منذ بداية هذا العام وأنا أجد موضوع علاقة الكتابة بالرياضة ماثلا أمامي، فخلال اجتماعات مجلس إدارة النادي الثقافي لوضع برنامج فعاليات ٢٠٢٤، اقترح معاوية الرواحي عضو مجلس الإدارة فعالية عن الأدب الرياضي، اعتمدناها على الفور وتقررت جلسة حوارية بعنوان «الأدب الرياضي» شارك فيها سليمان المعمري وسالم الغيلاني وأدارها الدكتور يونس الأخزمي وكانت من أجمل فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب لعام ٢٠٢٤.
أثناء بطولة كأس العالم ٢٠٢٢ التي أقيمت في الدوحة وضج بها العالم، ضجت حياتنا أيضا، كان كل شيء يتمحور حول البطولة وميسي ورونالدو وبنزيمة ومبابي وغيرهم، وبحفل الافتتاح العظيم وبالسلوك الأخلاقي الذي انتهجته قطر لهذه المناسبة وبالتنظيم الذي فاق الوصف، وبالناس الذين يتداولون فرص الاشتراك في القنوات التي تبث المباريات وبتذاكر الطيران والحجوزات. كل ذلك لم يكن يلفتني. شيء واحد أدخل في رأسي فكرة جديدة قررت أن أبدأ في تعلمها وممارستها لأن بها متعة لا تشبه متعة اللعب ولا الكتابة، وهي التعليق الرياضي. كنت أستمع بدهشة كبيرة للمعلق التونسي عصام الشوالي الذي كان يلهث مع كل كلمة، والمعلق العماني خليل البلوشي، وأتساءل هل الأمر سهل لهذه الدرجة؟ ما هي المهارة التي يتطلبها التعليق الرياضي، كيف يتمكن المعلقون من ذلك الانثيال في الكلمات وتناسق العبارات وعيونهم تلاحق أقدام اللاعبين وحركة كل من بالملعب وحوله. أذكر أيامها أنني قررت أن أصبح معلقة رياضية بعد خمس سنوات، وصرت أتدرب على حركة الناس من حولي، حتى مللت ونسيت الموضوع حتى أعادني إليه كتاب سليمان المعمري.
أعترف بأنني لا علاقة لي بكرة القدم بتاتا، ولا أفهم فيها شيئا ولا أعرف الفرق بين المنتخب والفريق والدوري والبطولة، ولا التسلل ولا ضربات الجزاء ولا معنى ألوان البطاقات ولا أبالغ في ذلك. بالنسبة لي كلها مجرد كلمات رغم أن ابني نزار شرحها لي عدة مرات، لكن العقل لا يستقبل ما لا يريده. أعتبر كرة القدم دائما أنها شيء شاق وممل رغم أن عيون العالم تتقافز أمام المباريات وتحدث العجائب والخصومات أيضا. لكنني في المقابل كنت أعرف مارادونا العظيم منذ أن كنت صغيرة وأعرف إنجازاته، ولا أعتقد أن أحدا لا يعرفه رغم قلة الوسائل الإعلامية وقتها مقارنة بشهرة ميسي ورونالدو الآن. وأعرف أيضا غلام خميس وعماد الحوسني الذي مثّل يوما ما لإحدى الصديقات العاشقات لكرة القدم أملا في وصول عمان إلى العالمية. وهنا تنتهي معرفتي رغم التجمعات التي أقرتها نساء العائلة في السنوات الأخيرة لمتابعة نهائي البطولات إذا كانت عمان فيها. وفوق كل هذا ولم أتوقع يوما أن أقرأ كتابين عن كرة القدم تحديدا في الشهر نفسه أولهما لمنى حبراس بعنوان «عشر نظريات في السرد»، والثاني لسليمان المعمري «بيليه أم مارادونا؟ الإجابة ميسي». وربما بعد عدة أشهر سأتحول إلى «ميسية» في متابعة كرة القدم، وليس في إتقانها.
قبل ثلاث سنوات تم اختياري مع بعض الكتاب العمانيين في ورشة كتابة إبداعية لكتابة قصة عن تاريخ كرة القدم يمكن تحويلها لعمل بصري يستخدم لاحتفال رياضي كبير. وقفت أمام نفسي كثيرا، دون أن أعترف أنني لا أعرف شيئا عن كرة القدم ولم أفكر أنه يمكن الكتابة عنها، تحديت الفكرة والهدف وتسللت إلى زوايا عقلي الذي لم يعمل منذ مدة، وحركت المخيال الإبداعي والتاريخي البحت عوضا عن المعلومات الكروية. وكتبت قصة أعجبتني قدرتي فيها على إحراز هدف دون ركض مضن. وسواء تم اختيار القصة أم لا، إلا أنني دخلت في تجربة مختلفة دون أن أكررها خوفا من أن الموضوع يتطلب دروسا مكثفة في تاريخ كرة القدم.
كتاب سليمان المعمري، أدخلني في مزاج منعش جدا في صباح غائم ومزاج سيئ، بدءا من الفصل الأول بعنوان «تذكرة المباراة» وهو مدخل ممتع أضحكني -مثلما أضحكني غلاف الكتاب وفكرته الجريئة لحسين المحروس التي كانت مدخلا مناسبا لموضوعات الكتاب ونكهته- وأخرجني إلى ملعب كرة القدم بمقالين «قبل المباراة» و«صافرة البداية» يحكيان علاقة سليمان بكرة القدم منذ طفولته. إلى الفصل الثاني بعنوان «الشوط الأول: تأملات في الساحرة» يتحدث عن جدلية دور كرة القدم في أنها لعبة سلام أم حرب وكراهية، ودور الإعلام في تتويج لاعب ما ووضعه قبل كل أحد. ثم يأتي الفصل الثالث بعنوان «الشوط الثاني: نجوم لا تغيب» الذي يسرد أسماء أفضل اللاعبين -بالنسبة لسليمان- ومنجزاتهم وحياتهم بصخبها وهدوئها وتكتيكاتها وفنونهم الأدائية في اللعب، والمنتخبات وعدد الأهداف لكل لاعب والأعوام العديدة لفوز كل فريق. لحظتها تذكرت مذاكرتي الشاقة لمادة التاريخ في المدرسة والتواريخ التي كنا ملزمين بحفظها تسجيلا للأحداث التاريخية. بالنسبة لي هذا الفصل عاطفي جدا رغم أنه توثيقي. لكن أغرب ما فيه أن سليمان قال عن نطحة زيدان أنها «الحدث الذي ما زال العالم يتذكره إلى اليوم» وأنا لا أعرف عنها شيئا، والأغرب من ذلك كمية الكتب والمقالات التي ذكرها سليمان في مقال «زين الدين زيدان: لم تكن مجرد نطحة» التي حللت وذكرت تلك النطحة التي قد تصدر من أي إنسان في لحظة غضب. أعتذر إن لم تكن نطحة زيدان ضمن قاموسي المعرفي.
ثم الفصل الأخير بعنوان «الوقت، بدل الضائع: لحظات فرح، لحظات حزن» يسرد فيه لحظات فارقة في كرة القدم كانت سببا في حزن أو فرح.
وأخيرا فصل «الخروج من اللعب» وفيه فقرة واحدة: «يعتقد البعض أن كرة القدم هي مسألة حياة أو موت. يمكنني أن أؤكد لكم أن الأمر أخطر من ذلك بكثير» قالها بيل شانلي - لاعب كرة ومدرب أسكتلندي. وفعلا بعد قراءة هذا الكتاب تركت الملعب باكتشاف حقيقة جميلة حول التوافق الإبداعي بين الكتابة والرياضة وكرة القدم بالأخص، وكيف أن التعبير الأدبي عن كرة القدم واللاعبين لا يشبه قصة حب ولا رواية مأساوية، ولا مقال صحفي يناقش قضية عابرة، بل إنه كما وصف به ميسي «يخلق اللغة وينشطها ويوقظ فينا حس اللغة والإبداع والارتباطات الأقل وضوحا كالشعر»، إلهام كهذا لا يأتي من فراغ. العلاقة بين الرياضة والأدب لا ينقصها الأديب ولا الرياضي، ينقصها شخص شغوف مثل سليمان المعمري بلغته الساخرة الرائعة، أو إدواردو جاليانو. فتلك الروح الإبداعية التي تولد من لحظات تتدحرج فيها الكرة بين أقدام اللاعبين كفيلة بردع أي هجوم ضد الموهبة وخلق الإبداع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کرة القدم
إقرأ أيضاً:
رقص وشرب.. حقيقة تسريب فيديو لـ دونجا في الإمارات وعلاقة أحمد سليمان بالسهرة
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا فيسبوك، مقطع فيديو منسوب لـ نبيل عماد دونجا، لاعب الزمالك، في أحد الملاهي الليلية بالإمارات، خلال مشاركة فريقه في بطولة السوبر المصري للأندية، التي حسمها الأهلي في النهائي بالفوز على الزمالك.
إصابات الزمالك تقلق الجماهير.. مدة غياب زيزو وناصر ماهر عن الملاعب قرار نهائي من اسطورة الزمالك.. لماذا يصمم شيكابالا على الاعتزال.. وهل يشغل منصب مدير الكرة؟ فيديو مسرب للاعب الزمالك وصمت الادارةوحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الفيديو المنسوب لدونجا أظهره وهو يرقص قبل أن يحاول الاختباء من الكاميرا لبضع ثوان خوفا من أن تلحق به، حسبما أكد ناشرو الفيديو.
دونجاولم يظهر أي مسئول في نادي الزمالك ولا اللاعب نفسه، لتوضيح الاتهامات الموجهة للاعب والفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
الأكثر نجاحًا بأفريقيا.. هل يكون الأهلي التحدي الأخير لريال مدريد في 2024؟ هدف حواري| كيف تسبب مرموش في ترجيح كفة فريقه في 7 دقائق.. وسر القناع المرعب فيديو دونجا بين الانتقادات والنفيبعد انتشار مقطع الفيديو، واجه اللاعب نبيل عماد دونجا سيلا من الانتقادات والاتهامات، على الرغم من عدم التأكد من مكان أو توقيت الفيديو، حيث أكد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن ما حدث مع دونجا في الإمارات، جاء عقابا من الله على سهره واحتساء الكحول في الإمارات، بينما أكد آخرون أن ما يحتسيه اللاعب مشروبا عاديا خال من الكحول "ريد بول" والمكان في مصر عقب انتهاء الدوري.
لقطة من مقطع الفيديووعاش دونجا أياما صعبة خلال مشاركته مع الزمالك في كأس السوبر المصري بالإمارات، بعد اتهامه هو وزميله مصطفى شلبي وكذلك عبد الواحد السيد مدير الكرة بالاعتداء على حارس أمن في الاستاد، وتم إطلاق سراحهم قبل أيام بعفو من محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
بشرى لأصحاب بطاقات التموين المتوقفة| إجراءات استعادتها بسهولة.. وهذه حالات الحذف يا رايحين للنبي الغالي| طريقة وخطوات التقديم لطلب حج القرعة.. والفئات الممنوعة من السفر أول الأيام الشتوية.. مواعيد إغلاق المحلات والمترو والقطارات والصلاة بالتوقيت الجديد تجنبوا أعمدة الإنارة.. الأرصاد تحذر من خطر الصعق الكهربائي خلال الأمطار الغزيرة 6 أشهر من الغياب والشائعات| ريم وبربري يصدمان المتابعين بفيديو كارثي.. تفاصيل ترند الزواج العرفي.. تصاعد خناقة عايدة رياض ونزار الفارس والنجمة تواجه اتهام بـ"المساكنة" دونجا: فيديو قديم وتوقيته غريبعلق نبيل عماد دونجا نجم الزمالك، علي حقيقة المقطع المتداول له في إحدى السهرات، وكتب من خلال حسابه الشخصي إنستجرام : "للتوضيح الصورة المنتشرة من بعض اللجان الالكترونية كانت في عيد ميلاد صديقة في مكان شهير في الساحل الشمالي من سنة، ولا اعلم سبب تداولها الان، وما القصد من تسريبها".
رقص دونجاوأضاف اللاعب: "للآسف وصلنا لمرحلة سيئة في الكدب والتشوية واللجان الالكترونية مدفوعة الاجر، حتي اسالوا كابتن احمد سليمان كان موجود معايا ويشهد بكده".