بريطانيا واللاجئون- بين التراث العريق وتحديات الحاضر
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
زهير عثمان حمد
يمثل نضال اللاجئين يعتبر جزءًا مهمًا من تاريخ البشرية، وقد أثَّر بشكل كبير على العالم. وهنا علينا أن نتذكر بعض النقاط التي توضح أهمية نضال اللاجئين , والتحديات والصمود يواجه اللاجئون تحديات كبيرة، بدءًا من فقدان ديارهم وأحبائهم إلى التعامل مع اللغة والثقافة الجديدة.
على الرغم من ذلك، يظلون قويين ومصرون على البقاء والبحث عن حياة أفضل, أن المساهمات الثقافية والاقتصادية التي يسهم بها اللاجئون في الثقافة والاقتصاد في البلدان التي يستقرون فيها تجدهم دوما يجلبون معهم مهارات وخبرات تعزز التنوع والابتكار.
و يعمل اللاجئون على نشر الوعي حول قضايا اللجوء وحقوق الإنسان., و يسعون للتغيير والعمل من أجل تحسين ظروف الحياة للجميع , ونضال اللاجئين يُظهر قوة الإرادة البشرية والقدرة على التكيف مع التحديات. يجب دعمهم وحماية حقوقهم لبناء مستقبل أفضل للجميع.
أن مشروع القانوني الذي تم تمريره في المملكة المتحدة والذي يتعلق بترحيل طالبي اللجوء غير الشرعيين إلى رواندا أثار جدلاً كبيراً وانتقادات من جمعيات حقوقية وأحزاب معارضة. هذا المشروع يمنع الوصول إلى اللجوء في المملكة المتحدة لأي شخص يصل بشكل غير نظامي إلى البلاد، حتى لو كان يحتاج إلى الحماية الدولية. ويعتبر الأمم المتحدة أن هذا القانون يتعارض مع القانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقية اللاجئين. يُعتبر هذا التشريع “سابقة خطيرة في العالم” ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الهشة للأشخاص الذين يصلون بشكل غير نظامي إلى المملكة المتحدة، معرضين للخطر والاحتجاز. يجب أن تتعامل الدول مع قضايا الهجرة من خلال الضوابط المناسبة والتعاون الدولي لحماية حقوق الإنسان واللاجئين . وهذا القرار أثار حنقًا وانتقاداتٍ من رؤساء وكالات الأمم المتحدة المعنية باللاجئين وحقوق الإنسان، فضلاً عن المنظمات غير الحكومية والزعماء الدينيين في المملكة المتحدة.
هناك تطورات جديدة في قانون اللجوء في المملكة المتحدة. في يوليو 2023، أقر البرلمان البريطاني مشروع قانون يتعلق بالهجرة غير الشرعية، والذي يتيح ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا. هذا التشريع أثار جدلاً كبيرًا، حيث يتعارض مع التزامات المملكة المتحدة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين. يُلغي مشروع القانون الوصول إلى اللجوء في المملكة المتحدة لأي شخص يصل بشكل غير نظامي إلى البلاد، بعد مروره بأي بلد آخر ولو لفترة وجيزة ولم يواجه فيه أي شكل من أشكال الاضطهاد. كما يمنعه من تقديم مطالب أخرى تتعلق بحماية اللاجئين أو حقوق الإنسان، مهما كانت ظروفه صعبة. يفرض مشروع القانون ترحيله إلى بلد آخر، من دون توفير أي ضمانات بأنه سيكون بالضرورة قادرًا على الوصول إلى الحماية هناك. هذا التشريع يعتبر “سابقة خطيرة في العالم” ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الهشة للأشخاص الذين يصلون بشكل غير نظامي إلى المملكة المتحدة، معرضين للخطر والاحتجاز. يجب أن تتعامل الدول مع قضايا الهجرة من خلال الضوابط المناسبة والتعاون الدولي لحماية حقوق الإنسان واللاجئين.
هنالك نماذج ملهمة لقصص اللاجئين وهذه بعض القصص الملهمة عن نضال اللاجئين. قصة وسام سليمان , - وُلد وسام سليمان في سوريا وترعرع في محافظة درعا., وبعد وصوله إلى ألمانيا، عمل بجد لتعلم اللغة الألمانية ومعادلة شهادته الثانوية.
- درس علم الأحياء وتخصص في الكيمياء الحيوية.
- أسس شركة ناجحة في مجال النانوتكنولوجي وحصل على جائزة الملك كارل غوستاف السادس عشر للعلوم والتكنولوجيا السويدي.
وقصة مناف الحبال , لاجئ فلسطيني من سوريا، قضى 36 يومًا في مطارات حول العالم بعد وصوله إلى ألمانيا.
- درس علم الأحياء وأصبح مشهورًا في قطاع الصناعة الألماني.
- بدأ مشروعًا ناجحًا في إعداد المستحضرات الخاصة بالعناية بالشعر.
في الذكرى السبعين لاتفاقية الأمم المتحدة للاجئين، يثير مشروع قانون الهجرة الجديد في المملكة المتحدة جدلاً وانتقاداتٍ كبيرة²³. هذا المشروع يهدف إلى تقييد الهجرة غير الشرعية إلى بريطانيا ويتضمن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى دولة ثالثة آمنة مثل رواندا⁷. ورغم أن اتفاقية جنيف للاجئين قد فرضت حقوقًا وواجباتٍ على الدول المستقبلة للأشخاص الباحثين عن الحماية، إلا أن هذا المشروع يثير مخاوف من تقييد حق اللجوء والتأثير على حقوق اللاجئين يجب أن يتم تنفيذ القانون بمراعاة الالتزام بالمعايير الإنسانية والقانون الدولي يبقى السؤال: هل سيكون لهذا القانون تأثيرٌ إيجابيٌ على حقوق اللاجئين في المملكة المتحدة وفي العالم؟
الصحافة البريطانية تناولت موضوع قانون الهجرة الجديد بشكل مكثف، وقد أثار القانون جدلاً واسعًا. إليك بعض النقاط الرئيسية من التغطية الإعلامية وهنا اسرد لكم الجدال الذي بالاعلام والصحافة في هذا الامر ,BBC News عربي, وصفت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة القانون بأنه "مقلق للغاية" وينتهك القانون الدولي , و أشارت إلى أن القانون يمنع فعليًا اللجوء في بريطانيا للأشخاص الذين يصلون بشكل غير منتظم وكذلك قالت وكالة آلأنباء الاوربية Euronews , التي تناولت أبرز مواد مشروع القانون والتي تشمل حظر المهاجرين غير الشرعيين من التقدم بحق اللجوء في بريطانيا².
- ذكرت أن القانون يسمح بترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى دولة ثالثة آمنة مثل رواندا ولاانسي الصحافة الرصينة مثل الجارديان التي
- أفادت بأن البرلمان البريطاني صوّت لصالح قانون جديد يسمح بإرسال طالبي اللجوء الذين دخلوا "بشكل غير قانوني" إلى رواندا وقناة الجزيرة:
- نقلت عن رئيس الوزراء البريطاني قوله إن القانون يتماشى مع القانون الدولي وحقوق الإنسان , وأشارت إلى انتقادات الأمم المتحدة للقانون ووصفه بأنه يرقى إلى حظر اللجوء.وهذه النقاط تعكس القلق الدولي والمحلي حول تأثير القانون الجديد على حقوق اللاجئين والمهاجرين. يُظهر النقاش الدائر أهمية الحفاظ على التزامات حماية اللاجئين وفقًا للقانون الدولي.
نؤكد على أن قضية اللاجئين ليست مجرد تحدٍ سياسي أو اقتصادي، بل هي قبل كل شيء، قضية إنسانية تستدعي منا جميعًا - أفرادًا ومنظمات - أن نقف جنبًا إلى جنب في وجه المعاناة. لا يمكننا أن نغض الطرف عن مسؤولياتنا تجاه اللاجئين، الذين يبحثون عن الأمان وحياة كريمة. فلنعمل معًا لنكون صوتًا للذين لا صوت لهم، ولندعم جهود المنظمات الإنسانية التي تسعى لتحقيق العدالة والمساواة. لنكن جميعًا جزءًا من الحل، وليس جزءًا من المشكلة.”
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المهاجرین غیر الشرعیین فی المملکة المتحدة غیر الشرعیین إلى القانون الدولی الأمم المتحدة مشروع القانون حقوق الإنسان اللجوء فی مشروع ا حقوق ا
إقرأ أيضاً:
يوم المرأة العالمي.. آمال وتحديات
في العاشر من مارس من كل عام تحتفل كافة دول العالم بيوم المرأة، وهو ذكرى سنوية تأتي هذه الأيام وسط أحداث وصراعات عالمية أدت الى التأثير على وضعية المرأة في كافة الدول المتصارعة إلى جانب ما نتج عنه من تداعيات على الأصعدة المجتمعية والظروف الاقتصادية للمرأة خاصة في البلدان الأقل نموا والأكثر احتياجا.
وبنظرة سريعة لدول العالم، نجد أن هناك معاناة للمرأة في مناطق الصراعات العسكرية في العالم، فعلى سبيل المثال سقط آلاف النساء والأطفال ضحايا للحرب الروسية الأوكرانية والتي دارت رحاها منذ فبراير 2022، إلى جانب التأثيرات المجتمعية السلبية، كذلك الحال فيما يتعلق باستمرار معاناة المرأة في بعض البلدان الإفريقية نتيجة الصراعات الداخلية العسكرية مثل بعض دول الساحل والصحراء والتي شهدت انقلابات عسكرية، كذلك ما يرتبط بالمعاناة الإنسانية وعدم الحصول على الاحتياجات الأساسية من الغذاء والماء والخدمات الطبيعية العلاجية نتيجة تلك الظروف والتي أثرت بالسلب على أحوال المرأة الإفريقية.
وبالنظر إلى عالمنا العربي والذي يحتفل كذلك بيوم المرأة العالمي نجد أن هناك حاجة ماسة الى مزيد من العمل الجماعي لبلورة دور أكبر للمرأة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة في ظل ما تشهده دولنا العربية من أزمات وصراعات، ففي الأراضي الفلسطينية وعلى مدار ستة عشر شهرا من العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 الى المبادرة المصرية التي أوقفت العمليات العسكرية في يناير 2025، نجد أن المرأة ما زالت تعاني من جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المدنيين من النساء والأطفال، والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين الفا من الشهداء ثلثهم من النساء، واللائي راحوا ضحية تلك الاعتداءات الوحشية على الآمنين وهو أمر يستدعي منح المرأة الفلسطينية مزيدا من الحقوق الحياتية البسيطة والتي تم حرمانهم منها نتيجة تلك الصراعات. أضف لذلك ما يحدث من اعتداءات مماثلة في الضفة الغربية وهو أمر مؤثر على وضعية المرأة.
وبالانتقال الى دول عربية أخرى تعاني كذلك من عدم الاستقرار السياسي ومواصلة الاعتداءات والصراعات العسكرية، نجد أن الدولة السودانية واستمرار الصراع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد ألقى بظلاله السلبية على وضعية المرأة السودانية، والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من القتلى أغلبهم من النساء والأطفال، الى جانب تعرض النساء في مناطق عدة بالسودان الى اعتداءات مختلفة وحالات اغتصاب جماعي في عدة ولايات بالسودان وهو أمر يستدعي مساءلة ومحاسبة عن وضعية المرأة في هذا البلد الطيب والذي أدى الى نزوح ملايين النساء والأطفال هروبا من جحيم الحرب السودانية المتواصلة منذ ابريل 2023.
أضف لذلك أن ثمة دولا عربية أخرى لا تزال غير مستقرة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، فلا تزال الدولة اللبنانية في حالة استعادة للبحث عن الاستقرار السياسي والمجتمعي عقب الصراع العسكري بين إسرائيل وحزب الله الى جانب تبعات انفجار مرفأ بيروت منذ سنوات وهو أمر ظل مؤثرا على الواقع الاقتصادي للدولة اللبنانية وحالة المرأة في هذه الدولة العربية التي عانت كثيرا في ظل أزمات متتالية ومتلاحقة، كما أن الصراعات السياسية قد أثرت بدورها على حالة حقوق المرأة وحاجتها الى مزيد من التمتع بتلك الحقوق مثل الحالة الليبية والسورية واليمنية وكلها أمور أدت في مقامها الأخير الى البحث عن الاستقرار السياسي والذي يؤدي بدوره الى مزيد من منح المرأة لحقوق أقرتها الدساتير والقوانين المحلية والدولية.
جملة القول، ويستمر قدوم يوم المرأة العالمي وسط حالة ضبابية من عدم الاستقرار السياسي والمجتمعي في دول عدة بالعالم وهو أمر يتطلب البحث عن الأمن المجتمعي خاصة مع تنامي الصراعات العسكرية والسياسية سواء داخل المنطقة العربية أو خارجها مما يستدعي إعادة التفكير العالمي في البحث عن عالم آمن خاصة أن تلك الصراعات لم تؤدي إلى أية نتائج إيجابية بل أثرت بالسلب على كافة مناحي الحياة البشرية وكانت المرأة هي الأكثر معاناة وتأثرا بتلك الحالة السلبية في كافة دول العالم.
اقرأ أيضاًالرقابة المالية تحتفل بيوم المرأة العالمي
السيدة انتصار السيسي: تحية لكل نساء مصر في يوم المرأة العالمي