كشفت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، عن وصول حجم سوق الاتصالات والتقنية إلى 166 مليار ريال خلال عام 2023، وبنسبة نمو سنوي مركب بلغت 8% خلال الـ 6 أعوام الماضية، وذلك خلال انعقاد أعمال النسخة العاشرة من منتدى مؤشرات الاتصالات والتقنية، اليوم، في الرياض، والذي شهد حضور نخبة من الخبراء والمختصين وقادة القطاع، وتقديم 4 عروض رئيسة وجلسة نقاش استعرضت خلالها مؤشرات القطاع بالمملكة، وناقشت توجهات القطاع المستقبلية.


وانطلقت أعمال المنتدى بعرض مؤشرات الأداء لقطاع الاتصالات والتقنية الذي قدمه مدير عام الدراسات بهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية مفرح نهاري، أبرز من خلاله مدى نمو وازدهار القطاع، حيث تشغل المملكة المركز الثاني على دول مجموعة العشرين في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2023، فيما تظهر المؤشرات وصول نسبة انتشار اشتراكات خدمات الاتصالات المتنقلة إلى 198% من السكان، كما بلغت اشتراكات إنترنت الأشياء 12.6 مليون اشتراك.

وتبرز المؤشرات التي قدمت على منصة المنتدى وصول سرعة تحميل الإنترنت المتنقل بالمملكة إلى 215 ميجا بت في الثانية، في الوقت الذي وصلت فيه نسبة انتشار استخدام الإنترنت في المملكة إلى 99%، فيما وصل عدد مقدمي خدمات الحوسبة السحابية المسجلين بالهيئة إلى 31 مقدم خدمة.

وشهدت أعمال المنتدى تقديم العرض الثاني بعنوان "التنقل في حدود الابتكار: توجهات سوق تقنية المعلومات في المملكة"، والذي قدمه نائب رئيس شركة "IDC" للحلول المخصصة في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا والمدير الإقليمي في المملكة العربية السعودية والبحرين حمزة نقشبندي، ونائب رئيس المجموعة والمدير العام الإقليمي في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا بشركة "IDC" جيوتي لالشنداني، مبرزًا أحدث التقنيات المبتكرة التي يشهدها سوق التقنية بالمملكة مع استمرار تناميها، حيث من المتوقع وصول الإنفاق على التقنية إلى 18.4 مليار دولار أمريكي في 2024، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن يتجاوز الإنفاق الحكومي على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني وتحليلات البيانات الضخمة نحو 752 مليون دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2024.

وعن مستقبل المشهد التقني في المملكة، كانت جلسة نقاش المنتدى تبحث أفق المستقبل من خلال رؤى خبراء السوق، بمشاركة المدير التنفيذي بسيسكو في المملكة العربية السعودية سلمان فقيه، ونائب الرئيس لقطاع الحوسبة السحابية أسواق السعودية، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة أوراكل فهد الطريّف، والشريك بشركة ميراك كابيتال عثمان الحقيل.

واستعرض المنتدى في ثالث عروضه "الأداء المالي للقطاع في "أرقام"، والذي قدمه رئيس إدارة الأبحاث في الجزيرة كابيتال جاسم الجبران، حيث بين أن حجم أصول الشركات المدرجة في قطاع الاتصالات والتقنية يبلغ نحو 250 مليار ريال، ويشكل سوق المملكة نحو 37% من إجمالي الأصول في القطاع بمنطقة الخليج، فيما يبلغ إجمالي إيرادات الشركات المدرجة في قطاع الاتصالات والتقنية نحو 119 مليار ريال، وتشكل حصة المملكة 41% من إجمالي إيرادات القطاع بالخليج، كما تصل القيمة السوقية للشركات المدرجة في قطاعي الاتصالات والتقنية إلى 379 مليار ريال، وتشكل الحصة الأكبر بمنطقة الخليج بنسبة 57%.

وكشف المنتدى في عرض قدمه مدير إدارة تطوير خدمات الإنترنت بهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية سامي الدهام عن النسخة الثالثة من "تقرير إنترنت المملكة 2023"، والذي يتناول استخدامات الإنترنت بالمملكة ونموها، وكذلك المؤشرات والمعلومات المتعلقة بنمط وسلوك المستخدمين وتفضيلاتهم، كما يستعرض أكثر التطبيقات استخدامًا وتحميلًا، بالإضافة إلى معدلات استهلاك البيانات لدى الأفراد.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: قطاع الاتصالات في المملكة أهم الآخبار هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية منصة المنتدى الاتصالات والتقنیة ملیار ریال فی المملکة

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني غياب الإنترنت عن حياة أهل غزة؟

غزة – بعد عودته لشمال قطاع غزة، بعد رحلة نزوح استمرت قرابة العام عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، قرر أحمد شقّورة الرجوع إلى منطقة "وسط القطاع" مجددا حفاظا على وظيفته.

يعمل شقورة عن بُعد في مجال المونتاج مع مؤسسة إعلامية عربية، ويحتاج بشكل دائم إلى الإنترنت، وهو أمر غير متاح بسهولة في شمالي القطاع، وقد تمكن من الحصول على خدمة الإنترنت مجانا في حاضنة أنشأها المكتب الإعلامي الحكومي داخل مستشفى شهداء الأقصى.

يقول شقورة للجزيرة نت "مشكلة الإنترنت عذبتني كثيرا منذ بداية الحرب، وتسببت لي في خسائر كبيرة، والآن أنا بعيد عن أهلي في الشمال، حفاظا على عملي حاولتُ العمل من خلال إحدى الحاضنات بمدينة غزة، لكن الإنترنت هناك سيئ والتكلفة عالية، وتصل إلى 5 أو 7 شواكل للساعة الواحدة (الدولار= 3.6 شواكل)".

وحتى في وسط القطاع، يعاني شقورة كثيرا في الوصول إلى الحاضنة، حيث يضطر للمشي مسافات طويلة وفي أوقات خطرة من الليل، وذكر أنه نجا من الموت ذات ليلة بعدما كان عائدا من عمله حينما اعترضته طائرة إسرائيلية مُسيّرة من نوع كواد كابتر وسط الشارع.

شقورة اضطر للعودة إلى وسط القطاع بحثا عن الإنترنت حتى لا يفقد وظيفته (الجزيرة) سلسلة معاناة

يمتلك أحمد العوضي حاضنة أعمال "خاصة" بمدينة غزة، تتسع لنحو مئة شخص. لكن بعد عودة النازحين من جنوبي القطاع عقب التوصل لوقف إطلاق النار، أصبح يستقبل يوميا قرابة 500 شخص من الباحثين عن استئناف أعمالهم المتعطلة أو استكمال دراستهم.

إعلان

وفي بعض الأحيان، يضطر العوضي إلى استقبال قرابة 200 شخص والاعتذار للباقي، مما يتسبب في ازدحام شديد في الحاضنة.

ويقول للجزيرة نت "غالبية الزبائن من فئة العاملين عن بعد ويحاولون العودة إلى وظائفهم، سوءا كانوا مبرمجين أو مصممين أو كتاب محتوى أو صحفيين، كما أن هناك طلاب جامعات وثانوية عامة يحاولون استدراك ما فاتهم".

العوضي: غير قادرين على استيعاب الأعداد الكبيرة من المحتاجين لخدمة الإنترنت (الجزيرة)

ويضيف "الكل يعاني، أنا والزبائن، تشغيل مولد الكهرباء لساعة واحدة يكلفني 400 شيكل، وهذا يتحمله الزبون الذي يدفع 7 شواكل مقابل الساعة الواحدة، وكذلك لا يتوفر في القطاع كراس ولا مكاتب بعد استخدامها كحطب لطهي الطعام".

ويضيف "الزبون يضطر للمشي مسافات طويلة كي يصل إلينا بسبب ضعف وغلاء المواصلات، ويفاجأ بأن خدمة الإنترنت في بعض الأحيان رديئة (من المصدر) أو أن الكهرباء مقطوعة لعطل المولد، ويدفع مبلغا كبيرا. هي سلسلة من المعاناة التي لا تنتهي".

ويحصل العوضي على الإنترنت من شركة الاتصالات الفلسطينية عبر لاقط هوائي بسبب عدم توفر الأسلاك جراء التدمير الذي لحق بمدينة غزة ورفض الاحتلال إدخالها، مما يجعل الخدمة متذبذبة ورديئة في بعض الأحيان.

تأثير اقتصادي

وبسبب عمليات التدمير الهائلة التي نفذها جيش الاحتلال في غالبية مناطق قطاع غزة، وبخاصة في شماله، لا تزال خدمة الإنترنت مقطوعة عن مناطق واسعة هناك، وتجد شركة الاتصالات الفلسطينية -المزود الرئيسي لخدمة الإنترنت في القطاع- صعوبات كبيرة في إعادة تقديم الخدمة كالسابق جراء قيود الاحتلال ومنعه إدخال قطع الغيار والأسلاك اللازمة.

وعمدت إسرائيل مرارا إلى قطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن مناطق بالقطاع لعزلها عن العالم الخارجي، في خطوة عدّتها فصائل فلسطينية "جريمة تستهدف عزل الفلسطينيين بالقطاع وتهجيرهم".

إعلان

يشير المدير العام لغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة ماهر الطبّاع إلى الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد جراء انقطاع أو ضعف الإنترنت، ويقول للجزيرة نت "الإنترنت اليوم محرك رئيسي لأي اقتصاد، وكافة المعاملات والإجراءات تتم من خلالها، وشبكة الاتصالات شبه مدمرة كباقي مناحي الحياة".

وأشار إلى أن الاحتلال يمنع إصلاح شبكات الاتصالات والإنترنت وإدخال ما يلزم من أسلاك وقطع غيار، في وقت يعاني فيه المواطنون بشدة بسبب هذه المشكلة، ويضطرون للمشي مسافات طويلة بحثا عن الإنترنت ولدفع مبالغ كبيرة تفوق قدرتهم المالية من أجل الحصول على خدمة رديئة، مشيرا إلى أن الكثيرين فقدوا أعمالهم بسبب ذلك.

ودفعت الأزمة إلى نشوء ظاهرة "إنترنت الشارع" حيث تضع شركات صغيرة "راوترات" على أعمدة الكهرباء في الشوارع لتقديم خدمة محدودة للسكان مقابل مبالغ مالية وفق نظام الساعة.

غياب الإنترنت أثّر بشكل سلبي على التحصيل الدارسي لطالبة الصيدلة يارا عبده (الجزيرة) تأثير على التعليم

تقول يارا عبده، الطالبة في كلية الصيدلة من خان يونس، إن عدم توفر الإنترنت أثر بشكل كبير على المستوى الدراسي لكافة الطلاب، وتضيف للجزيرة نت "دراستي تعتمد على البحث عبر الإنترنت كوني أدرس في مجال طبي يتطلب العديد من المستلزمات البحثية غير المتوفرة حاليا".

تضطر يارا إلى المشي مسافات طويلة للوصول إلى بعض نقاط الإنترنت التي تقدم خدمات ضعيفة، وتبقى طوال اليوم هناك بهدف البحث عن المعلومات التي تحتاج إليها، وتضيف "قبيل العدوان كنت أعتمد بشكل أساسي على الإنترنت للتواصل مع أساتذة الجامعة وتبادل الخبرات مع زملائي، حاليا فاتتني الكثير من المعلومات والخبرات بسبب انقطاع الإنترنت".

شركات صغيرة نشرت بعض "الراوترات" على أعمدة الكهرباء في الشوارع للتزويد بخدمة الإنترنت مقابل مبالغ مالية (الجزيرة)

بدوره، يؤكد المدير العام للعلاقات العامة بوزارة التربية والتعليم العالي بغزة أحمد النجار أن انقطاع أو ضعف الإنترنت يؤثر بشكل كبير على العملية التعليمية، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على التعليم الإلكتروني والمنصات الرقمية مصدرا رئيسيا للدروس والمراجع.

إعلان

ويضيف للجزيرة نت "الطلبة الذين يعتمدون على الإنترنت للوصول إلى المواد التعليمية، وحضور الحصص الافتراضية، والتواصل مع معلميهم، يواجهون صعوبات جمة لعدم توفر الخدمة أو انقطاعها، مما يؤدي إلى تراجع التحصيل العلمي وتأخير إنجاز المهام الدراسية واستعدادهم للامتحانات، حيث إن كافة الامتحانات تعتمد على تطبيقات محسوبة مثل تطبيق تيمز (Teams) وتطبيق وايز سكول (Wise School)".

أما فيما يتعلق بطلبة الثانوية العامة (التوجيهي)، فيقول النجار إن غياب الإنترنت يصبح أكثر خطورة، حيث يعتمد التلاميذ على المصادر الإلكترونية في مراجعة الدروس، وحل الاختبارات التجريبية، والاستفادة من الشروحات المصورة التي تساعدهم في الفهم العميق للمناهج الدراسية.

مقالات مشابهة

  • استمرار الجهود الميدانية لفرق هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الحرمين الشريفين
  • استمرار الجهود الميدانية لهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الحرمين
  • هيئة النقل: حجز 3 شاحنات أجنبية وإيقاع غرامة مالية (10) آلاف ريال لنقلها البضائع داخل المملكة
  • منتدى الاستثمار الرياضي 2025: الحدث الأكبر لتعزيز نمو القطاع الرياضي في المملكة
  • لتمكين القطاع الخاص من المشاركة في حماية البيئة.. الوزير الفضلي يُطلق برنامجًا تمويليًا بقيمة مليار ريال
  • أكثر من 50 مليار ريال عُماني إجمالي تحويلات القوى الوافدة في دول المجلس
  • 7.5 مليار ريال فائضًا تجاريًا.. و16.3% تراجعًا بالصادرات غير النفطية
  • البنوك العمانية تقترب أرباحها من نصف مليار ريال نهاية 2024
  • هيئة الأوقاف تنفذ مشاريع رمضانية خيرية بتكلفة نصف مليار ريال
  • ماذا يعني غياب الإنترنت عن حياة أهل غزة؟