الشعبوية .. مشكلة متنامية تواجه كندا قبل الانتخابات | تقرير
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
تعاني كندا من مشكلة شعبوية متنامية، للدرجة التي دفعت رئيس الوزراء جستن ترودو للإشارة إلى ذلك في أكثر من مناسبة.
ومثل العديد من البلدان الأخرى - بما في ذلك الولايات المتحدة - أمضى الكنديون السنوات العديدة الماضية في التعامل مع القيود الوبائية، وارتفاع معدلات الهجرة، وأزمة القدرة على تحمل تكاليف السكن. وظهر ذلك جليا بعدة طرق تمثلت في تراجع الثقة في مؤسسات مثل الحكومة ووسائل الإعلام، كما أصبحت المشاعر بشأن الهجرة أكثر سلبية.
وقال ترودو في مقابلة تليفزيونية مؤخرا "حسنًا، أولاً وقبل كل شيء، إنه اتجاه عالمي". "في كل ديمقراطية، نشهد صعودًا للشعبويين الذين لديهم إجابات سهلة لا تصمد بالضرورة أمام أي تدقيق من قبل الخبراء، لكن جزءًا كبيرًا من الشعبوية يقوم على إدانة وتجاهل الخبراء والخبرة، لذلك فهو يتغذى على نفسه نوعًا ما."
وكما يشير ترودو، فإن كندا ليست وحدها في هذا الأمر، لكن كفاحها جدير بالملاحظة خاصة وأنه يُنظر إلى البلاد منذ فترة طويلة على أنها مقاومة لهذا النوع من الخطاب المناهض للمهاجرين والمناهض للمؤسسة الذي يجتاح العالم في السنوات الأخيرة - ويرجع ذلك جزئيا إلى أن التعددية الثقافية منصوص عليها في القانون الفيدرالي.
ويعود الأمر إلى الستينيات، عندما بدأت الجماعات القومية الكندية الفرنسية في الوصول إلى السلطة في كيبيك، ودعت إلى استقلال المقاطعة عن كندا، وتدخلت الحكومة الفيدرالية، التي كان يقودها آنذاك بيير ترودو.. وبدلا من التحقق من صحة هوية ثقافية واحدة على حساب أخرى، أنشأت حكومة ترودو الأب سياسة وطنية ثنائية اللغة، تطلب من جميع المؤسسات الفيدرالية تقديم الخدمات باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
وتبنت كندا أيضًا سياسة رسمية للتعددية الثقافية في عام 1971، مؤكدة على تراث الكنديين المتعدد الثقافات.. كما شهدت سياسة التعددية الثقافية تحدياً وتوسعاً على مدى نصف قرن منذ طرحها.. لكن قرار بيير ترودو بتجذير الهوية الكندية في التنوع كان له آثار دائمة: فقد كان الكنديون تاريخياً أكثر انفتاحاً على الهجرة - على الرغم من وجود نسبة أكبر من المهاجرين في سكانهم - مقارنة بنظرائهم الغربيين الآخرين.
ولكن في السنوات الأخيرة، بدأ هذا يتغير بسرعة مع دخول أعداد كبيرة من المهاجرين إلى البلاد وسط أزمة القدرة على تحمل تكاليف السكن.. وأظهر استطلاع أجراه معهد إنفيرونيكس أنه في عام 2023، شعر 44% من الكنديين أن هناك الكثير من الهجرة – بزيادة عن 27% في العام السابق.
وهنا يأتي دور زعيم المعارضة اليميني الشعبوي المحافظ بيير بوليفر في دعوة كندا إلى خفض مستويات الهجرة (حتى الآن، دون شيطنة المهاجرين، كما رأينا من نظرائه الشعبويين في أماكن أخرى في الغرب).
ومع ذلك، فهو يبدو وكأنه شعبوي تقليدي في العديد من النواحي الأخرى فقد احتضن بويليفر احتجاجات قافلة الحرية في كندا لعام 2022، وعارض متطلبات اللقاح، واقترح وقف تمويل هيئة الإذاعة الكندية، وتحدثت عن إلغاء سلسلة من اللوائح الحكومية.
في غضون ذلك، لا يزال المحافظون متقدمين في استطلاعات الرأي، على الرغم من وجود بعض الأدلة على أن تقدمهم بدأ في التراجع بعد أن أمضى الليبراليون شهرا في معاينة ميزانيتهم. وإذا نجح، يرى ترودو أن استراتيجيته يمكن أن تكون مخططًا للدول الأخرى التي تواجه اتجاهات مماثلة - خاصة خلال عام الانتخابات الذي نتوقع أن يلعب فيه الخطاب الشعبوي دورًا مهمًا.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
انطلاق المؤتمر العلمي الدولي للتصميم والفنون الإبداعية بجامعة الأهرام الكندية
نوفمبر 13, 2024آخر تحديث: نوفمبر 13, 2024
المستقلة/-انطلق المؤتمر العلمي الدولى الأول لكلية التصميم والفنون الإبداعية “رؤية مستقبلية للصناعة المصرية” تحت رعاية جامعة الأهرام الكندية، اليوم بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين في مجالات الفنون والتصميم.
شهد المؤتمر حضور عدد من المسؤولين والمهتمين بالفن والتصميم من مختلف التخصصات، كما استعرض المؤتمر أحدث البحوث في الفنون البصرية، التصميم الصناعي، الاستدامة، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة.
واشار الدكتور أحمد سمير، عميد الكلية، في كلمة ترحيبية إلى أهمية الفنون الإبداعية في تعزيز التراث والثقافة.
وأكد أن الفنون تشكل النواة الأولى للصناعة وتلبية احتياجات سوق العمل، مشددًا على أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز سوق العمل وتحفيز الابتكار والبحث العلمي لمواجهة التحديات المعاصرة وتطبيق التصميمات على أرض الواقع واختتم سمير كلمته بتوجيه لشكر لرئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام لدعمه ورعايته للمؤتمر.
من جانبه، ألقى الدكتور جورج نوبار، رئيس المؤتمر وعميد كلية التصميم والفنون الإبداعية السابق، كلمة أشاد فيها بأهمية الفنون الإبداعية ودورها في إثراء المجتمع الثقافي والفكري، معربًا عن شكره لمؤسسة الأهرام على دعمها.
وأكد نوبار أهمية الحفاظ على تكاتف كليات الفنون لخدمة الوطن، متمنيًا للجميع التوفيق والاستمرارية.
وألقى الدكتور محمد زينهم، رئيس جمعية الفنون والعمارة ورئيس مجلس إدارة مجلة لنشر الأبحاث، كلمة أوضح فيها أن الفنون التطبيقية شهدت تطورًا كبيرًا، مؤكدًا أن الفن يُعد مستقبلًا مشرقًا يسهم في تقدم الشركات المتطورة ومواجهة الأزمات.
وأشاد زينهم بالتطور الكبير الذي تشهده الرؤية المعمارية وتوظيف التكنولوجيا في الفنون التطبيقية، مما يعزز الابتكار.
وفي كلمته، أشار الدكتور سامي عبد الفتاح، وكيل كلية التصميم والفنون الإبداعية، إلى أن عدد الطلاب الملتحقين بالكلية بلغ 1860 طالبًا، وهو ما يعكس الجهود المبذولة في هذا المجال، مؤكد على أهمية دمج الفنون في الصناعات المستقبلية لتعزيزها وتطويرها، موجهًا الشكر لرئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ورجال الصناعة على دعمهم. واختتم كلمته بتأكيد أهمية توظيف الفنون في خدمة المجتمع والارتقاء به.
استعراض الأبحاث
تضمن المؤتمر عدة جلسات علمية، تناولت بحوثاً تتعلق بتطوير التصميم والأعمال الفنية المعاصرة، قدّم فيه الباحثون عدداً من الأبحاث المبتكرة التي استلهمت من التراث المصري والإسلامي، ومن أبرزها: تصميم ملابس مبتكرة لمرضى البهاق مستلهمة من الحضارة المصرية القديمة. توظيف التوليف الزجاجي لإثراء مجال الخزف من خلال الزخرفة الإسلامية. دراسة للتصميم المستدام في تطبيقات الأثاث الداخلي.
الاستدامة وإعادة التدوير
ركز المؤتمر بشكل كبير على الاستدامة وإعادة تدوير المواد، حيث استعرضت بعض الأبحاث أفكاراً مبتكرة في هذا المجال، مثل:إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية كوسيلة لتوظيفها في الفنون البصرية. إعادة تدوير أفلام الأشعة الطبية كخامة جدارية في أعمال فنية مستدامة.
التكنولوجيا الحديثة في التصميم
سلّط المؤتمر الضوء أيضاً على توظيف التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والهولوجرام، وتأثيرهما على صناعة الإعلانات والتصميم الداخلي. من أبرز الأبحاث المقدمة في هذا المجال: تأثير الواقع الافتراضي على التصميم الداخلي. الذكاء الاصطناعي وتحول صناعة الإعلانات: دراسة تطبيقية.
واختُتمت فعاليات اليوم الأول بتوصيات تدعو إلى تعزيز الشراكات بين الأكاديميين والممارسين في مجال التصميم، وتطوير مناهج دراسية تركز على الاستدامة والابتكار.