"موانئ المتوسط" تعاني "الترانزيت" بسبب توتر البحر الأحمر
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
خلق توتر البحر بؤر اضطراباً في أنشطة العديد من موانئ البحر المتوسط التي لجأت إليها شركات الشحن العالمية باعتبارها نقاط ترانزيت بعيدة عن مناطق الصراع، حيث تقترب هذه الموانئ من طاقتها الكاملة، ما يزيد من خطر ارتفاع تكاليف المخزون ونقص المكونات لتجار التجزئة والمصنعين في أوروبا في أحدث تحدٍّ لسلاسل التوريد في المنطقة.
وأسفرت الهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار وعمليات الاختطاف، خلال الآونة الماضية، للسفن في البحر الأحمر عن أكبر عملية تحويل لمسار التجارة الدولية منذ عقود، ما رفع تكاليف شركات الشحن، كما أدى إلى تغيير المسارات، وتحول موانئ في غرب البحر المتوسط إلى نقاط ارتكاز لتجارة الترانزيت بدلاً من موانئ البحر الأحمر، في حين أن طاقتها الاستيعابية لا تسمح لها بذلك، ما يُحدث ازدحاماً في الأرصفة البديلة.
يشير مسؤولون تنفيذيون في موانئ "الجزيرة الخضراء" و"برشلونة" في إسبانيا و"طنجة المتوسط" في المغرب إلى زيادة في حركة إقبال السفن على الموانئ التي تنتظر لوصول البضائع إلى ساحات التخزين.
وحذرت شركة الشحن الدنماركية "ميرسك" العملاء مؤخراً من أن "كثافة الساحات" في ميناء برشلونة قد زادت بسبب السعة العالية حيث يتعامل الميناء مع حركات الشحن العابر بأسلوب أعلى بكثير من المعتاد، مضيفة أن محطات الشحن في الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط تعاني أيضاً، وفق تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أمس الثلاثاء.
وتتفاقم أوضاع موانئ المتوسط مع استمرار شركات الشحن العالمية في تحويل مسارات السفن عبر رأس الرجاء الصالح، والاعتماد على العديد من موانئ غرب البحر المتوسط لإعادة الشحن إلى شمال أوروبا.
ووفق تقرير لوكالة فيتش العالمية للتصنيفات الائتمانية فإن استمرار الاضطرابات فترة طويلة، قد يؤدي إلى ممارسة ضغوط أكبر على سلسلة التوريد وعواقب تشغيلية أكثر خطورة، وقد يتطلب الوضع إجراء تعديلات من جانب شركات تشغيل الموانئ، بما في ذلك التغييرات في النفقات الرأسمالية.
وفي حين تأثرت أحجام الشحن لدى الموانئ في دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية، التي تعتمد على إعادة التصدير، زاد الضغط على موانئ في مناطق أخرى مثل إسبانيا وإيطاليا والمغرب.
وقال ألونسو لوكي، الرئيس التنفيذي لشركة "TTI Algeciras"، التي تشغل إحدى محطتي حاويات في الجزيرة الخضراء، إن منشأته كانت "ممتلئة تماماً" ولم تتجنب الازدحام الشديد إلا من خلال تقييد حجم الأعمال التي تقوم بها. وأضاف لفاينانشال تايمز أن "القدرات محدودة للغاية".
وأعادت معظم خطوط شحن الحاويات الكبيرة العاملة على الطريق بين آسيا وأوروبا توجيه حركة المرور عبر رأس الرجاء الصالح، بدلاً من قناة السويس، في أعقاب هجمات الحوثيين في اليمن التي استهدف في البداية السفن الإسرائيلية قبل أن توسع قائمة الاستهداف لتشمل السفن التي تبحر نحو إسرائيل بغض النظر عن جنسياتها، ومن ثم السفن الأميركية والبريطانية في أعقاب توجيه القوات الأميركية والبريطانية ضربات إلى الحوثيين لإثنائهم على المضي قدماً في استهداف السفن الإسرائيلية تحديداً.
وأجبرت عمليات إعادة التوجيه خطوط الشحن على وضع ترتيبات جديدة لنقل البضائع بين آسيا والموانئ في إيطاليا واليونان وتركيا.
وبعد التفافها عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، تقوم العديد من السفن بإنزال الحاويات في الموانئ الواقعة على الجانب الغربي من البحر الأبيض المتوسط مثل الجزيرة الخضراء وطنجة. ومن هناك، تقوم الخدمات "المغذية" للمسافات القصيرة بنقل البضائع إلى محطات أخرى في جنوب أوروبا.
وقال دانييل ريتشاردز، مدير شركة "MSI" للاستشارات البحرية ومقرها لندن، إن هذا الأمر يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المخزون، وهناك أيضاً خطر على توريد المكونات للمصنعين.
وفي حين لم ينشر ميناءي الجزيرة الخضراء وطنجة أي إحصاءات عن حركة المرور هذا العام، سجلت برشلونة زيادة بنسبة 17% في الحاويات التي تم التعامل معها في فبراير/شباط مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي 2023. ويتوقع العديد من مشغلي المحطات الطرفية أن تستمر المشكلات ما دامت إعادة توجيه الخدمات.
وقال نبيل بومزوغ، رئيس مجلس إدارة تحالف طنجة، مشغل محطة الحاويات "TC3" في المغرب، إن المحطة كانت تعمل هذا العام باتساق مع ساحتها شبه الكاملة. وقال بومزوغ: "هذا يمثل تحدياً لكفاءتك وإنتاجيتك وتحدياً لكيفية إدارة مينائك".
ومع ذلك، تظهر خدمات تتبع السفن أن السفن تنتظر بانتظام في المرسى البحري في كل من طنجة بالمغرب والجزيرة الخضراء في إسبانيا قبل الرسو. وغالباً ما تكون فترات الانتظار هذه علامة على تزايد ازدحام المنافذ.
وقال ألونسو لوكي، الرئيس التنفيذي لشركة "TTI Algeciras"، التي تشغل إحدى محطتي حاويات في الجزيرة الخضراء إن خطوط الشحن اضطرت بسبب النقص في الطاقة الاستيعابية في الجزيرة الخضراء وطنجة، الواقعتين على جانبي مضيق جبل طارق، إلى التوجه إلى موانئ أقل ملاءمة وأبعد. وأضاف أن الخطوط كانت تستخدم منشآت بعيدة مثل مالطا وميناء جيويا تاورو في إيطاليا.
ونصح لارس جنسن، خبير الشحن والرئيس التنفيذي لشركة Vespucci Maritime، شركات الشحن بالنظر في خطط الطوارئ الخاصة بها في ظل الأوضاع المضطربة حالياً. وكتب على موقع "لينكد إن" أن المواقع البديلة يجب أن يكون لديها أيضاً خطط طوارئ جاهزة لمعالجة مشكلات ازدحام الموانئ المتصاعدة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي البحر الأبيض المتوسط فی الجزیرة الخضراء شرکات الشحن العدید من موانئ فی
إقرأ أيضاً:
مسؤول في “البنتاغون”: اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط
يمانيون../ اعترف مسؤول عسكري كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بفشل أمريكا أمام القوات المسلحة اليمنية في معركة البحر الأحمر، مؤكدا أن اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط حول العالم.
ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن، بيل لابلانت، وكيل وزارة الحرب الأمريكية لشؤون الاستحواذ والاستدامة وكبير مسؤولي مشتريات الأسلحة قوله إن الجيش اليمني أصبح مخيفا، حد وصفه.
وأضاف خلال قمة مستقبل الدفاع في واشنطن العاصمة: “أنا مهندس وفيزيائي، وعملت في مجال الصواريخ طوال حياتي المهنية. وما رأيته من أعمال قام بها الحوثيون خلال الأشهر الستة الماضية أمر أذهلني”.
وتابع كبير مسؤولي المشتريات في البنتاغون، القوات المسلحة اليمنية تلوح بأسلحة متطورة بشكل متزايد بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها القيام بأشياء مذهلة، مردفا “إذا أصاب صاروخ باليستي سفينة قتالية فهذا يوم سيئ للغاية لذا علينا أن نبتعد عن البحر الأحمر”.
واستطرد بقوله: إن ما حدث في البحر الأحمر يؤكد أن اليمنيون أصبحوا مخيفين بعد امتلاكهم قدرات صاروخية مذهلة”، مؤكدا أن اليمن ينتج الصواريخ الباليستية بتقنية لا يمكن القيام بها إلا من الدول المتقدمة فقط، حد وصفه.
وأشار إلى أن الجيش اليمني يلوح بأسلحة متطورة بشكل متزايد، بما في ذلك صواريخ “يمكنها أن تفعل أشياء مذهلة”.
يذكر أن الإعلام الأمريكي، في الآونة الأخيرة، سلط الضوء على القدرات العسكرية اليمنية وذلك عقب إعلان القوات المسلحة اليمنية عن ضرب حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام) ومدمرتين أمريكيتين بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة.