سواليف:
2024-10-05@04:39:01 GMT

الحرب ليست مجرد أرقام

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

#الحرب_ليست #مجرد_أرقام _ #ماهر_أبوطير

الأرقام التي يتم إعلانها حول قطاع غزة، أرقام غير صحيحة، وغير دقيقة أبدا، وربما الأرقام الأصلية أكبر بكثير من الأرقام التي نقرأها كل يوم، وليس أقل بطبيعة الحال.

هل أصبحت هذه الحرب، مستدامة، ومجرد خبر عادي في وسائل الإعلام، هذا سؤال بحاجة إلى إجابة، لأن الذين كانوا يشعرون بغضب بالغ من استشهاد طفل، أو عشرة أطفال، أصبح بعضهم معتادا على إحصاءات الحرب الحالية، وكأننا أمام عداد كهرباء يحصي لك الاستهلاك كل يوم، ليرسل لك الفاتورة نهاية الشهر، دون سؤال أو جواب أو اعتراض.

في أرقام يوم أمس أقرأ عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 34151 شهيدا و77084 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، والرقم مرعب، وهو ليس صحيحا في كل الأحوال لعدة اعتبارات، أولها أن آلاف العمارات السكنية والمربعات تم هدمها بواسطة صواريخ وقنابل متطورة جدا، ولم يجد الذين يبحثون أي شخص على قيد الحياة، أو أشخاص نجوا كليا أو جزئيا، وما زالت الأنقاض في مواقع كثيرة كما هي دون تحريك.

مقالات ذات صلة سرور شهيد الغدر نصير غزة وشريان أهلها 2024/04/23

هناك صواريخ وقنابل أدت إلى تحويل الشهداء إلى رماد في الهواء، وهذا يعني أن فكرة الإحصاء العددي بحد ذاتها غير دقيقة، خصوصا، أن النسيج الاجتماعي داخل القطاع، تم تهشيمه وتقطيعه، بعد عمليات القصف والترحيل من مكان إلى آخر، بحيث لا يعرف الأخ عن شقيقه إذا كان ناجيا، أو شهيدا، وربما يظنه معتقلا، أو مختفيا، أو انتقل إلى مكان آخر مع توقف شبكات الاتصال، وصعوبة وصول الناس لبعضهم البعض.

أخطر ما في الحرب تحولها إلى حرب مستدامة، نحصي أرقامها يوميا، ونزم شفاهنا أمام ارتفاع الأرقام، وإذا كانت إسرائيل وجهات دولية حاولت في مرحلة معينة تكذيب الأرقام، واتهام من يصدرها بكونه يبالغ، إلا أن بعض هؤلاء عاد وتراجع أمام دقة الأسماء، وأمام المعلومات التي تتدفق من القطاع، وتتحدث أيضا عن 8 آلاف شهيد، لا أحد يعرف عنهم شيئا، وعن آلاف الإصابات التي فقدت حياتها دون إعلان، وعن آلاف المعتقلين الذين يختفون يوميا داخل القطاع، ويتم ترحيلهم إلى سجون الاحتلال للتحقيق، وقد يعود بعضهم بشكل لاحق.

نحن أمام سيناريو سيئ جدا، وفي ذاكرتنا عدة حروب منسية، وباتت في وقتها مجرد خبر يومي، مثل الحرب العراقية الإيرانية، وحرب البوسنة والصرب، وحرب أوكرانيا الحالية، بل وحرب السودان التي تسفك دماء الأبرياء يوميا ولا يتذكرها أحد، باعتبارها ليست مهمة، فتسأل نفسك على ماذا نركز في هذه المنطقة، وأي حرب تثير غضبنا حقا، وأي حرب سنتابعها أكثر من بضعة أشهر محدودة فقط، وأي حرب يمكن تخليصها من لعنة الأرقام، نحو وقفها الفعلي.

كل التقارير حول قطاع غزة، باتت مشغولة بالأرقام، أرقام الضحايا، أرقام الإعمار وكلفه، أرقام المرضى، عدد الأطفال الأيتام، وغير ذلك، لكن لا أحد يحدثك عن التدمير المعنوي الأخطر تأثيرا حين يتحول الناس إلى مجرد أرقام في كل الإحصاءات الفلسطينية والعربية والدولية، دون أن تتحول هذه الأرقام إلى وسيلة فاعلة لوقف الحرب بشكل كامل.

الأرقام قد تساعدك سياسيا لفضح الجرائم أمام العالم، لكنها في عالمنا العربي تحولت الى مجرد إحصاءات من باب العلم بالشيء، وبهدف تحديث آخر الأرقام لديك.. فقط لا غير.

الشعوب ليست مجرد أرقام، والرقم هنا يعني إنسانا له حياته حين كان يعيش هناك.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرب ليست مجرد أرقام مجرد أرقام

إقرأ أيضاً:

و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب

و انت عائد إلى بيتك ، فكر في ذلك الحارس ،الذي كان لا يستطيع ان يضع قدميه في عتبة صالونك .وانت عائد إلى بيتك ، فكر في نفس الحارس الذي كان لا يستطيع ان يمد يديه في صينية الغداء معك إلا بعد ان تغادر انت المكان .فكر كيف سلمته المفاتيح والخزائن في لحظة ما ، وهربت ،كي تعود ، لا تنسى تلك اللحظة.و انت عائد إلى بيتك، فكر في نفس الشخص الذي كنت لا تدفع له من المال إلا ما يسد الرمق ، لكن عندما وصلت مأمنك كم ترجيته ان يبقى في البيت ، وكنت تدفع له اضعاف الأضعاف ، لا تنسى ذلك الرجل .وانت عائد إلى بيتك فكر في ذلك الانسان ، وفكر في نفسك ،كيف كنت ،وكيف أصبحت ،كل ذلك تم بلمح البصر .و انت عائد إلى بيتك ، فكر في نفسك، كم كنت مخدوعا عندما كنت تمارس بلا خجل الاستعلاء العرقي والفكري ضد ابن بلدك .و انت عائد إلى بيتك ، فكر كيف يتساوى بني البشر في صفوف مفوضيات اللاجئين ، لا تنسى تلك الصفوف واحتفظ بتلك البطاقة الصفراء .و آنت عائد إلى بيتك ، فكر في تلك المدينة التي تنام وتصحى على اصوات الدانات ، مدينة الصمود.و انت عائد إلى بيتك، فكر في تلك المدينة ، التي فيها تاجر الخضار شهيد ، و مشتري الخضار شهيد ، وطباخة الخضار شهيدة.و آنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب.وانت عائد إلى بيتك ،فكر في اولئك الأبطال الصامدين، الذين ليس لديهم في الوطن سوى الأكفان ، لكنهم صمدوا .و انت عائد إلى بيتك، فكر في ذلك القائد الذي يقود سيارته بنفسه ويصدمها بسيارة المجرم ، فكر في ذلك الرجل .و انت عائد إلى بيتك، فكر في ذلك المناضل الفدائي الذي يقود سيارة اللاندكروزر بسرعة ١٨٠ درجة فوق حقل الالغام ، فكر في تلك اللحظة .و انت عائد إلى بلدك حاسب نفسك ، وتذكر كم كنت مخدوعا ، عندما كنت تظن بان الأشياء هي الأشياء .و انت عائد إلى بيتك، طهر نفسك من كل الأمراض ، وأعتبر نفسك ما كنت بالأمس انت ، انت اليوم انت .وانت عائد إلى بيتك ، لا تنسى هذه الأشياء / شاكر عبدالرسولإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بين الحاضر والماضي... رحلة النزوح اللبنانية التي لم تنتهِ "ألم يرفض النسيان"
  • عميد بلدية سبها: أكثر من 3 آلاف منزل متضرر جراء سيول الأمطار الأخيرة التي شهدتها المدينة
  • ورشة عمل لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع الخاص
  • كومباني: الهزيمة أمام أستون فيلا مؤلمة ولكن ليست حاسمة
  • ريال مدريد الخاسر الأكبر في دوري الأبطال بـ 6 أرقام سلبية
  • و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب
  • الأرقام القياسية تتهاوى أمام محمد صلاح
  • ميسي يصل لأرقام قياسية جديدة بعد هدفيه أمام كولومبوس
  • ملاسي: انتهى من رجلٍ كان محترماً قبل الحرب إلى مجرد إبراهيم بقال
  • قبلان: لبنان وقدراته أكبر من أي هجوم بري وأفق نهاية الحرب ليست ببعيدة