مئات المساجد التاريخية تضمها شوارع مصر، ما بين قاهرة المعز ومحافظات الصعيد ومحافظات الوجه البحري، تضم العديد منها بين جدرانها أضرحة بعضها لأولياء الله الصالحين، وأخرى لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن القاسم المشترك بين العديد من تلك المساجد والأضرحة أن هناك العديد من الروايات المتعلقة بصاحب أو صاحبة المقام، بل وتاريخ الإنشاء.

 

مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك في مسجد مصطفى محمود (صور) الآلاف من أهالى الغردقة أدوا صلاة عيد الفطر بساحة مسجد الميناء الكبير

ويعد ضريح ومسجد أم الغلام بحي الحسين بالقاهرة واحد من أهم الأضرحة المختلف عليها ليس فقط من حيث تاريخ الإنشاء ولكن أيضًا حول شخصية السيدة الذي يحمل اسمها الضريح والممر الموجود به. خلف مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، وفي أحد الممرات الضيقة التى لا يعرفها إلا دائمي التردد على المشهد الحسيني، تجد لافتة خضراء كبيرة الحجم مكتوب عليها "مقام السيدة فاطمة أم الغلام والسيدة فاطمة بنت الإمام الحسن" إلا أن اللافتة لا تحمل تاريخ محدد لإنشاء الضريح، وما إن تنزل درجات الضريح حتى تجد غرفتين إحداهما للسيدة فاطمة بنت الإمام الحسن بن على، وزوجة الإمام علي زين العابدين

أما السيدة الثانية وهي فاطمة أم الغلام، والتي يسمى الممر والضريح باسمها، فقد اختلفت الروايات حول تعريف شخصيتها، بالإضافة إلى لوح معلق داخل الضريح حول قصة قدوم رأس الحسين إلى القاهرة، يوجد بذات الضريح لوح أخر يذكر أن السيدة فاطمة أم الغلام، هي زوجة الإمام الحسين الفارسية، شهربانو جهان شاه بنت يزدجرد"، وهي إحدى بنات كسرى ملك الفرس، وقد زوجها الإمام على رضى الله عنه، لابنه الحسين فى حضور عمر بن الخطاب، وكانت قد أسرت خلال فتح المسلمين لبلاد فارس، وطلب علي بن أبي طالب من عمر بن الخطاب إعتاقها وأخريات وقعن في الأسر، لتغيير اسمها عقب دخول الإسلام إلى فاطمة وأنجبت الأمام على زين العابدين الملقب بـ"علي الأصغر".

 وأما سر وجود لافتة بالضريح تروي قصة دخول رأس الإمام الحسين بن علي للقاهرة، فوفقَا للروايات الصوفية فإن رأس الإمام الحسين قد دخلت لمرقده الحالي، من خلال ممر بضريح أم الغلام ويصل ذلك الممر إلى مسجد الحسين. 

ورغم أن تلك الرواية تبدو الأقرب للتصديق، إلا أن التاريخ المكتوب على جدران المقام، ينفيها، فقد كُتب على الضريح أنها دفنت عام 702 من الميلاد، بينما زواج الحسين من شهربانو جهان شاه بنت يزدجرد"، لم يتم إلا عقب معركة نهاوند سنة 642 ميلاديًا أي بفارق 60عامًا، فمن غير المعقول أن تكون هي صاحبة المقام. أما الرواية الثانية والمتداولة أيضًا أنه في القرن الخامس عشر، أقام السلطان الأشرف إينال السيفي مدرسة تحمل اسمه في ذات المكان، ورفض القائمون عليها الرواية المنتشرة في ذلك الوقت بإن سيدة قبطية كانت تمر مصادفة خلال أحداث معركة كربلاء بين الحسين وأصحابه وجيش يزيد بن معاوية، ورأت رأس الإمام الحسين فأخذتها وضحت برأس رضيعها ووضعتها في ذات المكان وغطتها حتى تستطيع الهروب برأس الحسين، ودفنت الرأس بالقاهرة، ورفض القائمين على مدرسة السيفي تلك الرواية لأن القاهرة التي أسست على يد جوهر الصقلي قائد جيوش الدولة الفاطمية، لم تكن قد أسست في ذلك الوقت وهناك فارق زمني 4 قرون بين موقعة كربلاء وتأسيس القاهرة.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية مسجد ضريح أم الغلام فاطمة بنت الحسن مسجد ضريح أم الغلام المساجد التاريخية مسجد الحسين الإمام الحسین أم الغلام

إقرأ أيضاً:

تاريخ اختراع النظارات الطبية لتحسين الرؤية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اختراع النظارات واحد من اعظم الاختراعات التي عرفتها البشرية، اختراع غير حياة البشر، وكان نقطة تحول كبيرة في تاريخ البشرية، حيث ساعد هذا الابتكار الملايين من الناس على تحسين رؤيتهم والقيام بمهامهم اليومية بكفاءة، وتعود قصة اختراع النظارات إلى العصور الوسطى، وتطورت عبر القرون لتصل إلى ما هي عليه اليوم من تصميمات متطورة ووفقا لموقع ‏National Library of Medicine تبرز “البوابة نيوز” تاريخ اختراع النظارات.


أسباب الحاجة لاختراع النظارات:

الحاجة إلى تحسين الرؤية
منذ العصور القديمة، لاحظ الإنسان أن التقدم في العمر أو بعض الحالات الطبية تسبب ضعفًا في البصر.
الفلاسفة وعلماء الطبيعة مثل الإغريق والرومان اهتموا بمسألة تحسين الرؤية واستخدموا تقنيات بدائية لمحاولة فهم خصائص الضوء وتأثيره على العين.

بداية الاختراع:
البدايات الأولى: 

العدسات المكبرة
في القرن الأول الميلادي، أشار العالم الروماني سينكا إلى استخدام الزجاج المكبر لقراءة النصوص الصغيرة.
في القرن الثالث عشر، استخدم العلماء العرب مثل الحسن بن الهيثم العدسات المكبرة ودرسوا خصائصها، حيث قدم الحسن بن الهيثم في كتابه “المناظر” أفكارًا رائدة حول كيفية انكسار الضوء وتأثيره على الرؤية.

اختراع النظارات في أوروبا:

أول نظارات بدائية ظهرت في أوروبا حوالي القرن الثالث عشر في إيطاليا.

صنعت النظارات الأولى من عدسات زجاجية مثبتة في إطار خشبي أو معدني، وكان يتم تثبيتها يدويًا أمام العينين.

تم تصميم هذه النظارات بشكل أساسي لتحسين الرؤية عند القراءة، خاصة للأشخاص المصابين بطول النظر المرتبط بالعمر.

انتشار النظارات في العصور الوسطى:

في القرن الرابع عشر، بدأ استخدام النظارات على نطاق أوسع، وصنعت العدسات لتناسب احتياجات مختلفة:

عدسات لتكبير النصوص للأشخاص المصابين بطول النظر.

لاحقًا، عدسات لتصحيح قصر النظر.
كانت النظارات في تلك الفترة تعتبر رمزًا للعلم والثقافة، واستخدمها العلماء والرهبان الذين كانوا يقضون وقتًا طويلاً في القراءة والكتابة.

تطور تصميم النظارات:

في القرن السابع عشر، بدأت تصاميم النظارات تتحسن فتم إضافة أذرع تثبت على الأذنين لتوفير الراحة.

العدسات أصبحت أكثر دقة في تصحيح العيوب البصرية.

اكتشاف العدسات ثنائية البؤرة على يد العالم الأمريكي بنجامين فرانكلين في أواخر القرن الثامن عشر كان تقدمًا كبيرًا وساعد هذا التصميم الأشخاص الذين يعانون من قصر وطول النظر في آنٍ واحد.
 

الثورة الصناعية وتأثيرها على النظارات:

خلال القرن التاسع عشر، ساهمت الثورة الصناعية في إنتاج النظارات بكميات كبيرة، مما جعلها متاحة لعدد أكبر من الناس.

أصبحت النظارات أكثر تنوعًا في التصميم، مع إمكانية الاختيار بين إطارات معدنية وخشبية وحتى بلاستيكية لاحقًا.
 

النظارات في العصر الحديث:
مع تقدم العلوم الطبية في القرن العشرين، تم تطوير نظارات مخصصة لأنواع متعددة من مشاكل الرؤية مثل الاستجماتيزم وقصر النظر الحاد.

اختراع عدسات بلاستيكية خفيفة الوزن بدلاً من الزجاج ساهم في جعل النظارات أكثر راحة.

ظهور تقنيات جديدة مثل العدسات المقاومة للخدش، العدسات المستقطبة، وعدسات الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
 

أهمية النظارات في تحسين الحياة:
النظارات ليست مجرد أداة لتحسين الرؤية، بل أصبحت عنصرًا يعزز من جودة الحياة:

تحسين الأداء اليومي في القراءة، القيادة، والعمل.

أداة لتصحيح مشاكل النظر لدى الأطفال، مما يدعم تطورهم التعليمي.

وسيلة لحماية العينين من الأشعة الضارة (النظارات الشمسية).
 

التحديات المستقبلية:
البحث مستمر لتطوير تقنيات جديدة في العدسات، مثل:
عدسات تغير تركيزها تلقائيًا حسب الحاجة.

نظارات طبية متصلة بالتطبيقات الصحية لتوفير بيانات عن النظر وحالة العين.

العالم الإسلامي الذي ينسب إليه الفضل في النظارة الطبية

العالم الإسلامي الذي ينسب إليه فضل كبير في التأسيس لفكرة النظارة الطبية هو الحسن بن الهيثم (965-1040م)، وهو عالم موسوعي مسلم اشتهر بإسهاماته في مجال البصريات، إلى جانب علوم الفلك، الرياضيات، والفيزياء.

إسهام الحسن بن الهيثم في اختراع النظارة الطبية:

دراسة البصريات:

وضع الحسن بن الهيثم أسس علم البصريات في كتابه الشهير “كتاب المناظر”.

تناول فيه كيفية انتقال الضوء، انعكاسه، وانكساره، وهو الأساس العلمي الذي ساعد لاحقًا في تطوير العدسات.

فهم آلية الرؤية:

الحسن بن الهيثم أوضح أن الرؤية تحدث بسبب دخول الضوء إلى العين، وليس كما كان يعتقد سابقًا أن العين تبعث أشعة لرؤية الأشياء.

هذا الاكتشاف كان محوريًا في فهم تصحيح البصر باستخدام العدسات.

اكتشاف تأثير العدسات:

الحسن بن الهيثم درس تأثير العدسات المحدبة والمقعرة على الضوء.

لاحظ كيفية تكبير الأشياء عبر العدسات، مما شكل الأساس النظري لاستخدام العدسات في تحسين الرؤية.

التمهيد للنظارة الطبية:

على الرغم من أن الحسن بن الهيثم لم يخترع النظارات الطبية بشكلها الحالي، إلا أن أبحاثه كانت مصدر إلهام لأوروبا في العصور الوسطى لتطوير العدسات المستخدمة في النظارات.

تأثير أبحاث الحسن بن الهيثم:

أعمال الحسن بن الهيثم في علم البصريات ترجمت إلى اللاتينية في العصور الوسطى وأثرت على علماء أوروبا.

أسهمت اكتشافاته في تطوير النظارات لأول مرة في إيطاليا خلال القرن الثالث عشر.

مقالات مشابهة

  • المخرجة تغريد أبو الحسن: تقديمي فيلم عن عالم «قصار القامة» فكرة جريئة
  • مديرية أوقاف إدلب تفتتح مسجد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مدينة الدانا بحضور أهالي الحي وثلة مباركة من أهل العلم
  • الأوقاف تحتفل بذكرى الإسراء والمعراج في مسجد الإمام الحسين
  • تاريخ اختراع النظارات الطبية لتحسين الرؤية
  • مسلسلات رمضان 2025.. نسرين أمين تكشف عن شخصيتها في «العتاولة 2» |صورة
  • وزارة الأوقاف تُحيي ذكرى الإسراء والمعراج في مسجد الحسين
  • وزارة الأوقاف تحتفل بذكرى الإسراء والمعراج في مسجد الإمام الحسين
  • صفية العمري تحذر من منتخلي شخصيتها على السوشيال ميديا
  • صفية العمري تحذر من صفحات على السوشيال ميديا تنتحل شخصيتها
  • دون موعد لفتحه - صحيفة تكشف تفاصيل اتفاق بشأن معبر رفح وخلافات فيلادلفيا