في مشهد يمزج بين أصالة المعرفة وحداثة التكنولوجيا، اختتمت شركة عنصر للتكنولوجيا، بالتعاون مع مركز التعلم الذاتي بجامعة السلطان قابوس، فعاليات ركن "أسبوع أبعاد المستقبل 2" الذي أقيم في مركز التعلم الذاتي من تاريخ 16 وحتى 18 من أبريل الجاري، وشهد الركن إقبالًا هائلاً من الطلبة الذين توافدوا لاستكشاف تقنية "جهاز أمد" المبتكرة، والتي تُتيح لهم خوض تجربة تعليمية ثلاثية الأبعاد دون الحاجة لاستخدام نظارات خاصة.

وأوضح المهندس معاذ بن أحمد الهنائي الرئيس التنفيذي لشركة عنصر للتكنولوجيا: يعتمد "جهاز أمد" على تقنية متطورة تُمكّن المستخدم من التفاعل مع محتوى ثلاثي الأبعاد من خلال كاميرات دقيقة تُراقب حركة عينيه. وبفضل هذه التقنية، تتحول الشاشة إلى بوابة نحو عوالم معرفية غنية، حيث تصبح الصور أكثر وضوحًا وفهمًا، وتُسهل على الطلبة استيعاب المعلومات بطريقة مُلفتة وفعّالة.

وأضاف الهنائي: لم تقتصر إمكانيات "جهاز أمد" على تسهيل عملية التعلم، بل تجاوزتها لتشمل تعزيز التفاعل مع المحتوى التعليمي، مما يُضفي على العملية التعليمية طابعًا من المتعة والحماس. إذ تُساهم الصور ثلاثية الأبعاد في تعزيز الفهم العميق للمفاهيم، خاصةً تلك المعقدة التي يصعب تصورها في الفضاء ثنائي الأبعاد. حيث تُعدّ تقنية "جهاز أمد" خطوة مهمة نحو تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم، وتُمثل إضافة نوعية لجهود جامعة السلطان قابوس و"عنصر للتكنولوجيا" في تطوير العملية التعليمية وتوفير بيئة تعليمية متميزة لجميع الطلبة.

وقد أعرب المهندس عصام الإسماعيلي، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بشركة عنصر للتكنولوجيا، عن سعادته الغامرة بنجاح فعاليات ركن "أسبوع أبعاد المستقبل 2"، مؤكدًا على التزام الشركة بنشر هذه التقنية المبتكرة في جميع المؤسسات التعليمية إيمانًا منها بأهميتها في تحسين جودة التعليم وتعزيز مهارات الطلبة، مشيرا إلى أنه تأتي هذه الخطوة استمرارًا لتوجه شركة عنصر الداعم لتمكين المجتمع وتوفير فرص للشباب للانخراط في التقنية والابتكار. ومن المتوقع أن يلقى الجهاز "أمد" استحسانًا وتفاعلًا من قبل فئة الشباب وصناع المستقبل الذين يطمحون لاستغلال الفرص التكنولوجية وتحقيق تطلعاتهم في المجال الرقمي.

الجدير بالذكر إلى أنه تشير النتائج إلى أن الطلاب الذين يتعلمون باستخدام تقنية الأبعاد الثلاثة يتمتعون بذاكرة أقوى، حيث يحفظون 65٪ من المعلومات، بينما لا يتجاوز معدل الحفظ باستخدام النصوص 10٪ فقط. وإلى جانب ذلك، تُساهم تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في رفع معدلات نجاح الطلاب بشكل ملحوظ، حيث تُحول نسب النجاح من 10٪ إلى 85٪. وتُقدم تقنية الأبعاد الثلاثة أيضًا حلولًا فعّالة لفهم المعلومات المعقدة والمجردة، وذلك من خلال عرضها بطريقة حية وتفاعلية تُسهل على الطلاب استيعابها، ونتيجة لهذه الفوائد المتعددة، تُشير الدراسات إلى أن تقنية الأبعاد الثلاثة تُمثل أداة تعليمية قوية تُمكن من تحسين جودة التعليم بشكل كبير.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تقنية الشات جي بي تي بين التسهيل والاعتماد المفرط

منير بن محفوظ القاسمي

في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأحد أبرز أدواتها هو الذكاء الاصطناعي، الذي غيّر طريقة تفكيرنا وعملنا، خاصة تقنية الذكاء الاصطناعي (IA) لمعالجة اللغة الطبيعية للتفاعل مع النصوص والإجابة على الأسئلة. وعلى وجه الخصوص، أثار جدلًا كبيرًا حول تأثيره على الإبداع والتفكير البشري: هل هو عدو للإبداع أم محفز له؟

خلال مشاركتي في برنامج تدريبي عن أهمية التخطيط في بيئة العمل، دُعينا كفريق عمل لصياغة أهداف ذكية تساهم في تحقيق الخطط العامة. كان البرنامج يهدف إلى إثارة التفكير الجماعي والعصف الذهني، لكن المفاجأة كانت عندما لجأ معظم المشاركين إلى هواتفهم وفتحوا تطبيق شات جي بي تي للحصول على أمثلة جاهزة.

عندما حان وقت مشاركة النتائج، ظهرت الإجابات متشابهة إلى حد كبير، بل ومتطابقة أحيانًا. هنا توقف النقاش الإبداعي الذي كنا نتطلع إليه، وبرز سؤال كبير في ذهني: هل أصبح الذكاء الاصطناعي يقتل التفكير الجماعي ويغري الناس باختيار الطرق السهلة بدلًا من بذل الجهد العقلي؟

لا شك أن شات جي بي تي يُعد أداة قوية تساعد في توفير الوقت والوصول إلى معلومات دقيقة بسرعة، لكنه في الوقت نفسه قد يكون سلاحًا ذا حدين؛ فإذا اعتمدنا عليه بشكل مفرط، قد نفقد جوهر التفكير الإبداعي الذي ينبع من الحوار والتفاعل البشري.

قبل ظهور مثل هذه الأدوات، كان الناس ينخرطون بحماس في النقاشات، يطرحون أفكارًا مختلفة، ويتعلمون من بعضهم البعض. أما الآن، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أحيانًا يحل محل هذه التفاعلات، ويقلل من قيمة التفكير الجماعي.

الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة عدوًا للإبداع. إذا استُخدم بحكمة، يمكن أن يكون محفزًا قويًا، خاصة عندما نعتبره شريكًا في العملية الإبداعية وليس بديلًا عنها.

في النهاية، نجيب على سؤال الافتتاح: "هل شات جي بي تي عدو الإبداع أم محفزه؟"
الإجابة تعتمد علينا نحن؛ فالأداة بحد ذاتها ليست جيدة أو سيئة، وإنما تعتمد قيمتها على كيفية استخدامها. إذا استخدمناها بحكمة، يمكن أن تصبح رفيقًا يدفعنا نحو الإبداع، أما إذا اعتمدنا عليها بشكل كامل، فإننا نخاطر بفقدان جوهر التفكير الإنساني.

إذن، كيف ترى أنت دور الذكاء الاصطناعي؟ عدو أم شريك؟

مقالات مشابهة

  • البوتاسيوم.. عنصر حيوي لضبط ارتفاع ضغط الدم
  • تقنية الشات جي بي تي بين التسهيل والاعتماد المفرط
  • قرار جديد بشأن حبس عنصر إجرامي خطير بالقاهرة
  • وفد جامعة كفر الشيخ ومجلس اتحاد الطلبة يزورون كنيسة مارمينا
  • طلبة يعتصمون أمام جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك تضامنا مع زملائهم المهددين بالترحيل
  • مشاركة بحثية متميزة لطالبة دكتوراه من جامعة السلطان قابوس في المؤتمر الدولي العاشر لأبحاث طلبة الدراسات العليا بالشارقة
  • بروتوكول تعاون بين جامعة بنها الأهلية وجامعة بكين لفتح آفاقًا للطلاب والباحثين
  • علماء يطورون تقنية فحص جديدة تكشف ظهور الأورام في وقت مبكر
  • روسيا تطور سلسلة من الطابعات ثلاثية الأبعاد لطباعة المنتجات المعقدة من المعادن
  • زيارات جلالة السلطان.. الأبعاد والدلالات