ترحيل السجناء السوريين... وفق الاتفاقيات الموقعة مع دمشق ومفوضية اللاجئين
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
اتفق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونظيره السوري حسين عرنوس على أن يتولّى الأمن العام اللبناني التنسيق مع الحكومة السورية بغية العمل على بحث مضامين تطورات ملفي النزوح والمسجونين السوريين.
وأتى هذا الاتصال خلال الاجتماع الأمني والقضائي أمس في السراي الحكومي حيث كلفت الحكومة المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري التواصل مع السلطات السورية لبحث إمكان تسلمها الموقوفين السوريين لتخفيف الاكتظاظ داخل السجون اللبنانية
وأكد وزير العدل هنري الخوري أن "عدد الموقوفين السوريين في لبنان وفق إحصاءات وزارة الداخلية يبلغ نحو 2500"، موضحاً أنه إذا وافقت السلطات السورية على تسلم المحكومين من مواطنيها فلا مانع من أن يستكملوا محكوميتاهم في سجونها.
وبحسب إحصاءات مديرية السجون في وزارة العدل، فإن عدد النزلاء السوريين الموجودين في السجون حتى 31 كانون الأول 2023، بلغ 1769 سجيناً من أصل 6153، أي ما نسبته 28.75 في المئة من مجموع النزلاء. أما عدد الموقوفين السوريين في النظارات فقد بلغ 107 من أصل 354، أي ما نسبته 30.22 في المئة.
ويؤكد المنسق العام للحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين النقيب مارون الخولي، لـ"لبنان 24" أن قرار الترحيل الذي اتخذته حكومة تصريف الاعمال أمس قرار مهم وهو يعتبر قراراً أساسياً بالنسبة لملف النزوح السوري وكيفية التعاطي معه لجهة مواجهة الجريمة المتصاعدة من قبل النازحين السوريين وهو مؤشر حول نية الحكومة المضي في طرح الملف أمام الهيئات الدولية وفي مواجهة نقمة اللبنانيين من ارتفاع معدل الجريمة وعدد الموقوفين السوريين في جرائم قتل وسرقة وتجسس ودعارة وتزوير وبيع مواد فاسدة من جهة والى معالجة أزمة اكتظاظ السجون وعدم القدرة على استمرار النظام القضائي في تنفيذ مهمته بجلب المتهمين إلى السجون بسبب امتلائها مما يضطر القضاء في العديد من القضايا إلى ترك الموقوف بدلا من توقيفه بسبب هذا الاكتظاظ وهذا الأمر انعكس زيادة في جرائم السرقة والدعارة لدى النازحين الذين يتم توقيفهم، ومن ثم يتركوا بسند إقامة ويعودون إلى تنفيذ الجرائم .
إن أي آلية للتعاطي مع هذا الملف،بحسب الخولي، يجب أن تنطلق من الاتفاقيات الموقعة بين لبنان وسوريا ومنها اتفاق نقل الاشخاص المحكوم عليهم بعقوبات الموقع بين الطرفين عام 2010، يضاف اليها مذكرة التفاهم بين المديرية العامة للامن العام ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجيئن الصادرة في الجريدة الرسمية في 13/11/2003 وهذان الإطاران يمكن من خلالهما معالجة قضية ترحيل السجناء .
فور اجتماع السراي أمس علت أصوات تطرح كيفية تصنيف الموقوفين السوريون بين موالين للنظام السوري ومعارضين لا يجوز تسليمهم لبلدهم في سابقة مستهجنة. وبحسب الخولي لا يوجد في النظام القضائي في لبنان أي تصنيف من هذا النوع وهذا أمر لا يمكن اعتماده في إصدار قرار قضائي بحق أي محكوم سوري واستطراداً فإن هذا الأمر يثار في إطار تصنيف النازحين السوريين خصوصاً من جهات حقوقية دولية وبالتالي للجواب على هذا التصنيف يحتم علينا حكماً العودة إلى تفاهم 2003 مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجيئن باعتباره الورقة الوحيدة التي تنظم علاقة الدولة اللبنانية بأمور تختص باللاجئين لا سيما وأن لبنان لم ينضم إلى الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين التي أقرت في جينف عام 1951والبرتوكول الملحق عام 1967 .
وبالعودة إلى الاتفاقية 2003 فإن الفقرة السابعة منها تنص على أن "تصريح التجول المؤقت الممنوح لطالب اللجوء أو اللاجئ المعترف به من قبل المفوضية بانتظار التوطين في بلد ثالث لا يحول دون ملاحقته القانونية،في حال مخالفته القوانين اللبنانية، وإخراجه من البلاد في حالة ارتكابه جريمة كبرى مثل تشكيله تهديدا للأمن الوطني كالانتماء إلى مجموعات إرهابية أو ارتكابه جريمة منظمة أو غير ذلك".
سياسيا لا تعترف الحكومة اللبنانية إلا بالحكومة السورية الرسمية الممثلة في الجامعة العربية ولذلك لاعلاقة لها مع الأطراف المعارضة في المناطق خارج سيطرة الحكومة السورية ولكن يجب، وفق الخولي، أن تتخذ قرارا على مستوى فتح العلاقات مع الأطراف المعارضة فقط في إطار ملف النازحين السوريين في حال تنسيق عودة سوريين نازحين إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة وهذا التسيق يجب أن يكون حصراً على مستوى مخابرات الجيش في هذه المسألة والتي تجوز في قضايا تختص بالامن القومي اللبناني .
إن تحريك ملف ترحيل السجناء السوريين يجب أن تتمسك فيه الحكومة وأن تسعى إلى تنفيذه وأن لا تتأثر بالضغوطات التي ستبدأ انطلاقاً من اليوم من خلال استفسارات بعض السفراء للمسؤولين اللبنانيين أو بيانات ستصدر من قبل جهات حقوقية تعنى بحقوق الانسان أو جمعيات لبنانية ممولة من الخارج ستقوم بحملة اعلامية لوقف هذا المسار،يقول الخولي.فترحيل السجناء السوريين يجب أن يكون فوق كل اعتبار اعتراضي لا ينطلق من الاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية اللبنانية التي تحتم تنفيذ بنودها خدمة لمصالح لبنان العليا . المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: النازحین السوریین السوریین فی یجب أن
إقرأ أيضاً:
ليبيا.. انتخابات بلدية بلا نتائج ومفوضية تفاقم الانقسام السياسي
مر أسبوع على إجراء الانتخابات البلدية في ليبيا دون إعلان رسمي عن نتائجها، مما أثار جدلا واسعا وفتح الباب أمام الشكوك بوجود "محاولات" للتلاعب بها في ظل مؤشرات جديدة على احتمال تفاقم الانقسام السياسي في البلاد.
وأدلى الليبيون السبت الماضي بأصواتهم لاختيار ممثليهم في 58 بلدية في غرب وشرق وجنوب البلاد، وبلغت نسبة المشاركة فيها 74 في المائة، على أن تجرى المرحلة الثانية (59 بلدية) مطلع العام المقبل.
ويصل مجموع البلديات في ليبيا إلى 143 بلدية، 106 منها انتهت ولاية مجالسها، وفق تصريحات سابقة للمفوضية.
وتعاني البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.
Posted by المفوضية الوطنية العليا للانتخابات - High National Elections Commission on Tuesday, November 19, 2024وطرح تأخير إعلان نتائج هذا الاستحقاق لدى الكثيرين علامات استفهام حول الأسباب، كما عبر البعض الآخر عن قلقهم بشأن تأثير ذلك على مستقبل العملية السياسية في ليبيا في ظل المخاوف المتزايدة من تعثر جهود المصالحة في هذا البلد المغاربي.
والجمعة، احتج ناخبون أمام مفوضية الانتخابات بمدينة مصراتة (شرق العاصمة طرابلس)، على إلغاء فرز أصوات الاقتراع بها، محذرين من "التزوير" ومطالبين بتدخل البعثة الأممية لحماية العملية الانتخابية.
مصراتة بيان وقفة امام مقر مفوضية الانتخابات في مصراتة بشان نتائج الانتخابات البلدية ودعوة المجتمع الدولي لحماية العملية الديمقراطية من التدليس والتزوير
Posted by إرفاق العز الفاتح on Friday, November 22, 2024وفي غضون ذلك، يبدو أن الانقسام السياسي في البلاد سيزداد تعقيدا مع إعلان المجلس الرئاسي عزمه إنشاء "مفوضية الاستفتاء والاستعلام الوطني"، وحديث وسائل إعلام محلية عن احتمال أن يستهدف نشاط هذا الجهاز حل مجلس النواب المتمركز في شرق البلاد.
ففي أكتوبر الماضي، خلص اجتماع بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إلى اتفاق يقضي بتفعيل مفوضية الاستفتاء والاستعلام الوطني، وهي الخطوة التي عارضتها حكومة شرق ليبيا ورفعت بشأنها دعوى قضائية لإبطالها.
والأسبوع الماضي قضت محكمة استئناف في مدينة بنغازي (شرق البلاد) بوقف نفاذ قرار المجلس الرئاسي بشأن إنشاء المفوضية، وفق ما أكدته الحكومة المكلفة من مجلس النواب في منشور لها على فيسبوك.
محكمة استئناف بنغازي تستجيب لطلب الحكومة الليبية برئاسة الدكتور أسامة حماد، وتقضي بوقف نفاذ قرار المجلس الرئاسي بشأن...
Posted by الحكومة الليبية on Sunday, November 17, 2024واعتبرت حكومة شرق ليبيا، التي يرأسها أسامة حماد، خطوة إنشاء مفوضية للاستفتاء "كيانا غير شرعي" و"عبثا بالمؤسسات والهيئات السيادة والشرعية".
وأعاد هذا الجدل النقاش من جديد بشأن الصلاحيات الممنوحة قانونيا لبعض الأجسام السياسية، خصوصا في ظل عدم وضوح حدود السلطات بين المؤسسات التنفيذية والتشريعية، ما يخلق من حين لآخر صراعات على النفوذ.
وبرزت هذه الانقسامات في عدة محطات مؤخرا، منها الخلاف حول قيادة المصرف المركزي في أغسطس الماضي وتصاعد الخلاف في الأيام الأخيرة حول رئاسة المجلس الأعلى للدولة.
وتباينت آراء المتابعين لوضع السياسي في ليبيا بشأن أسباب تأخر إعلان نتائج الانتخابات البلدية، كما اختلفت آراؤهم بشأن تداعيات الخلاف بين الجديد بين الأجسام السياسية في غرب وشرق البلاد.
الرملي: الصراعات لن تنتهيتعليقا على الموضوع، يرى المحلل السياسي الليبي محمود إسماعيل الرملي، أن الصراع بين الأجسام السياسية "لن ينتهي" واصفا تأخر اعلان نتائج الانتخابات البلدية بـ"المخيب للآمال".
وعزا الرملي، في تصريح لـ"الحرة" السبب في تأخير إعلان النتائج إلى "الغموض والتشكيك في مصداقية هيئة الانتخابات"، داعيا المفوضية إلى "إعلان النتائج مهما كانت أو النظر في إجراء انتخابات بديلة إذا كانت نسبة الإقبال ضعيفة".
وتابع "هناك الكثير من الملابسات خاصة ما يهم نسبة المشاركة ويجب توضيح أسباب إخفاق إقناع المواطنين لأن المواطن ينتظر أن يبدأ التغيير من الأعلى أما أن يكون التوجه للبلديات فهو أمر يراه البعض مجرد إلهاء".
على صعيد آخر، يقول الرملي إن الصراعات بين الأجسام السياسية صارت واضحة للجميع ويصعب أن تنتهي، خاصة في ظل "عدم اكتراث المجتمع الدولي الذي يقتصر دوره في تغيير المبعوثين الأمميين".
وتابع "هيئة الاستفتاء الذي أنشأها المجلس الرئاسي أمر جيد وقد تحرك الماء الراكد، ولكن السؤال هو هل هناك تشريعات تضمن تنظيم هذا الاستفتاء وهل سيشمل هذا الاستفتاء كل الليبيين سواء في الشرق أو الغرب أو الجنوب؟".
ويدرك الجميع، يضيف الرملي، أن مجال نفوذ المجلس الرئاسي لا يتعدى الجهة الغربية، بينما يسيطر المشير خليفة حفتر على المنطقة الشرقية والجنوبية.
وختم بالقول إن "الاستفتاء يجب أن يشمل كل الأجسام السياسية ويحب أن يسأل الليبيون عن الاستغناء عن مجلس النواب والرئاسي والأعلى والحكومتين، كل الأجسام السياسية التي إن اتفقت فيما بينها أكلت الغلة وإن اختلفت أفسدت جميع المحصول".
العرفي: مجرد خلط للأوراقبدوره، يقول عضو مجلس النواب في الشرق الليبي، عبد المنعم العرفي، إن تأخير المفوضية في إعلان نتائج الانتخابات البلدية "يطرح علامات استفهام كثيرة حول مدى أداء المفوضية"، مستبعدا في الوقت نفسه، حصول تلاعب بنتائجها.
وأضح العرفي، في تصريح لـ"الحرة"، أن الانتخابات الأخيرة أظهرت "عزوفا" في المشاركة، وأعطت إشارة على عدم استقرار الوضع السياسي في البلاد.
على صعيد آخر، استبعد عضو المجلس النواب نجاح المجلس الرئاسي في تفعيل مفوضية الاستفتاء، لأن هذا الاختصاص "أصيل لمجلس النواب والمجالس التشريعية".
وأضاف "اتفاق جنيف لم يخول للمجلس الرئاسي هذا الاختصاص، وبالتالي ما حصل هو ارباك وخلط للأوراق لا أكثر ولا أقل".
المصدر: الحرة