سواليف:
2025-01-27@19:16:10 GMT

الحرب ليست مجرد أرقام

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

#الحرب_ليست #مجرد_أرقام _ #ماهر_أبوطير

الأرقام التي يتم إعلانها حول قطاع غزة، أرقام غير صحيحة، وغير دقيقة أبدا، وربما الأرقام الأصلية أكبر بكثير من الأرقام التي نقرأها كل يوم، وليس أقل بطبيعة الحال.

هل أصبحت هذه الحرب، مستدامة، ومجرد خبر عادي في وسائل الإعلام، هذا سؤال بحاجة إلى إجابة، لأن الذين كانوا يشعرون بغضب بالغ من استشهاد طفل، أو عشرة أطفال، أصبح بعضهم معتادا على إحصاءات الحرب الحالية، وكأننا أمام عداد كهرباء يحصي لك الاستهلاك كل يوم، ليرسل لك الفاتورة نهاية الشهر، دون سؤال أو جواب أو اعتراض.

في أرقام يوم أمس أقرأ عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 34151 شهيدا و77084 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، والرقم مرعب، وهو ليس صحيحا في كل الأحوال لعدة اعتبارات، أولها أن آلاف العمارات السكنية والمربعات تم هدمها بواسطة صواريخ وقنابل متطورة جدا، ولم يجد الذين يبحثون أي شخص على قيد الحياة، أو أشخاص نجوا كليا أو جزئيا، وما زالت الأنقاض في مواقع كثيرة كما هي دون تحريك.

مقالات ذات صلة سرور شهيد الغدر نصير غزة وشريان أهلها 2024/04/23

هناك صواريخ وقنابل أدت إلى تحويل الشهداء إلى رماد في الهواء، وهذا يعني أن فكرة الإحصاء العددي بحد ذاتها غير دقيقة، خصوصا، أن النسيج الاجتماعي داخل القطاع، تم تهشيمه وتقطيعه، بعد عمليات القصف والترحيل من مكان إلى آخر، بحيث لا يعرف الأخ عن شقيقه إذا كان ناجيا، أو شهيدا، وربما يظنه معتقلا، أو مختفيا، أو انتقل إلى مكان آخر مع توقف شبكات الاتصال، وصعوبة وصول الناس لبعضهم البعض.

أخطر ما في الحرب تحولها إلى حرب مستدامة، نحصي أرقامها يوميا، ونزم شفاهنا أمام ارتفاع الأرقام، وإذا كانت إسرائيل وجهات دولية حاولت في مرحلة معينة تكذيب الأرقام، واتهام من يصدرها بكونه يبالغ، إلا أن بعض هؤلاء عاد وتراجع أمام دقة الأسماء، وأمام المعلومات التي تتدفق من القطاع، وتتحدث أيضا عن 8 آلاف شهيد، لا أحد يعرف عنهم شيئا، وعن آلاف الإصابات التي فقدت حياتها دون إعلان، وعن آلاف المعتقلين الذين يختفون يوميا داخل القطاع، ويتم ترحيلهم إلى سجون الاحتلال للتحقيق، وقد يعود بعضهم بشكل لاحق.

نحن أمام سيناريو سيئ جدا، وفي ذاكرتنا عدة حروب منسية، وباتت في وقتها مجرد خبر يومي، مثل الحرب العراقية الإيرانية، وحرب البوسنة والصرب، وحرب أوكرانيا الحالية، بل وحرب السودان التي تسفك دماء الأبرياء يوميا ولا يتذكرها أحد، باعتبارها ليست مهمة، فتسأل نفسك على ماذا نركز في هذه المنطقة، وأي حرب تثير غضبنا حقا، وأي حرب سنتابعها أكثر من بضعة أشهر محدودة فقط، وأي حرب يمكن تخليصها من لعنة الأرقام، نحو وقفها الفعلي.

كل التقارير حول قطاع غزة، باتت مشغولة بالأرقام، أرقام الضحايا، أرقام الإعمار وكلفه، أرقام المرضى، عدد الأطفال الأيتام، وغير ذلك، لكن لا أحد يحدثك عن التدمير المعنوي الأخطر تأثيرا حين يتحول الناس إلى مجرد أرقام في كل الإحصاءات الفلسطينية والعربية والدولية، دون أن تتحول هذه الأرقام إلى وسيلة فاعلة لوقف الحرب بشكل كامل.

الأرقام قد تساعدك سياسيا لفضح الجرائم أمام العالم، لكنها في عالمنا العربي تحولت الى مجرد إحصاءات من باب العلم بالشيء، وبهدف تحديث آخر الأرقام لديك.. فقط لا غير.

الشعوب ليست مجرد أرقام، والرقم هنا يعني إنسانا له حياته حين كان يعيش هناك.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرب ليست مجرد أرقام مجرد أرقام

إقرأ أيضاً:

حزب الله: معادلة الجيش والشعب والمقاومة ليست حبراً على ورق

يمانيون../
أكد حزب الله اللبناني، أن معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” تمثل الركيزة الأساسية التي تحمي لبنان من غدر الأعداء والتحديات التي يواجهها، مشيرًا إلى أن هذه المعادلة أثبتت فعاليتها على مدى السنوات الماضية في التصدي للعدوان الصهيوني.

وقال حزب الله، في بيان له مساء اليوم الأحد، “إن معادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي تحمي ‏لبنان من غدر الأعداء، ليست حبراً على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يومياً، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم‎”، داعياً “جميع اللبنانيين إلى الوقوف صفاً واحداً مع أهلهم في الجنوب، لنجدّد معاً معاني التضامن الوطني ولنبني ‏سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار”.

وأضاف البيان “إنّه يوم مجيد من أيام الله، ومشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطّها شعب المقاومة العظيم، الذي أثبت مرة ‏أخرى أنّه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني ‏أمام أي تهديد أو عدوان‎”.

ورأى الحزب أنّ مشهد العائدين إلى قراهم، حاملين صور الشهداء ورايات المقاومة، “يُجسّد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار”، ‏ويؤكد أنّ هذا الشعب “بإرادته التي لا تُقهر وثباته الذي لا يلين يُشكّل السلاح الأقوى للمقاومة، تلك القوة التي لطالما ‏وصفها شهيدنا وعزيزنا، سيد شهداء الأمة، سماحة السيد حسن نصرالله (رضوان الله عليه) بأنّها “نقطة القوة التي لا ‏يستطيع أن يهزمها أحد”.

وأكد البيان أنّ “شعب المقاومة أثبت أنه وفِيّ لدمائه الزكية، وأنه مهما بلغ جبروت الغزاة، فإنهم ‏عاجزون عن الصمود أمام هذا الطوفان الشعبي المبارك الذي رسم بخطواته واتجاهه طريقاً واحداً، تحرير الأرض ‏ودحر المحتل نهائياً”.

وشدّد على “أنّ المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب ‏اليوم بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الصهيوني وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا”.

مقالات مشابهة

  • غزة..ارتفاع حصيلة الحرب إلى 47317 قتيلاً
  • بالتكبير والهلاهل.. آلاف النازحين يباشرون العودة إلى شمال غزة
  • حزب الله: معادلة الجيش والشعب والمقاومة ليست حبراً على ورق
  • قطر: الادعاء بأننا وسيط غير منصف مجرد بروباغندا
  • أرقام صادمة لقتلى أطفال غزة بسبب الحرب وترتيبات لنقل الأسرى لدول أخرى!
  • سلطة النقد تكشف حجم الأموال التي نُهبت من بنوك غزة خلال الحرب
  • آلاف المستوطنين يرفضون العودة.. الشمال لم يعد كما كان
  • محكمة أوربية في سابقة... المرأة التي ترفض إقامة علاقة جنسية مع زوجها ليست مخطئة
  • تأكيد على الإرادة الوطنية..الرئيس السيسي: تحيا مصر ليست مجرد كلمات
  • ريال مدريد يهدد بلد الوليد بـ «أرقام مرعبة»!