صحيفة البلاد:
2025-02-03@13:24:57 GMT

تأثير الحياة على الثقافة والأدب

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

تأثير الحياة على الثقافة والأدب

تؤثر الحياة والعواطف على إدراكنا للأشياء التي نكتب عنها في الأدب؛ مثل عواطف المؤلف وخبراته والبيئة التي يتأثر بها وتؤثر على كتاباته؛ من الأمثلة الرئيسية على الحياة المؤثرة في الأدب عصر نهضة هارلم فلن يكون الأدب ممتعًا إذا لم تؤثر عليه الحياة بطريقة ما ، كل فعل نتخذه يتأثر بمشاعرنا سواء كانت جيدة أو سيئة والشيء نفسه ينطبق على الأدب؛ حيث يحب بعض المؤلفين الكتابة بناءً على ما يشعرون به في ذلك الوقت؛ من الأمثلة على ذلك آن برادستريت التي كتبت عن كيفية النظر إلى النساء بازدراء في الحقبة الاستعمارية وأصبحت أول كاتبة تنشر عن المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية لأنها كتبت ما كانت تشعر به؛ بالإضافة لمشاعر المؤلف تؤثر تجاربه أيضًا على أعماله الأدبية؛ حيث إن جلب التجارب الشخصية لا يؤدي إلا إلى إثراء وتعميق تجربة القارئ.

لا تؤثر التجارب على الأدب فحسب ، بل تؤثر البيئة أيضًا حيث يتغذّى المؤلف من البيئة التي يتواجد فيها وقد يكتب بعض المؤلفين عن البيئات المعادية أو المتصلة؛ تأثر الأدب بشكل كبير بالحياة خلال عصر نهضة هارلم حيث كان هذا ازدهارًا للثقافة الأمريكية الأفريقية خاصة في الفنون الإبداعية، وكتب المؤلفون خلال هذا الوقت موضوعات كالاستيعاب والاغتراب والفخر والوحدة وساعد هذا العالم في الحصول على فهم أفضل للعرق الأفريقي الأمريكي.

ومنه قرر العديد من الكتاب استكشاف الكلام العامي للسود والأشكال الغنائية وإنشاء أعمال تتعرف على الجماهير السوداء وتحدثت العديد من الأعمال بعدها عن الاغتراب الذي تعاني منه الأقليات بالمجتمعات المختلفة بل وسعي المؤلفين إلى التحرر من القيِّم الأخلاقية الفيكتورية من خلال هذا التقدم في الأدب وابتكار أسلوب جديد للشعر يسمى “جاز” الشعر، وهذا النوع من الشعر له إيقاع مثل موسيقى الجاز وشعور بالإرتجال.

يمكننا أن نرى كيف تؤثر الحياة على الأدب من أشياء مثل العواطف والبيئة وخبراتنا فهي تؤثر جميعها على إدراكنا إذا كانت الأشياء التي نكتب عنها في الأدب، ولقد أثبت العديد من المؤلفين والشعراء مدى صحة ذلك.

NevenAbbass@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فی الأدب

إقرأ أيضاً:

الأدب والفن بين الدمار والإبداع

فى إحدى الأمسيات، كنت أنا وبعض الأصدقاء نناقش تأثير الحرب الاسرائيلية المدمرة على أهل غزة. فتساءلنا عن أهوال المجازر هناك وحجم الألم الذى قد نرى أثره فى الأدب والفن القادم. فى خضم الحديث، تذكرنا تأثير الحروب عبر التاريخ على الفن والأدب، وكيف أن المآسى الكبرى أفرزت أعمالًا خالدة. ومن بين تلك اللحظات التاريخية، دار الحديث عن حركة «فن وحرية» فى مصر وتأثير السريالية فى فرنسا.

فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، كانت فرنسا تعيش حالة من الصدمة الجماعية، مما دفع الفنانين والأدباء إلى البحث عن أساليب تعبيرية جديدة تتجاوز المألوف. ظهر فى هذا السياق أندريه بريتون، الذى عُرف بلقب «أبوالسريالية»، ليقود حركة فنية وأدبية تهدف إلى تحرير الخيال من قيود الواقع. استخدمت السريالية أحلامًا وصورًا رمزية لتجسِّد مشاعر الألم والمعاناة التى ولَّدتها الحرب

فى القاهرة، وفى خضم التحولات السياسية والاجتماعية فى أواخر الثلاثينيات، وُلِدت جماعة «فن وحرية» لتكون صدى للسريالية فى مصر. فى عام 1938، أصدرت الجماعة بيانها الأول «عاشت الفنون المنحطة»، معلنة تمردها على الفن التقليدى الذى كان خاضعًا لسلطة الصالونات الرسمية والنخب البرجوازية.

تألفت الحركة من شخصيات مصرية بارزة مثل رمسيس يونان، كامل التلمسانى، وجورج حنين. رأى هؤلاء الفن كأداة لتحرير الإنسان وكسر القيود التى فرضتها الظروف السياسية والاجتماعية. جاءت أعمالهم الفنية والأدبية لتصور الإنسان ككيان ممزق، يعانى من واقع قاسٍ فرضته الاستعمار والفقر.

فى لوحاتهم وأعمالهم الأدبية، استخدم أعضاء جماعة «فن وحرية» الرموز السريالية لتجسيد الدمار الذى أحاط بهم خلال الحرب العالمية الثانية. جسّدت لوحاتهم الموت والحطام، لكنها حملت أيضًا رؤى قيامة جديدة من قلب الخراب. على غرار السرياليين فى فرنسا، رأى هؤلاء الفن وسيلة لكشف الحقائق القاسية عن الفجوة الطبقية والاضطهاد الاجتماعى. دفع رمسيس يونان ثمن مواقفه بالسجن والنفى، لكنه ظل وفيًا لفنه وأصدر كتابات وترجمات مهدت الطريق أمام الأجيال القادمة. وبرع كامل التلمسانى فى التعبيرية والتكعيبية، وقدم أعمالًا تركز على قضايا اجتماعية مثل تسليع الجسد ومعاناة الطبقات المهمشة. أمّا جورج حنين، الشاعر السريالى، فقد ساهم فى نشر الفكر السريالى فى مصر من خلال أعماله الأدبية ومقالاته الجريئة.

لاشك أنّ تجربة «فن وحرية» أظهرت الفن قادرا على أن يكون سلاحًا فى وجه الظلم والاستبداد، كما أن المأساة يمكن أن تكون شرارة للإبداع الذى يخلّد لحظات الألم، ويمنح الضحايا صوتًا يعبر عن معاناتهم.

فى غزة اليوم، كما فى مصر وفرنسا سابقًا، قد يولد من بين الأنقاض جيل جديد من المبدعين يستطيع أن يحول الحطام إلى لوحات أدبية وفنية، تُعبّر عن آلامهم وآمالهم، وتقف شاهداً على مأساة غزة وصمود أهلها البواسل.

 

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني السوري: مجزرة مروعة راح ضحيتها 14 امرأة ورجل واحد، وإصابة 15 امرأة بعضها بليغة ما يرشح عدد الوفيات للارتفاع، وجميعهم من عمال الزراعة، في حصيلة أولية لانفجار السيارة المفخخة بجانب السيارة التي كانت تقلّ العمال المزارعين، على أطراف مدينة منبج
  • رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية من الذكاء الاصطناعي
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • مصطفى بيومي.. رحل راهب الأدب الذي طالما أهتم بـ"ملح الأرض"
  • نائب يحدد تداعيات تعطيل تمرير الموازنة: تؤثر سلبا على الحياة الاقتصادية
  • ندوة بمعرض الكتاب تناقش رواية "حي بن يقظان" وتأثيرها في الفلسفة والأدب
  • الأدب والفن بين الدمار والإبداع
  • معرض الكتاب يُناقش سليمان العطار.. الفكر الإنساني والأدب
  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • ترامب: المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت تحلق على ارتفاع عالٍ جدا