الحرة:
2025-02-16@22:14:29 GMT

هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟

لفت تقرير لإذاعة "فويس أوف أميركا" إلى أن الاتجاه نحو العلمنة، والذي وصل إلى الولايات المتحدة بشكل أبطأ مقارنة ببلدان متقدمة أخرى، يبدو متسارعا الآن.

وفي عام 1965، وجد استطلاع أجرته مؤسسة غالوب أن 70% من المشاركين قالوا إن الدين "مهم جدًا" في حياتهم. 

واليوم، يقول أقل من نصف الأميركيين فقط (45٪) إن الدين "مهم جدًا" بالنسبة إليهم.

ما السبب؟

يقول جيف جونز، أحد كبار المحررين في مؤسسة غالوب: "ربما لم تتم تربية الأجيال الشابة على التقاليد الدينية".

وقال ربع الأميركيين (26%) إنهم لا ينتمون لأي دين في عام 2023، وهو ما يمثل ارتفاعًا من 21% في عام 2013، وفقًا للمعهد العام لأبحاث الدين.

تشير نفس الدراسة إلى أن هؤلاء الأشخاص غير المنتمين دينيًا لا يتطلعون أصلا إلى معرفة المزيد عن الدين.

وبحسب تقرير الإذاعة الأميركية، يشير الانخفاض في الحضور إلى الكنيسة إلى تغيير كبير في الحياة المدنية والمشاركة في الولايات المتحدة.

يقول ديفيد كامبل، الأستاذ في جامعة نوتردام بولاية إنديانا، إن السبب وراء التراجع في الإيمان الديني قد يكون "رد الفعل تجاه اليمين الديني".

وقال كامبل، المؤلف المشارك للدراسات العلمية حول الروابط بين السياسة والدين في الولايات المتحدة "لا أريد أن أشير إلى أن هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل الناس يبتعدون عن الدين، لكنه بالتأكيد السبب الأساسي".

وكشف أن العديد من الأميركيين يرون أن الدين يساوي اليمين الديني "أو يساوي الحزب الجمهوري، أو ربما يساوي الدعم للرئيس السابق دونالد ترامب". 

وتابع "إذا كان هذا هو التصور للدين، فإن الكثير من الناس لا يريدونه".

سام أبرامز، وهو زميل بمعهد "أميركان إنتربرايز"، أشار من جانبه إلى أن أحد "أكبر حالات التراجع في الالتزام الديني كان منذ صعود ترامب".

وبرر ذلك بالقول "يمكنك أن تكون في الواقع من أسرة متدينة إلى حد ما، ولكن الآن الخطاب المحافظ المتطرف حول أشياء مثل الإجهاض ودور المرأة يدفع الشابات بعيدًا عن ذلك ويحولهن إلى ملحدات، ولا أدريات".

ويضيف "في البداية كانت هناك العلمنة التي ساهمت في إبعاد الناس عن المنظمات الدينية، ثم أدت ظاهرة اليمين المتطرف إلى دفع الناس بعيدًا بسرعة كبيرة جدًا".

تصاعد نسب الإلحاد

وجد استطلاع أجرته مؤسسة بيو أن 28% من البالغين في الولايات المتحدة يصفون أنفسهم بالملحدين أو اللا أدريين عندما يتعلق الأمر بالدين.

ووجد الاستطلاع أن معظم الأشخاص الذين لا يؤمنون بالله أو بقوة أعلى، لا يحضرون الخدمات الدينية بانتظام.

وقال حوالي ثلثي الأشخاص الذين تم استجوابهم إنهم غير متدينين لأنهم يشككون في جزء كبير من التعاليم الدينية أو لا يؤمنون بالله.

ويحدث الانخفاض في عدد الأشخاص الذين يحضرون الخدمات في جميع الفئات العمرية، وفقًا لمؤسسة غالوب.

يقول جونز في الصدد "نرى الحضور الديني أعلى بكثير بين الأجيال الأكبر سنا وأقل بكثير بين الأجيال الشابة، لكننا ما زلنا نرى انخفاضا بين جميع الفئات العمرية". 

ثم استدرك "لكن على الرغم من أن كبار السن هم الأكثر ذهابا إلى الكنيسة، إلا أنهم أقل مقارنة بالماضي".

وبدأ نمو "عدم الانتماء الديني" بعد الحرب الباردة، التي انتهت في عام 1989، وفقًا لكامبل. 

وتقول شيلي ميليا، أستاذة خدمة الأطفال والأسرة في جامعة دالاس بابتيست، إن جائحة كورونا، التي أجبرت العديد من المؤسسات الدينية على وقف خدماتها لفترة من الوقت، ربما قد أدت إلى تسريع الاتجاه غير الديني.

وتعتقد ميليا أن الشباب يبحثون عن شيء مختلف عن آبائهم. 

وفي حين أن كبار السن قد ينجذبون إلى مباني الكنائس والمناسبات الدينية الرسمية، إلا أن البالغين الأصغر سنا قد يحتاجون إلى نهج مختلف.

تقول ميليا أيضا إن "جيلنا الأصغر يرى الظلم في العالم وهم مهتمون بمعالجة ذلك أكثر بكثير من دعم مؤسسة لا تشعر بأنها مهتمة بهذا الأمر كما ينبغي" في إشارة للمؤسسات الدينية.

ويشير كامبل إلى أمثلة لدول علمانية تتمتع بديمقراطيات فاعلة، حيث يقول إن الدول الاسكندنافية علمانية للغاية، ويعتقد أنها من بين أكثر الدول ديمقراطية في العالم. 

يقول تعبيرا عن فكرته "هذه دول تتمتع بدرجة عالية من السعادة، لذلك، المجتمع العلماني ليس مجتمعًا أقل ديمقراطية أو مجتمعًا أقل سعادة بالضرورة".

ومع وجود الرموز الدينية المتأصلة بعمق في الرموز والتقاليد الوطنية الأميركية - حيث تتم طباعة عبارة "بالله نثق" على العملة، وعبارة "ساعدني يا الله" كجزء من القسم الرئاسي، ما مدى احتمالية أن تصبح أميركا أكثر علمانية؟

يقول كامبل في إجابته "أظن أنه على المدى المتوسط إلى الطويل، سنستقر في توازن جديد حيث لن يتم محو الدين بالكامل من الحياة الأميركية، لكنه سيحتل فقط مساحة مختلفة عما هو عليه الآن".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى أن فی عام

إقرأ أيضاً:

«الارتباط بين العقد والسلوك» ندوة لتجديد الخطاب الديني لمفتي الجمهورية بجامعة مدينة السادات

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، على دور الجامعة البحثي والتعليمي وخدمة المجتمع فى النهوض بالمجتمع، حيث إن العلم النافع هو السبيل إلى قيادة ركب التطور والتقدم، والهدف من هذه الندوات هو بناء الوعي الصحيح لدى الشباب بما يستجد على مجتمعنا وإسلامنا من فتن ومغالطات، والمساهمة في تطوير الذات وتقدم المجتمع.

جاء ذلك خلال حضور الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، ندوة نحو أهمية تجديد وتحديث الخطاب الديني ودوره في توعية وتثقيف الشباب تحت عنوان "الارتباط بين العقد والسلوك"، وذلك في إطار مبادرة رئيس الجمهورية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، بحضور الدكتورة شادن معاوية، رئيس جامعة مدينة السادات، صباح اليوم الأحد الموافق 16 فبراير ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، بمكتب رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور خالد جعفر، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور خميس محمد خميس، مشرف قطاع شئون التعليم والطلاب، والدكتور عماد زكريا، أمين عام الجامعة، وعمداء الكليات.

وأضاف المفتى، أن الأخلاق تنطلق من أسس دينية، محذرًا من المجتمعات التي تقوم على المصالح النفعية حيث لا مكان فيها للضعيف، وتُبرر فيها الوسائل للوصول إلى الغايات، موضحًا أن الدين هو الضابط الذي يحفظ الأخلاق ويرشد الإنسان إلى الصواب.

وأشار إلى أهمية البناء العلمي، موضحًا أن العلم هو نقطة الانطلاق نحو نهضة وتقدم الأمم، وخاطب الطلاب قائلًا: "المكان الذي أنتم فيه أمانة، فبالعلم تُبنى الأمم، وأنتم في ميدان عظيم، وأنتم مسؤولون أمام الله عن هذه الأمانة"، كما أجاب فضيلته على مجموعة من الفتاوي والتساؤلات التي طرحها الطلاب والطالبات.

وأكد أن الأمم تنهض بالأخلاق، وأن جميع الأنبياء دعوا إلى الخير وحذروا من الفساد، لافتًا إلى أن الله تعالى أرسى قواعد الدين ليكون سترًا للإنسان وحافظًا له، مستشهدًا بقوله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، وأن الهدف من المشاركة في الندوات هو تسليط الضوء والتأكيد علي أهمية بناء الوعي الصحيح وتطوير الذات بما يساهم في تقدم المجتمع وتطوره ورفعة شأن أفراده.

كما قدم التهنئة للحضور بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، سائلًا الله عز وجل أن يديم الأمن والأمان على وطننا الحبيب مصر والأمتين الإسلامية والعربية، وموجهاً الشكر لرئيس الجامعة ونوابه والعمداء وجميع الحاضرين على حسن الاستقبال.

ورحبت الدكتورة شادن معاوية رئيس جامعة السادات، رئيس الجامعة، بالدكتور نظير عياد، مشيدة بالدور الرائد الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية، والتي تُعد من أعرق المؤسسات الدينية في مصر والعالم العربي، حيث يأتي دورها العظيم من خلال إبراز وتوضيح مفهوم الإسلام الوسطي، ونشر الفتاوى المستنيرة وفق منهج الأزهر الشريف لمواجهة الفكر المتطرف، والتحديات الفكرية والاجتماعية المختلفة والتي تطرأ على مجتمعنا من وقت لآخر، مما يعزز دور دار الإفتاء الريادي في ظل القيادة الحكيمة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

واصطحبت رئيس الجامعة، الوفد لتفقد أعمال بناء مسجد جامعة مدينة السادات في المقر الجديد، ثم توجهوا لفندق الجامعة لإقامة فعاليات الندوة التثقيفية، والتي تنظمها الإدارة العامة لرعاية الطلاب، بالتعاون مع اتحاد طلاب الجامعة، وتحت رعاية الدكتورة شادن معاوية، رئيس الجامعة، والدكتور خالد جعفر، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور خميس محمد خميس، مشرف قطاع شئون التعليم والطلاب، والدكتور إبراهيم الكفراوي، منسق الأنشطة الطلابية.

وفي ختام الندوة، أهدت الدكتورة شادن معاوية، رئيس الجامعة، درع الجامعة لمفتي الديار المصرية، تقديراً لمجهوداته، كما قدم الدكتور نظير عياد الشكر والتقدير لحفاوة الاستقبال، معربا عن سعادته بتواجده في رحاب جامعة مدينة السادات.

مقالات مشابهة

  • الشباب والرياضة تواصل تنفيذ برنامج رواق الأزهر لتعزيز الوعي الديني لدى النشء والأسرة
  • أحمد سيد زيزو: زوجتي تحولت لمشجعة كروية بسبب حبي للزمالك
  • «الارتباط بين العقد والسلوك» ندوة لتجديد الخطاب الديني لمفتي الجمهورية بجامعة مدينة السادات
  • بلمهدي يتباحث مع السفيرة الهندية سبل التعاون في المجال الديني
  • أستاذ تخطيط: البنية التحتية بكافة أنواعها أصبحت متوفرة لخدمة المواطن
  • قيادي بـ"فتح": الوحدة الوطنية الفلسطينية أصبحت ضرورة لصد محاولات التهجير
  • ماذا يقول ChatGPT عن ازمات اللبنانيين؟
  • سالي عبدالسلام تكشف تفاصيل وصيتها وتحرص على الالتزام الديني
  • أستاذ علوم سياسية: القضية الفلسطينية أصبحت محورا رئيسيا في الأجندة الدولية
  • برعاية النائب مصطفى بكري.. مؤسسة الدكتور محمود بكري تنظم قافلة طبية مجانية بقرية المعنى بالتعاون مع مستشفى الناس