلوب معالجته في السابق، عن طريق الاسراع بمساعدة النازح بالعودة الى بلده، وخلق البيئة الأساسية التي تساعده للبقاء فيه وتأمين ابسط المقومات  له من مكان للسكن، وللتعلم والطبابة. ويجب أن تتوجه المساعدات التي سترد لمساعدة النازح في داخل سوريا، وهذا هو الإطار العام والمفهوم الذي  اطلعنا عليه  دولة الرئيس.   وردا على سؤال عن مؤتمر بروكسل المرتقب والإضافة التي سيأتي  بها خلافا للمؤتمرات السابقة بها قال : "هناك اصرار من قبل الحكومة اللبنانية بأن المساعدات التي  سترد أو أي حزمة مساعدات ستأتي لمساعدة لبنان في إطار معين، اما كل المساعدات العينية المطلوبة فيجب أن تعطى في الداخل السوري وليس في الداخل اللبناني، هذا ما سيتم التركيز عليه، وهناك اصرار من الرئيس ميقاتي الذي شرح هذه النقطة أكثر من مرة، بأن تشكل المساعدات حافزا للنازح للعودة الى بلاده.

اللجنة الأولمبية اللبنانية   واستقبل رئيس الحكومة  وفداً من اللجنة الأولمبية اللبنانية برئاسة الدكتور بيار جلخ الذي قال بعد اللقاء:وجهنا لدولة الرئيس دعوة لحضور افتتاح" أولمبياد باريس 2024" الذي سيجري في شهر تموز المقبل، خصوصا ان الوجود اللبناني في هذه المناسبة يعتبر أمراً مهماً جدا لا سيما بمشاركة البعثة اللبنانية حيث سيشارك قرابة 25 متطوعا من المدارس اللبنانية في المساعدة باستقبال الوفود المشاركة وسيتولون الترجمة باعتبارهم يتكلمون الفرنسية والعربية والإنجليزية ، فالحضور الرسمي اللبناني ضروري جدا في مثل هكذا مناسبة،خصوصا ان هناك جالية لبنانية كبيرة في فرنسا ، وقد اكد لنا دولة الرئيس حضوره هذه المناسبة."
اضاف: "كما كان اللقاء مناسبة لاطلاع الرئيس ميقاتي على اوضاع القطاع الرياضي والاستعدادات التي نقوم بها رغم الظروف الصعبة التي نعاني منها."

نقابة المهندسين في طرابلس

وأستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من مجلس نقابة المهندسين في طرابلس برئاسة النقيب شوقي فتفت الذي قال بعد اللقاء:"عرضنا مع دولة الرئيس مجمل الاوضاع العامة واطلعناه على اجواء انتخابات النقابة التي جرت مؤخرا، كما وضعنا كافة امكاناتنا بتصرفه."

واستقبل رئيس الحكومة محافظ جبل لبنان محمد مكاوي  بصفته رئيسا لبعثة الحج، واذلع منه على الاجراءات المتخذة لتسهيل رحلات الحج للعام الحالي.   ---------------------   صورٌ من لقاءات الرئيس ميقاتي اليوم:     جانب من اللقاء مع وفد من الخبراء الحكوميين من دولتَي مالي وكمبوديا       جانب من اللقاء مع لجنة الشؤون الخارجية
    جانب من اللقاء مع وفد اللجنة الأولمبية اللبنانية       جانب من اللقاء مع وفد نقابة المهندسين في طرابلس     جانب من اللقاء مع محافظ جبل لبنان            

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من دولة الرئیس الامم المتحدة الرئیس میقاتی رئیس الحکومة هذا الملف لبنان فی

إقرأ أيضاً:

الأخبار اللبنانية: اتصالات بين لبنان والعراق لتوضيح موقف الحشد الشعبي

أبريل 17, 2025آخر تحديث: أبريل 17, 2025

المستقلة/- في خطوة مفاجئة، أفادت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن المدير العام للأمن العام في لبنان، اللواء حسن شقير، أجرى سلسلة من الاتصالات مع مسؤولين عراقيين بهدف توضيح موقف الرئيس اللبناني جوزيف عون بشأن الحشد الشعبي في العراق. هذه الاتصالات جاءت بعد تصاعد الحملة الإعلامية في العراق، التي أثارت جدلاً واسعاً حول لبنان ودوره في القضية العراقية.

التصريحات والمواقف التي ظهرت في العراق كانت تحمل نبرة نقد لاذعة تجاه بعض الجهات اللبنانية، ما دفع الحكومة اللبنانية إلى التدخل على أعلى مستوى عبر قنوات دبلوماسية لتهدئة الأوضاع وتوضيح المواقف. ووفقاً للمصادر المطلعة، فقد كان الهدف من هذه الاتصالات “تبريد الأجواء”، في خطوة ربما تمهد الطريق لتواصل مباشر بين الرئيسين اللبناني والعراقي.

ما يثير الجدل هنا هو أن لبنان كان قد ظل في الفترة الأخيرة بعيداً عن بعض التدخلات الإقليمية المتعلقة بالعراق، وأي تحرك من قبله في هذا الاتجاه يطرح تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين البلدين. بعض المحللين يرون أن هذه التحركات ربما تهدف إلى تلافي أي تصعيد في العلاقات، بينما يشير آخرون إلى أن هذا التطور قد يكون محاولة لإعادة ترتيب أولويات السياسة اللبنانية على الصعيد الإقليمي.

أشارت بعض المصادر إلى أن الحملة الإعلامية التي أثيرت في العراق قد أساءت إلى لبنان، الذي لطالما كان حليفاً استراتيجياً لبغداد في ظل الأزمات الإقليمية. كان هذا الهجوم بمثابة إشارة إلى أن هناك أطرافاً عراقية قد تشعر بالإحباط تجاه بعض المواقف اللبنانية، مما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.

هذه التطورات تفتح الباب لتساؤلات عديدة: هل سيكون لهذه الاتصالات تأثير إيجابي في تهدئة الأوضاع بين لبنان والعراق؟ أم أن التدخلات الإعلامية والضغوط السياسية ستظل تساهم في زيادة التوتر؟ وهل سيؤدي ذلك إلى تحول في السياسة الخارجية للبنان؟ هذه الأسئلة ستظل محط نقاشات وتكهنات بين صناع القرار في البلدين.

إلى جانب ذلك، يعتقد بعض المراقبين أن لبنان، وهو في وضع اقتصادي صعب، قد يكون مهتماً بالحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع العراق بسبب التحديات التي يواجهها على أكثر من صعيد. وبالتالي، قد يكون التوضيح الذي تقدمه الحكومة اللبنانية محاولة لتأكيد موقفها القوي حيال الحفاظ على استقرار علاقاتها مع جارتها الشرقية.

في النهاية، تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد إذا ما كان هذا التحرك سيساهم في تعزيز التعاون بين لبنان والعراق، أم سيزيد من تعقيد الأوضاع الدبلوماسية بين البلدين، خصوصاً في ظل الحملات الإعلامية المتبادلة التي قد تؤثر على مسار هذه العلاقات.

مقالات مشابهة

  • الأخبار اللبنانية: اتصالات بين لبنان والعراق لتوضيح موقف الحشد الشعبي
  • ماكرون قلّد ميقاتي وسام جوقة الشرف الفرنسي: لبنان محظوظ بوجود رجل دولة مثلك
  • صربيا تشكل حكومة جديدة بعد احتجاجات الفساد
  • الرئيس عون شكر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الدعم الذي قدّمته دولة قطر للبنان
  • عون: الـ2025 عام حصر السلاح بيد الدولة .. ميقاتي: متضامنون مع الاردن في وجه محاولات زعزعة أمنه
  • تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وأمير الكويت.. أحمد موسى يكشف
  • ميقاتي في اتصال مع نائب رئيس الوزراء الاردني: متضامنون مع الاردن في وجه كل محاولات زعزعة أمنه
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: نرافق اليوم فخامة الرئيس أحمد الشرع في الزيارة الرئاسية الأولى إلى دولة قطر التي وقفت إلى جانب السوريين منذ اليوم الأول ولم تتخلَ عنهم
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تبحث مع نظيرتها اللبنانية ملف اللاجئين ‏السوريين في لبنان
  • الحارس البيئي للإمارات.. مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير المناخ