الجزيرة:
2024-12-26@21:18:19 GMT

العراق وتركيا: بحث عن مستقبل مشترك

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

العراق وتركيا: بحث عن مستقبل مشترك

قبل 12 عامًا تمامًا، عندما هبط الرئيس أردوغان كرئيس وزراء في مطار بغداد، كنتُ واحدًا من الصحفيين على متن طائرته.

مرّ الوفد بين الجدران العالية المبنية من الإسمنت أثناء توجههم من المطار إلى المنطقة المعروفة باسم "المنطقة الخضراء" حيث ستجرى المحادثات.

كنت مذهولًا لعدم رؤية أي شيء في بغداد ذلك الوقت. لكن كانت المشاكل الأمنية في أوجها، وبمجرد إجراء المحادثات، عاد الوفد إلى تركيا في نفس اليوم.

بحث عن مستقبل جديد

في غضون الـ 12 عامًا الماضية، تدهورت العلاقات بين العراق وتركيا ووصلت تقريبًا إلى نقطة الانقطاع، من خلال سياسات تبناها نوري المالكي خلال فترة رئاسته للوزراء، وكانت سببًا في تدهور علاقات البلدين.

والآن، وبصفته الرئيس رجب طيب أردوغان، هبط إلى مطار بغداد مرة أخرى برفقة وفد كبير. في هذه المرة، كانت ملفات 26 اتفاقية موجودة تحت ذراعه، بهدف تصحيح العلاقات ووضع أسس مستقبل مشترك جديد.

في هذا الوقت، كان إلى جانبه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي نجح في توجيه السياسة والعلاقات الدولية في العراق إلى الطريق الصحيح في الآونة الأخيرة، على عكس المالكي الذي كان يثير الأزمات. السوداني يمثل ملامح سياسي يتطلع إلى أن يكون العراق دولة مستقلة في اتخاذ سياستها وتحقيق حريتها الاقتصادية، بإيجاز، يرسم صورة لسياسي يرغب في أن يكون العراق دولة كاملة. وبالتالي، كلا الزعيمين مستعدان للغاية للبحث عن مستقبل مشترك.

هل هناك مشاكل لا يمكن حلها؟

إذا كان لديك حدود مشتركة تمتد على مسافة 378 كيلومترًا مع دولة ما، فهذا يعني أن جزءًا من مصيرك قد ارتبط بذلك البلد. بشكل أوضح، فإنك محكوم بالعيش جنبًا إلى جنب مع جارك. على الجانب الآخر، إذا كان لديك تاريخ مشترك، ودين مشترك، وثقافة مشتركة، فمن الممكن أن تجد وسيلة للتوافق مع تلك الدولة بطريقة ما.

العراق بحاجة ماسة إلى تركيا في مجالات المياه والطاقة والتجارة والنقل. ولدى تركيا أيضًا إلزامات تجاه العراق في منع الإرهاب وتلبية احتياجاتها من الطاقة وفتح طرق تجارية جديدة.

لماذا لم يتوصل البلدان إلى اتفاق خلال الـ 12 عامًا الماضية؟ السبب هو وجود دول ثالثة؛ فإيران والولايات المتحدة هما الدولتان اللتان تؤثران في تدهور أو تحسن هذه العلاقات. في الحقيقة، المشكلة الأساسية تكمن في عدم قدرة الحكومات العراقية التي تقترب أو تبتعد من هذه الدول على الانتقال إلى نموذج دولة مستقلة تمامًا.لذلك، بما أن رئيس الوزراء السوداني يهدف إلى ذلك، فإنه لن يتبقى مشكلات لا يمكن حلها.

نموذج الفوز المتبادل

على عكس السنوات السابقة، لم تذهب تركيا إلى العراق مع ملفات تتعلق فقط بعبور المنظمات الإرهابية الحدود وإلحاق الضرر بالبلاد. في هذه المرة أعدت تركيا أيضًا مقترحات "الفوز-فوز"؛ مثل مشروع طريق التنمية، الذي يشمل قطر والإمارات والعراق، حيث كان من بين أكثر الملفات جاذبية.

ويتضمن هذا المشروع إنشاء خط سكة حديدية يمتد لمسافة 1200 كيلومتر من البصرة إلى الحدود التركية، مما يؤدي إلى إنشاء طريق بحري تجاري جديد سيكون له تأثير عالمي. وبهذه الطريقة، سيحقق كل من البلدين، وحتى الدول المجاورة، مكاسب اقتصادية كبيرة. ومع ذلك، فإن أكبر عقبة أمام تحقيق ذلك، هو الإرهاب، فقد اتخذ حزب العمال الكردستاني موطنًا في العراق لسنوات عديدة، وتعزز وأصبح في موقع لا يمكن للحكومة العراقية مواجهته. وخاصة بعد العلاقات المباشرة التي أقامها في سوريا مع الولايات المتحدة، فقد تعقدت الأمور بالنسبة للحكومة العراقية أكثر.

ومع ذلك، في مؤتمر صحفي مشترك أُقيم مؤخرًا، أكد رئيس الوزراء السوداني قائلًا: "لن نسمح بأي هجوم من العراق على أي دولة أخرى". وأظهر أردوغان استحسانه لهذا البيان بتوجيه رأسه بخفة، لكن كلا الطرفين يعلمان أن ذلك لن يكون سهلًا.

لذا، يُفترض أن يقوم العراق وتركيا بالتحرك بشكل مشترك للتغلب على هذه المشكلة في الوقت القريب من خلال عملية عسكرية من المتوقع أن تبدأ قريبًا. وكانت هذه من الملفات المطروحة على الطاولة.

التأثيرات الإقليمية للزيارة

مع التوقيع على 26 ملفًا مختلفًا يتعلق بالزراعة والنقل والصناعات الدفاعية والصحة، أعلنت الدولتان عن حلم مشترك في المستقبل، وذلك يعتبر بحد ذاته إعلانًا عالميًا. حتى لو تم تنفيذ مشروع طريق التنمية وحده، فإنه سيؤثر على تجارة البحار العالمية.

بالإضافة إلى القضايا الأخرى، ستكون هذه التقاربات لها تأثيرات سياسية واقتصادية مباشرة على إيران وسوريا والكويت وقطر والإمارات وغيرها من دول الخليج. وسنرى في الأيام القادمة كيف ستتفاعل الولايات المتحدة التي غزت العراق مرتين، وإيران التي تملك جيشًا مؤيدًا لها في العراق (الحشد الشعبي)، مع هذه الخطوة نحو أن تكون الدولة مستقلة تمامًا. من المؤكد أنهما لن تعارضا علنًا، ولكنهما ستعملان خلف الكواليس على الحرص على عدم تنفيذ هذه الاتفاقيات. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن هذا التطور يعتبر مهمًا للغاية بالنسبة للمنطقة، ولا يُعتبر ذلك مهمًا فقط للدولتين بل لجميع منطقة الشرق الأوسط.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

خليجي 26.. الانتصار مطلب مشترك لمنتخبات المجموعة الأولى

يبحث المنتخب القطري ونظيره العماني عن الانتصار عندما يلتقيان الثلاثاء على ملعب "جابر المبارك"، والأمر ذاته بالنسبة إلى منتخبي الإمارات والكويت المضيفة عندما يتواجهان على ملعب "جابر الأحمد" الدولي الثلاثاء في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى في كأس الخليج لكرة القدم.

وتتساوى المنتخبات الأربعة بالرصيد ذاته من النقاط والأهداف بعدما تعادلت قطر مع الإمارات، والكويت مع عمان بالنتيجة نفسها (1-1) في الجولة الأولى السبت الماضي، وبالتالي ستكون النقاط الثلاث في الجولة الثانية بغاية الأهمية، على اعتبار أنها ستجعل صاحبها يضع قدما في نصف النهائي، فيما سيجد الخاسر نفسه أمام مهمة صعبة في الجولة الأخيرة.

???????? عصام الصبحي – يوسف ناصر ????????

???????? أكرم عفيف – يحيى الغساني ????????

أصحاب أهداف اليوم الأول في #خليجي_زين26 ✅⚽️ pic.twitter.com/sKjD3VDdJg

خليجي زين 26 (@KhaleejiZain) December 21, 2024

العنابي والعُماني

وقال المدرب الإسباني لقطر لويس غارسيا "ظهرنا بشكل مثالي في المباراة الأولى أمام المنتخب الإماراتي القوي، وقدم اللاعبون مستوى جيدا وأظهروا نضجا تكتيكيا كبيرا في التعامل مع التفاصيل".

وأضاف "المواجهة المقبلة مختلفة تماما، وسنبني على المكتسبات التي تحققت، خصوصا بالنسبة للاعبين الشباب الذين كانوا في الموعد، وسنسعى لتقديم أفضل مستوى ممكن بحثا عن الفوز".

إعلان

ويعتمد مدرب "العنابي" على الثنائي عفيف والمعز علي، إلى جانب توليفة شابة في ظل غياب لاعبين أمثال خوخي بوعلام وإدميلسون جونيور وعبد الكريم حسن وعبد العزيز حاتم الذين استبعدهم المدرب غارسيا الذي خلف مواطنه "تيتين" ماركيس لوبيس منذ 11 ديسمبر الجاري.

من جهته، كان المنتخب العماني قريبا من قلب التأخر إلى فوز على صاحب الأرض، مكتفيا بالتعادل بعد شوط ثان شهد الكثير من الأفضلية للاعبي المدرب رشد جابر.

وقال جابر "كنا نبحث عن الانتصار، ولعبنا من أجل النقاط الثلاث، وكنا قريبين من تحقيق هدفنا، لكن مباريات الافتتاح دائما لها خصوصيتها وإرهاصاتها".

ويعول المنتخب العماني على مجموعة مميزة من اللاعبين على غرار جميل اليحمدي وحارس السعدي وعصام الصبحي.

هدف يوسف ناصر يفوز بلقطة زين لمباراة الكويت وعمان ????#خليجي_زين26 | @ZainKuwait pic.twitter.com/aNZLjGui3U

— خليجي زين 26 (@KhaleejiZain) December 21, 2024

الإمارات وسكة الانتصارات

وفي المباراة الثانية، تبحث الإمارات عن الفوز الأول في البطولة الخليجية بعد سلسلة من 4 مباريات لم تعرف فيها طعم الانتصار.

وودع "الأبيض" النسخة الماضية في العراق من دور المجموعات بـ3 هزائم، وتعادل مع قطر 1-1 في بداية مشواره بالنسخة الحالية، رافعا سلسلته إلى 4 مباريات من دون فوز.

وقدمت الإمارات عرضا جيدا أمام قطر رغم التعادل وكانت الأكثر فرصا وهيمنة على المجريات دون أن تترجم ذلك إلى فوز يعطيها الأفضلية في المجموعة الأولى التي تعد أحد المرشحين للظفر بإحدى بطاقتيها المؤهلة إلى نصف النهائي.

بكل إتقان ????

يحيى الغساني بكل إبداع سجل أول أهداف الأبيض في #خليجي_زين26 بهذه الطريقة ???? pic.twitter.com/MkPid3SPfu

— خليجي زين 26 (@KhaleejiZain) December 22, 2024

وقال مدربها البرتغالي باولو بينتو بعد مباراة قطر: "كنا قريبين من الفوز، وفرصنا كانت الأوفر والأخطر ولم نستغلها، وهدف قطر جاء من خطأ دفاعي تنظيمي نتج عنه ركلة الجزاء، وبصراحة أنا سعيد بالأداء ولكن على مستوى النتيجة كنا نستحق الفوز، وفي النهاية حصلنا على نقطة واحدة حالنا حال كل فرق المجموعة".

إعلان

وأضاف "علينا أن نستعد للمباراة القادمة (أمام الكويت) بالتحضير والاستشفاء بعد المجهود الكبير الذي بذله الفريق في المباراة الأولى".

ورأى الجناح يحيى الغساني الفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة الماضية "أمام الكويت سنبذل كل جهدنا للتعويض وتحقيق الفوز، والمنافسة بقوة على اللقب الخليجي".

وسجل لاعب "شباب الأهلي" هدف التعادل أمام قطر بعدما راوغ مدافعين ثم سدد في شباك حارس المرمى مشعل برشم، كما كان الأكثر صناعة للفرص مستغلا سرعته ومهارته الفنية.

مقالات مشابهة

  • العراق وتركيا يؤكدان على تعزيز التعاون الأمني بين البلدين
  • الإمارات وتركيا تؤكدان دعم استقرار سوريا
  • بين سويسرا وتركيا.. وداع حزين وتأبين مؤثر ليوسف ندا (شاهد)
  • العراق وتركيا يبحثان تأمين الحدود المشتركة
  • تركيا تعلن تحييد 21 عُمالياً شمالي العراق وسوريا
  • تركيا تعلن مقتل 21 مسلحا من حزب العمال الكردستاني بسوريا والعراق
  • ‏رئيس دولة الإمارات يبحث مع وزير خارجية تركيا علاقات البلدين والتطورات الإقليمية
  • وزير الداخلية في تركيا لبحث التعاون الأمني
  • مصير مشترك
  • خليجي 26.. الانتصار مطلب مشترك لمنتخبات المجموعة الأولى