سودانايل:
2024-07-05@22:14:22 GMT

السودان .. سيرة الماء الأول

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

أبوذر بابكر

abuzar_mohd5@hotmail.com

==============================
في المسافة بين "حاء" الحب و "حاء" الحرب، تعلن "الراء" وجلها المريع وتنزوي، آملة في عناق الحياة، نادمة على توسد "الرحيل"
وفي حضرة الماء الأول، تنهض أشياء وتخيب أخرى، ويتخذ العطاء هيئة البراءة حين يجلس في راحة اليد ويقاوم غواية المنح قبل أن يقطع الطريق بين "نون" النية و "نون" النوال، ثم، قد يتمرد الصلصال ذلك القاطن منذ أزل التراب بين حيطان الأجساد وحقول الرغبة وينتفض ساخطا في براح الأرواح التى لا تخشى "بطلان التييم" ولكنها ترى حقيقة الإرتواء تنبعث من مبتدأ حتمية الظمأ وصولا الى خبر السقيا، وتتلهف للإنصهار مجددا مع طينها القديم، ويكون الهواء شاهدا لا يكذب أهله.


في حضرة الماء الأول، تقدم الصحارى فروض طاعتها وهداياها للعابرين التائهين، وتختفي سخرية الرمل من سطح ثوبها الشاحب، ولكن ما بال القوم يسعون خلف غبار لا يغري سوى بالمزيد من الدعاء؟ يخبرون الأشجار عن "صاد" عاقة لا تحالف غير الصحارى وتلك العصية التى في أول الصبر، يراودون الجهات عن اسمائها التى محاها اصرار الريح ووعثاء الضجر، ويسألوننا عن أخبار ما سيأتي غدا وعن احوالنا، وما عرفوا اننا تركنا تقاويم الحياة خلفنا ببسطام.
في حضرة الماء القديم، تبدأ اولى نهايات العطش وتنتهي آخر "عِينة" في فصل التمنى، فالمسافة بين "واو" الوطن و "واو" الوصول، أبعد وأشق مما هي بين "واو" الولادة و "واو" الوجود، فهل تطيق السعي أيها الرجل ؟ واينما داهم شوك الرجس المقيم فينا اقدامنا، وكلما غزتنا عتمة، تجدنا نعتمر خوذات الخيبة ونتحسر، كيف نسينا مصباحنا ببسطام ؟ فمن ذا الذي يهبنا دربا لا تدير الشمس وجهها عن ترابه المحموم، لأننا والحمد والشكر لإله التراب، لنا نصيب وافر من رهق الأيام يكفي مؤونة عامنا ويزيد، ولنا أكثر منه مما ورثنا من بخل الأحلام المضيئة بقمح مواسمها العجولة.
في حضرة الماء القديم، وفي جسارة معلنة، تصبح الوجوه مثل خريطة لا تستسيغ البوصلة أن تشير الى جهة الإبتسام فيها من شدة الخجل، ولا تقدر أن تجلس بين ملتقى خطوط عرضها التى ترسم وتحدد مسافات العناء التى يسمح للدم بالتحليق فوقها، وخطوط طولها النائمة على وسائد قطبي الغناء المتجلد في لهاة النجم، كيف السبيل اذا لمحاورة الأفق أو حتى لسؤاله عن أحوال الصلصال بعد أن تركنا نارنا ببسطام؟ فيا أيها الماء القديم، هب لنا من لدنك نارا وأرضا، نارا تضيئ باناشيد الليمون واهازيج الأعياد، وارضا لا يأتيها الشقاء من أمامها ولا من خلفها، ولا تجلس المسغبة فوق جلدها المصبوغ بأهات الحيارى ونزق الشعراء وأمنيات الموتى

فيا أيها الماء القديم، دعنا نتم صلاتنا أولا ثم خذ منا ما تشاء، فها هي نوافذ الليل مشرعة تغازل النجم وتهدي القمر أريكة من فضة الإنتظار، اما نحن فقد سكتنا وقايضنا ذهب السكوت بصلصال جديد، دعنا نتم غنائنا، فغيرك لا يستطيع مجاراة غواية الوقت ومحاباة لؤم الأمكنة، خذ ما تشاء، ودع لي أمنيتي الوحيدة العذراء أن يكون الوطن طيرا تقبله السماء إن طار وارتفع، وتشتاقه الأرض، لا، تدسه الأرض في جيب روحها إن وقع.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

من هو أسامة الأزهري؟ سيرة ذاتية لوزير الأوقاف الجديد

نشرت قناة «إكسترا نيوز» عبر حسابها على موقع إكس (تويتر سابقًا) مقطع فيديو يكشف عن السيرة الذاتية للدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف الجديد، الذي يخلف الدكتور محمد مختار جمعة.

 الميلاد والنشأة

- تاريخ الميلاد: وُلد الدكتور أسامة الأزهري في محافظة الإسكندرية يوم الجمعة 16 يوليو 1976.
- النشأة: نشأ في محافظة سوهاج.

التعليم الأكاديمي

- البكالوريوس: حصل على ليسانس في أصول الدين والدعوة الإسلامية من جامعة الأزهر.
- الماجستير: نال درجة الماجستير في الحديث الشريف وعلومه من كلية أصول الدين.
- الدكتوراة: حصل على درجة الدكتوراة من كلية أصول الدين بمرتبة الشرف الأولى.

المسيرة المهنية

- التدريس: بدأ الدكتور أسامة الأزهري مسيرته الأكاديمية كمعيد في قسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بأسيوط.
الوظائف الأكاديمية
 - عمل كمدرس مساعد في كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالزقازيق.
 - يقوم بتدريس علوم الحديث والمنطق والعقيدة في رواق الأتراك بالجامع الأزهر.

المناصب القيادية

- المستشار الديني: شغل منصب المستشار الديني لرئيس الجمهورية.
- عضوية مجلس النواب: يشغل الدكتور أسامة الأزهري منصب عضو في مجلس النواب.
- اللجنة الدينية: هو وكيل لجنة الشؤون الدينية والأوقاف في مجلس النواب.

الأثر الاجتماعي والديني

من خلال مسيرته الأكاديمية والمهنية، ترك الدكتور أسامة الأزهري بصمة واضحة في مجالات الدعوة والتعليم الديني. 

وقد ساهم في تطوير العديد من البرامج والمبادرات الدينية التي تهدف إلى نشر وتعزيز الفهم الصحيح للإسلام.

 

مقالات مشابهة

  • وزارة الدفاع الألمانية توصي باستخدام المُسيرات الصغيرة بالجيش
  • خطورة التوقيت عنوان للمجاعة
  • أحمد حسن الزعبي .. عندما يتكلم الرجال في حضرة الاستبداد
  • ترك: الوقوف ضد القتلة ومجموعات السرقه والنهب وقوف ضد الباطل
  • الصراع الحضاري في تاريخ سورية القديم… محاضرة الدكتور عبد الرحمن البيطار باتحاد كتاب حمص
  • بالفيديو.. رئيس منتزه "إيفا": نعتمد على توفير الطابع الريفي القديم
  • سيرة ومسيرة إبراهيم صابر محافظ القاهرة.. خدم في 4 أحياء
  • سليمان الراشدي يكتب سيرة السيد طارق بن تيمور
  • الدفاعات الروسية تسقط 10 مُسيرات أوكرانية
  • من هو أسامة الأزهري؟ سيرة ذاتية لوزير الأوقاف الجديد