سودانايل:
2025-03-18@07:14:45 GMT

الأمارات وفرنسا وتسابق المصالح في السودان

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
في كلمة الرئيس الفرنسي ايمانوييل ماكرون في الجلسة الختامية للمؤتمر الإنساني الدولي للسودان و الذي عقد في باريس قال ماكرون ( يجب وقف الدعم و التمويل الإقليمي للأطراف المتحاربة) و هي الإشارة التي جعلت محمد بن زايد رئيس الأمارات يبادر بسرعة بالاتصال بالرئيس الفرنسي حيث تناول الحديث بينهما مخرجات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان الذي استضافته باريس، والذي يهدف إلى تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لدفع مساعي السلام الخاصة بالسودان.

و قد أكدا في الاتصال على أهمية العودة إلى المسار السياسي والوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وإنهاء الأزمة..
هل كانت القيادة الفرنسية على دراية أنها سوف تخسر الساحل الأفريقي الذي كانت تتحكم فيه و تستغل ثرواته و بالتالي عليها البحث عن البدائل. حيث بدأت فرنسا التواصل مع المعارضة السودانية قبل سقوط نظام الإنقاذ، و كانت قد استضافت العديد من اجتماعات تحالف نداء السودان الذي كان يترأسه الإمام الراحل الصادق المهدي.. و حتى ألمانيا استضافت اجتماعات لنداء السودان.. هذا غير الورش التي صرفت على إقامتها كل من فرنسا و الاتحاد الأوروبي و شاركت فيها اعداد من الناشطين السودانيين في كمبالا و نيروبي، كان الهدف من اقامت الورش إعداد و تدريب قيادات سياسية جديدة ترتبط بالغرب أكثر، لكي تراعي المصالح الأوروبية في السودان مستقبلا.. و أيضا بدأت الأمارات الاتصال بقيادات سياسية من الناشطين السودانيين عند بداية ثورة ديسمبر 2018م و قبل سقوط النظام و بعده، و كان قد أشار إليها سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب في الندوة التي كان قد أقامها الحزب الشيوعي في ميدان المدرسة الأهلية بأمدرمان. و أيضا كانت الأمارات وراء اللقاء الذي تم بين عبد الله حمدوك و محمد إباهيم مو و صلاح مناع و صلاح قوش في أديس ابابا قبل سقوط النظام، و هو الاجتماع الذي بعده بدأ التخطيط لكي يصبح حمدوك رئيسا للوزراء.. و إذا سألت القيادات في كل تحالف قوى الحرية و التغيير من الجهة التي رشحت حمدوك لرئاسة الوزراء يقولون القوى المدنية فقط ، دون ذكر أي شخص في هذه القوى المدنية.. رغم أن حمدوك قد تم ترشيحه من قبل عدد من ما يسمى رجال الأعمال السودانيين.. و هؤلاء مجموعة معرفة بأسم الراعين للمصالح الأمارتية في السودان..
عندما قال ماكرون في كلمته في اجتماع باريس ( يجب وقف الدعم و التمويل الإقليمي للأطراف المتحاربة) هل كانت الأمارت لا تعلم أن فرنسا مراقبة لكل الدعم الذي تقدمه للميليشيا و الذي يأتي عبر الأراضي التشادية؟. أن تشاد دولة مستقلة صحيح لكنها تقع تحت سيطرة النفوذ الفرنسي. و فرنسا لها قوات متواجدة في تشاد و أكبر مركز مخابرات لها في المنطقة بعد ما خسرت نفوذها في كل من " بوركينا فاسو – مالي – النيجر – و أخيرا السنغال" و بالتالي تبحث فرنسا عن مواقع جديدة لها في أفريقيا، و عن حرب السودان تعلم فرنسا من الذي بدأها و ما هو المخطط وراء ذلك..
الملاحظ؛ هناك قناعة فرنسية و أماراتية بالضغط على الجيش لكي يتم الرجوع إلي المفاوضات، و لماذا يطرقان على باب المفاوضات؟ لآن فرنسا تعلم يقينا و كذلك الأمارات أن انتصار الجيش في هذه الحرب سوف يغير كل المعادلات السياسية المطروحة في الساحة، و لذلك يراهنون على المفاوضات من أجل رجوع القوى السياسية التي يعتقدون أنها سوف تحافظ على مصالحهم إذا صعدت للسلطة. و هي توقعات قد تجاوزتها الأحداث خاصة أن أغلبية الشعب يقف مع الجيش، و أن ما فعلته الميليشيا من ممارسات النهب و السرقة و القتل و الاغتصاب قد جعلت هناك خيارا واحدا عدم عودة الميليشيا مرة أخرى عسكريا و سياسيا، و عدم العودة يعني إزالة مسببات أي توقعات لحرب جديدة في البلاد مرة أخرى.
أن مطالبة السلطات الجديدة في النيجر الولايات المتحدة أن تسحب تواجد قواتها في النيجر، و استجابت واشنطن لهذا الطلب، مما يؤكد أن الصراع الاستراتيجي في المنطقة أصبح حقيقة واقعة، و هذه الدول " أمريكا و فرنسا و حلفائهم " يبحثوا عن موطئ قدم لهم في القارة الأفريقية، و اعتقادهم أن السودان يعتبر أهم موقع إستراتيجي يربط شرق إفريقيا بغربها، و بالتالي سوف يعملوا ليس من أجل فرض شروطهم على السلطة القائم الآن و التي يمثلها الجيش، و لكن سوف تتغير المواقف إلي جانب المنتصر أو القريب للنصر. بعد ما فقدت الميليشيا سمعتها الأخلاقية بسبب ممارساتها في انتهاكات حقوق المواطنين و الإبادة الجماعية في دارفور. ستظل الدول الغربية و أمريكا يتحدثان عن اعطاء السلطة السياسية للمدنيين بهدف إرضاء لمواطنينهم، و لكنها تصبح مناشدات و مجرد شعارات..

في اللقاء الذي كانت قد أجرته و كالة " تاس الروسية" مع السفير الروسي لدى السودان، أندريه تشيرنوفول قال فيه "أن الصراع المطول في السودان يرجع لعدة عوامل، وأن أول قنبلة موقوتة في أساس الدولة السودانية، زرعها الغربيون مع مشروعهم للتحول الديمقراطي في عام 2019 بعد تفكيك نظام عمر البشير( وأضاف قائلا (إن المحاولات المهووسة لتكييف السودان مع المعايير النيو ليبرالية الغريبة جداً عن سكان البلاد أدت بطبيعة الحال إلى أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة.. إلي جانب أن لرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، فولكر بيرتس، قد صب الزيت على النار، بصفته أحد الموقعين على الاتفاق الإطاري السياسي المثير للجدل وغير الشامل الذي تم التوصل إليه في 5 ديسمبر 2022. لقد كان يعني ضمناً نقل السلطة إلى جهة غير منتخبة مدعومة من الغرب) حديث السفير الروسي بهذه اللغة الناقدة الواضحة تبين الصراع الإستراتيجي الذي يشهده السودان الآن. و بالتالي سوف يخفف الضغط على القيادة لكي تختار أنجع السبل في الوصول إلي نهاية الحرب، و ليست القوى التي تحمل أجندة غربية، و التي قرارها عند أصحاب الأجندة. نسأل الله حسن البصيرة...

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

محافظ الدقهلية يتابع أعمال إنشاء مجمع المصالح الحكومية بميت غمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، أنه يتابع بشكل شخصي أعمال مشروعات الخطة الاستثمارية وغيرها من المشروعات الجارية في جميع مراكز ومدن المحافظة، وشدد على ضرورة متابعة رؤساء المراكز والمدن والأحياء، للأعمال الجاري تنفيذها والتأكد من المواصفات، والالتزام بالجدول الزمني لتنفيذ الأعمال.
وأضاف محافظ الدقهلية، أنه يتابع أعمال إنشاء مجمع المصالح الحكومية بمدينة ميت غمر، المقام بأرض المستشارين على مساحة 225 متر، ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية، وأوضح أن المجمع يهدف إلى ضم المصالح والمكاتب الحكومية في مكان واحد، لتوفير الوقت والجهد على المواطنين في إنهاء مصالحهم دون تحمل مشقة وأعباء التنقل للحصول على الخدمة.
من جهته أوضح اللواء أنور عثمان رئيس مركز ومدينة ميت غمر، أن العمل بدأ في المجمع، خلال الخطة الاستثمارية 2023-2024 بإنشاء بدروم وأرضي، وتم استكمال التشطيبات النهائية له من، المحارة، والسباكة، والنجارة، والكهرباء، وتركيب سيراميك الحوائط والأرضيات، والدهانات، ووضع طبقة خرسانة لأرضية للبدروم، وتركيب رخام للأرضيات ودرج السلم.
وأضاف أنه يجري الآن أعمال استكمال المبنى ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية 2024-2025 بإنشاء الدور الأول العلوي والثاني العلوي وأعمال التشطيبات بالكامل والواجهة، وأشار إلى أنه من المقترح تسكين جراج لسيارات البريد في البدروم، ومكتبين إداريين للبريد في الدور الأرضي، ومكتب سلامة الغذاء، ومكتبين للتموين، ومكتب للشهر العقاري بالدور الأول العلوي، بالإضافة إلى إدارتي تموين بندر ومركز ميت غمر بالدور الثاني العلوي.

"كلى ومسالك ميت غمر" تحصد المركز الثالت على مستوى الجمهورية في التقييم الوزاري السنوي اعتماد بروتوكول تشغيل وحدات إذابة الجلطات الدماغية بمستشفى ميت غمر والسنبلاوين WhatsApp Image 2025-03-15 at 1.21.54 PM WhatsApp Image 2025-03-15 at 1.21.53 PM WhatsApp Image 2025-03-15 at 1.21.53 PM (1) WhatsApp Image 2025-03-15 at 1.21.52 PM

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا بسبب ملف العقارات والاتفاقيات الثنائية
  • تصريحات بن علوي في الميزان
  • كيف كانت طبيعة ووظائف الدولة في فترة الحكم التركي؟
  • تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت (..)
  • حافلة نقل المسافرين تدهس طفلا و ترديه قتيلا وسط مدينة الشلف
  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
  • سوق أهراس: تمديد ساعات العمل بشبابيك الحالة المدنية
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • محافظ الدقهلية يتابع أعمال إنشاء مجمع المصالح الحكومية بميت غمر
  • محافظ الدقهلية يتابع أعمال إنشاء مجمع المصالح الحكومي بميت غمر