ولعلنا نعرض في هذه العجالة نبذة قصيرة عن حياة وشخصية الدكتور غازي القصيبي الذي ولد عام 1940م في الإحساء، لعائلة ذات مكانة اجتماعية وثقافية، كانت تنشط في تجارة اللؤلؤ، وكان والده التاجر المعروف عبد الرحمن القصيبي الملقب بشيخ اللؤلؤ.
توفيت والدته بعد شهور من ولادته، وكان والده صارماً حازماً أكثر منه حنوناً عطوفاً ، لكن جدته عوضته عن جزء كبير من الحنان .
يقول الدكتور غازي : “ترعرعت متأرجحاً بين قطبين أولهما أبي، وكان يتسم بالشدَّة والصرامة، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية”.
بعد حصوله على الثانوية العامة، اتجه إلى القاهرة حيث حصل على درجة البكالوريوس من كلية الحقوق في جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها، بل كان يريد دراسة القانون الدولي في جامعات أخرى من جامعات أمريكا، وبالفعل حصل على القبول في جامعات عدة ،ولكن لمرض أخيه نبيل أُضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا وبالتحديد في لوس أنجلوس . ثم نال شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالته فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه حياة في الإدارة.
ورغم تنوع مهام الدكتورالقصيبي العملية وتعددها، كان للأدب المكانة الأهم لديه، حيث تجاوزت مؤلفاته الستين مؤلفاً من الدواوين الشعرية والروايات إضافه إلى سيرته الذاتية التي قدمها لتعبرعن مواقفه وآرائه على كافة الأصعدة.
فهو شاعر كبير وروائي بارع وكاتب مبدع. روح الكاتب فيه صافية تتطلع من موقع إنساني ممتاز إلى الحياة والكون. تراقب الزمان وتستخرج الكلمات من
المكان. وتستوقفك في كل كتاباته نضوج الفكر وجمال الموقف الإنساني وعذوبته والقدرة المكتملة على التعبير الدقيق الخالي من الحشو كأنها أغصان أحسن تهذيبها تتكون في بطء وأستاذية دون أن تفقد صلتها بتيار الحياة والناس.
تولى الدكتور غازي القصيبي خلال مسيرته العملية مناصب عدة منها أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض1965م ثم تولى عمادة كلية التجارة بالجامعة عام 1971 م قبل أن يعين مديراً للمؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973م ومن ثم وزيراً للصناعة والكهرباء 1976 م ـ ووزيراً للصحةعام 1982 م .وبعدها انطلق إلى السلك الدبلوماسي حيث عين سفيراً للمملكة
لدى البحرين 1984 م ـ ثم سفيراً للمملكة.. لدى بريطانيا 1992م قبل أن يعود لتولي وزارة المياه والكهرباء عام 2003 م .. ثم وزيراً للعمل 2005م وكان راتبه في آخر 30 سنة من حياته يذهب إلى جمعية الأطفال المعاقين التي ساهم في تأسيسها منذ البداية.
حصل الدكتور غازي القصيبي- رحمه الله -على عدة أوسمة رفيعة عربية عالمية تقديراً لإخلاصه، وثقافته الواسعة وعلمه الوفير وإنجازاته الأدبية والعلمية وسعيه الكبير في تحقيق أهدافه وغاياته، ولما يتصف به محبة للعلم والتعليم ،وفي مقدمتة تلك الاوسمة وسام الملك عبدالعزيز ووسام الكويت من الطبقة الممتازة.
توفي -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- في عام 2010م، عن عمر ناهز السبعين عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي الدکتور غازی
إقرأ أيضاً:
التنمر الالكتروني.. كتاب جديد للأستاذ الدكتور عمار عباس الحسيني
نوفمبر 22, 2024آخر تحديث: نوفمبر 22, 2024
المستقلة/-حامد شهاب/..صدر مؤخرا عن دار زين الحقوقية في بيروت كتاب (التنمر الالكتروني) للأستاذ الدكتور عمار عباس الحسيني، عميد كلية القانون في جامعة المستقبل.
وظهر الإصدار بغلاف جميل ومضامين قانونية، وتعبيرات سلوكية ورمزية عن ظاهرة التنمر بفصول عدة نالت الثناء والتقدير من رجال القانون ومن جمهرة ونخب من مختلف الأوساط الثقافية.
ويعد الكتاب من وجهة نظر رجال قانون محاولة قانونية مفيدة وضرورية في عصرنا الحاضر أراد من خلالها الأستاذ الدكتور عمار الحسيني تحقيق الهدف السادس عشر من أهداف التنمية المستدامة الذي يركز على تعزيز السلام والعدالة وبناء مجتمعات سليمة خالية من التنمر الذي يعد هو الآخر ظاهرة غريبة غزت وسائل التواصل الإلكتروني واصبحت مصدر قلق للكثيرين من الأفراد والجماعات لمن يتم استهدافهم بطرق شتي في ظاهرة أثارت استغراب الكثيرين.
وقد تميز كتاب (التنمر الإلكتروني) بطروحاته القيمة لما عرضه من أفكار ورؤى وتصورات حول تلك الظاهرة السلبية وهي قضية التنمر الإلكتروني وتأثيراتها على الأفراد والمجتمعات.
وكان قسم النشاطات الطلابية المركزية في جامعة المستقبل وبالتعاون مع كلية القانون قد نظم حفل توقيع كتاب (التنمر الإلكتروني)، في الثامن عشر من تشرين الثاني 2024، بحضور نخبة من تدريسي ومنتسبي وطلبة الجامعة وكلية القانون.
وأثنى الحضور على الجهد الإبداعي المتميز الذي احتوته مواد الكتاب وفصوله المختلفة وما عبرت عنه من حلول عملية وخارطة طريق للخلاص من تلك الظاهرة التي غزت عالمنا الإلكتروني بطريقة تثير مشاعر الريبة والتشكيك أزاء الأفراد والجماعات المختلفة والازدراء منها.