تواصل المراكز الصيفية في أمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية استقبال الأجيال الصاعدة التي تتوافد بالآلاف؛ شوقاً ولهفة للتزود من علوم القرآن والانتفاع من دروس ومنهاج العترة الأطهار عليهم السلام.

وفي سياق الزيارات التي يجريها مسؤولو الدولة والشخصيات الاجتماعية في النزول إلى المراكز الصيفية وتشجيع طلبة العلم، استجابة لتوجيهات السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- دشّـن وزير الداخلية اللواء عبد الكريم أمير الدين الحوثي، وعدد من قيادات الدولة المراكز الصيفية بمديرية بني الحارث محافظة صنعاء.

ويعتبر اللواء الحوثي في تصريح خاص لـ “المسيرة”، المراكز الصيفية “فرصة ذهبية لتأهيل النشء على الثقافة القرآنية وتسليحهم بالوعي الإيماني المواكب للتحديدات والمؤامرات التي يحيكها أعداء الأُمَّــة الإسلامية”.

ويوضح الحوثي أن “النشءَ المحصَّنَ بالإيمان سيكون مؤهلاً لقيادة البلد والنهوض به وكذا قيادة الأُمَّــة الإسلامية والدفاع عنها من المخطّطات والمؤامرات الصهيونية التي تستهدف الإسلام”، داعياً الملتحقين بالدورات الصيفية إلى اغتنام الفرصة في استلهام الدروس والمحاضرات والأنشطة التي تزكيهم وتنمي وعيهم الإيماني.

وأهاب اللواء الحوثي بكل أولياء أمور الطلاب إلى النزول الميداني للمراكز الصيفية والاطلاع على الأنشطة والفعاليات؛ كي تقر أعينهم وتطمئن قلوبهم على فلذات أكبادهم الذين ينهلون من العلوم التنويرية.

وأهاب أن المراكز الصيفية تعلم بناتنا العلوم الدينية المفيدة التي تربيهن على الطهارة والعفة والعزة والكرامة والشرف والكمال وأن يقتدين بفاطمة الزهراء -عليها السلام.

نهج يبني أُمَّـة واعدة

بدوره يؤكّـد وزير الكهرباء والطاقة د. محمد البخيتي، أن الأجيال الصاعدة الناشئة على الثقافة القرآنية والاتباع للعترة الأطهار تؤهلهم إلى بناء المستقبل والازدهار بالوطن.

ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرة”، أن النشء المؤمن يصنع المعجزات في مختلف العلوم والمعارف، مبينًا أن القيادة التي جعلت اليمن قوة عظمى أذهلت العالم، كانوا يوماً ما كالأجيال الصاعدة يتدارسون القرآن وعلوم أعلام آل البيت -عليهم السلام-.

ويضيف “كلما كان ذكاء المرء مرتبطاً بالدين والطاعة والقيادة كلما عظم أثره وزاد نفعه”.

ويتبع البخيتي حديثه بالقول: “ينزعج أعداء الأُمَّــة الإسلامية وقادة الغرب الكافر من أنشطتنا الإيمانية التثقيفية للنشء والشباب؛ كونهم على يقين تام من السنن الإلهية التي تقضي بأن الله يمكِّنُ عباده المؤمنين السائرين على نهجه القويم”.

ويلفت إلى أن التربية الإيمانية القرآنية للأجيال الصاعدة وتعليمهم علوم العترة الأطهار يقلق الأمريكان والصهاينة والمنافقين وكلّ أعداء الأُمَّــة الإسلامية ويجعلهم في حيرة من أمرهم، موضحًا أن الأعداء يعتبرون الوعي سلاحاً يفوق النووي الذي يمتلكه الغرب.

ويؤكّـد أن امتلأ قلوب الشباب بالإيمان والقرآن يؤهلهم لإحداث تحولات إيجابية لصالح الوطن وبما يخدم الأُمَّــة الإسلامية، مُشيراً إلى أن السيد القائد العلم يريد من النشء المؤمن والواعي أن يكونوا النواة الحقيقية للنهوض بالدين الإسلامي وحمايته من مخطّطات ومؤامرات الأعداء.

بدوره يؤكّـد الشيخ حمد بن راكان الشريف، أن عدد المراكز الصيفية لهذا العام بلغ 273 مركزاً للذكور والإناث.

ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرة”، أن هناك طموحاً لإيصال المراكز الصيفية إلى 400 مركز تحتوي على خمسين ألف طالب وطالبة، داعياً أولياء أمور الطلاب الدفع بأولادهم إلى المراكز الصيفية والميسورين لدعم المراكز الصيفية.

توافد كبير للمراكز

وفي نزول ميداني لمركز الشهيد القائد بمديرية معين، يؤكّـد زيد الدرب، أن عدد الطلاب بلغ منذ بدء التسجيل وحتى اللحظة 150 طالباً.

ويوضح الدرب في تصريح خاص لـ “المسيرة”، أن اندفاع الأجيال إلى المراكز الصيفية يشكل حصناً منيعاً لهم من الانفلات والوقوع في شراك الحرب الناعمة التي يسعى الأعداء إيقاع الأُمَّــة الإسلامية فيها وتمييعهم وتجريدهم من القيم والمبادئ.

ويدعو الدرب أولياء الأمور الدفع بأولادهم إلى المراكز الصيفية للتزود بالعلوم الدينية التي تؤهلهم أن يكونوا ذخراً لأسرهم ولمجتمعهم وللعالم الإسلامي بشكل عام، موضحًا أن الثقافة القرآنية جعلت من اليمنيين قوة عظمى تواجه قوى الشر العالمي أمريكا و”إسرائيل”.

جيلٌ قادمٌ غنيٌّ بالأحرار والحرائر

وفي حين تشهد المراكز الصيفية إقبالاً كَبيراً من قبل ذكور الجيل الصاعد، تتوافد الآلاف من إناث الجيل الصاعدة إلى المراكز الصيفية في الأمانة والمحافظات.

 وفي نزول ميداني لـ “المسيرة” إلى عددٍ من المراكز الصيفية في أمانة العاصمة، تؤكّـد مديرة مركز مريم بمدرسة الفرات في مديرية التحرير، أن إقبال الطالبات على المراكز الصيفية كبير جِـدًّا وغير مسبوق.

وتوضح في حديث لـ “المسيرة” أن عدد الطالبات في مركز مريم بلغ 80 طالبة خلال يومين فقط من افتتاح التسجيل، مبينة أن الطالبات يتم توزيعهن في المستويات الدراسية التمهيدي والأَسَاسي والمتوسط والعالي.

من جهتن يؤكّـدن الطالبات في مركز مريم الصيفي أن برامج المراكز وأنشطته العلمية تحصنهن من الوقوع في الحرب الناعمة وتعلمهن أمور دينهن ودنياهن.

ويوضحن استمتاعهن بالبرامج والأنشطة المتنوعة والمثيرة ذات الكم الهائل من المعرفة والعلوم.

بدورها تؤكّـد أشواق المأخذي -نائب مدير مكتب التربية بأمانة العاصمة- أن توافد البنات للمراكز الصيفية لهذا العام كبير جِـدًّا وذلك نتيجة لتنامي الوعي الإيماني لدى أولياء الأمور ولدى البنات أنفسهن.

وتوضح في حديثها لـ “المسيرة” أن هناك جهوداً كبيرة خلال الأعوام الماضية في افتتاح المراكز الصيفية وما زالت الجهود متواصلة لتوسيع المراكز واستيعاب العديد من بنات اليمن المؤمنات.

واختتمت حديثها بالقول: “إن أنشطة المراكز الصيفية متعددة وذات فائدة لدى البنات، حَيثُ يتعلمن علوم القرآن وعلوم الفقه والأحكام الشرعية بالإضافة إلى الأنشطة الحرفية وَأعمال الطبخ والتدابير المنزلي”.

يشار إلى أنه ومنذ تدشين قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، للمراكز الصيفية، السبت الفائت، فقد شهدت آلاف المراكز الصيفية اندفاعاً كَبيراً أكّـد تصاعد الوعي اليمني بأهميّة هذا الموسم للتحصن من الحرب الناعمة والهجمات الفكرية التحريفية التي يشنها الأعداء ضد الأُمَّــة، في حين قوبل هذا الاندفاع الكبير بسخط كبير وواسع جِـدًّا أبداه الأعداء بدءًا من الكيان الصهيوني مُرورًا برُعاته الأمريكيين والغربيين، وُصُـولاً إلى الأدوات المحلية والإقليمية؛ وهو الأمر الذي يؤكّـد أهميّة المراكز الصيفية وتأثيرها الموجع للأعداء.

المسيرة نت

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي ضمن إصدارات قصور الثقافة

أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب "تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي" للمؤرخ الدكتور جمال الدين الشيال، ضمن مجموعة كتب التاريخ التي تطرحها الهيئة بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، المقرر انطلاقها في الفترة من 23 يناير الحالي إلى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، ضمن برامج وزارة الثقافة، تحت شعار "اقرأ.. في البدء كان الكلمة".

حركة محمد علي للترجمة 

ويستعرض الكتاب حركة الترجمة في عصر محمد علي باشا منذ خطواتها الأولى في إعداد المترجمين من خريجي المدارس والبعثات، مرورا باختيار الكتب وترجمتها ومراجعتها، وحتى مراحل الطباعة والنشر، ليبرز أهمية هذه الوسيلة في تحقيق النهضة؛ حيث أدرك محمد علي أن نهضة الدولة المصرية الحديثة لن تتحقق دون الاستفادة من منجزات الحضارات الأخرى ومعارفها المتقدمة، فكانت الترجمة ركيزة أساسية في مشروعه لبناء الدولة.

وقد تميزت حركة الترجمة في تلك الفترة بالتنوع الكبير، حيث شملت مجالات عديدة كالطب والهندسة والتاريخ والفلسفة، وغطت لغات متعددة. هذا التنوع ساهم بشكل كبير في تطور الدولة وتحقيق أهدافها النهضوية.

وتشارك هيئة قصور الثقافة في دورة هذا العام من المعرض بأكثر من 165 عنوانا جديدا تم اختيارها بعناية وصدرت ضمن سلاسل الهيئة ومجموعة أخرى تم إصدارها بمناسبة المعرض، وتقديمها بأسعار مخفضة للجمهور، وقد تنوعت موضوعات الكتب لتشمل التاريخ والتراث والأدب الشعبي والتراجم العالمية وكتب أعلام الفكر والأعمال الرائدة، بالإضافة إلى إصدارات متنوعة في سلاسل: السينما، السير الذاتية، أدب الرحلات، الفلسفة، والدراسات الشعبية، الفن التشكيلي، النقد الأدبي، المسرح، والموسيقى، والعبور، وكذا الأعمال الإبداعية في القصة والشعر والرواية، بجانب الركن الخاص بكتب الأطفال وركن في جناح الهيئة للكتب المخفضة.

ويشرف على إصدارات الهيئة في المعرض الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للنشر الثقافي، برئاسة الكاتب الحسيني عمران، والإدارة العامة للتسويق والمبيعات، برئاسة تغريد كامل، وصمم غلاف الكتاب وسام سامي.

ويشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 80  دولة و1300 دار نشر و6 آلاف عارض، وتحل عليه سلطنة عمان ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور الراحل أحمد مستجير، شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل.

مقالات مشابهة

  • تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي ضمن إصدارات قصور الثقافة
  • نائبة وزير الثقافة الروماني: مشاركتنا لأول مرة في معرض القاهرة للكتاب فرصة فريدة للترويج للأدب الروماني
  • نائبة وزير الثقافة الروماني لـ أ ش أ : مشاركتنا لأول مرة في معرض القاهرة للكتاب فرصة فريدة للترويج للأدب الروماني
  • الفشل الأمريكي الإسرائيلي.. وواقعية المسيرة
  • قيادة الدولة “ليست بجائزة”
  • نائب:لن نمرر تعديل الموازنة لصالح حكومة البارزاني التي ترهق خزينة الدولة بدون مبرر
  • طلاب الثالث الإعدادي الأزهري يؤدون امتحان الثقافة الإسلامية والجبر
  • فن القيادة القرآنية
  • محافظ القاهرة: العاصمة لديها فرصة ذهبية بعد إنشاء العاصمة الإدارية لإعادة تخطيطها
  • الأعمال المستحبة في مواسم الطاعات.. فرصة ذهبية للتقرب من الله