الحرة:
2025-02-22@13:25:50 GMT

الغائب الحاضر.. أين السكر في مصر؟

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

الغائب الحاضر.. أين السكر في مصر؟

"نادر في مناطق ومتوفر في أخرى، سعره بمتناول اليد في أماكن، وثمنه مرتفع في البعض الآخر"، معضلة جديدة بطلها منتج "السكر" في مصر، بعد الشكاوى من اختفائه والتأكيد على وجوده، فما قصة ما يصفه البعض بـ "الأزمة"؟ وما تأثيرها على المصريين؟

غائب أم متوفر؟

من العاصمة المصرية، القاهرة، يؤكد شهاب حسن، وهو شاب في منتصف العشرينيات، أن "هناك أزمة حقيقية في توفر السكر في منطقته".

وفي حديثه لموقع "الحرة"، يوضح أن "السلعة موجودة لكنها ليست متوفرة في جميع المناطق، وسعرها متفاوت من مكان لآخر".

ويقول:" ساعات (بعض الأوقات) بلاقيه (أجده) في سوبر ماركت بـ40 جنيه الكيلو (82 سنت تقريبا) وساعات تانية (أوقات أخرى) بلاقيه (أجده) بـ38 جنيه للكيلو (78 سنت تقريبا) وفي بعض الأحيان مش بلاقيه خالص في أي حته (لا أجده بتاتا)"  في السوبر ماركت ومحال البقالة.

أما محسن مصطفى، وهو عامل بمحل في أحد أحياء القاهرة، فيؤكد أن "السكر غير متوفر بمنطقته ولا يجده بسهولة".

ويقول لموقع "الحرة": "مافيش سكر عندنا (لا يوجد سكر بمنطقتي)، ولما أجي أدور عليه (عندما أبحث عنه) مش بلاقيه (لا أجده) وبضطر اروح مناطق تانية عشان اشتريه (ما يضطرني للذهاب لمناطق أخرى لشرائه)".

وعن أسعار السكر، يشير إلى أنها "تتراوح بين 38 إلى 40 جنيها للكيلو الواحد"، بما يعادل نحو (78  إلى 82 سنت) تقريبا.

لكن على النقيض من ذلك، يؤكد أحمد علي، وهو موظف من محافظة أسيوط بجنوب مصر، أن "السكر سلعة متوفرة في جميع المناطق وبأسعار معقولة".

والسكر متوفر بجميع منافذ البيع وبأسعار تتراوح بين 27 إلى 30 جنيها للكيلو الواحد (نصف دولار إلى 61 سنت)، وكانت هناك "أزمة سابقة" لكن تم حلها والمنتج حاليا موجود بكل مكان وبكميات كافية، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ما حقيقة "الأزمة"؟

يؤكد رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، محمود العسقلاني، أن الدولة تدخلت لحل "الأزمة السابقة".

وساهمت الدولة بشكل أو آخر في "تدفق كميات كبيرة من السكر"، وسمحت باستيراد 500 ألف طن من المنتج على "التتابع"، وهناك جزء من "السكر المستورد" بدأ في دخول الموانئ المصرية، وفق حديث رئيس الجمعية الأهلية المعنية برصد أسعار السلع والخدمات المقدمة للمواطن في مصر لموقع "الحرة".

ولا توجد في مصر "أزمة سكر والمنتج متوفر في كل مكان"، لكن سعر الكيلو الواحد "مرتفع قليلا" ويتراوح بين 30 إلى 40 جنيها (61 إلى 82 سنت)، حسبما يشدد العسقلاني.

وفي حديثه لموقع "الحرة"، يكشف الخبير الاقتصادي المصري، عبدالنبي عبد المطلب، أسباب ذلك "التناقض"، مؤكدا أن كل جانب "محق في روايته" بشأن "توفر أو غياب السكر أو قيام الدولة باستيراده".

ويوضح عبدالمطلب أن استهلاك مصر من السكر يتراوح بين 3 إلى 3.2 مليون طن سنويا، تنتج البلاد منهم 2.9 إلى 3 مليون طن، وبالتالي تتراوح الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك ما بين 200 إلى 600 ألف طن.

ويوجد منتج السكر بـ"وفرة" في بعض المناطق، وهو "محدود" في أخرى و"مختفي ونادر" في ثالثة، بينما أسعاره "متفاوتة" وتتراوح بين 33 إلى 39 جنيها للكيلو الواحد ( 68 إلى 80 سنت)، حسبما يقول الخبير الاقتصادي.

ولكن بشكل عام فالسكر "لم يعد متوفرا في كل مكان، وهو غير موجود، بالعديد من منافذ التوزيع الحكومية أو الخاصة"، وفق عبدالمطلب.

ويتفق معه الكاتب والمحلل السياسي، مجدي حمدان، الذي يؤكد لموقع "الحرة"، أن هناك "أزمة حقيقية" تتعلق باختفاء وغياب السكر، لكن أسبابها "ديموغرافية"، على حد قوله.

ما الأسباب؟

مع عدد سكان يبلغ 106 ملايين نسمة، فإن مصر هي البلد العربي "الأكبر ديموغرافيا"، بينما تشير تقديرات إلى أن نحو 60 في المئة من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر أو يقتربون منه.

ويوجد في مصر 9 ملايين "مقيم ولاجئ" من نحو 133 دولة يمثلون 8.7 بالمئة من حجم السكان البالغ عددهم نحو 106 ملايين نسمة، وفق "مجلس الوزراء المصري".

ويُشكل السودانيون العدد الأكبر من "المقيمين واللاجئين" في مصر بنحو 4 ملايين، يليهم السوريون بحوالي 1.5 مليون، واليمنيون بنحو مليون والليبيون مليون نسمة، حيث تمثل الجنسيات الأربع 80 بالمئة من المهاجرين المقيمين حاليا في البلاد، وفق تقديرات "المنظمة الدولية للهجرة".

ويتحدث عبدالمطلب عن "روايتين" بشأن أسباب توفر السكر في بعض المناطق واختفائه بمناطق أخرى.

والرواية الأولى تتعلق بوجود "اللاجئين" وخاصة من الجنسية السودانية، ما تسبب في ارتفاع عدد المقيمين البلاد، وبالتالي "زيادة الطلب على السلع"، وفق الخبير الاقتصادي المصري.

وبشأن الرواية الثانية، يشير عبدالمطلب إلى " توجه حكومي للحفاظ على قيمة الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي وبالتالي (لم تسمح) الحكومة بتمويل فجوة واردات السكر التي تحتاج إليها مصر".

وقبل شهر رمضان "بدأت الدولة في (تحجيم) عرض السكر، خوفا من استيلاء التجار وصناع الحلويات على الكميات المتوفرة من المنتج، وبالتالي اختفائه وعدم توفره"، وفق الخبير الاقتصادي المصري.

لكن ما حدث هو "العكس"، وجاء التوجه الحكومي بـ"نتائج عكسية"، فهذه القيود على "تداول السكر"، تسبب في "اختفائه"، حسبما يوضح عبدالمطلب.

لكن على جانب آخر، يرى حمدان أن "الدولة تبذل كافة جهودها لتوفير السكر"، بعد فتحها باب الاستيراد وتوفيرها المنتج بكافة المنافذ الحكومية والخاصة.

ويشير إلى أن "غالبية المقيمين واللاجئين" وخاصة من الجنسيتين "السورية والسودانية"، يعيشون في "أحياء ومناطق محددة" بالقاهرة ويشاركون سكان تلك "المنتجات المختلفة وعلى رأسها السكر"، ما تسبب في اختفائه وندرته وغلاء ثمنه.

أزمة السكر في مصر.. أسباب "ضبابية" وراء نقص "السلعة النادرة" "نادر وغير موجود وإذا وجدناه فسعره مضاعف"، هكذا يتحدث عدد من المواطنين المصريين عن أزمة "ندرة ونقص السكر" في مصر، والتي تزايدت حدتها بالتزامن مع قرب شهر رمضان، بينما يكشف مسؤولون ومختصون تحدث معهم موقع "الحرة" أسباب وأبعاد الأزمة التي يصفها البعض بـ"ضبابية المعالم" "أزمة مركبة" و"احتكار حكومي"؟

يرى الباحث بالاقتصاد السياسي، عمرو الهلالي، أن الأزمة "مركبة" حيث "تختفي كل فترة سلعة أو ترتفع أسعارها"، بسبب "تطبيق خاطئ لاقتصاد السوق".

والسبب الأول للمشكلة هو "إنتاجي"، فرغم أن مصر بالفعل لديها "اكتفاء ذاتي" من "إنتاج السكر" بنسبة 90 بالمئة، توجد "أزمة في توفر المنتج"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويوضح الباحث بالاقتصاد السياسي أنه وبسبب "عدم تطبيق مبادئ الاقتصاد الحر على إنتاج السلع فالمزارعون والمصانع (لا يستطيعون) بيع السكر لمشترٍ داخلي أو خارجي، وهو ما حدث في الموسم السابق".

ووقتها امتنع بعض المزارعين عن "بيع السكر" للمصانع مفضلين "تحقيق مكاسب إضافية"، ببيعه لمصنّعي "العسل"، ومن هنا ظهرت مشكلة "غياب واختفاء وندره المنتج"، وفق الهلالي.

وهو ما يوضحه عبدالمطلب، الذي يتحدث عن "معضلة" تتعلق بـ"احتكار الدولة حصرا"، إنتاج وتوزيع منتج السكر، وهي "لا تسمح" باستيراده أيضا.

ما الحلول؟

يصف عبدالمطلب "ندرة واختفاء أو ارتفاع أسعار السكر" بـ"مشكلة اللامشكلة"، فالمنتج "متوفر وموجود داخل مخازن وزارة التموين وشركاتها بما يفوق احتياجات المواطنين".

ولكنها "أزمة ثقة"، فلدى الحكومة تخوفات من وجود "مافيا فاسدة" ما بين القائمين على إنتاج المنتج وتوزيعه داخل الحكومة، وبين القطاع الخاص من "تجار السكر وصناع الحلويات"، وفق الخبير الاقتصادي.

والدولة "لا تجد حلولا لتوفير السكر بشكل تكون فيه واثقة من عدم استيلاء التجار والمحتكرين عليه وعدم وصوله للمستهلك".

ومن جانبه، يؤكد الهلالي أن الحل يتعلق بـ"فتح الباب أم المزارعين لبيع المنتج لمن يريدون والسماح للمستوردين بالاستيراد دون تدخل حكومي".

ويرى أنه لا يجب أن تطبق الدولة مبادئ "الاقتصاد الشمولي" لأنها تضر بالمواطن، وتسببت في غياب الكثير من المنتجات والسلع وندرتها، والحل هو تطبيق "الاقتصاد الحر" بشكل حقيقي.

أما العسقلاني فيؤكد أن "الحل الأمثل" لأزمة ارتفاع أسعار السكر هو "فرض سقف محدد للأرباح عن كل كيلو".

وسيكون ذلك حلا إيجابيا ويعالج مشكلة "ارتفاع سعر السكر ويقلل معاناة المواطنين"، وفق رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء.

أما حمدان فيرى أن الحل يتعلق بـ"إعادة توزيع اللاجئين والمقيمين" على المحافظات المصرية المختلفة وعدم "حصر وجودهم بالقاهرة".

وسمحت مصر في السادس من مارس، عملتها بالانخفاض في إطار حزمة دعم بقيمة ثمانية مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.

وقبل السماح بانخفاضه الشهر الماضي، أبقى البنك المركزي المصري على الجنيه ثابتا عند 30.85 مقابل الدولار منذ مارس 2023، ويجري تداوله الآن عند نحو 48.5 للدولار.

وانخفض معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 33.3 بالمئة في مارس من مستوى قياسي بلغ 38 بالمئة، في سبتمبر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الخبیر الاقتصادی السکر فی فی مصر

إقرأ أيضاً:

نهائي تاريخي بين أندريفا وتاوسون في سوق دبي الحرة للتنس

تختتم السبت منافسات النسخة الـ25 من بطولة سوق دبي الحرة للتنس للسيدات، إحدى بطولات رابطة محترفات التنس فئة الـ1000 نقطة والتي تقام على ملاعب سوق دبي الحرة للتنس بمنطقة القرهود، بإقامة المباراة النهائية والتي تجمع الروسية ميرا أندريفا، المصنفة الثانية عشرة للبطولة، المصنفة 14 عالمياً، والدنماركية كلارا تاوسون المصنفة 38 عالمياً ويعد هذا النهائي مواجهة مرتقبة بين لاعبتين لم يسبق لهما التتويج بلقب البطولة.

كانت مباراتا نصف النهائي اللتان أقيمتا الجمعة قد شهدت استمرار مفاجآت البطلة الروسية الشابة ميرا أندريفا، البالغة من العمر 17 عاماً والتي تأهلت إلى النهائي بعد فوزها على الكازاخستانية إيلينا ريباكينا، المصنفة السابعة عالمياً والمصنفة السادسة في البطولة بمجموعتين مقابل واحدة بواقع (6-4)، (4-6)، (6-3) في مباراة استمرت ساعتين و15 دقيقة.
وبهذا الإنجاز، أصبحت أندريفا أصغر لاعبة تصل إلى نهائي بطولة من فئة 1000 نقطة منذ بدء العمل بهذه الفئة في عام 2009 وباتت أيضاً أصغر لاعبة تتأهل لنهائي بطولة سوق دبي الحرة للتنس في تاريخها علماً بأن مشاركتها الأولى في سوق دبي الحرة كانت العام الماضي، وخرجت من الدور الأول.

أندريفا تفاجئ ريباكينا وتتأهل لنهائي دبي للتنس - موقع 24أصبحت الروسية ميرا أندرييفا، صاحبة الـ17 عاماً، على بعد خطوة من التتويج بلقبها الأول في مشوارها، بعدما فازت اليوم الجمعة في نصف نهائي بطولة دبي للتنس ذات الألف نقطة على الكازاخية إرينا ريباكينا، المصنفة السابعة عالميا، 6-4 و4-6 و6-3.

كما حققت أندريفا أيضاً إنجازاً آخر غير مسبوق إذ أصبحت أصغر لاعبة تتغلب على ثلاث بطلات سابقات لبطولات الغراند سلام في بطولة واحدة، منذ أن فعلتها الروسية ماريا شارابوفا في العمر نفسه عام 2004 عندما تفوقت على سفيتلانا كوزنتسوفا، وأناستازيا ميسكينا، وسيرينا ويليامز في البطولة الختامية.
في المقابل، واصلت الدنماركية كلارا تاوسون، البالغة من العمر 22 عاماً، تألقها في البطولة بعد فوزها في نصف النهائي على التشيكية كارولينا موكوفا، المصنفة 17 عالمياً، بمجموعتين مقابل واحدة بواقع (6-4)، (6-7)، (6-3) في مباراة ماراثونية استمرت نحو ساعتين و53 دقيقة.
وقدمت تاوسون أداءً لافتاً في الأدوار السابقة، حيث أقصت أرينا سابالينكا، المصنفة الأولى عالمياً، في الدور الثالث، كما تغلبت على الأوكرانية إيلينا سفيتولينا في الدور الثاني، ثم واصلت مشوارها المميز بالفوز على موكوفا في نصف النهائي.
ونجحت تاوسون في الوصول إلى النهائي في ثاني مشاركة لها في بطولة سوق دبي الحرة للتنس، بعدما كانت مشاركتها الأولى في عام 2022، وخرجت حينها من الدور الثاني.
المواجهة المرتقبة السبت تحمل طابعاً تاريخياً لكلتا اللاعبتين حيث تسعى كل لاعبة لتحقيق أول ألقابها في هذه البطولة المرموقة، ما يجعلها مباراة نهائية حافلة بالإثارة والندية.

مقالات مشابهة

  • إلى البلابسة اكملوا رؤيتكم: خسر السودانيون الحاضر بالحرب.. فاحفظوا مستقبلهم
  • «النهائي التاريخي» بين أندريفا وتاوسون في «دبي للتنس»
  • نهائي تاريخي بين أندريفا وتاوسون في سوق دبي الحرة للتنس
  • «المراهقة أندريفا» تطيح شفيونتيك في «دبي للتنس»
  • لصيام صحي.. ماذا يفعل مريض السكر قبل شهر رمضان؟
  • فاكهة غير متوقعة تقوي القلب وتظبط مستويات السكر
  • كيفية تناول أدوية السكر والضغط في رمضان.. «دليل شامل من هيئة الدواء»
  • محافظ الإسماعيلية يسلم 10 من ذوي الهمم عقود عمل بالمنطقة الحرة
  • أول تعليق من طارق العريان بعد إعادة أغنية 60 دقيقة حياة لموقع يوتيوب
  • طريقة عمل الكنافة لمرضى السكر بدون أضرار في رمضان 2025