الأطفال يدفعون ثمن الحروب والآثار تظهر غالبا في مرحلة البلوغ
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
يشهد العالم حاليا أعلى مستويات الصراع العنيف منذ 30 عاماً على الأقل. إلى جانب الحرب في غزة والحرب في السودانوالصراع الدائر في أوكرانيا، هناك ما لا يقل عن 110 صراعات مسلحة تجري في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا.
وتدور العديد من هذه الحروب في مدن ومناطق مزدحمة، وتستهدف الضربات العشوائية بالصواريخ والطائرات المسيرة مدنيين ومدارس ومستشفيات وملاجئ أطفال.
ويحذر مسؤولون من أن أكبر ضحايا هذه المعارك الجيوسياسية هم الأطفال، أكثر من أي وقت مضى في التاريخ الحديث. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مراراً وتكراراً من أن الأطفال يتحملون وطأة صراعاتنا الحديثة "بشكل غير متناسب".
جزء من تأثير الحروب على الأطفال هو تأثير مادي. بعض الأطفال يتم تجنيدهم في الصراع، بينما يتعرض البعض الآخر لاعتداء جنسي على أيدي مهاجمين مسلحين. لكن حتى بدون التعرض للإيذاء الجسدي المباشر، يعاني الأطفال في مناطق النزاع المسلح من ضيق نفسي شديد.
فعلى سبيل المثال، أمضى الأطفال في المدن الواقعة في الخطوط الأمامية في أوكرانيا ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف ساعة، أي من أربعة إلى سبعة أشهر، في ملاجئ تحت الأرض، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عامين.
وتقول أخصائية دعم الصحة العقلية في اليونيسف، ليا جيمس، لـ DW إن "مزيج الخوف والحزن والانفصال عن الأحباء له تأثير هائل على الأطفال مع استمرار الحرب. كما أن ما يقرب من نصف الأطفال لا يذهبون إلى مدارس" وتضيف أن "العواقب شديدة". ويتوقع الخبراء أن تكون النتيجة مستويات عالية من مشاكل الصحة النفسية والعقلية لملايين الأشخاص في المستقبل.
مشاكل النمو
يخضع الصراع في أوكرانيا لمراقبة دقيقة، ويشعر العاملون في المجال النفسي والاجتماعي بالقلق من أن الطبيعة المطولة للحرب بين روسيا وأوكرانيا تسبب تأخراً حادً في نمو الأطفال. وفي هذا السياق، يقول كريستوف أناكر، عالم الأعصاب في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، في مقابلة لـDW : "يمكن لمسببات الضغط في سنوات الحياة المبكرة أن تسبب تشوهات محددة في التطور وفي وظائف الدوائر العصبية في مرحلة البلوغ، خاصة تلك التي تتعلق باستجابات التوتر".
وأوضح أناكر أن الصدمة في مرحلة الطفولة المبكرة تغير استجابات التوتر والخوف في اللوزة الدماغية، مما "يهيئ" الدماغ ليصبح أكثر عرضة للإجهاد في مرحلة البلوغ. وأضاف أن هورمونات الضغط غالبا ما يتم إفرازها بشكل أكثر تكرارا ردا على مسببات الضغط، بين الأشخاص الذين عانوا من الشدائد في مرحلة الطفولة مقارنة بأولئك الذين لم يعانوا.
ويواجه هؤلاء الأطفال خطراً متزايداً للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب ومرض ألزهايمر في وقت لاحق. وعلى الرغم من أن اضطراب ما بعد الصدمة خطر يعاني منه الكبار والصغار على حد السواء، إلا أن "دماغ البالغ بشكل عام أكثر مرونة في مواجهة الضغوطات".
أطفال في غزة في انتظار الطعامأطفال في غزة في انتظار الطعام
مناطق ينقصها الدعم
يمر الدماغ في مرحلة الطفولة بما يسمى "المراحل الحساسة للنمو". وفي هذا الإطار قال أناكر إن "الإفراط في التحفيز الناتج عن الحزن الشديد أو القلق الشديد من التعرض للقصف أو فقدان الأحباء، والافتقار إلى التحفيز الاجتماعي والعاطفي يمكن أن يؤدي إلى إعادة توصيل الدماغ بشكل جوهري" ويضيف أنه "لا توجد طرق ناجعة لعكس آثار صدمات الطفولة عندما نصبح بالغين".
لذلك فمن المهم جداً تقليل تعرض الأطفال لعوامل الضغط عندما يكونون في هذه الفترة الحساسة من النمو. وقال جيمس إن اليونيسف تعمل على الحد من الآثار طويلة المدى لضغوطات الحياة المبكرة على الأطفال الذين ينشأون في أوكرانيا.
ويضيف جيمس أن "بعض التدخلات التي نقوم بها بسيطة، مثل ضمان تواصل الأطفال مع أحبائهم وخلق مساحات آمنة للمساعدة في التعامل مع الحزن والانفصال". كذلك يتم تقديم هذا الدعم النفسي والاجتماعي لمقدمي الرعاية حتى يتمكنوا من العمل كقدوة للأطفال. لكن الأطفال الذين يعيشون في قلب النزاع في مناطق أخرى، لا يحصلون على نفس الدعم، حسبما قال المتحدث باسم اليونيسف جو إنجليش لـDW.
وأوضح إنجليش أن "أعمال حماية الأطفال في الأزمات الإنسانية تعاني من نقص التمويل بشكل خطير ومزمن". فبينما توجد بيانات متعلقة بالأطفال والأسر الأوكرانية وهي متاحة بشكل كبير، فإن مناطق الحرب الأخرى في العالم بما في ذلك غزة واليمن وجنوب السودان تعد مناطق مهملة، ولا توجد أي بيانات موثوقة من هناك.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: فی أوکرانیا فی مرحلة
إقرأ أيضاً:
وكالات دولية: أكثر من مليون إنسان معظمهم نساء وأطفال يعاقبون جماعيا في غزة
الاسرة/خاص
مئات الآلاف من نساء وأطفال قطاع غزة يتعرضون لإبادة جماعية من قبل آلة القتل الصهيونية أمام أعين وأسماع العالم بينما يتبنى النظام الأمريكي الجريمة ويتباهى بذلك،
والتحذيرات التي تطلقها الوكالات والمنظمات الدولية عن الأوضاع الماساوية والكارثية التي يعيشها سكان غزة وخصوصا الأطفال والنساء لا تلقى آذانا صاغية وتقابل بالصمت المريب ما يشجع الجيش الصهيوني على مواصلة جرائمه والتمادي فيها دون خوف من عقاب أو مساءلة.
وتؤكد وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الانروا” التابعة للأمم المتحدة بأن أكثر من مليون شخص معظمهم نساء وأطفال يعاقبون جماعيا في غزة.. ومن لم ينجو من صواريخ وقنابل نتنياهو وترامب يقضي جوعا أو بالأمراض المستشرية في القطاع المدمر.
ويقدر عدد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة في غزة بأكثر من 206 ألف طفل، في ظل استمرار غياب التطعيمات الأساسية وفق مؤسسات حقوقية دولية.
وتوضح مصادر طبية في قطاع غزة، إن 206 ألف طفل فلسطيني باتوا أمام خطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة، بسبب منع الاحتلال تطعيمات شلل الأطفال المتوقفة منذ أسابيع.
وتضيف المصادر ، أن منع إدخال التطعيمات يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من شلل الأطفال.
ونوهت بأن أطفال غزة تتهددهم مضاعفات صحية خطيرة وغير مسبوقة مع انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب.
وتعد حملات التطعيم ضد شلل الأطفال جزءا أساسيا من برامج الصحة العامة التي تنفذها وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع منظمات دولية، مثل “اليونيسف” ومنظمة الصحة العالمية. وفي ظل الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحصار والعدوان الإسرائيلي المتواصل، يتم تنفيذ حملات التطعيم على مراحل لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال.
ومنذ عام 2202م، تم إطلاق ثلاث مراحل من حملة التطعيم الوطنية ضد شلل الأطفال في غزة، استهدفت الأطفال من عمر شهر حتى 5 سنوات، وحققت تغطية واسعة نسبيا رغم التحديات اللوجستية.
وكانت المرحلة الرابعة مقررة لتعزيز المناعة المجتمعية والوقاية من تفشي الفيروس، غير أن منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال اللقاحات منذ أكثر من 04 يوما، أعاق انطلاق هذه المرحلة، ما يهدد حياة أكثر من 006 ألف طفل بخطر الإصابة بالشلل الدائم.
تحذيرات مستمرة وجرائم متواصلة
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في غزة، ما فتئت تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، مؤكدة أن أكثر من 09% من سكان غزة يعانون من سوء التغذية بسبب الانهيار الحاد في الأوضاع الصحية والاقتصادية.
ويوضح مسئولو الوكالة الدولية أن هذا الوضع أدى إلى انعدام المناعة الفردية لدى السكان، مما ساهم في انتشار أمراض خطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي، والتهاب السحايا، والالتهابات الصدرية والمعوية، التي أصابت مئات الآلاف من سكان غزة. حيث أن المواطنين فقدوا القدرة على مقاومة أي من الأمراض.
وتؤكد “الانروا” أن القطاع يشهد “مجاعة حقيقية” تضرب شماله وجنوبه، في ظل منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية، محذرة من خطورة الأوضاع الحالية، في القطاع الذي لم يشهد مثل هذا التدهور من قبل، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الكارثة الإنسانية في غزة.
في سياق متصل، تؤكد الأمم المتحدة من أن الأشخاص الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة قد لا يتمكنون من البقاء على قيد الحياة بسبب انعدام الماء والغذاء والخدمات الصحية.
تدمير مقدرات العمل الإنساني
لم تتوقف جرائم الاحتلال عند تصفية المسعفين واستهداف المستشفيات بل يعمل بشكل ممنهج على تدمير وسائل ومقدرات العمل الإنساني في القطاع وكذلك قصف آليات ومعدات الدفاع المدني الخاصة برفع ما أمكن من الانقاض واخراج جثامين الضحايا من تحتها. ويحذّر المكتب الحكومي في غزة من انهيار إنساني كامل بالقطاع، بسبب الحصار “الإسرائيلي” ومنع دخول المساعدات. من جهته أكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن مليونا شخص معظمهم نساء وأطفال يعاقبون جماعيا في غزة، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية تستخدم أداةً للمساومة وسلاح حرب في غزة وهي جريمة حرب بحد ذاته.