ألغى "نادي القلم الأميركي" (PEN America) حفل توزيع جوائزه الأدبية البالغ قيمتها 350 ألف دولار، والذي كان مقررا عقده بعد أيام في نيويورك، بعد انسحاب ما يقرب من نصف المتأهلين للتصفيات النهائية (28 مشاركا من إجمالي المشاركين البالغ عددهم 61 شخصا) احتجاجا على موقف المنظمة الضعيف تجاه القضية الفلسطينية.

تأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من الانتقادات ورسائل استياء المؤلفين من المنظمة الأدبية المرموقة التي تتبنى الدفاع عن حرية التعبير.

وكتبت مجموعة من المرشحين في رسالة الأسبوع الماضي أنهم يحتجون على "الفشل في مواجهة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والدفاع عن زملائنا الكتاب في غزة"، وطالبوا العديد من قيادات المنظمة بالاستقالة فورا.

وأضاف المؤلفون: "نحن نرفض التستر على التحريض على الإبادة الجماعية بأموال ضرائبنا، ونحن نرفض المشاركة في أي شيء من شأنه أن يلقي بظلاله على تواطؤ منظمة القلم في تطبيع الإبادة الجماعية".

وقال الكتّاب المنسحبون إن نادي القلم الأميركي كان بطيئا في إدانة "الخسارة التي لا تعوض في أرواح الفلسطينيين"، وإنه عندما فعلت المنظمة ذلك أخيرا، كان بيانها يفتقر إلى "التعاطف المتناسب".

وانتقد العديد من كتاب النادي -في رسائل مفتوحة منشورة- "عدم دعم الكتّاب الفلسطينيين أو الخطاب الفلسطيني" معتبرين ذلك "خيانة لإلتزام المنظمة المعلن بالسلام والمساواة والحرية والأمن للجميع بشكل عام وللكتّاب في كل مكان بشكل خاص".

وفي بيان منفصل للمنظمة أكدت وقوفها "إلى جانب كُتّاب غزة"، ودعت لوقف فوري لإطلاق النار، وأشارت لتوسيع دعمها للكُتّاب الفلسطينيين من خلال صندوق مخصص للاستجابة للطوارئ.

I'm grateful my Iliad translation was long-listed for the PEN America poetry in translation award. If it wins, I will donate the prize money to https://t.co/xuqGkTQUDK. PEN America has not responded adequately to the horrific crisis in Gaza.

— Dr Emily Wilson (@EmilyRCWilson) April 18, 2024

proud, inspired. thank you to all the authors who withdrew their work, to the PEN staff who supported our action, to the writers who withdrew from the WVF and charted a path forward, to Jean Stein for saying what PEN America refuses to––Gaza will be free https://t.co/13QKpFBR5P pic.twitter.com/c0YlBrHf0J

— Maya Binyam (@mayabinyam) April 22, 2024

BREAKING: The 2024 PEN America Literary Awards ceremony has been canceled. Two juried prizes will still be conferred, and the $75,000 purse accompanying the PEN/Stein Book Award will be donated to the Palestine Children’s Relief Fund. https://t.co/tOsPWVSWe0

— Publishers Weekly (@PublishersWkly) April 22, 2024

PEN America has canceled its 2024 Literary Awards, after months of criticism over the org’s response to the humanitarian crisis in Gaza

28 authors withdrew books from consideration. The $75K prize will be donated to the Palestine Children’s Relief Fundhttps://t.co/RUU4J4agRU

— philip lewis (@Phil_Lewis_) April 22, 2024

وقال بعض الكتّاب والمؤلفين في رسالة مفتوحة: "لقد أصيب أكثر من 100 ألف شخص، وقُتل أكثر من 30 ألف شخص، من بينهم أكثر من 12 ألف طفل. لقد تضرر أو دُمر أكثر من 70% من المنازل في غزة، وهو ما أدى إلى تشريد أكثر من مليون شخص في أرض لا يوجد فيها مكان آمن من طائرات بدون طيار وصواريخ وقنابل ورصاص إسرائيلي، والتي تمولها وتزودها الولايات المتحدة جزئيا".

وأضافت الرسالة: "لم تطلق منظمة القلم الأميركية أي دعم منسق كبير أو تصدر أي تقارير تسلط الضوء على حجم ونطاق الهجمات على الكتّاب في غزة، أو على الخطاب والثقافة الفلسطينية على نطاق أوسع… لم تفعل منظمة القلم الأميركية سوى القليل جدا لتعبئة أعضائها، تماما على عكس الحملات الأخيرة لمنظمة القلم الأميركية التي تعارض الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على الثقافة، أو "يوم الموتى" الذي تنظمه منظمة القلم الدولية لتكريم الصحفيين الذين قُتلوا في أميركا اللاتينية".

وكان ما يقرب من 20 كاتبا من مهرجان "صوت قلم العالم" (PEN World Voice) قد انسحبوا الشهر الماضي، على خلفية ما وصفوه "بتخاذل المنظمة تجاه الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين" وأعلن 9 من أصل 10 متأهلين للتصفيات النهائية للجائزة المرموقة، والتي تبلغ قيمتها 75 ألف دولار أنهم سيتبرعون بالمال إلى صندوق إغاثة أطفال فلسطين.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع احتجاجات طلابية تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة تشهدها حرم الكليات والجامعات في الولايات المتحدة وشملت جامعة كولومبيا، وجامعة نيويورك، وجامعة ييل، وهارفارد، وجامعة ميشيغان، وإيمرسون، وغيرها.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ارتقى 20 مرشحا (من أصل 25 متأهلا للتصفيات النهائية) لجوائز الكتّاب الوطني الأميركية لعام 2023 منصة التتويج في نيويورك في فئات الجائزة الخمس: الخيال، والكتابة الواقعية، والشعر، وأدب الأطفال، والأدب المترجم، وقرأت الكاتبة عليا بلال بيانا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وسط جدل محتدم خلف الكواليس بين أولئك الكتّاب والأدباء من ناحية، وبين الشركات الداعمة للحفل التي انسحب بعضها قبل الحدث من ناحية أخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعد رفض رسالة ترامب.. التوتر الإيراني الأميركي إلى أين؟

طهران- رغم حسم طهران موقفها الرافض للتفاوض مع الإدارة الجمهورية الأميركية فإن رسالة الرئيس دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن برنامج طهران النووي أثارت ردود فعل واسعة في البلاد.

فعلى وقع تصريحات كل من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ووزير خارجيته عباس عراقجي حول عدم التفاوض مع إدارة ترامب بسبب إعادته فرض سياسة "أقصى الضغوط" على طهران، يرى مراقبون -في مسارعة البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة إلى الإعلان أنها لم تتلق أي رسالة من واشنطن- دليلا على أن هناك من ينتظر وصولها بفارغ الصبر.

ومع ذلك، فإن الجانب الإيراني لم ينتظر وصول الخطاب الأميركي للرد عليه، إذ كشف ترامب -في مقابلته مع قناة فوكس بيزنس- عن فحواه، مؤكدا بالقول "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريا، أو إبرام اتفاق" وذلك لمنعها من امتلاك أسلحة نووية.

وعلى الصعيد الرسمي، عارض خامنئي -لدى استقباله حشدا من كبار المسؤولين في بلاده أمس السبت- "التفاوض تحت ضغط البلطجة" معتبرا أن العرض الذي تقدمت به واشنطن لبدء المفاوضات يهدف إلى "فرض رغباتها وليس حل القضايا".

نافذة للسلم

وبغض النظر عن اللهجة المستخدمة في الخطاب الأميركي، فإن مبادرة ترامب -بدعوة الجانب الإيراني للجلوس على طاولة المفاوضات لحل القضايا الشائكة بينهما- تطرح تساؤلا في الأوساط السياسية بطهران عما إذا كان الوقت قد حان لتغليب الحكمة وتبني نهج التعاون بدلا من المواجهة بعد مرور أكثر من 4 عقود من القطيعة.

إعلان

وفي مقاله تحت عنوان "رسالة ترامب للمرشد هل تشكل نافذة للسلم؟" يكتب عباس آخوندي السياسي الإصلاحي والوزير السابق للطرق والتنمية الحضرية -في صحيفة "شرق" الناطقة بالفارسية- أن جميع النزاعات الدولية ستنتهي يوما عبر الحوار، وأنه يرى الوقت مناسبا لوضع حد للجدل المتواصل منذ 45 عاما بين إيران والولايات المتحدة.

فبعد ظهور الأنظمة السياسية عقب الحربين العالميتين في القرن العشرين يتجه العالم اليوم نحو تكوين نظام عالمي حديث تنهار خلاله التحالفات، على غرار الشرخ في العلاقات الأميركية الأوروبية هذه الأيام، يحل التعاون على المديات القصيرة ولأهداف أمنية واقتصادية محددة محل التعاون بعيد المدى -كما يقول آخوندي- وهذا ما يشهده العالم في برنامج السلام بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والذي يشكل النواة الأساسية لمقترح ترامب حيال إيران.

ولدى إشارته إلى أهمية التنافس الاقتصادي في النظام العالمي الحديث وتغلبه على عنصري السياسة والأمن، يعتقد آخوندي أن النظام العالمي الحديث ورغم مواصفاته الجائرة والطبقية المكرسة فيه يوفر فرصا لا ينبغي التفريط بها حفاظا على المصالح الوطنية، فينصح الكاتب الجهات المعنية في بلاده باختبار إرادة ترامب قبل الرد النهائي على طلبه لعله يشكل نافذة للسلم بين البلدين.

سياسة المواجهة

ولعل رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني تكون فريدة من نوعها إذ أن الجهة المرسلة كشفت عما تتضمنه قبل تسليمها إلى الطرف الأخر، وبينما يعتبرها مراقبون في طهران دليلا على أهمية الصورة الإعلامية لدى ترامب في مواجهة شتى الملفات، يفسرها آخرون على أن الرئيس الأميركي على عجلة من أمره بخصوص الاتفاق مع إيران على غرار رؤيته للملف الأوكراني.

وبالرغم من أن ترامب سبق وبعث رسالة إلى المرشد الإيراني عام 2019 رفض خامنئي تسلمها من ضيفه رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي، فإن الجانب الغربي لم يسلك طريقا مختلفا لمخاطبة الإيرانيين بعد مرور 5 أعوام، فتجاهل بادئ الأمر رغبة حكومة بزشكيان في التفاوض ثم وقع مرسوما رئاسيا يقضي بعودة سياسة أقصى الضغوط ضد طهران، وتعمد الإعلان عن فرض جولات جديدة من العقوبات على عدد من القطاعات الإيرانية قبل دعوتها للتفاوض.

إعلان

وفي غضون ذلك، يقرأ علي بيكدلي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشهيد بهشتي الكشف عن رسالة ترامب وتركيزه على سياسة "العصا والجزرة" في سياق المساعي الرامية لإقناع الرأي العام بأن الرئيس الأميركي قام بما كان عليه قبل الانتقال إلى الخطط التالية.

وفي مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" يقول بيكدلي إن ترامب يحاول رد الجميل على اللوبيات اليهودية التي دعمته إبان حملته الانتخابية ولا يرى ضيرا في تبني سياسة تمكنه من الوصول إلى أهدافه بعيدا عن المبادئ السياسية والأعراف الدولية، فيقوم بالتهديد والضغط من جهة لجر الطرف المقابل إلى طاولة المفاوضات لكسب الامتيازات التي يتخيلها في رأسه.

ومع ذلك، يعتقد الأكاديمي الإيراني أن الفرصة ما تزال سانحة أمام طهران لتبني طريق وسط يقطع الطريق على الأعداء ويبقي بعض الأبواب مفتوحة، فينصح بالانخراط في مفاوضات غير مباشرة عبر وسيط أوروبي، ذلك أن طهران تشاطر العواصم الغربية رأيها بأن الخيار العسكري ليس سبيلا مناسبا لحل الملفات الراهنة.

قاتل سليماني

وبينما تطالب شريحة من الإيرانيين بتكرار تجربة 2015 التي توجت مفاوضات طهران مع المجموعة السداسية (الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا إلى جانب الصين وروسيا) بتوقيع الاتفاق النووي، يعارض صقور المحافظين مبدأ التفاوض مع ترامب الذي انسحب من الاتفاق بشكل أحادي وذهب بالعلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن إلى حافة الهاوية باغتياله القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني عام 2020 قرب مطار بغداد الدولي.

من ناحيتها، تساوي صحيفة "كيهان" المحافظة المقربة من مكتب المرشد، بين التفاوض مع ترامب ورفع الراية البيضاء أمامه نظرا لتجربة طهران مع إدارته السابقة والتسريبات الإعلامية عما ورد في رسالته إلى طهران، فإنه لن يقف عند حد الملف النووي ويطالب بالتخلي عن البرنامج الصاروخي وتفكيك محور المقاومة.

إعلان

وتحت عنوان "دعوة ترامب للتفاوض أم ذر الرماد في العيون؟" تكتب صحيفة كيهان بافتتاحيتها أن ترامب 2025 هو كما كان بولايته الأولى، فيراهن هذه المرة على إثار الامتعاض الشعبي داخل إيران للضغط على طهران من أجل التراجع أمام غطرسة واشنطن.

ووفقا للصحيفة، فإن ترامب على يقين بأن القيادة الإيرانية ترفض التفاوض معه لكنه يبعث برسالة لوضع الكرة في الملعب المقابل، وأن حديث وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت -بأن واشنطن ستجعل إيران مفلسة مرة أخرى- يدل على الحسابات الخاطئة لإدارة ترامب.

وعلى الرغم من أن صحيفة كيهان تتوعد بهزيمة ضغوط الإدارة الجمهورية على طهران، لكن هناك من يتساءل عن خطط طهران لليوم التالي في حال تعرضت منشآتها النووية لهجوم أميركي إسرائيلي کما تتدرب قواتهما علی محاكاته باستمرار.

مقالات مشابهة

  • بعد رفض رسالة ترامب.. التوتر الإيراني الأميركي إلى أين؟
  • تظاهرة في ستوكهولم احتجاجا على دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة
  • تحالفات الفشل في السودان
  • تأجيل معرض "القلم" لفنون الخط العربي بالهناجر
  • مصير قاربين يقلان 180 مهاجرا غرقا قبالة سواحل اليمن
  • المنظمة الدولية للهجرة تكشف عن عودة ما يقرب من 750 ألف نازح سوري إلى مناطقهم الأصلية
  • حماس: منع إدخال المساعدات لغزة إبادة جماعية يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي
  • بالأرقام.. تراجع "حاد ومقلق" في جاهزية سلاح الجو الأميركي
  • المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يستقيل احتجاجاً على رفض ترقيته
  • السودان يتّهم الإمارات أمام العدل الدولية بـ"التواطؤ في إبادة جماعية"