كتّاب ينسحبون من جوائز القلم الأميركي احتجاجا على الفشل في مواجهة إبادة الفلسطينيين
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
ألغى "نادي القلم الأميركي" (PEN America) حفل توزيع جوائزه الأدبية البالغ قيمتها 350 ألف دولار، والذي كان مقررا عقده بعد أيام في نيويورك، بعد انسحاب ما يقرب من نصف المتأهلين للتصفيات النهائية (28 مشاركا من إجمالي المشاركين البالغ عددهم 61 شخصا) احتجاجا على موقف المنظمة الضعيف تجاه القضية الفلسطينية.
تأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من الانتقادات ورسائل استياء المؤلفين من المنظمة الأدبية المرموقة التي تتبنى الدفاع عن حرية التعبير.
وكتبت مجموعة من المرشحين في رسالة الأسبوع الماضي أنهم يحتجون على "الفشل في مواجهة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والدفاع عن زملائنا الكتاب في غزة"، وطالبوا العديد من قيادات المنظمة بالاستقالة فورا.
وأضاف المؤلفون: "نحن نرفض التستر على التحريض على الإبادة الجماعية بأموال ضرائبنا، ونحن نرفض المشاركة في أي شيء من شأنه أن يلقي بظلاله على تواطؤ منظمة القلم في تطبيع الإبادة الجماعية".
وقال الكتّاب المنسحبون إن نادي القلم الأميركي كان بطيئا في إدانة "الخسارة التي لا تعوض في أرواح الفلسطينيين"، وإنه عندما فعلت المنظمة ذلك أخيرا، كان بيانها يفتقر إلى "التعاطف المتناسب".
وانتقد العديد من كتاب النادي -في رسائل مفتوحة منشورة- "عدم دعم الكتّاب الفلسطينيين أو الخطاب الفلسطيني" معتبرين ذلك "خيانة لإلتزام المنظمة المعلن بالسلام والمساواة والحرية والأمن للجميع بشكل عام وللكتّاب في كل مكان بشكل خاص".
وفي بيان منفصل للمنظمة أكدت وقوفها "إلى جانب كُتّاب غزة"، ودعت لوقف فوري لإطلاق النار، وأشارت لتوسيع دعمها للكُتّاب الفلسطينيين من خلال صندوق مخصص للاستجابة للطوارئ.
I'm grateful my Iliad translation was long-listed for the PEN America poetry in translation award. If it wins, I will donate the prize money to https://t.co/xuqGkTQUDK. PEN America has not responded adequately to the horrific crisis in Gaza.
— Dr Emily Wilson (@EmilyRCWilson) April 18, 2024
proud, inspired. thank you to all the authors who withdrew their work, to the PEN staff who supported our action, to the writers who withdrew from the WVF and charted a path forward, to Jean Stein for saying what PEN America refuses to––Gaza will be free https://t.co/13QKpFBR5P pic.twitter.com/c0YlBrHf0J
— Maya Binyam (@mayabinyam) April 22, 2024
BREAKING: The 2024 PEN America Literary Awards ceremony has been canceled. Two juried prizes will still be conferred, and the $75,000 purse accompanying the PEN/Stein Book Award will be donated to the Palestine Children’s Relief Fund. https://t.co/tOsPWVSWe0
— Publishers Weekly (@PublishersWkly) April 22, 2024
PEN America has canceled its 2024 Literary Awards, after months of criticism over the org’s response to the humanitarian crisis in Gaza
28 authors withdrew books from consideration. The $75K prize will be donated to the Palestine Children’s Relief Fundhttps://t.co/RUU4J4agRU
— philip lewis (@Phil_Lewis_) April 22, 2024
وقال بعض الكتّاب والمؤلفين في رسالة مفتوحة: "لقد أصيب أكثر من 100 ألف شخص، وقُتل أكثر من 30 ألف شخص، من بينهم أكثر من 12 ألف طفل. لقد تضرر أو دُمر أكثر من 70% من المنازل في غزة، وهو ما أدى إلى تشريد أكثر من مليون شخص في أرض لا يوجد فيها مكان آمن من طائرات بدون طيار وصواريخ وقنابل ورصاص إسرائيلي، والتي تمولها وتزودها الولايات المتحدة جزئيا".
وأضافت الرسالة: "لم تطلق منظمة القلم الأميركية أي دعم منسق كبير أو تصدر أي تقارير تسلط الضوء على حجم ونطاق الهجمات على الكتّاب في غزة، أو على الخطاب والثقافة الفلسطينية على نطاق أوسع… لم تفعل منظمة القلم الأميركية سوى القليل جدا لتعبئة أعضائها، تماما على عكس الحملات الأخيرة لمنظمة القلم الأميركية التي تعارض الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على الثقافة، أو "يوم الموتى" الذي تنظمه منظمة القلم الدولية لتكريم الصحفيين الذين قُتلوا في أميركا اللاتينية".
وكان ما يقرب من 20 كاتبا من مهرجان "صوت قلم العالم" (PEN World Voice) قد انسحبوا الشهر الماضي، على خلفية ما وصفوه "بتخاذل المنظمة تجاه الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين" وأعلن 9 من أصل 10 متأهلين للتصفيات النهائية للجائزة المرموقة، والتي تبلغ قيمتها 75 ألف دولار أنهم سيتبرعون بالمال إلى صندوق إغاثة أطفال فلسطين.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع احتجاجات طلابية تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة تشهدها حرم الكليات والجامعات في الولايات المتحدة وشملت جامعة كولومبيا، وجامعة نيويورك، وجامعة ييل، وهارفارد، وجامعة ميشيغان، وإيمرسون، وغيرها.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ارتقى 20 مرشحا (من أصل 25 متأهلا للتصفيات النهائية) لجوائز الكتّاب الوطني الأميركية لعام 2023 منصة التتويج في نيويورك في فئات الجائزة الخمس: الخيال، والكتابة الواقعية، والشعر، وأدب الأطفال، والأدب المترجم، وقرأت الكاتبة عليا بلال بيانا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وسط جدل محتدم خلف الكواليس بين أولئك الكتّاب والأدباء من ناحية، وبين الشركات الداعمة للحفل التي انسحب بعضها قبل الحدث من ناحية أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
950 طيار احتياط يرفضون الخدمة احتجاجا على حكومة نتنياهو
القدس المحتلة- في تطور لافت داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وقع نحو 950 طيارا من جنود الاحتياط في سلاح الجو على عريضة تدعو إلى رفض أداء الخدمة العسكرية، في حال استمرت حكومة بنيامين نتنياهو، في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مع قطاع غزة، وواصلت المماطلة في إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، والتي تشمل 59 أسيرا إسرائيليا، من بينهم 24 ما زالوا على قيد الحياة.
ورغم التهديدات بالفصل من الخدمة العسكرية بقوات الاحتياط، وجه نحو ألف من عناصر القوات الجوية، الخميس، رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، دعوا فيها إلى إتمام صفقة التبادل مع حركة حماس والإفراج عن جميع المختطفين، حتى لو تطلب ذلك إنهاء الحرب بشكل كامل.
وتشكل هذه العريضة نقطة تحول في الاحتجاجات العسكرية ضد الحكومة الإسرائيلية، وتحمل في طياتها دلالات خطيرة على مستوى الانقسام داخل إسرائيل، خصوصا مع إصرار الحكومة على عدم الامتثال لقرار المحكمة العليا والإصرار على إقالة كل من رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، والمضي في عزل المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا.
الطيارون المحتجون أكدوا في العريضة أن الحرب الحالية على غزة لم تعد تخدم أهدافا أمنية، بل تصب في مصلحة أجندات سياسية وشخصية.
ووجه جنود الاحتياط والمتقاعدون الموقعون على العريضة رسالة واضحة وصريحة إلى الحكومة الإسرائيلية، جاء فيها: "نحن، جنود الاحتياط والمتقاعدين في سلاح الجو، نطالب بإعادة جميع المختطفين إلى ديارهم دون أي تأخير، حتى وإن استلزم ذلك وقفا فوريا للقتال. في هذه المرحلة، باتت الحرب تخدم مصالح سياسية وشخصية، وليس أهدافا أمنية كما يروج لها".
إعلانوأضافوا في العريضة كما أوردتها صحيفة "هآرتس" أن "استمرار العمليات العسكرية لا يحقق أيا من الأهداف المعلنة للحرب، بل يفاقم المخاطر، ويهدد حياة المختطفين وجنود الجيش والمدنيين الأبرياء. كما يُعرض جنود الاحتياط للاستنزاف المستمر دون جدوى إستراتيجية واضحة".
طيارون إسرائيليون يرفضون استئناف الحرب في غزة.. ما أهم التفاصيل؟#حرب_غزة pic.twitter.com/0tbsOGrwIF
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 10, 2025
وأشار الموقعون على العريضة إلى أن التجارب السابقة أثبتت بشكل قاطع أن استعادة الرهائن أحياء لا يمكن أن تتم إلا عبر الاتفاقات السياسية، وليس من خلال التصعيد العسكري.
وأكدوا أن "الضغط العسكري يؤدي غالبًا إلى مقتل الرهائن وتعريض حياة الجنود للخطر، دون أن يُحدث اختراقا حقيقيا في مسار إعادتهم".
وفي ختام العريضة، التي نشرت الخميس، وجه جنود الاحتياط دعوة إلى جميع الإسرائيليين للتعبئة العامة، من أجل المطالبة بوقف القتال الفوري وإعادة الرهائن فورا، مشددين على أن "كل يوم يمر يعرض حياة المختطفين للخطر، وكل لحظة تردد إضافية تمثل وصمة عار أخلاقية ووطنية".
في محاولة لمنع اتساع رقعة رفض الخدمة داخل سلاح الجو، سعى رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، إلى احتواء الموقف، حيث عقد هذا الأسبوع اجتماعا خاصا مع عدد من ضباط الاحتياط البارزين في سلاح الجو، بحضور قائد سلاح الجو الحالي، تومر بار، وعدد من القادة السابقين.
وخلال الاجتماع، شدد رئيس الأركان على أهمية الوحدة العسكرية في ظل الحرب متعددة الجبهات، مطالبا بتجميد العريضة وعدم تكرار أخطاء الماضي، مؤكدا دعمه الكامل لقائد سلاح الجو في هذه المرحلة الحرجة.
إعلانوفي تعليق على خلفيات الاجتماع، أشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشع، إلى أن دخول رئيس الأركان، إلى الاجتماع لم يكن خطوة اعتيادية، بل كان يحمل رسالة واضحة لدعم قائد سلاح الجو، بار، في مواجهة ما وصفه بـ"العناصر التي تحاول جر القوات الجوية إلى ساحة الاحتجاجات السياسية".
وأكد يهوشع أن زامير كان حاسما في موقفه، إذ أوضح أن أي نية رفض الخدمة أو التغيب عنها لن تقبل تحت أي ظرف، معتبراً أن مثل هذه التحركات قد تمس بصلابة الجيش ووحدته في وقت الحرب وحالة الطوارئ.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول رفيع في هيئة الأركان العامة، انضم إلى موقف رئيس الأركان، لصحيفة "معاريف" إن "المتوقع من قادة القوات الجوية السابقين هو تقديم الدعم لقائد السلاح الحالي، وليس تشجيع ظاهرة الرفض أو إقحام الجيش في خلافات سياسية".
وأضاف: "لا ينبغي أن تكون القوات الجوية جزءا من الاحتجاجات. دورها عسكري صرف، ويجب أن تبقى بمنأى عن التجاذبات السياسية الجارية".
وخلال اجتماع عقده قائد سلاح الجو، بار، مع عدد من جنود الاحتياط، وجه الموقعون على العريضة انتقادات حادة لقراره بتهديدهم بالفصل، معتبرين أن تهديده يمثل تجاوزا لخط أحمر قانوني وأخلاقي، وانتهاكا لحقهم في التعبير عن آرائهم السياسية.
من جانبه، دافع بار عن قراره قائلا إن ما قام به لا يعد عقابا، مضيفا: "من يوقع على بيان يزعم أن استئناف الحرب دوافعه سياسية ويرتبط بملف المختطفين، لا يمكنه أداء واجبه كجندي احتياط".
وأشار إلى أن توقيع مثل هذه العريضة في وقت الحرب يعد، من وجهة نظره، غير مشروع، مؤكدا أن سلاح الجو، في جميع عملياته، مقتنع بأنه لا يلحق ضررا بالمختطفين، بل يرى أن الضغط العسكري على حركة حماس يسهم في تسريع إطلاق سراحهم.
إعلانوخلال الاجتماع، أوضح أحد المبادرين إلى العريضة أنها جاءت على خلفية التصعيد في ملف "الإصلاحات القضائية"، وإقالة رئيس جهاز الشاباك، إضافة إلى بدء إجراءات عزل المستشارة القانونية للحكومة، مشيرا إلى أن هذه التطورات قوضت الثقة داخل المؤسسة العسكرية ودفعت الطيارين إلى التعبير عن قلقهم.
وأكد أحد الطيارين السابقين المبادرين إلى العريضة في حديثه للموقع الإلكتروني "واي نت" أن العريضة ليست موجهة إلى الجيش، بل تعد رسالة واضحة موجهة إلى الحكومة الإسرائيلية، تدعوها إلى العمل الجاد لإعادة جميع المختطفين من قطاع غزة، حتى وإن استلزم ذلك وقفا فوريا للقتال.
تصاعد التوتر
تعود خلفية الاحتجاجات في صفوف سلاح الجو الإسرائيلي إلى عام 2023، خلال فترة الترويج لما سمي بـ"الثورة القانونية" التي قادتها حكومة نتنياهو. وقبل الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، أعلن عدد كبير من جنود الاحتياط في سلاح الجو رفضهم الاستمرار في أداء الخدمة، في حال مضت الحكومة قدما في التشريعات المثيرة للجدل.
وفي يوليو/تموز 2023، أعلن أكثر من ألف عنصر من مختلف تشكيلات القوات الجوية، بينهم أفراد من طاقم الطيران، وأنظمة التحكم، مشغلو الطائرات المسيرة، وأفراد من الوحدات الخاصة، أنهم سيوقفون خدمتهم في الاحتياط إذا لم يتم تجميد التشريعات.
وبعد شهر واحد فقط، تصاعدت حدة التوتر داخل المؤسسة العسكرية، في أعقاب سلسلة الهجمات اللفظية التي شنها سياسيون من الائتلاف الحاكم ومقربون من نتنياهو ضد كبار قادة الجيش وسلاح الجو.
ردا على ذلك، بعث عدد من طياري الاحتياط برسالة مباشرة إلى وزير الدفاع حينها، يوآف غالانت، أكدوا فيها أنهم يرفضون تنفيذ مهام هجومية لصالح دولة "لم تعد ديمقراطية"، على حد تعبيرهم.