دخان المولدات الكهربائية يضاعف الإصابات بالسرطان في بيروت
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
أظهر بحث جديد أن اعتماد العاصمة اللبنانية على مولدات الديزل بشكل مفرط في السنوات الخمس الماضية، ضاعف بشكل مباشر من خطر إصابة السكان بالسرطان، ورفع نسبة الإصابات 30 في المئة في بيروت وحدها.
هذا البحث الذي من المقرر ان ينشره علماء في الجامعة الأميكرية في بيروت (AUB)، كان محور تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية يضيء على أزمة تلوث الهواء جراء استخدام مولدات الكهرباء الديزل في لبنان، وتأثيرها على نسب السرطان حيث يقول أطباء الأورام إن معدلات التشخيص الإيجابي آخذة في الارتفاع.
وبحسب الصحيفة يعمل ما يقدر بنحو 8000 مولد ديزل على تشغيل المدن اللبنانية منذ الانهيار الاقتصادي في عام 2019. ويمكن سماع المولدات وشمها ورؤيتها في الشوارع، ولكن أسوأ تأثير لها هو الهواء الذي يضطر السكان لتنشقه.
وتنقل الغارديان عن نجاة صليبا، وهي عالمة كيمياء الغلاف الجوي التي قادت الدراسة قولها إن "النتائج مثيرة للقلق".
يكشف التقرير أنه في منطقة المقاصد، وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في بيروت التي جرى اختبار الهواء فيها، بلغت مستويات التلوث الناجم عن الجسيمات الدقيقة – التي يبلغ قطرها أقل من 2.5 ميكرومتر (PM2.5) - ذروتها عند 60 ميكروغرام في المتر المكعب، أي أربعة أضعاف مستوى 15 ميكروغرام/م3 الذي تقول منظمة الصحة العالمية إنه يجب ألا يتعرض له الأشخاص لأكثر من 3-4 أيام في السنة.
منذ عام 2017، وهي المرة الأخيرة التي أجرت فيها الجامعة الأميركية في بيروت هذه القياسات، تضاعف مستوى الملوثات المسببة للسرطان، المنبعثة في الغلاف الجوي في ثلاث مناطق في بيروت. وبحسب صليبا "الحسابات تشير إلى أن خطر الإصابة بالسرطان قد ارتفع بنسبة 50% تقريبا".
قبل عام 2019 كانت تُستخدم المولدات الكهربائية في لبنان لسد فجوة مدتها ثلاث ساعات في توفير الشبكة الوطنية، ثم، بعد عام 2019، بدأ في لبنان أحد أكثر الانهيارات الاقتصادية كارثية في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. وفي غضون أشهر، اقتربت شبكة الطاقة الحكومية من الانهيار، وحلت محلها مولدات الديزل.
بعد دراسة "مخيفة".. لبنانيون يطلبون حماية دولية من "الغبار القاتل" "إذا سرتم اليوم في شوارع بلدة فيع (شمال لبنان) وسألتم الناس، قد لا تجدون منزلاً يخلو من إصابة بمرض السرطان، فتعرض السكان لهذا الكم من الغبار يومياً، على تلك المدة الطويلة، يغير في جيناتهم، بحسب الخبراء، ويجعلها أكثر قابلية للإصابة بالسرطان، ويؤثر أيضاً على الأجيال المقبلة منهم." وفق ما يؤكد الناشط البيئي فارس ناصيف.وينقل التقرير عن أطباء الأورام في بيروت تقديرات تشير إلى أن معدلات السرطان العامة ارتفعت بنسبة 30٪ سنويا منذ عام 2020. ويلفت إلى ملاحظة شائعة - على الرغم من عدم وجود بيانات محددة حتى الآن - مفادها أن المرضى أصبحوا أصغر سنا وأن الأورام أصبحت أكثر عدوانية.
في عام 2023، أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الافتقار إلى إمدادات طاقة موثوقة قد أثر على حق الناس في الحصول على الكهرباء، وأشارت إلى استمرار الحكومة اللبنانية في تبني سياسات ترسخ الاعتماد على النفط حتى في الوقت الذي تحاول فيه الدول في جميع أنحاء العالم التحول إلى الطاقة المتجددة.
مخاطر مسرطنة.. "الغيمة السوداء" تعيد الكابوس إلى لبنان "مواد كيميائية تتساقط علينا من السماء كأنها فوشار أسود، تترك على السيارات والشرفات بقع سوداء كالطلاء وتلتصق بشدة، وتتسبب باهتراء الملابس وتترك فيها ثقوباً بعد أن تغير لونها، وكأنها تحرقها حرق، ثم يريدوننا أن نقتنع بأن هذه المواد غير مضرة بالصحة؟ أي عقل يقبل ذلك؟"وفي عام 2017، استورد لبنان ما قيمته حوالي 900 مليون دولار من الديزل للمولدات. وبحلول عام 2022، تشير التقارير إلى أن هذا الرقم قد قفز إلى 1.9 مليار دولار.
الحكومة اللبنانية، المشلولة سياسيا فشلت بحسب الغارديان في سن إجراءات لمكافحة الفساد الذي يمكن أن يسمح بعقد اتفاق انقاذ مع صندوق النقد الدولي، في وقت جمدت فيه ميزانيات الوزارات، مما أثر على جميع مجالات الحياة.
وتضيف صليبا إن لبنان عالق في "حلقة مفرغة كبيرة، نحن بلد فقير للغاية الآن، لذلك نستمر في طلب كل هذه الأموال. ولكن الاتجاه السائد في كافة القطاعات ــ وكل ما تعاملت معه الحكومة على مدى الأعوام العشرة الماضية ــ هو أخذ الأموال، وتركيب ما يحتاج إلى تركيب، ثم تركه دون تكاليف تشغيل أو أي استعداد لبذل الجهد من أجل استمرار تشغيله".
وقدرت دراسة أجرتها منظمة السلام الأخضر لعام 2020 أن 2700 شخص ماتوا قبل الأوان في لبنان بسبب تلوث الهواء في عام 2018 – وهو أعلى معدل للفرد في الشرق الأوسط، بالاشتراك مع مصر.
وحرص علماء الأورام الذين قابلتهم صحيفة الغارديان على التأكيد على أنه في حين أن مولدات الديزل تضر بالصحة العامة، إلا أنه لا مفر من استهلاك التبغ في لبنان.
يقدر أن 70% من السكان البالغين في لبنان يدخنون بانتظام و38% مدخنون بدوام كامل.
يقول الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت وطبيب الأورام المتخصص في سرطان الرئة والرقبة، إن الآثار الصحية الناجمة عن التعرض طويل الأمد للمواد المسرطنة المحمولة جواً من المولدات - مثل انتفاخ الرئة وأمراض القلب والسرطان - قد يستغرق الأمر سنوات أكثر حتى يتم رؤيتها.
وتنقل الصحيفة البريطانية عن بيا سعادة، 27 عاما، التي تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي في المرحلة الثانية قبل ستة أشهر، قولها إن الحكومة لا تأخذ العلاقة بين البيئة المتدهورة في لبنان وارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان على محمل الجد بما فيه الكفاية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی بیروت فی لبنان فی عام
إقرأ أيضاً:
غارات إسرائيلية عنيفة على بيروت وجنوب لبنان (فيديوهات)
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، اليوم الخميس، سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع متعددة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بالإضافة إلى مناطق أخرى في جنوب لبنان.
اقرأ ايضاًمقتل باحث إسرائيلي في جنوب لبنان.. ما الذي كان يفعله هناك؟وأصدر جيش الإحتلال، تحذيرات شديدة اللهجة للسكان في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث دعاهم للابتعاد عن ثلاث مواقع محددة في الخرائط التي نشرها، والتي قال إنها تحتوي على منشآت تابعة لحزب الله.
#عاجل إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية:
????حدث بيروت
????حارة حريك
⭕️أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب… pic.twitter.com/W9aCvQmbAT
وهذه المنشآت كانت أهدافا محتملة للغارات الإسرائيلية القادمة، وفقا للبيان، الذي حدد مناطق حارة حريك وحدث بيروت، مطالبا السكان بمغادرة المباني المستهدفة والابتعاد عن مسافة لا تقل عن 500 متر.
غارة إسرائيلية على بئر العبد#lebanon24 pic.twitter.com/YSg4cIkTZv
— Lebanon 24 (@Lebanon24) November 21, 2024 غارات متتالية على بيروتوبعد التحذيرات مباشرة، شنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات عنيفة استهدفت مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت.
الغارة الأولى، كانت في منطقة بئر العبد، حيث سمع دوي الانفجار في العاصمة بيروت، تلتها غارة على نقطة قرب ملعب الراية في حارة حريك، ثم غارة ثالثة قرب مدرسة الكفاءات في منطقة الكفاءات.
لحظة قصف الاحتلال لمنطقة الحوش بمدينة صور. pic.twitter.com/zwOwFnigpI
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 21, 2024 تصعيد مستمر في الجنوبوشهدت بلدات في جنوب لبنان قصفا إسرائيليا مدفعيا وجويا، حيث طالت غارات مواقع في بلدة عدشيت والخيام، وكذلك مناطق في أرنون وزوطر الغربية
كما تعرضت عدة مناطق في قضاء صور، مثل بلدة الشعيتية ومجدل زون، لغارات إسرائيلية متتالية.
اقرأ ايضاًقائد الجيش اللبناني: لا تراجع للوراء.. ولن نترك الجنوبطيران الاحتلال ينفذ غارة تستهدف بلدة عدلون قضاء صيدا جنوب لبنان. pic.twitter.com/0jUpFtT1hT
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 21, 2024ولم تقتصر الهجمات على الضاحية الجنوبية، إذ تسببت القذائف المدفعية الإسرائيلية في أضرار بالغة في مناطق سهل بلدة الحنية والقليلة، في ظل تحذيرات متواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي عن نية شن غارات إضافية.
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
وسام نصر الله كاتب وصحفيكاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.
الأحدثترند غارات إسرائيلية عنيفة على بيروت وجنوب لبنان (فيديوهات) كيف أصلي صلاة الاستسقاء؟ مرض الكوليرا أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه برشلونة ينتظر اتخاذ إجراءات حاسمة بشأن الإهانات في البرنابيو أفضل مطاعم في الأردن لقضاء ليلة رأس السنة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter