4 مزايا للسباحة في ماء البحر.. ما الذي يُحذّر منه الخبراء؟
تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT
تعد السباحة في البحر والتمتع بالمياه والرمال أحد الأشياء الأساسية التي تسعد الكثيرين في الصيف، علاوة على أن مياه البحار تحتوي على العديد من المعادن والعناصر الغذائية التي تفيد البشرة وتساعد في علاج بعض المشاكل الجلدية، كما تعزز صحتنا النفسية.
فيما يلي، نقدم إليك الفوائد المحتملة للاستحمام في مياه البحر، وكيفية تجنب الآثار السلبية لأشعة الشمس على جسدك:
1- علاج المشاكل الجلديةتعود السباحة في الماء المالح بالعديد من الفوائد على البشرة، منها علاج بعض المشاكل والأمراض الجلدية، حسبما دراسة نشرتها "المكتبة الوطنية للطب".
وأفادت الدراسة أن نقاوة المياه وخلوها من البكتيريا واحتواءها على العناصر الغذائية يزيد بزيادة عمق المياه، بالإضافة إلى العناصر الغذائية التي من بينها المغنيسيوم، الصوديوم، الكالسيوم، البوتاسيوم، السيلينيوم، الزنك، الكبريتات.
وتعمل هذه العناصر مستحضرات تجميل طبيعية لبشرتنا، وعلاج بعض مشاكل الجلد.
ووجدت الدراسة أن مياه البحر العميقة ساعدت في علاج الذين يعانون من التهاب الجلد "الأكزيما" وتحسين أعراض التهاب الجلد وتشققه والتورم وجفاف الجلد والحكة.
وبشكل خاص، لدى المغنيسيوم فوائد عدة على الصحة العامة للجسم والبشرة، ويشتهر البحر الميت بتركيزاته العالية من المغنيسيوم، ويعتبر وجهة شهيرة لمن يرغبون في تجربة طرق علاجية بديلة للمساعدة في علاج بعض الأمراض الجلدية، حسبما ذكر موقع "بيشنت دوت إنفو".
مياه البحر العميقة تساعد في علاج الذين يعانون من التهاب الجلد "الأكزيما" (شترستوك) 2- تنقي وتطهر البشرةيمكن للمياه المالحة أن تساعد في تجديد شباب بشرتك، تقشير الجلد، إزالة الخلايا الميتة التي يسبب تراكمها على الطبقة العليا للجلد في ظهور بعض أنواع حب الشباب.
وأوضح سنهال أمين، أخصائي الأمراض الجلدية لموقع "هيلث لاين" أن الماء المالح يساعد على جعل البشرة أكثر نعومة، إذ يعمل كمقشر لإزالة خلايا الجلد الميتة، وهو ما يجعل البشرة أكثر نعومة وإشراقا "كما تمتص الأملاح السموم وتخرج الأوساخ والزيوت، وتصغر المسام المتسعة".
الماء المالح يجعل البشرة أكثر نعومة (غيتي إيميجز)ويمكن أيضا اعتبار ماء البحر مطهرا للبشرة لاحتوائها على الصوديوم واليود.
وذكر موقع "ميديكال نيوز توداي" أن تأثير مياه البحر قد يختلف باختلاف نوع البشرة، ولذلك أوصى بالتعرض لمياه البحر مرة أو مرتين أسبوعيا ومتابعة تأثيرها على البشرة، فإذا سببت جفاف الجلد أو تهييجه، ينصح باستشارة الطبيب.
3- تخفف من الشعور بالألميخفف الاستحمام أو السباحة في مياه البحر آلام العضلات، وينشط الدورة الدموية، ويخفف تقلصات العضلات، ويساعد على تخفيف تصلب المفاصل في بعض الحالات الطبية.
4- تحسين صحتك العقليةوبالإضافة إلى فوائدها على البشرة، السباحة في البحر لها تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية والعقلية.
وخلصت دراسة علمية نشرها موقع "ساينس دايركت" أن ممارسة الرياضة في البيئات الطبيعية والهواء الطلق، بما في ذلك السباحة بالمحيطات والبحار، لديها فائدة أكبر على الصحة النفسية والعقلية من ممارسة الرياضة في أي مكان آخر، إذ تجمع بين فوائد الرياضة والوجود في الطبيعة.
وتساعد السباحة بشكل عام على الشعور بالهدوء والاسترخاء، ولها تأثيرات على موجات الدماغ والهرمونات التي تؤثر على الدماغ بشكل إيجابي.
للسباحة في البحر تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية والعقلية (شترستوك) احتياطات لازمةللاستمتاع بفوائد السباحة والبحر، هناك بعض الاحتياطات التي ينصح بأخذها في عين الاعتبار لحماية نفسك من بعض التأثيرات السلبية للشمس والمياه المالحة.
الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية (AAD) حذرت من التعرض لأشعة الشمس الذي قد يسبب الإصابة بالحروق، كما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
وأوصت بضرورة الجلوس في الظل، وارتداء قبعة واسعة الحواف ونظارات شمسية، وملابس بأكمام طويلة وبنطلون إن أمكن، ووضع واقي الشمس مناسب لبشرتك.
خبراء الأمراض الجلدية يحذرون من أن التعرض لأشعة الشمس الذي قد يسبب الإصابة بالحروق (شترستوك) محلول الماء المالح بالبيتذكر "ميديكال نيوز توداي" أنه يمكن صنع محلول الماء المالح في البيت، وذلك عن طريق:
غلي كوبين من الماء. إضافة ملعقة صغيرة من ملح البحر. ترك المزيج حتى يبرد قبل الاستخدام، ويُحفظ في درجة حرارة الغرفة. استخدام محلول الماء المالح مرة أو مرتين في الأسبوع ومتابعة تفاعل الجلد، وإذا شعرت بجفاف في الجلد أو تهيجه أو أي مشاكل أخرى، فيجب الرجوع إلى الطبيب.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: میاه البحر السباحة فی على الصحة علاج بعض فی علاج
إقرأ أيضاً:
ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
ما دمنا لم نفارق بعد نظام القطب الواحد المهيمن على العالم تظل النظرية القديمة التي نقول إن الشعب الأمريكي عندما يختار رئيسه فهو يختار أيضا رئيسا للعالم نظرية صحيحة. ويصبح لتوجه هذا الرئيس في فترة حكمه تأثير حاسم على نظام العلاقات الدولية وحالة الحرب والسلم في العالم كله.
ولهذا فإن فوز دونالد ترامب اليميني الإنجيلي القومي المتشدد يتجاوز مغزاه الساحة الداخلية الأمريكي وحصره في أنه يمثل هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري تجعله عاجزا تقريبا لمدة ٤ أعوام قادمة عن منع ترامب من تمرير أي سياسة في كونجرس يسيطر تماما على مجلسيه.
هذا المقال يتفق بالتالي مع وجهة النظر التي تقول إن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية ـ رغم خطابه السياسي المتطرف ـ هو دليل على أن التيار الذي يعبر عنه هو تيار رئيسي متجذر متنامٍ في المجتمع الأمريكي وليس تيارا هامشيا.
فكرة الصدفة أو الخروج عن المألوف التي روج لها الديمقراطيون عن فوز ترامب في المرة الأولى ٢٠١٦ ثبت خطأها الفادح بعد أن حصل في ٢٠٢٤ على تفويض سلطة شبه مطلق واستثنائي في الانتخابات الأخيرة بعد فوزه بالتصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي وبفارق مخيف.
لكن الذي يطرح الأسئلة الكبرى عن أمريكا والعالم هو ليس بأي فارق من الأصوات فاز ترامب ولكن كيف فاز ترامب؟ بعبارة أوضح أن الأهم من الـ٧٥ مليون صوت الشعبية والـ٣١٢ التي حصل عليها في المجمع الانتخابي هو السياق الاجتماعي الثقافي الذي أعاد ترامب إلى البيت الأبيض في واقعة لم تتكرر كثيرا في التاريخ الأمريكي.
أهم شيء في هذا السياق هو أن ترامب لم يخض الانتخابات ضد هاريس والحزب الديمقراطي فقط بل خاضه ضد قوة أمريكا الناعمة بأكملها.. فلقد وقفت ضد ترامب أهم مؤسستين للقوة الناعمة في أمريكا بل وفي العالم كله وهما مؤسستا الإعلام ومؤسسة هوليوود لصناعة السينما. كل نجوم هوليوود الكبار، تقريبا، من الممثلين الحائزين على الأوسكار وكبار مخرجيها ومنتجيها العظام، وأساطير الغناء والحاصلين على جوائز جرامي وبروداوي وأغلبية الفائزين ببوليتزر ومعظم الأمريكيين الحائزين على نوبل كل هؤلاء كانوا ضده ومع منافسته هاريس... يمكن القول باختصار إن نحو ٩٠٪ من النخبة الأمريكية وقفت ضد ترامب واعتبرته خطرا على الديمقراطية وعنصريا وفاشيا ومستبدا سيعصف بمنجز النظام السياسي الأمريكي منذ جورج واشنطن. الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام الرئيسية التي شكلت عقل الأمريكيين من محطات التلفزة الكبرى إلي الصحف والمجلات والدوريات الرصينة كلها وقفت ضد ترامب وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم ينحز منها صراحة لترامب غير موقع إكس «تويتر سابقا». هذه القوة الناعمة ذات السحر الأسطوري عجزت عن أن تقنع الشعب الأمريكي بإسقاط ترامب. صحيح أن ترامب فاز ولكن من انهزم ليس هاريس. أتذكر إن أول تعبير قفز إلى ذهني بعد إعلان نتائج الانتخابات هو أن ترامب انتصر على هوليوود. من انهزم هم هوليوود والثقافة وصناعة الإعلام في الولايات المتحدة. لم يكن البروفيسور جوزيف ناي أحد أهم منظري القوة الناعمة في العلوم السياسية مخطئا منذ أن دق أجراس الخطر منذ ٢٠١٦ بأن نجاح ترامب في الولاية الأولى هو مؤشر خطير على تآكل حاد في القوة الناعمة الأمريكية. وعاد بعد فوزه هذا الشهر ليؤكد أنه تآكل مرشح للاستمرار بسرعة في ولايته الثانية التي تبدأ بعد سبعة أسابيع تقريبا وتستمر تقريبا حتى نهاية العقد الحالي.
وهذا هو مربط الفرس في السؤال الكبير الأول هل يدعم هذا المؤشر الخطير التيار المتزايد حتى داخل بعض دوائر الفكر والأكاديميا الأمريكية نفسها الذي يرى أن الإمبراطورية ومعها الغرب كله هو في حالة أفول تدريجي؟
في أي تقدير منصف فإن هذا التآكل في قوة أمريكا الناعمة يدعم التيار الذي يؤكد أن الامبراطورية الأمريكية وربما معها الحضارة الغربية المهيمنة منذ نحو٤ قرون على البشرية هي في حالة انحدار نحو الأفول. الإمبراطورية الأمريكية تختلف عن إمبراطوريات الاستعمار القديم الأوروبية فبينما كان نفوذ الأولى (خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية) على العالم يبدأ بالقوة الخشنة وبالتحديد الغزو والاحتلال العسكري وبعدها يأتي وعلى المدى الطويل تأثير قوتها الناعمة ولغتها وثقافتها ونظمها الإدارية والتعليمية على شعوب المستعمرات فإن أمريكا كاستعمار إمبريالي جديد بدأ وتسلل أولا بالقوة الناعمة عبر تقدم علمي وتكنولوجي انتزع من أوروبا سبق الاختراعات الكبرى التي أفادت البشرية ومن أفلام هوليوود عرف العالم أمريكا في البداية بحريات ويلسون الأربع الديمقراطية وأفلام هوليوود وجامعات هارفارد و برينستون ومؤسسات فولبرايت وفورد التي تطبع الكتب الرخيصة وتقدم المنح وعلى عكس صورة المستعمر القبيح الأوروبي في أفريقيا وآسيا ظلت نخب وشعوب العالم الثالث حتى أوائل الخمسينات تعتقد أن أمريكا بلد تقدمي يدعم التحرر والاستقلال وتبارى بعض نخبها في تسويق الحلم الأمريكي منذ الأربعينيات مثل كتاب مصطفى أمين الشهير «أمريكا الضاحكة». وهناك اتفاق شبه عام على أن نمط الحياة الأمريكي والصورة الذهنية عن أمريكا أرض الأحلام وما تقدمه من فنون في هوليوود وبروداوي وغيرها هي شاركت في سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي بنفس القدر الذي ساهمت به القوة العسكرية الأمريكية. إذا وضعنا الانهيار الأخلاقي والمستوى المخجل من المعايير المزدوجة في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية للفلسطينيين واللبنانيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية كأدوات قوة خشنة للإمبراطورية الأمريكية فإن واشنطن تدمر القوة الناعمة وجاذبية الحياة والنظام الأمريكيين للشعوب الأخرى وهي واحدة من أهم القواعد الأساسية التي قامت عليها إمبراطورتيها.
إضافة إلى دعم مسار الأفول للإمبراطورية وبالتالي تأكيد أن العالم آجلا أو عاجلا متجه نحو نظام متعدد الأقطاب مهما بلغت وحشية القوة العسكرية الأمريكية الساعية لمنع حدوثه.. فإن تطورا دوليا خطيرا يحمله في ثناياه فوز ترامب وتياره. خاصة عندما تلقفه الغرب ودول غنية في المنطقة. يمكن معرفة حجم خطر انتشار اليمين المتطرف ذي الجذر الديني إذا كان المجتمع الذي يصدره هو المجتمع الذي تقود دولته العالم. المسألة ليست تقديرات وتخمينات يري الجميع بأم أعينهم كيف أدي وصول ترامب في ولايته الأولى إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتمكنه في الوقت الراهن من السيطرة على حكومات العديد من الدول الأوروبية بعضها دول كبيرة مثل إيطاليا.
لهذا الصعود المحتمل لتيارات اليمين المسيحي المرتبط بالصهيونية العالمية مخاطر على السلم الدولي منها عودة سيناريوهات صراع الحضارات وتذكية نيران الحروب والصراعات الثقافية وربما العسكرية بين الحضارة الغربية وحضارات أخرى مثل الحضارة الإسلامية والصينية والروسية.. إلخ كل أطرافها تقريبا يمتلكون الأسلحة النووية!!
حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري