تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الأميركية للمطالبة بوقف الحرب على غزة.
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
أقام طلاب مؤيدون للفلسطينيين مخيمات في مزيد من الجامعات في شتى أنحاء الولايات المتحدة احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، رغم وقائع الاعتقال الجماعي في مظاهرات مماثلة في عدد من جامعات الساحل الشرقي في الأيام الماضية.
تشمل الاحتجاجات الآخذة في الاتساع اعتزام ائتلاف جماعات يهودية معارضة للعمليات الإسرائيلية في غزة إغلاق شارع بروكلين حيث يقيم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر.
يأتي الاحتجاج في الليلة الثانية من عيد الفصح اليهودي الذي يستمر أسبوعا، وهو ضمن عشرات الاحتجاجات التي نظمها الائتلاف في مدن في أنحاء الولايات المتحدة، منها بورتلاند وأوريغون وسياتل.
وألقت السلطات القبض على مئات الطلاب وآخرين في جامعات كولومبيا وييل ونيويورك منذ يوم الجمعة، في حين كثف منتقدون منهم أعضاء جمهوريون بارزون في مجلس الشيوخ، الاتهامات بمعاداة السامية والتعرض لمضايقات من بعض المتظاهرين على الأقل.
وأثار المدافعون عن الحقوق المدنية، بمن فيهم اتحاد الحريات المدنية الأميركي، مخاوف تتعلق بحرية التعبير إزاء الاعتقالات.
ومن بين المخيمات الجديدة، نصب طلاب جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وهي جامعة اشتهرت بنشاطها الطلابي خلال الستينيات- خياما للتضامن مع المتظاهرين في الجامعات الأخرى.
وفي كاليفورنيا أيضا، أغلقت السلطات حرم جامعة كال بولي هومبولت، وهي جامعة عامة في أركاتا، بعد أن احتل متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين مبنى في الحرم الجامعي.
وفي حرم جامعة مينيسوتا في سانت بول، أزالت الشرطة أحد المخيمات بعد أن طلبت منها الجامعة التحرك، مشيرة إلى انتهاكات سياسة الجامعة وقانون التعدي على ممتلكات الغير.
وتأتي الاحتجاجات الجديدة في أعقاب القبض على أكثر من 120 محتجا في حرم جامعة نيويورك في وقت متأخر أمس الاثنين، وفق متحدث باسم شرطة مدينة نيويورك . وقالت الشرطة إن سلطات الجامعة طلبت المساعدة، وإن المحتجين لم يتركوا أماكنهم بحلول الموعد النهائي الذي حددته الجامعة.
وأُلقي القبض على أكثر من 100 طالب في جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي، وألغت جامعة نيويورك حضور الطلاب أمس الاثنين في محاولة لنزع فتيل التوتر في الحرم الجامعي وخشية أن يواجه الطلاب اليهود مضايقات محتملة.
وقالت الجامعة اليوم الثلاثاء إن الدراسة لبقية العام ستكون بالحضور الشخصي أو عبر الإنترنت.
وكانت مزاعم معاداة السامية في هذه الاحتجاجات أيضا محور اتصال هاتفي بين نائبة الرئيس كاملا هاريس والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الثلاثاء.
وقال البيت الأبيض بعد المكالمة “استنكرت نائبة الرئيس معاداة السامية البغيضة، وكذلك تصاعدها في جميع أنحاء العالم، وشددت على التزامها والتزام الرئيس (جو) بايدن بالتنديد بها علنا”.
” ورد منظمو الطلاب في مخيم جامعة كولومبيا أمس الاثنين على مثل هذه الانتقادات بالإشارة إلى وجود جماعات يهودية في الاحتجاجات مثل الصوت اليهودي من أجل السلام و(إف نوت ناو)، قائلين إن وسائل الإعلام ركزت على “المحرضين الذين لا يمثلوننا”.
وقال المنظمون “نرفض بشدة أي شكل من أشكال الكراهية أو التعصب ونقف يقظين ضد الأشخاص من غير الطلاب الذين يحاولون تعطيل التضامن الذي يتشكل بين الطلاب -زملاء الدراسة الفلسطينيين والمسلمين والعرب واليهود والسود والمؤيدين للفلسطينيين”.
وأضاف المنظمون أن المتظاهرين سيقيمون مأدبة عيد الفصح في بروكلين، بينما يحثون شومر، أرفع مسؤول يهودي أميركي منتخب، على تأييد إنهاء توفير الأسلحة الأميركية للحرب الإسرائيلية في غزة.
وجاء في بيان المنظمين “سيواجه مئات خطر الاعتقال بينما يطالبون السناتور شومر، الذي تحدث مؤخرا بحدة ضد (رئيس الوزراء الإسرائيلي) نتنياهو، باتخاذ الخطوة التالية والتوقف عن تسليح إسرائيل”.
آخر تحديث: 24 أبريل 2024 - 12:17المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الهجوم الاسرائيلي على غزة الولايات المتحدة معاداة السامية
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن الحرب على الجامعات في الولايات المتحدة.. لن تنتهي بخير
شدد أستاذ علم الاجتماع في جامعة "ستوني بروك" بنيويورك في الولايات المتحدة، موسى الغربي، على أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلنت الحرب ضد جامعات النخبة الأمريكية، موضحا أن هذه الحرب "لن تنتهي بخير" بالنسبة للإدارة الأمريكية و"ستصبح مستنقعا".
وقال الغربي في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وترجمته "عربي21"، إن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس دعا إلى استراتيجية ضد جامعات النخبة الأمريكية تشبه سياسة "اجتثاث البعث"، في إشارة إلى عملية التطهير الشاملة في المؤسسات العسكرية والمدنية من أي شخص له علاقة بنظام صدام حسين.
وأضاف الغربي وهو مؤلف كتاب "لم نكن متيقظين أبدا: ثقافة التناقض بين النخبة الجديدة"، أن هذه السياسة لعبت بعد احتلال العراق عام 2003 دورا في ظهور التمرد، مما قوض قدرة الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها في البلد.
وبطريقة مشابهة ورغم نصر "الصدمة والترويع" في جامعة كولومبيا، أعلنت جامعة هارفارد عن استعدادها للمواجهة والتي قد تلهم الجامعات الأخرى لاتباع مثالها، بسبب تصرفات إدارة ترامب، وفقا للغربي.
ويعترف الكاتب أن الجامعات تعاني من مشاكل حقيقية، فهيئة التدريس، وبخاصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، لا تمثل البلد بشكل كامل. وهي متجانسة أيديولوجيا بشكل يعيق القدرة على فهم الظواهر الاجتماعية الخلافية بدقة.
ورغم أن الأكاديميين يتمتعون بحرية استثنائية نظريا، إلا أن الجامعات تميل إلى أن تكون أماكن رقابية شديدة بسبب عوامل ثقافية. وفي الوقت نفسه، فإن العديد من المبادرات التي تنفذ باسم التنوع والمساواة والشمول ليست فعالة فحسب، بل تؤدي إلى نتائج عكسية مقارنة برسالتها المعلنة، حسب المقال.
وقال الكاتب إن تحركات البيت الأبيض في هارفارد وكولومبيا، وبشكل واضح طبيعة إصلاح التعليم العالي التي تحمل في طياتها بذور الهزيمة الذاتية. ففي حالة جامعة كولومبيا، منحت إدارتها ترامب كلَ ما طلبه قبل الموعد النهائي المحدد وبدون مقاومة. مما منح البيت الأبيض فرصة كبيرة. ففي ظل الظروف التي تضاف إليها العديد من التنازلات المتنافسة والمصحوبةً بمخاطر عالية وحالة عدم يقين، تميل المؤسسات إلى تقليد "المبادرة"، وبخاصةً إذا كانت تلك المبادرة مؤسسةً مرموقةً مثل جامعة كولومبيا.
ولو كان البيت الأبيض يبحث فعلا عن محفزات للجامعات الأخرى ودفعها على التراجع كما فعلت جامعة كولومبيا، لكان عليه الاعتراف بامتثالها، وشكرها على موقفها التصالحي، وتحرير جزء من الأموال المعلقة، وفقا للمقال.
وأضاف الكاتب أن الخطوة الذكية في هذه الحالة هي مكافأة الجامعات التي تمتثل بسرعة، وجعل الجامعات التي ترفض عبرة لغيرها. وبدلا من ذلك، ردت إدارة ترامب على تنازلات جامعة كولومبيا بتصعيد انتقاداتها للجامعة ورفضها الإفراج عن أي دولار مجمد. بعبارة أخرى، ردت الإدارة على ضعف جامعة كولومبيا بتصعيد الضغوط، حتى أنها سعت إلى فرض رقابة فيدرالية كجزء من الاتفاق. ولأنها انتشت بنصرها على كولومبيا، فقد صعدت الإدارة مطالبها من الجامعات الأخرى أيضا.
ورد البيت الأبيض يوم الاثنين على جامعة هارفارد بتجميد تمويل فدرالي إضافي قدره 2.2 مليار دولار، وإصدار قائمة مطالب من شأنها أن تشكل تدخلا أكثر صرامة في نزاهة المؤسسة وأدائها الأساسي. كانت هذه المطالب متعدية وواسعة النطاق، بل إنها تعارضت مع بعضها البعض مباشرة. فعلى سبيل المثال، طالبت إدارة ترامب جامعة هارفارد بمراجعة التكوين الأيديولوجي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب فبالنسبة لأي وحدة تعتبر غير متنوعة بما يكفي، ستلزم الجامعة بقبول المزيد من الطلاب أو توظيف المزيد من أعضاء هيئة التدريس، وذلك بناء على آرائهم الأيديولوجية.
ويعد هذا نظام عمل إيجابي وحصص للمحافظين، على الرغم من معارضة الرئيس الشديدة لمثل هذه السياسات في سياقات أخرى.
علاوة على ذلك، طالب البيت الأبيض جامعة هارفارد بفحص طلبات الطلاب الأجانب المحتملين لاستبعاد المتقدمين الذين قد يكونون "معاديين للقيم والمؤسسات الأمريكية" أو "داعمين للإرهاب أو معاداة السامية". كما طلب من الجامعة تهميش أو إبعاد أعضاء هيئة التدريس والإداريين الذين يبدون "أكثر التزاما بالنشاط السياسي منه بالعلم".
ومع ذلك، فرغم إلزام هارفارد بتطبيق عدة اختبارات حاسمة جديدة قائمة على أسس أيديولوجية للقبول والتوظيف، فإن وثيقة المطالب نفسها تلزم الجامعة أيضا "بإلغاء جميع المعايير والتفضيلات والممارسات، سواء كانت إلزامية أو اختيارية، في جميع عمليات القبول والتوظيف، والتي تُعتبر بمثابة اختبارات حاسمة أيديولوجية"، حسب المقال.
وعلق الكاتب أنه من المستحيل حرفيا الإلتزام بهذا الأمر، أي إلغاء جميع الاختبارات الأيديولوجية الحاسمة مع فرض المزيد منها. وقد أظهر مثال جامعة كولومبيا أن هناك فائدة ضئيلة من المحاولة. ونتيجة لذلك، لم يكن أمام إدارة جامعة هارفارد إلا خيارات قليلة بل التحدي.
ولفت الكاتب إلى أنه بعد أن اختارت هارفارد طريق المقاومة، فمن المرجح أن تحذو مؤسسات أخرى حذوها. وباختصار، تعقدت مساعي ترامب لإصلاح التعليم العالي بسبب أفعال ترامب نفسه. ولدى هارفارد المال الكافي للعيش بدون تمويل فدرالي بينما تخوض معركة قضائية ضده، حتى أنها قد تصل إلى حد تجاوز هذه الإدارة تماما.