تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
“صواريخ جافين المضادة للدروع”، كانت مفاجأة للسودانيين، بعد نشر متمردي الدعم السريع صوراً لهم بالقصر الجمهوري وهم يحملون الصواريخ الأمريكية.
ولكن لا جديد في الأمر، فهكذا سارت أمور حرب السودان من بداياتها حتى أيامنا هذه، وأصبحت الحقيقة بائنة كالشمس، الإمارات تستورد السلاح لمليشيا الدعم السريع، ولكن كل أنواع الأسلحة التي ظهرت لم يكن من بينها سلاح أمريكي، إلا في هذه المرحلة من عمر الحرب، بالطبع تعلم الإدارة الأمريكية أن سلاحها يستخدم في جرائم ضد الإنسانية في السودان.
الجديد فعلا هو التراجع الأميركي عن الموقف المثالي الزائف حول وضع حل التفاوض كمخرج أساسي ووحيد من الاشتعالات في المنطقة، وإذا قارنا بين ما كان يقال أميركياً حول هذه المسألة بالذات، وما يقال الآن يبدو الفرق واضحاً ليس فقط في اللغة، وإنما في المضمون والاتجاه، وهنا لا بد من طرح سؤال مهم: “هل ستقدم الولايات المتحدة نفسها كوسيط لحل سلمي بين الجيش السوداني والمليشيات المتمردة مرة اخرى؟”، هل بإمكان الجلاد أن يصبح قاضياً؟.
وصل الأميركيون في حديثهم عن حرب السودان، إلى التصريح بأنهم يفتشون عن وسيلة لإيقاف الحرب، وقد تشاوروا مع جهات عديدة في هذا الأمر وأظهروا أن طلبهم إصلاح حال السلطة يأتي في سياق تحضيرات أولية لحل معضلة ما بعد الحرب، والذهاب إلى عمل جدي يفضي إلى استئناف التفاوض بمنبر “جدة”، واقترحت أيضا توسيع دائرة الوسطاء لدخول الإمارات كوسيط بغرض أن يتم إنهاء حرب السودان في سياق حل إقليمي، هل يمكن أن يكون كل حلفاء مليشيا الدعم السريع وسطاء في عملية التفاوض؛ هل هم محايدون؟، بالطبع ليسوا كذلك.
تآمر الإمارات العربية المتحدة ضد أمن واستقرار السودان لم يعد يحتاج دليلاً ولا جدالاً ، بينما فضحت الأقدار، بجانب غباء وغوغائية عناصر مليشيا الدعم السريع حقيقة الموقف الأمريكي تجاه حرب السودان، وأنها شريك أساسي وربما ترتقي إلى مستوى “عراب” لحرب تدمير السودان، وأنها تمد التمرد بسلاح أمريكي الصنع، وتوفر له الغطاء الدبلوماسي، وترعى حاضنته المدنية وتفتح لها المنابر الدولية لتضليل الرأي العام المحلي والدولي، وتحشيده ضد شعب وجيش السودان.
هل يعلم الناخب الأمريكي، أن إدارة الرئيس “بايدن” هي الراعي الرسمي للجرائم ضد الإنسانية التي تمارس بحق شعب السودان الأعزل بما فيها جرائم (الاغتصاب، التهجير القسري للسكان والإبادة الجماعية)؟.
ظهر تواطؤ النظام الأمريكي في دعم مليشيا الدعم السريع منذ بداية الحرب، بدأ بصورة جلية حين استنفرت الولايات المتحدة كل قواها لمنع تطور الموقف العسكري للجيش السوداني إبان الأسابيع الأولى للحرب، عندما ضغطت باتجاه تنفيذ عدة “هدن”، لمنح التمرد وقتا لالتقاط أنفاسه، وحصوله على صواريخ جديدة مضادة للطائرات ومسيرات.
ظهرت فاعلية “الفرملة الأمريكية”؛ ليس فقط في الجهد الأميركي المواظب والملح لمنع تقدم الجيش السوداني عملياتيا، بالضغط من أجل العودة إلى التفاوض كلما أنتصر الجيش في معركة، وإنما بتفسير الدبلوماسية الأميركية على أعلى مستوياتها الذي التقى كليا مع موقف الدعم السريع وحاضنته المدنية بأن حل القضية السودانية له ممر إجباري واحد هو العودة لشراكة ما قبل ٢٥/ أكتوبر/ ٢٠٢١ م، مع غلاف رقيق هو مبادرة “إنهاء الحرب في السودان”، وهو ما يرفضه الشعب السوداني جملة وتفصيلاً.
محبتي واحترامي
رشان أوشي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع حرب السودان
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور
أعلن الجيش السوداني والقوة المشتركة من حركات "سلام جوبا"، اليوم السبت، عن بسط سيطرتهم على قاعدة "الزرق" بولاية شمال دارفور.
ماكرون يدعو طرفي النزاع في السودان إلى إلقاء السلاح برنامج الغذاء العالمي: مقرا للأمم المتحدة بجنوب شرق السودان تعرض لقصف جوي
وبحسب"سبوتنيك"، أضاف الجيش السوداني، في بيان، أنه تمكن كذلك من "السيطرة على عدد مقدر من المركبات القتالية في "الزرق"، فضلا عن كمية من مواد تموين القتال، وقتل العشرات ومطاردة عناصر قوات الدعم السريع بعد هروبهم منها.
وتتخذ قوات الدعم السريع من بلدة "الزرق" الواقعة في شمال دارفور، قاعدة عسكرية استرتيجية، إذ بدأت منذ عام 2017، في إنشاء مشاريع بنى تحتية ضخمة في المنطقة، شملت مستشفيات ومدارس، فضلا عن معسكرات ضخمة لقواتها، كما أنها شرعت في إنشاء مطار في البلدة.
و"الزرق" هي منطقة نائية بولاية شمال دارفور، وتقع عند الحدود الثلاثية الرابطة بين السودان وتشاد وليبيا.
فيما قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، عن السيطرة على قاعدة "الزُرق" بعد أن كانت لقوات الدعم السريع: "(We got it)، أي لقد حصلنا عليها"، وذلك عبر منشور له على "فيسيوك" (أنشطة شركة "ميتا"، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة).