لجريدة عمان:
2024-12-18@17:07:35 GMT

في هذا العدد

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

في هذا العدد

الحديث عن تمارين الكتابة ليس علما أو طرحا حديثا، فقد عُني به القدماء أشد عناية وفصلوا فيه تفصيلا واسعا. ورغم اختلافهم حول مصدر الكتابة والتأليف هل هي موهبة أم صنعة إلا أن هذا الاختلاف أثرى المدونة النقدية العربية وكشفت في المجمل أن الموهبة مهما كانت بارزة وضاهرة إلا أنها تحتاج إلى دربة على الكاتب أن يتمكنها ويمسك بأدواتها سواء كانت متعلقة بعلوم الآلة أم علوم المعرفة.

وعبر التاريخ، شكّلت تمارين الكتابة جزءاً أساسيا من تطور أي كاتب، موفرة له الأدوات اللازمة لصقل مهاراته وتعميق فهمه بالفن الذي يكتبه. وتمارين الكتابة أو "أدب الكاتب" كما يقول العرب القدماء أدوات تعين الكاتب على تجاوز العقبات الإبداعية والبحث عن صوته المميز وسط كل الأصوات الأخرى.

والكتابة اليومية، كما ينصح بها كثير من الكتّاب مثل جوليا كاميرون وستيفن كينغ، تُعتبر طريقة فعّالة لبناء الانضباط والتحفيز، وهي أفضل أسلوب لمراقبة أفكار ومشاعر الكاتب، وتمكن هذه العادة الكاتب من تحسين صنعته بشكل مستمر، كما تُعلمه كيفية التعامل مع النقد الذاتي والخوف من الصفحة البيضاء. من خلال الالتزام بكتابة عدد معين من الكلمات يومياً، يُمكن للكاتب أن يطور فهماً أعمق لأساليب الكتابة المختلفة وأن يجد راحة أكبر في التعبير عن أفكاره.

أمّا إعادة الكتابة، التي يشدد عليها كتّاب مثل آن لاموت، تُعد من أهم التمارين لأنها تساعد الكاتب على التقاط الأفكار الأولية وتحويلها إلى نصوص مصقولة ومؤثرة. هذا الجانب من الكتابة يُعّلم الصبر والدقة، ويسمح بتحسين النص بشكل مستمر حتى يصل إلى أعلى مستويات الجودة الممكنة.

وفي النهاية، تُعلمنا تمارين الكتابة أن الإبداع ليس مجرد لحظات إلهام عابرة، بل هو نتاج جهد مستمر وتفان في العمل على الحرف. الكتابة، كما يعبر عنها الكثيرون، هي عملية متواصلة من التعلم والاستكشاف والتحدي، وكل تمرين هو خطوة نحو إتقان هذا الفن الجميل.

وفي هذا العدد من الملحق يترجم أحمد شافعي مقالا مهما حول تمارين الكتابة للروائية راشيل كاديش وهي علاوة على احترافها الكتابة الروائية فهي أيضا أستاذة أكاديمية في الكتابة الإبداعية. كما يقدم هذا العدد مراجعة مهمة للمسلسل التلفزيوني الذي عرض في شهر رمضان عن طائفة "الحشاشين" وأثار الكثير من الحديث حول السياق التاريخي للمسلسل إضافة إلى السياق الفني. ويجد القارئ أيضا، في هذا العدد الكثير من المراجعات الفكرية والنقدية والفلسفية التي تنطلق من إصدارات جديدة لتعرض الأفكار وتناقشها في سياق نقدي متقن.

كما ينشر العدد نصوصا شعرية ونصا سرديا ومجموعة من المقالات المترجمة في مختلف فنون المعرفة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذا العدد

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أغصان مشتعلة

#أغصان_مشتعلة

من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ … 20 / 1 / 2018

ظلت حوادث اشتعال الغابات في أستراليا لغزا محيّرا لكثير من الباحثين، فهي أخطر الكوارث وأصعبها على القارة الصغيرة. مثلا في عام 2009 احترق أكثر من أربع مائة ألف هكتار من الغابات، وقتلت الحرائق 174 شخصا ودمّرت 5% من الغطاء النباتي للقارة، صحيح أن ثمة حرائق موسمية تشتعل في أوقات محددة من السنة إلا إن لغز انتقالها إلى أماكن جديدة وبعيدة كان يفاقم المشكلة ويضع إشارة استفهام كبيرة؛ ما الذي يشعل الحرائق؟

مقالات ذات صلة دعوة لإغلاق الهواتف يوميا من الثامنة حتى العاشرة مساء احتجاجا على رفع الاشتراكات 2024/12/18

أخيرا اكتشف الباحثون صانع الكوارث ومضرم النيران الخفي الذي أرعبهم وأرهقهم طوال هذه السنين، إنها الصقور المجنونة؛ فعندما تخفت النيران وتوشك على الاستسلام والانطفاء تحمل الصقور الغصون المشتعلة في مناقيرها وبين أظافرها إلى غابات خضراء ومسالمة لتشتعل النيران هناك فتهرب القوارض والزواحف من النيران وتصبح فريسة سهلة لها، لا تهتم الصقور إن دمّرت غابات بأكملها من أجل جرذ، ولا يؤنبها ضميرها الجارح على الأشجار التي تفرح بنموّ سيقانها مئات السنين لتهوي في لحظة اشتعال من أجل أرنب بري.. المهم أن تصطاد الصقور وجبة اليوم حتى لو احترق العالم..
ما أصعب أن يحرق الشجرة الحكيمة العالية غصن صغير مشتعل.. يحمله طائر أحمق ويطير به متى شاء وأينما يشاء.. ما أصعب أن تهوي شجرة اعتادت عناق الريح وكتابة رسائل الغيم لتنام على فراش الرماد بعد أن تتسلقها ألسنة اللهب بعد أن كانت تنسج على جذعها الغضّ إكليلا من البراعم والورق.

ولتحترق الغابات الجميلة كلها، المهم أن تخرج القوارض فأصطادها، هذا ليس لسان صقور أستراليا وحسب، بل غربان روسيا التي تحلّق فوق إدلب وريفها، تحرق التاريخ العالي، ترمي حمم النار على البيوت الوارفة، تحرق السهول الخضراء لتخرج طرائد الطائرات والنظام من مخابئها.. الطائرات ضمائرها من حديد مصفّح لا تؤلمها صرخات الاستغاثة ولا أنين المحترقين في المستشفيات، زجاجها عازل للصوت؛ فهي لا تسمع نداءات “يا الله.. يا الله” عندما تلقي البراميل على الآمنين، أو ترمي صاروخا مشتعلا نزل متى شاء الطيار الغريب وأينما يشاء، صاروخ مشتعل مدفوع من دم الشعب ليسفك دم الشعب.

ما أصعب أن يحرق العائلة الآمنة المسالمة صاروخ مجنون، يرميه طيار أحمق قالت له الإحداثيات هنا يكون الموت أكثر وفرة، هنا تنضج أجساد الأطفال أسرع من غيرها، هنا تهوي الأمهات على أبنائهن الرضّع وتحترق الغابة ولا يخرج منها سوى رماد القلوب.

ما أصعب أن تهوي طفلة اعتادت جدائلها على عناق الريح وأرجوحة الغيم أن تنام على فراش الرماد بعد أن تسلّقت ألسنة اللهب رجليها والتهمت شفاهها ووجهها الحنطي المرتجف.

الصقور الأسترالية ليست وحدها التي تمارس الجنون وشغف الاحتراق، غربان روسيا هي الأخرى تستهويها مشاهد النيران العربية، هي ترى ألسنة اللهب الحمراء ألسنة عطشى، فتصب فوق النار نارا فتستطيل ألسنة الاحتراق أكثر.. وكلما خمدت في منطقة أو انطفأت في غابة رؤوس بشرية، حملت أسبابا مفتعلة ورمتها لتحرق أرضا أخرى.. وسوريا الأم.. تتألم هنا وتتألم هناك، فأينما أطلق صاروخ انطفأ في الجسد.. الدول الكبرى تعامل الدول الضعيفة المستعمرة والمحتلّة كالجواري؛ تلبسها القيد في رجليها وتقنعها أنه خلخال، تغتصبها بحجة حمايتها وتحرقها على طريقة الغربان الأسترالية لتخرج صيدها البرّي منها.

في إدلب أضرمت النيران في الأشجار والأعمار وفي أحلام الأطفال وأسرّتهم.. ثم غاب نعيق السوخوي بعيدا بعيدا قرب عشّ الرئيس.

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#170يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

مقالات مشابهة

  • من بينها المشي .. تمارين تعزز الذاكرة وتزيد التركيز
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أغصان مشتعلة
  • تصفح صحيفة الوحدة العدد (1269)
  • معرض جدة للكتاب يسرد تجربة فنّ التدوين في الكتابة اليومية
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الوطن المعتقل
  • التخلي عن الكتابة نوع من الموت
  • دور الكتابة العلاجية في تعزيز الصحة النفسية والوعي الذاتي
  • معرض جدة للكتاب 2024 يعزز الوعي حول فنون الكتابة الصحفية
  • الكاتب البريطاني سومرست موم .. لماذا أصبح جاسوسا؟
  • الكاتب الزعبي في رسالة جديدة من خلف القضبان .. شكرا للأحلام