الناصية هي مقدمة الرأس، أو مقدمة شعر الرأس، أو مقدمة الجبين، وتُستخدم كلمة الناصية في عدة معاني في اللغة العربية، كما ورد ذكرها في القرآن الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى في سورة العلق: «كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * ناصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ» وهي الآية التي نزلت في حق أبي جهل، ونأخذنّ بناصيته (يعني مقدمة رأسه ) فنلقيه في نار جهنم.

ما هي الناصية وأين توجد؟

ولعل أبرز ما يدور في أذهان البعض عند قراءة هذه الآية الكريمة هو تفسير كلمة الناصية وأين توجد في وجه الإنسان؟، ولماذا وصفها الله بأنّها كاذبة خاطئة؟، وهو ما أوضحه الدكتور حسام موافي أستاذ طب الحالات الحرجة في قصر العيني، إذ وصف الناصية بأنّها أخطر جزء في المخ، خاصة وأنّها مرتبطة بتغيير الشخصية والذاكرة في جسم الإنسان.

وبحسب الدكتور حسام موافي، فإنّ الناصية هي الفص الأمامي من المخ، وعندما يصاب الإنسان بأي ورم في هذه المنطقة قد تؤدي إلى وفاته، يقول: «أول حتة بتتاكل في المخ هي الفص الأمامي، لما الشخص يكبر ويعجز أول حاجة بتحصله تغيير شخصيته ويبدأ ينسى، تلاقي واحد 80 سنة بيتجوز وناس فاكرة أنّه اتجنن، ده تغيير شخصية وغصب عنه، وتلاقيه ناسي هو حط المفاتيح فين، ده بردو مسؤول عنه الفص الأمامي اللي هو مسؤول عن الذاكرة».

ووصف الناصية بالكاذبة والخاطئة يدل على أهميتها في وجود الإنسان، فكأنّه هو الناصية وأنّ حقيقة الإنسان عبارة عن الناصية ظاهرها وباطنها، فإنّ مركز الإدراك والتفكر هو في بطن الناصية.

الناصية وعلم الإجرام 

وبحسب كتاب «التحقيق في كلمات القرآن الكريم» للعلامة المصطفوي، فالآيات التي ذكرت فيها الناصية، نجد فيها فعل الأخذ، والأخذ من الناصية أخذ من لا يترك له تمكن من الانفلات، فهو كناية عن أخذه إلى العذاب، وفيه إذلال، لأنهم كانوا لا يقبضون على شعر رأس أحد، إلا لضربه أو جرّه وتقرن نواصي العصاة يوم القيامة مع أقدامهم، ويلقى بهم في النار ولكن ناصية العاصي يوم القيامة، لها سمة خاصة، وتوصف بأنها (كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ).

وقد توصل علم الإجرام إلى ما يفيدنا في هذا المجال، فالمحققون مع الجناة يضعون جهازًا على ناصية المتهم ثم يستجوبونه، فإن كذب في جوابه أعلن هذا الجهاز عن كذبه، ولعل ناصية العصاة يوم القيامة تبيح بكل ما قام به أصحابها من كبائر وخطايا في حق الله والناس، كما تبيح بقية الأعضاء وتشهد على صاحبها بما ارتكب من ذنوب ومعاصي «يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ».

أما أبو لهب فله «نَاصِيَةٍ كاذبة خاطئة» والله سبحانه وتعالى آخذ بناصية مخلوقاته، فكلها في قبضته، وتحت إمرته وجميعها ملك له مشدودة إلى قدرته، جل وعلا «ما مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا».

 

 

المصدر: الوطن

إقرأ أيضاً:

الرسول اهتم بشهر شعبان لهذا السبب.. علي جمعة يوضحه

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ربنا سبحانه وتعالى فضَّل بعض الرسل على بعض، وفضَّل بعض الأيام على بعض، وفضَّل بعض الأماكن على بعض، وفضَّل بعض الأحوال على بعض. وقد أشار إلينا سيدنا رسول الله ﷺ إلى ذلك بقوله: (إنَّ لِرَبِّكم في أيَّامِ دَهْرِكم نَفحاتٍ، ألَا فتَعرَّضوا لها) . والكَيِّس هو الذي يُقرِّب نفسه من ربه ، وينتهز هذه الأوقات الكريمة ليتقرب إلى الله رب العالمين بالذكر والطاعة والدعاء والتلاوة، والعلم ، ونفع الناس، قال تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وتابع: “العاقل منا هو الذي يُهيِّئ نفسه _وقد دخل شعبان_ لرمضان، حتى لا يضيع منا ولا نقفد بركته، وحتى نتعرض فيه لنفحات رمضان، شهر القرآن، ففيه نفحات عظيمة”.

وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “إن كان شعبان شهرًا يهتم به رسول الله ﷺ اهتمامًا بالغًا ، ونبَّهنا إلى فضله، وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها تقول: (كان رسول الله -ﷺ- يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من سائر الشهور)، أي أنه كان يَعُدُّ أيامه ويلتفت إليها، فيقول: اليوم هو الأول من شعبان، الثاني من شعبان، الثالث من شعبان.. وهكذا، ولم يكن يفعل ذلك في سائر الشهور، لأنه كان يهتم برمضان ويترصّده، فكان  يَعُدُّ أيام شعبان عدًّا، ويتحفَّظ منه، أي أنه كان يترقَّب هلاله،  على خلاف سائر الشهور التي لم يكن دائمًا يرصد أهِلَّتَها”.

واستطرد: “لكنه عندما كان يأتي شعبان، كان يتحرَّى هلاله بدقة ليُتمَّ عدَّته إن غُمَّ عليه ﷺ هلال رمضان، إذن، فهو يُلفتنا إلى أهمية شعبان، ويحثُّنا على العناية بأيامه”.

وأوضح أن الرسول ﷺ كان يصوم في غير رمضان، إلا أن أكثر ما كان يصومه هو شعبان، حتى إنه كان في بعض السنوات يصومه كله.

ولفت إلى أن "سيدنا رسول الله ﷺ وهو يُنبِّهنا للتهيؤ لرمضان يقول، فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا). أي لمن لم تكن له عادة في الصيام،  أو كان عليه قضاء، فإذا جاء يوم السادس عشر من شعبان ولم تكن لك عادة في صوم الاثنين والخميس، أو لم تكن ممن يواصل الصيام فتصوم يومًا ويفطر يومًا ،أو لم يكن عليك قضاء من رمضان ، فلا تصم بعد انتصاف شعبان، لقول النبي ﷺ : (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا).

وقال إن شهر شعبان يَغْفَل عنه كثير من الناس، وقد نبَّهنا رسول الله ﷺ إلى فضله، ففيه وقع الخير للمسلمين بتحويل القبلة ، واستجاب الله لهوى سيدنا رسول الله ﷺ، فقال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}، عظَّم الله تعالى فيه نبينا، واستجاب دعاءه، كما أكرمه وأيَّده بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى ، وإلى يوم الدين.

وأضاف: “ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى ونلتجئ إليه فنقول:  يا ربنا، هذه أمة نبيك، فإن رأيت فينا خللاً فاهدنا إلى الصواب، وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك”.

وتابع: “يا ربنا، هذا حالنا لا يخفى عليك، وضعفنا ظاهر بين يديك، وعلم كل ذلك لديك، فاغفر لنا تقصيرنا، وأصلح أحوالنا، والطف بنا، يا أرحم الراحمين”.

مقالات مشابهة

  • الأطفال يسألون وشيخ الأزهر يجيب .. هل ما يحدث للمسلمين غضب من الله؟
  • الرسول اهتم بشهر شعبان لهذا السبب.. علي جمعة يوضحه
  • أعمال شهر شعبان.. كيف نستعد من خلاله لشهر رمضان المعظم؟
  • حكم تخصيص برنامج لتفسير الرؤى والأحلام
  • خطيب المسجد الحرام: أحبُّ الخلق إلى الله من يشكره على النعم
  • أذكار الصباح.. «حصن يحميك وبركة في بداية اليوم»
  • ” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد
  • تأملات قرآنية
  • حكم قول "بلى" بعد قوله تعالى: ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾
  • عادة خاطئة تصيب الرضيع بنزيف في المخ خلال الاحتفال بالسبوع