مر عام على جريمة كبرى مهد لها شخص بغسل أدمغة القرويين البسطاء. كون طائفة دينية روج من خلالها لنهاية العالم وأقنع أتباعه بأنه يقودهم إلى طريق الخلاص من خلال الموت جوعا.

إقرأ المزيد الهجوم الكيميائي الأول.. "أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت"!

هذه الجريمة البشعة جرت في كينيا، وخلفت وراءها العديد من المقابر في غابة "شكاهولا" الواقعة غربي مدينة "ماليندي" الساحلية.

بحسب آخر الإحصاءات تم انتشال جثثت 429 شخصا بينهم أطفال.

الطريق إلى عبادة الجوع:

بدأت المأساة في عام 2003 بتأسيس قسيس يدعى بول ماكنزي، كان يعمل في السابق سائق تاكسي طائفة دينية أطلق عليها اسم كنيسة "الأخبار السارة" الدولية.

هذا المدعي جند بخطبه الدينية النارية ونشاطه عبر الإنترنت الأتباع في منطقته وفي أنحاء كينيا، وغرس في عقولهم أن نهاية العالم قريبة، وأنهم سيدخلون الجنة إذا جوعوا أنفسهم حتى الموت.

حتى الآن لا تزال السلطات الكينية تبحث في غابة مساحتها 800 فدان عن مقابر جديدة بعد استخراج أكثر من 400 جثة على مدى الشهور السابقة من مقابر متفرقة قليلة العمق هناك.

يتوقع إيرونغو هوتون، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في كينيا، أن يرتفع عدد القتلى ليصل إلى عدة مئات، مشيرا إلى أنه "إذا جمعنا هذه الأرقام معا، فإن هذه المجزرة الفردية، هذه الجريمة الجماعية، ربما جمعت عددا من الوفيات أكثر من العديد من الهجمات الإرهابية التي رأيناها". هذا الأمر أكده مؤسس الطائفة.

ماكنزي كان اعتقل بعد أن عثرت الشرطة في 14 أبريل 2023 على جثث أربعة أشخاص في منزل في الغابة  بمنطقة أقام فيها أتباع هذه الطائفة معسكرا ينتظرون فيه نهاية العالم. أثناء التحقيق ابلغ الشرطة بأن "أكثر من ألف شخص رحلوا للقاء يسوع". فيما بعد عثرت الشرطة على مقابر أخرى حتى بلغ العدد 429 ضحية.

القس و94 آخرون من أتباعه موقوفون رهن التحقيق، وستتم مساءلتهم في محكمة ماليندي. الأدهى أن 64 شخصا ممن يخضعون للتحقيق في هذه الجريمة كانت السلطات قد عثرت عليهم في الغابة وهم يتضورون جوعا وعلى شفا الموت، وقد تمت معالجتهم، وتبين لاحقا أن أطفال العديد من هؤلاء ماتوا جوعا في الغابة، وامتنعوا عن إبلاغ السلطات بالأمر، كما قدم بعضهم أنفسهم بأسماء وهويات مزيفة.

سكان المنطقة رووا أن أعضاء هذه الطائفة الذين كانوا يقيمون على أرض يملكها ماكنزي، تواصلوا مع السكان  في البداية، إلا ان الوضع تغير مع عام 2022. حينها أغلق أتباع الطائفة مستوطنتهم أمام الغرباء ثم بدأوا في الشجار مع السكان المحليين، ومنعوا المرور على طول الطريق عبر الغابة، حيث وجدت القبور.

تناهى للسكان المحليين في مارس عام 2023 أن أتباع طائفة "الأخبار السارة" بدأوا في الموت. أحد السكان صرح لوسائل إعلام محلية قائلا: "وردتنا أنباء عن أشخاص يعانون من سوء التغذية. لقد ماتوا واحدا تلو الآخر".

الرئيس الكيني وليام روتو علق حينها على هذه الجريمة بقوله: "ما نشهده يشبه الإرهاب. لا يهم إذا كان بول ماكنزي قسيسا. إنه مجرم. يستخدم الإرهابيون الدين لتبرير أفعالهم الشنيعة. استخدم ماكنزي الدين لفعل الشيء ذاته. الأشخاص من أمثاله لا ينتمون إلى أي دين. مكانه في السجن".

حين اعتقلت الشرطة مؤسس الطائفة ماكنزي، تبين أنه كان اعتقل في السابق في عام 2017 على خلفية موت طفلين جوعا، لكن سرعان ما أطلق سراحه بكفالة قدرها 10000 شلن بالعملة المحلية الشلن، أي ما يعادل 75 دولارا.

ضحايا يصرون على الموت:

حجم الكارثة لا يظهر فقط في عدد الضحايا الكبير والمرشح للزيادة، بل ومدى التأثير القوي لمؤسس الطائفة على أتباعه. رجل في العقد الرابع من عمره صاح في وجه الأطباء الذين حاولوا إسعافه قائلا: "أنتم تمنعونني من الذهاب إلى الجنة"، وحاول إقناعهم بأنه في كامل قواه العقلية، ويعي ما يفعل ووصف من أتوا لمساعدته بالأعداء.

علاوة على ذلك، امتنعت شابة تبلغ من العمر 20 عاما عن تجرع الماء بالسكر وأغلقت فمها بإحكام، ورفضت التجاوب مع من أتوا لإنقاذ حياتها من خطر الموت جوعا.  

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف هذه الجریمة

إقرأ أيضاً:

وزارة الجريمة والتعليم

وزارة الجريمة والتعليم.. يبدو أن هذا الاسم هو الأنسب لوصف الواقع المرير الذي نعيشه في ظل نظام سياسي عصيب، حيث رئيس الدولة منقلب اغتصب السلطة ومارس كافة أنواع الانتهاكات بحقوق هذا الشعب، من اعتقالات، وإخفاء قسري، وقتل خارج نطاق القانون، وتكميم الأفواه، واغتصاب حقوق المواطنين في حياة كريمة تتوفر بها أبسط حقوق البشر من الغذاء والدواء والصحة، والتعليم.

وفي قلب هذه الأزمات، يأتي هذا الرئيس بوزير تعليم يحمل شهادات مزورة، لتكتمل مأساة شعب مصر، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول مصداقية النظام المصري ككل والنظام التعليمي كجزء من هذا العبث الذي تدار به مصر صاحبة أقدم حضارة، حيث إن التعليم من المفترض أن يكون هو وسيلة خلاص المجتمعات من انهيارها وسبيلها للبناء والقوة.

توالي هذه الحوادث المؤلمة يعكس عمق الأزمة التي يعاني منها المجتمع المصري نتيجة فشل النظام القائم في إدارة كافة الملفات، وأهمها ملف التعليم لأنه هو الملف الذي يمكنه إنقاذ مصر من الضياع وإنقاذ ما تبقى منها
ولكن السيسي لديه رؤية مختلفة حول التعليم، تلك الرؤية تعتمد بشكل اساسي على مقولته: "يعمل إيه التعليم في وطن ضايع".

وللأسف، وفقا لتلك المقولة بنى السيسي استراتيجية التعليم في مصر، فأصبحنا أمام توليفة فاسدة تفتقر إلى القيم والمبادئ الأساسية.

أصبحت جرائم المدارس في مصر تتوالى بشكل يومي، فأصبحنا نستيقظ كل صباح على خبر جديد يضاف إلى قائمة المآسي التي نشهدها في مصرنا المقهورة.

فمنذ أيام قليلة، كانت هناك واقعة مؤسفة حيث اعتدت ثلاث فتيات على زميله لهن بالضرب داخل إحدى مدارس الإنترناشيونال بالتجمع، مما أدى لنقلها للمستشفى بحالة سيئة.

وبعد هذا الحادث بساعات، شهدنا حادثة مأساوية جديدة حيث قام طالب في الصف الثاني الثانوي بالتعدي على ثلاثة من زملائه في إحدى مدارس الإنترناشيونال بمنطقة أبيس بالإسكندرية، مستخدما آلة حادة، مما أسفر عن إصابة أحدهم بجروح خطيرة استدعت نقله إلى العناية المركزة.

وبعدها بساعات أخرى، تعرض طلاب مدرسة سان جون الأمريكية الدولية لاعتداء بأسلحة بيضاء خلال امتحانات الشهادة الإعدادية بمدرسة السلام الحديثة في الهايكستب، فأسرع أولياء الأمور بعمل محضر مطالبين بالتحقيق العاجل وتوفير الحماية لأبنائهم.

الوضع يتطلب وقفة جادة وإعادة تقييم شامل للأوضاع ليس داخل المدارس فقط أو حول مستقبل التعليم في مصر، بل تقييم الوضع في كل مؤسسات الدولة وفي وضع مصر ككل. فهل يُعقل أن يستمر هذا الوضع المأساوي دون تدخل فعّال لإنقاذ مصر من هذا الانهيار المدوي؟
توالي هذه الحوادث المؤلمة يعكس عمق الأزمة التي يعاني منها المجتمع المصري نتيجة فشل النظام القائم في إدارة كافة الملفات، وأهمها ملف التعليم لأنه هو الملف الذي يمكنه إنقاذ مصر من الضياع وإنقاذ ما تبقى منها. فبدلا من أن تكون المدارس أماكن آمنة للتعلم والنمو، أصبحت بؤرا للعنف والانفلات.

فإذا كان هذا هو حال مدارس الطبقة المخملية التي ظهرت في عهد السيسي، فماذا عن مدارس أولاد الفقراء من السواد الأعظم من شعب مصر الذين يقبعون تحت خط الفقر؟

وأيضا، هذا الوضع المتدني يثير تساؤلات مشروعة منها:

متى ستتوقف وزارة الجريمة والتعليم عن تجاهل هذه الحقائق المُرّة التي تؤثر على حياة الطلاب ومستقبلهم؟ إن الوضع يتطلب وقفة جادة وإعادة تقييم شامل للأوضاع ليس داخل المدارس فقط أو حول مستقبل التعليم في مصر، بل تقييم الوضع في كل مؤسسات الدولة وفي وضع مصر ككل. فهل يُعقل أن يستمر هذا الوضع المأساوي دون تدخل فعّال لإنقاذ مصر من هذا الانهيار المدوي؟

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: الفلسطيني صامد على أرضه ومصمم على العودة للشمال رغم تدميره
  • دهس سيدة وفر هاربًا.. الداخلية تضبط سائق سيارة نيل العجوزة
  • إصابة طفل فلسطيني برصاصة معدنية في رأسه خلال اقتحام الاحتلال مدينة الخليل
  • سحله حتى الموت.. التحري حول ربط سائق لكلب في سيارة بالشيخ زايد
  • «البكالوريا» على طاولة نقاش «الطائفة الإنجيلية» مع وزير التعليم
  • رأفت الشرقاوي: الشرطة هيئة نظامية مهامها حفظ الأمن ومكافحة الجريمة
  • الدرع الواقي.. إيهاب توفيق يقدم التحية لرجال الشرطة
  • اعترافات سائق تسبب في وفاة شاب البساتين
  • وزارة الجريمة والتعليم
  • هدخّلك الجنة يا أمي .. ماذا قال عمر القاضي قبل استشهاده في العريش | فيديو