لم تتردد الدول المتقاتلة في الحرب العالمية الأولى في استخدام السلاح الكيميائي ضد بعضها، وكان الألمان أول المبادرين عمليا لاستخدام هذا السلاح الفتاك في مناسبتين في أبريل عام 2015.

إقرأ المزيد من صهوات الجياد إلى مقاعد الطيور الحديدية.. قصة أشهر الطيارين الأوائل

دفع جمود القتال في الحرب العالمية الأولى فيما عرف بحرب الخنادق، الجيش الإمبراطوري الألماني إلى استخدام السلاح الكيماوي ومفاجئة قوات الحلفاء في 22 أبريل عام 1915 بإطلاق أكثر من 150 طنا من غاز الكلور القاتل بواسطة أسطوانات، ضد فرقتين فرنسيتين من جنود المستعمرات في بلدة "إيبرس" في بلجيكا.

يعد هذا الاستخدام للغازات السامة أول هجوم كبير بالسلاح الكيماوي. الهجوم حدث خلال معركة "إيبرس" الثانية. بدأ هذا الهجوم المفاجئ بقصف مدفعي معتاد لتحصينات العدو، وحين هدأ القصف المدفعي، وفيما كانت قوات الحلفاء تنتظر تقدم الموجة الأولى من مشاة الألمان، انتشر غاز الكلور على الأرض وتمدد إلى داخل خنادقهم. استهدف السلاح الكيماوي الألماني فرقتين فرنسيتين من أبناء المستعمرات بينهم جزائريون، كانتا تتمركزان على طول أربعة أميال من خط الجبهة. الفرقتان أبيدتا، وتعرض جنود الحلفاء لصدمة كبيرة.

الألمان تمكنوا من اختراق خط الحلفاء الدفاعي بالمنطقة لكنهم لم يتمكنوا من التقدم وإحراز مكاسب كبيرة على الأرض بسبب تأثير الغاز السام عليهم أيضا. انتهى هجوم الموت السام واحتفظ الحلفاء بمعظم مواقعهم.

ضابط بريطاني وصف ما فعل الغاز السام بجنود المستعمرات الفرنسية بقوله:

أمسك أفراد الحشود المنكوبة والمذعورة، بوجوه رمادية وعيون بارزة، بحناجرهم مختنقين وهم يركضون. الكثيرون سقطوا في طريقهم ورقدوا على الأرض المبللة بأطراف متشنجة وملامح مشوهة من الموت.

لم تكن تتوفر في ذلك الوقت وسائل لحماية الجنود من مثل هذا السلاح الجديد والخفي. لم تخترع بعد الأقنعة الواقية، ولم يكن في متناول جنود الحلفاء إلا مقاومة الغاز السام بخرق مبللة توضع على الأنف، وجهاز تنفس بدائي مصنوع من الوبر يربط بشريط لاصق.

بعد الهجوم الكيمائي الأول، شن الألمان هجوما ثانيا في 14 أبريل ضد فرقة كندية. تمكنوا من دفع قوات الحلفاء إلى الوراء، وبحلول مايو تراجعت إلى بلدة "إيبرس"، إلا أن المعركتين أدخلتا الغاز السام إلى الحرب.

بعد الهجوم الألماني بالغاز في "إيبرس" بدأ الفرنسيون والبريطانيون في تطوير أسلحتهما الكيمائية وأقنعة الغاز الواقية. مبادرة الألمان باستخدام هذا السلاح الجديد تسببت في تلوث الخنادق في الحرب العالمية الأولى، فيما أدى غاز الخردل الأكثر فتكا الذي استعمله الألمان في عام 1917 إلى تقرح الجلد والعينين والرئتين، وأودى بحياة الآلاف.

الولايات المتحدة هي الأخرى طورت أسلحة كيميائية واستخدمتها بعد دخولها الحرب العالمية الأولى في عام 1917. هاري ترومان الذي أصبح رئيسا فيما بعد للولايات المتحدة قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان صاحب القرار في ضرب اليابان بقنبلتين نوويتين، قاد في الحرب العالمية الأولى وحدة مدفعية، أطلقت الغاز السام على الألمان في عام 1918.

مجموع ما استخدم من العناصر الكيميائية في الحرب العالمية الأولى والتي شملت غازات الكلور والخردل والبروم والفوسجين، يقدر بأكثر من 100000 طن، وقد أصيب حوالي 500000 جندي، وقتل نحو 30000، بما في ذلك 11572 جنديا كنديا، و2000 أمريكي.

هذا السلاح الفتاك استخدم لاحقا من قبل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا في صراعات استعمارية، على الرغم من حضر بروتوكول جنيف لعام 1925 له. تلك الاتفاقية حظرت استعمال الأسلحة الكيميائية لكنها لم تحظر تطويرها وتخزينها. إيطاليا استخدمت هذا السلاح ضد إثيوبيا في عام 1930، واستخدمته أيضا اليابان صد الصين في تلك الحقبة.

التطور اللافت حدث في عام 1990، بتوقيع الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي اتفاقية لخفض ترسانتهما من الأسلحة الكيميائية بنسبة 80 بالمئة. لاحقا في عام 1993 تم التوقيع على معاهدة دولية تحظر إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف فی الحرب العالمیة الأولى الغاز السام هذا السلاح فی عام

إقرأ أيضاً:

طالبان يمنيان يحصدان المراكز الأولى في الثانوية العامة بدولة قطر

 

كشفت نتائج الثانوية العامة بدولة قطر عن إنجاز يمني كبير في مجال التعليمي، حيث حقق الطالبان اليمنيان، أحمد محمود أحمد الصبري، وشذى خالد سليمان الأهدل، إنجازاً بارزاً بحصولهما على المركزين الأول والثالث، في الثانوية العامة للمسار التكنولوجي على مستوى دولة قطر.

ووفقًا لتدوينتين نشرهما سفير اليمن لدى قطر، راجح بادي، على منصة “إكس”، رصدهما “ مارب برس ”، حصول الطالب “أحمد محمود أحمد الصبري”، على الترتيب الأول في الثانوية العامة المسار التكنولوجي على مستوى دولة قطر. 

وذكر السفير “بادي” أن الطالبة “شذى خالد سليمان الأهدل”، حثلت أيضا على الترتيب الثالث بنسبة 100 بالمئة (نفس معدل الترتيب الأول)، في الثانوية العامة- المسار العلمي على مستوى دولة ‎قطر. 

وعبّر السفير عن بهجته وسعادته بتفوق إبناء الجالية اليمنية في قطر (أحمد، وشذى)، متمنيًا لهما مزيد من التفوق في المراحل القادمة، ومستقبل يليق بذكائهما ومثابرتهما، حسب قوله. 

وقال: “بتوفر تعليم قوي ومتقدم في ‎قطر ينافس الطلبة من أبناء جاليتنا ويحصدون المراكز المتقدمة على نحو يشعرنا بالبهجة والزهو”.

  

مقالات مشابهة

  • طالبان يمنيان يحصدان المراكز الأولى في الثانوية العامة بدولة قطر
  • مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوري بسبب "الهجوم الكيميائي"
  • الحرب ثبتت ترشيح فرنجية.. لا مساومة من قبل الحلفاء؟
  • 1000 مريض مهددون بالموت جراء انقطاع الأدوية
  • منظمة الصحة العالمية: الهجوم على مستشفى الولادة الوحيد في الفاشر بالسودان صادم ومروع
  • منظمة الصحة العالمية تستنكر الهجوم على مستشفى في الفاشر بالسودان وتصفه بـ «الصادم»
  • منظمة الصحة العالمية تستنكر الهجوم على مستشفى في الفاشر بالسودان
  • قمامة مشجعيّ البطولة الأوروبية مصدر عيش للمتقاعدين الألمان
  • الشوط الأول.. البنك الأهلي يتقدم على البلدية بهدف هلال
  • مؤرخ بريطاني : لا مفر من حرب عالمية ثالثة