الثورة نت:
2025-01-24@01:34:05 GMT

مئتا يوم.. نفاق غربي وتآمر عربي وغزّة صامدة

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

 

 

مئتا يوم على حرب إبادة غزّة، لم تبقِ حجرًا على حجر.. مجازر جماعية، لم يشهد التاريخ نظيرًا لها، تجاوزت فظاعتها ما خلفته قنبلتا “هيروشيما” و”ناكازاكي” اليابانيتين بأشواط.. عشرات آلاف الأطنان من المتفجرات انهمرت، بما يعادل 4 قنابل نووية، أحرقت الأخضر واليابس في القطاع الفلسطيني، لكنّها مع ذلك لم تنل من عزيمة أهله المقاومين المضحين الصابرين، ولم تبدل موقفهم، فلا هانوا ولا وهنوا، وهزموا الاحتلال بدمائهم، وحطّموا جبروته تحت أقدامهم، وداسو “أساطير قوته” الفولاذية وصهروا “ميركافاته” الحديدية على عتبة قطاعهم الضيق، فلا هو قادر على إبقاء جيشه في أزقة غزّة وزواريبها ولا على تحقيق أهداف العدوان التي شطح بسقوفها، ولا هو قادر على التراجع المذل أمام مقاومة أبنائها الجبارين، خشية نهاية أمن كيانه المؤقت وزواله القريب.


وبالرغم من وحشية العدوان الصهيوني على غزّة، ظلّ العالم المتحضر صامتًا متفرجًا، ما هاله قتل آلاف الأبرياء العزل من الأطفال والنساء ، فبراءة الطفولة في غزّة لا تعنيه، ليذرف عليها دموع التماسيح التي ذرفها يومًا على طفل درعا حمزة الخطيب الذي قتل في العام 2011 بظروف غامضة، فجعلوا منه رمزًا لإشعال وقود “ثورتهم” المزعومة في سورية.. ثمّ ما بال غزّة وشأنها باتفاقية حقوق الطفل الدولية، كي يحرك الغرب منظومة الأمم وينقذ أطفالها.. وما بال غزّة وشأنها بحقوق المرأة وحرياتها.. نساؤها لسن “مهسا أميني” ليجعلوا منهن أيقونة وقضية رأي عام عالمي، كما فعلوا يوم قادوا حربهم التركيبية لإشعال الفوضى في إيران انطلاقًا من وفاة الإيرانية المذكورة بعارض طبي، ثمّ ما شأنهم حتّى تهتزّ هيئة المرأة في الأمم المتحدة.. وترى نفسها معنية بالدفاع عن حقهم المشروع بالحياة حتّى؟
لم يكتف العدوّ بما ارتكب من مجازر، يندى لها جبين البشرية، فهو لم يُبقِ مؤسسة طبية (استهداف 159 مؤسسة طبية – تدمير 32 مشفى بالكامل – إخراج 53 مركزًا صحيًا عن الخدمة – تدمير نحو مئتي سيارة إسعاف..) ولا تربوية (قصف 443 مدرسة وجامعة منها 100 دمرت بالكامل) ولا دينية (تعرض 539 مسجدًا للقصف والتدمير و3 كنائس) ولا معلمًا أثريًا وتراثيًا (203)، ومع ذلك؛ وقفت كلّ أجهزة منظومة الأمم بكلّ تشريعاتها ومعاهداتها ومحاكمها ومجالسها موقف المتفرج على أفظع المجازر، ولم تحرك ساكنًا، كأنّ ما يجري مباراة، وليس حرب إبادة وجريمة ضدّ الإنسانية، والأدهى أن منظومة الأمم تلك، والتي يتشدّق البعض بأنها تحمي فلسطين ولبنان، لم تستطع أن تحمي مباني منظماتها ولا حتّى موظفيها.. فأين مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية؛ وأين مجلس جنيف لحقوق الإنسان، وأين المنظمات المعنية بحقوق المرأة ومنظمات “اليونيسيف” و”اليونيسكو”، وأين المنظمات العالمية لحماية حرية الإعلام والصحافة التي لم تستطع أن تمنع العدوّ عن استهداف الصحفيين وتصفيتهم خوفًا من نقل صورة ما يرتكب؟ وأين منظمة الصحة العالمية إزاء تصفية الكوادر الطبية؟ وأين منظمة الأغذية العالمية من حصار وتجويع أهل غزّة الشرفاء؟ باختصار أين دعاة الحرية والتحضر وموطن الحداثة وموئل الديموقراطية؟ أين الضمير العالمي مما يجري في غزّة، وهل ثمة بصيص أمل بأن يستفيق.. أو أنه مات وشبع موتًا؟!
اليوم؛ عرّت غزّة الغرب ونفاق أميركا التي دأبت على بيعنا الشعارات الفارغة لشراء الوقت، في ما كانت تخصص جسرًا جويًا وبحريًا لمد “إسرائيل” بترسانة الأسلحة، وترسل بوارجها إلى المنطقة لحماية الاحتلال من حزب الله أولًا، ثمّ تشكّل تحالفًا دوليًا (حارس الازدهار) لحماية إيلات ومنع اليمنيين من إغلاق البحر الأحمر بوجه السفن المتوجهة إلى كيان الاحتلال، لتتوج ذلك لاحقًا بتزويده بمساعدات بـ٢٦ مليار دولار.
لعل سلوك المجتمع الدولي المنافق تجاه غزّة ليس غريبًا علينا، فقد انفضح وتعرى سابقًا في قضايا مماثلة، وأطفال غزّة لن يشذّوا عن قواعده، بنظر الغرب هم مجرد “إرهابيين” ذنبهم فقط أنهم يواجهون الاحتلال المقيت..، ونساء غزّة “إرهابيات” ذنبهن أنهن أمهات يحملن في بطونهن أجنة مقاومين.. أما الحل بنظر المحتل فهو استئصال تلك الأجنة علّه يمد بعمر كيانه المؤقت ويغير مصيره المحتوم بظلّ عقدة عقد الثمانين، ويتفادى بذلك أن يخرج له من رحم غزّة أبطال بواسل كفارس عودة وآخرين ممن شبوا على قهر نخبة جيش العدوّ وشيّبوا رؤوس قادته.
قد يكون نفاق الغرب مفضوحًا لدينا.. لكن العرب ذوي القربى ظلمهم أشد مظاظة..، فاللافت هنا أننا لم نسمع طوال أيام العدوان على غزّة باسم “جامعة الدول العربية”.. ولكأن غزّة ليست في قاموسها أو ليست عربية، كأنها ليست من أراضي دولة فلسطين المفترض أنها عضو في تلك الجامعة، لربما معذورة تلك الجامعة التي ما عادت جامعة ولا عادت عربية..، معذورة لربما ليس لديها الوقت الكافي لعقد القمم والمؤتمرات.. لربما لا تستأهل إبادة شعب غزّة برأيها أن تكون بندًا أولًا على جدول أعمالها كما كانت سورية من قبل، يوم كان جلّ اهتمام العرب ليس ردع المؤامرة الكونية عنها، بل تأدية الأدوار المنوطة بهم شريكًا في التآمر والعدوان على دولة شقيقة حتّى بلغ الحد تعليق عضويتها في الجامعة بدلًا من الوقوف إلى جانبها بوجه موجات الإرهاب التي اجتاحتها.
اليوم؛ وبعد مئتي يوم من العدوان على غزّة تتكشف وتنفضح بالفعل أهداف كلّ محاولات أبلسة المقاومة على مدى ربع قرن.. اليوم يتكرّر النفاق الغربي والتآمر العربي الصامت على غزّة لإسقاطها، واليوم يتضح الخيط الأبيض من الأسود؛ فغزّة هاشم فرزت العالم بأسره ما بين محور شر وباطل تقوده أميركا و”إسرائيل” وتنخرط فيه أنظمة التطبيع أو “عرب الاعتدال” وفقًا للتصنيف الأميركي، ومحور خير وحق تقوده حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية واليمن والعراق، وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية الإيرانية..
وعلى شعوب العالم أن تتّخذ موقفها وتختار، إلى جانب من تقف، إلى جانب غزّة بما تمثله من رأس حربة لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر أو كيان الاحتلال المعتدي المجرم وعديم الإنسانية وشركائه الغربيين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير

 

 

الجديد برس|

 

كشفت معطيات إحصائية جديدة حجم ما ألحقته آلة القتل والتدمير الإسرائيلية في القطاع غزة على مدار 470 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي طاولت كل مقومات الحياة الإنسانية.

 

وقدر المكتب الإعلامي الحكومي في تقرير إحصائي نشره اليوم الثلاثاء، الخسائر الأولية المباشرة للحرب بأكثر من 38 مليار دولار، فيما بلغت نسبة الدمار 88%.

وبين أن جيش الاحتلال ألقى طوال فترة الحرب على غزة 100 ألف طن من المتفجرات، استشهد على إثرها 46 ألفًا و960 مواطنا، بينهم 17 ألفًا و861 طفلًا منهم 214 رضيعًا و808 أطفال دون عمر السنة، بالإضافة لارتقاء 12 ألفًا و316 امرأة، مشيرا إلى نسبة الأطفال والنساء تشكل 70% من إجمالي عدد الضحايا.

 

وسجل الإعلام الحكومي 14 ألفًا و222 مفقودًا، ونحو 110 آلاف و725 إصابة، بينهم 15 ألفًا بحاجة لعمليات تأهيل طويلة الأمد، و4 آلاف و500 حالة بتر، موضحا أن 18% من إجمالي حالات البتر سجلت بين الأطفال، فيما يحتاج 12 ألفًا و700 جريح للعلاج في الخارج.

 

وأوضح الإعلام الحكومي أن 38495 طفلًا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، فيما فقدت 13901 من النساء أزواجهن خلال الحرب.

 

وفي تفاصيل ممارساته الإجرامية، ارتكب الاحتلال مجازر مروّعة ضد العائلات الفلسطينية طيلة أشهر الحرب، حيث أباد 2092 عائلة بمجموع عدد أفراد 5967 شهيدًا، في حين أنّ 4889 عائلة أخرى فقدت جميع أفرادها باستثناء فرد واحد (الناجي الوحيد)، ليصل عدد شهداء هذه العائلات إلى أكثر من 8980 شهيدًا.

 

النزوح والجوع

 

في حين أجبرت حرب الإبادة مليونين من مواطني قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء، حسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي. وأشار إلى أنّ 110 ألف خيمة اهترأت وأصبحت غير صالحة للنازحين، فيما أُصيب أكثر من مليونين و136 ألفًا بأمراض معدية نتيجة النزوح، فيما انتقلت عدوى التهابات الكبد الوبائي لنحو 71 ألفًا و338 نازحًا.

وفي غزة، شدد المكتب على أن “الناس ماتت جوعًا ومن البرد أيضًا”، إذ استشهد 8 فلسطينيين بينهن 7 أطفال من شدة البرد في الخيام، فيما استشهد 44 نتيجة سياسة التجويع التي انتهجها الاحتلال خلال أشهر الحرب ضد سكان القطاع تحديدًا محافظتي غزة وشمالها لحملهم على الهجرة القسرية، ولا يزال الموت يتهدد نحو 3 آلاف و500 طفل في القطاع بسبب سوء التغذية.

 

وعلى مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة التي ارتكبها الاحتلال بغزة، لم يسلم القطاع الصحي من دائرة الاستهداف المباشر والحصار المشدد، حيث وصل عدد شهداء الطواقم الطبية ألف و155 شهيدًا ونحو 360 معتقلًا أعدم منهم 3 أطباء داخل السجون.

 

المستشفيات والدفاع المدني

 

ومنذ السابع من أكتوبر ألو 2023، طال العدوان 34 مستشفى في قطاع غزة من خلال حرقها أو الاعتداء عليها أو إخراجها من الخدمة، فيما تعمل بقية المستشفيات بقدرات محدودة للغاية.

 

وأدى العدوان، وفي معطيات الإعلام الحكومي، لإخراج 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، كما استهدف الاحتلال 162 مؤسسة صحية أخرى، فضلًا عن استهداف وتدمير 136 سيارة إسعاف مما أدى إلى شلل كبير بقدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لحالات الطوارئ.

 

أما طواقم الدفاع المدني فقد استشهد منهم 94 عاملًا، واعتُقل 26 آخرين من إجمالي 6 آلاف و600 حالة اعتقال نفذها الاحتلال في قطاع غزة منذ بادية الحرب، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.

 

وخلال الحرب دمر الاحتلال 19 مقبرة بشكلٍ كلي وجزئي من أصل 60 مقبرة، وانتهك حرمة الأموات بسرقة ألفي و300 جثمان من المقابر. كما اكتشفت الطواقم المختصة 7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات، جرى انتشال 520 شهيدًا منها.

 

كما لم تسلم بيوت العبادة من العدوان، حيث تعرض 823 مسجدًا للهدم الكلي بفعل الاستهداف المباشر، و158 مسجدا بشكلٍ بليغ بحاجة لإعادة ترميم، إلى جانب استهداف وتدمير 3 كناس في القطاع، و206 مواقع أثرية.

 

وشدد الإعلام الحكومي على تعمد جيش الاحتلال منذ بداية الحرب، استهداف الصحفيين وملاحقتهم في محاولة لطمس الحقيقة التي أصروا على نقلها رغم المخاطر التي أحاطت بهم، إذ أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 205 صحفيين، إصابة 400 آخرين، واعتقال 48 صحفيًا معلومة هوياتهم.

 

البنية التحتية السكانية والخدماتية

 

ووفق الإحصاءات، تعرضت 161 ألفًا و600 وحدة سكنية في قطاع غزة للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 82 ألفا أخرى أصحبت غير صالحة للسكن، و194 ألفًا تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.

 

وهدم جيش الاحتلال 216 مقرًا حكوميًا بشكل كلي، وارتكب 150 جريمة استهدف فهيا عناصر شرطة وتأمين مساعدات، خلّفت 736 شهيدًا. وطالت سياسة التدمير القطاع التعليمي في غزة، حيث هدم الاحتلال كليًا 137 مدرسة وجامعة، فيما تضررت 357 مدرسة وجامعة بشكلٍ جزئي.

 

أما ما عدد ما قتله الاحتلال من طلبة ومعلمين وأساتذة وباحثين، فقد أحصى “الإعلام الحكومي” استشهاد 12 ألفًا و800 طالب وطالبة، و760 معلمًا وموظفًا تربويًا في سلك التعليم، و150 عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا.

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. طائرات إسرائيلية تهدد الفلسطينيين بإطلاق النار صوب من يتحرك داخل مخيم جنين
  • اللواء الوهبي: القرار الأمريكي تحت أقدامنا وموقفنا من فلسطين ثابت لا يتغير
  • فهمي بهجت: موقف القاهرة الثابت تجاه فلسطين يكشف المخططات التي تستهدف الدولة
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تداهم منازل المواطنين خلال اقتحام بلدة عزون شرق قلقيلية
  • فلسطين.. آليات الاحتلال تقتحم بلدتي بيرزيت وكوبر شمال رام الله بالضفة الغربية
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية بالضفة الغربية
  • فلسطين: تحركات على المستويات كافة لإجبار الاحتلال ومستوطنيه على وقف جرائمه
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • الجامعة العربية واليمن يبحثان الدعم الدولي لحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة
  • فلسطين: تحذير من محاولات الاحتلال تفجير الأوضاع في الضفة