سواليف:
2025-04-26@10:52:05 GMT

الحرب ليست مجرد أرقام

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

#الحرب_ليست #مجرد_أرقام _ #ماهر_أبوطير

الأرقام التي يتم إعلانها حول قطاع غزة، أرقام غير صحيحة، وغير دقيقة أبدا، وربما الأرقام الأصلية أكبر بكثير من الأرقام التي نقرأها كل يوم، وليس أقل بطبيعة الحال.

هل أصبحت هذه الحرب، مستدامة، ومجرد خبر عادي في وسائل الإعلام، هذا سؤال بحاجة إلى إجابة، لأن الذين كانوا يشعرون بغضب بالغ من استشهاد طفل، أو عشرة أطفال، أصبح بعضهم معتادا على إحصاءات الحرب الحالية، وكأننا أمام عداد كهرباء يحصي لك الاستهلاك كل يوم، ليرسل لك الفاتورة نهاية الشهر، دون سؤال أو جواب أو اعتراض.

في أرقام يوم أمس أقرأ عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 34151 شهيدا و77084 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، والرقم مرعب، وهو ليس صحيحا في كل الأحوال لعدة اعتبارات، أولها أن آلاف العمارات السكنية والمربعات تم هدمها بواسطة صواريخ وقنابل متطورة جدا، ولم يجد الذين يبحثون أي شخص على قيد الحياة، أو أشخاص نجوا كليا أو جزئيا، وما زالت الأنقاض في مواقع كثيرة كما هي دون تحريك.

مقالات ذات صلة سرور شهيد الغدر نصير غزة وشريان أهلها 2024/04/23

هناك صواريخ وقنابل أدت إلى تحويل الشهداء إلى رماد في الهواء، وهذا يعني أن فكرة الإحصاء العددي بحد ذاتها غير دقيقة، خصوصا، أن النسيج الاجتماعي داخل القطاع، تم تهشيمه وتقطيعه، بعد عمليات القصف والترحيل من مكان إلى آخر، بحيث لا يعرف الأخ عن شقيقه إذا كان ناجيا، أو شهيدا، وربما يظنه معتقلا، أو مختفيا، أو انتقل إلى مكان آخر مع توقف شبكات الاتصال، وصعوبة وصول الناس لبعضهم البعض.

أخطر ما في الحرب تحولها إلى حرب مستدامة، نحصي أرقامها يوميا، ونزم شفاهنا أمام ارتفاع الأرقام، وإذا كانت إسرائيل وجهات دولية حاولت في مرحلة معينة تكذيب الأرقام، واتهام من يصدرها بكونه يبالغ، إلا أن بعض هؤلاء عاد وتراجع أمام دقة الأسماء، وأمام المعلومات التي تتدفق من القطاع، وتتحدث أيضا عن 8 آلاف شهيد، لا أحد يعرف عنهم شيئا، وعن آلاف الإصابات التي فقدت حياتها دون إعلان، وعن آلاف المعتقلين الذين يختفون يوميا داخل القطاع، ويتم ترحيلهم إلى سجون الاحتلال للتحقيق، وقد يعود بعضهم بشكل لاحق.

نحن أمام سيناريو سيئ جدا، وفي ذاكرتنا عدة حروب منسية، وباتت في وقتها مجرد خبر يومي، مثل الحرب العراقية الإيرانية، وحرب البوسنة والصرب، وحرب أوكرانيا الحالية، بل وحرب السودان التي تسفك دماء الأبرياء يوميا ولا يتذكرها أحد، باعتبارها ليست مهمة، فتسأل نفسك على ماذا نركز في هذه المنطقة، وأي حرب تثير غضبنا حقا، وأي حرب سنتابعها أكثر من بضعة أشهر محدودة فقط، وأي حرب يمكن تخليصها من لعنة الأرقام، نحو وقفها الفعلي.

كل التقارير حول قطاع غزة، باتت مشغولة بالأرقام، أرقام الضحايا، أرقام الإعمار وكلفه، أرقام المرضى، عدد الأطفال الأيتام، وغير ذلك، لكن لا أحد يحدثك عن التدمير المعنوي الأخطر تأثيرا حين يتحول الناس إلى مجرد أرقام في كل الإحصاءات الفلسطينية والعربية والدولية، دون أن تتحول هذه الأرقام إلى وسيلة فاعلة لوقف الحرب بشكل كامل.

الأرقام قد تساعدك سياسيا لفضح الجرائم أمام العالم، لكنها في عالمنا العربي تحولت الى مجرد إحصاءات من باب العلم بالشيء، وبهدف تحديث آخر الأرقام لديك.. فقط لا غير.

الشعوب ليست مجرد أرقام، والرقم هنا يعني إنسانا له حياته حين كان يعيش هناك.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرب ليست مجرد أرقام مجرد أرقام

إقرأ أيضاً:

ترامب يكشف خطة "ما بعد الحرب" ويُقصي حماس من المشهد.. من البديل؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (وكالات)

في تصريح مفاجئ ومثير للجدل، أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات نارية حول مستقبل غزة بعد وقف إطلاق النار، مؤكداً أنه لن يسمح لحركة حماس بالسيطرة مجددًا على القطاع. كلام ترامب جاء خلال لقاء صحفي شهد تلميحات غامضة حول ترتيبات سياسية جديدة يجري التفاوض عليها خلف الكواليس.

وفي نبرة مفعمة بالثقة، استعاد ترامب هجوم 7 أكتوبر الذي أشعل الصراع الأخير في غزة، قائلاً: "لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في ملف غزة، وأؤكد لكم أن هذا الهجوم لم يكن ليحدث لو كنت لا أزال في البيت الأبيض."

اقرأ أيضاً تعرف على الدول العربية المتضررة كثيرا من رسوم ترامب الجمركية.. اليمن منها؟ 23 أبريل، 2025 أسرار المرحلة الانتقالية في سوريا: الشرع يكشف "الملفات الثلاثة الأخطر" وجنسية للمقاتلين الأجانب؟ 23 أبريل، 2025

تصريح يعكس رغبته الواضحة في العودة للمشهد الدولي بقوة، ملوّحًا بامتلاكه مفاتيح الحل في أكثر ملفات الشرق الأوسط تعقيدًا.

وعن مستقبل حماس في إدارة غزة، قال ترامب بوضوح: "لن نسمح لحماس بفعل ذلك، وسنرى ما سيحدث في غزة."

العبارة الغامضة أثارت تساؤلات عدة حول هوية الجهات التي قد تُوكل لها مسؤولية الحكم في القطاع، وما إذا كانت هناك ترتيبات دولية أو إقليمية يتم إعدادها بصمت.

 

تنازل أم مناورة؟:

وفي تطور لافت، كشفت مصادر سياسية عن أن حركة حماس قدمت مقترحًا جديدًا ضمن جهود التهدئة، تقضي بتخليها عن إدارة القطاع سياسيًا، مقابل الاحتفاظ بسلاحها.

الطرح الذي وُصف بأنه "تنازل تكتيكي" يثير تساؤلات عن النوايا الحقيقية للحركة، وهل هو فعلاً خطوة نحو التهدئة، أم مجرد محاولة للحفاظ على النفوذ العسكري دون تحمل المسؤولية السياسية؟.

 

غزة أمام مفترق طرق:

بين تصريحات ترامب، ومقترح حماس، تبقى غزة عالقة بين سيناريوهات متعددة:

 

حكومة انتقالية بدعم دولي؟

دور مصري أو قطري أوسع؟

أم فصائل جديدة ستظهر على الساحة؟

المرحلة المقبلة تحمل الكثير من الغموض... والأكيد أن شكل غزة بعد الحرب لن يكون كما قبلها.

مقالات مشابهة

  • قصة بطل في زمن الحرب.. سيارة فورد 1924 شاهد صامت على تاريخ الغردقة
  • ???? الحقيقة التي يعلمها هذا التائه أن معركة الكيزان ليست مع أشباه الرجال !!
  • إسماعيل يوسف: كولر يتحمل مسؤولية خروج الأهلي.. وهذه ليست شخصية الفريق
  • إنجاز جديد لـ”مسام”: إزالة آلاف المتفجرات من مخلفات الحرب خلال أيام
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • أرقام تكشف.. كم بلغ عدد قتلى إسرائيل في عام من الحرب على غزة ولبنان؟
  • مقال بمجلة نيوزويك: الصين ليست اتحادا سوفياتيا جديدا
  • شباب الأهلي يُلامس «اللقب التاسع» في موسم «الأرقام القياسية»
  • الأهلي يسعى لمطاردة الأرقام القياسية أمام صن داونز وبيراميدز يبحث عن أول نهائي بدوري الأبطال
  • ترامب يكشف خطة "ما بعد الحرب" ويُقصي حماس من المشهد.. من البديل؟