منى أبوزيد: كيف تصبح “طابور خامس” في أسبوع ..!
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
“لا تطلب الصحراء فهي بريئةٌ.. في السوق تُمتحن النَبالةُ والضِعة”.. الشاعر أحمد بخيت..!
يُقال والعهدة على بعض القائلين إن الواشي بمكان المخبأ الأخير للمناضل الثوري العظيم “آرنستو تشي جيفارا” كان راعى أغنام فقير. وبعد القبض عليه وإعدامه سأل أحدهم ذلك الراعى الفقير “لماذا وشيتَ برجل قضى جُلَّ حياته فى الدفاع عنك وعن حقوقك”؟.
كل شيء يمكن التنبؤ به إلا طرائق التفكير المفضية إلى قبح سلوك بعض البشر الخطائين في ساعات النحس الأخلاقية والامتحانات الإلهية العسيرة..!
أرجو أن تتذكر كم اللؤم ومقدار الشؤم الذي تنطوي عليه إجابة ذلك الراعي كلما تعثرت ببعض الصفحات التي خصصها مواطنون شرفاء لفضح المتعاونات والمتعاونين مع المليشيا على مواقع التواصل الاجتماعي..!
قد يقول قائل كيف ولماذا يجرؤ أحدهم على أن يصبح طابوراً خامساً في حرب تستهدف ذات النسيج الاجتماعي الذي ينتمي إليه يا ترى؟. أعتقد أن الإجابة تحتاج إلى بعض السفسطة التي تنتمي بدورها إلى الفلسفة ما قبل السقراطية..!
بعض الإجابة – على كل حال – تكفلت بها ممثلة صربية اسمها “مارينا إبراموفيتش” من خلال تجربة فنية جريئة جداً وقاسية جداً قامت بها في سبعينيات القرن الماضي، وكان القصد منها قياس معدلات الخير والشر في سلوك الناس إذا ما أتيحت لهم الحرية كاملةً لأخذ القرارات دون أن يتم إخضاعهم لقانون بعينه أو شروط بعينها، “كما هي الحال في أوقات الحروب”..!
لمدة ست ساعاتٍ متواصلة بلا انقطاع ودون حراك وقفت “مارينا” بجانب طاولةً رصَّت فوقها سلاسل حديدية وسكاكين ومقص ووردة وأشياء أخرى. ومنحت الجمهور الفرصة كاملةً لكي يفعل بها ما يريد، مع وعدٍ قاطع بأن لا تأتي بأي ردة فعل، وأن لا تقوم باتخاذ أي إجراء قانوني في مواجهة أي شخص يشارك في ذلك العرض الغريب ..!
في البداية اكتفى الحضور بالتفرج على وقفتها التي تحاكي وقوف التماثيل، ولكن حينما تأكدوا من أنها لن تقوم بأي ردة فعل شرع بعضهم في لمسها. ثم أصبح البعض أكثر عدوانيه – بمرور الوقت – فمزقوا ملابسها وخربشوا بطنها بأشواك الورود، وبلغت الحال ببعضهم أن يتحرش بها. ثم قام أحدهم بوضع مسدس على جبينها قبل أن يتدخل القائمون على العرض بمنعه من قتلها..!
بعد انتهاء الساعات الست – التي كانت مقررة كفترة زمنية لتلك التجربة – تحركت “مارينا” من مكانها دون أن تحاول اتخاذ أي ردة فعل عدوانية في مواجهة الذين قاموا بإيذائها، بينما هَمَّ معظمهم بالفرار ظناً منهم أن هنالك قصاص..!
تلك التجربة أثبتت – باختصار – أن الأشخاص الذين تخالطهم كل يوم في حيك السكني أو في مقر عملك، فيبادلونك التحية ويلاقونك بأوسع الابتسامات – ويبدون لطفاء وطيبين طوال الوقت – هم في الحقيقة قادرون على ارتكاب أفعال شنيعة جداً إذا أتحيت لهم الفرصة لفعل ذلك، شريطة أن يتأكدوا من عدم خضوعهم لأي مسائلة قانونية، وعدم تعرضهم لردود أفعال مساوية لشرورهم في القوة ومعاكسة لها في الاتجاه ..!
لذا عوضاً عن رفع حواجب الدهشة علينا جميعاً – داخل الحدود وخارجها – أن نرفع درجات الحس الأمني ونسب الاستشعار في مواجهة الطابور الخامس، حتى يُطهر الله الأرض وما عليها!.
منى أبوزيد
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ضبط 25 ألف مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع
الرياض
أسفرت الحملات الميدانية المشتركة لمتابعة وضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود، التي تمت في مناطق المملكة كافة، وذلك للفترة من 20 / 09 / 1446هـ الموافق 20 / 03 / 2025م إلى 26 / 09 / 1446هـ الموافق 26 / 03 / 2025م، عن النتائج التالية:
أولًا: بلغ إجمالي المخالفين الذين تم ضبطهم بالحملات الميدانية الأمنية المشتركة في مناطق المملكة كافة (25362) مخالفًا، منهم (18504) مخالفين لنظام الإقامة، و(4004) مخالفين لنظام أمن الحدود، و(2854) مخالفًا لنظام العمل.
ثانيًا: بلغ إجمالي من تم ضبطهم خلال محاولتهم عبور الحدود إلى داخل المملكة (1533) شخصًا (30%) منهم يمنيو الجنسية، و(65%) إثيوبيو الجنسية، و(05%) جنسيات أخرى، كما تم ضبط (62) شخصًا لمحاولتهم عبور الحدود إلى خارج المملكة بطريقة غير نظامية.
ثالثًا: تم ضبط (09) متورطين في نقل وإيواء وتشغيل مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود والتستر عليهم.
رابعًا: بلغ إجمالي من يتم إخضاعهم حاليًا لإجراءات تنفيذ الأنظمة (36251) وافدًا مخالفًا، منهم (34729) رجلًا، و(1522) امرأة.
خامسًا: تم إحالة (27576) مخالفًا لبعثاتهم الدبلوماسية للحصول على وثائق سفر، وإحالة (2315) مخالفًا لاستكمال حجوزات سفرهم، وترحيل (12066) مخالفًا.
وأكدت وزارة الداخلية أن كل من يسهل دخول مخالفي نظام أمن الحدود للمملكة أو نقلهم داخلها أو يوفر لهم المأوى أو يقدم لهم أي مساعدة أو خدمة بأي شكل من الأشكال، يعرض نفسه لعقوبات تصل إلى السجن مدة 15 سنة، وغرامة مالية تصل إلى مليون ريال، ومصادرة وسيلة النقل والسكن المستخدم للإيواء، إضافة إلى التشهير به، وأوضحت أن هذه الجريمة تعد من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، والمخلة بالشرف والأمانة، حاثةً على الإبلاغ عن أي حالات مخالفة على الرقم (911) بمناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية، و(999) و(996) في بقية مناطق المملكة.