الجامع الأزهر يناقش "العبادات وأثرها في المجتمع" بملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
عقد ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، بالجامع الأزهر الشريف، اليوم ندوته الأسبوعية، تحت عنوان: "العبادات وأثرها في المجتمع"، وذلك تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
ملتقى الجامع الأزهر للقضايا المعاصرة يناقش "العبادات وأثرها في المجتمع"وحاضر في ملتقى هذا الأسبوع، والدكتور صابر أحمد طه، عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق، والدكتور جميل تعيلب، وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة، والشيخ إبراهيم حلس، مدير شئون الأروقة بالجامع الأزهر.
قال الدكتور جميل تعيلب، إن السنة النبوية المطهرة تبين مكانة الأخلاق العظيمة في الإسلام سواء كانت في النواحي العقيدة أو التشريعية، فحُسن خُلق الإنسان يدل على سلامة عقيدته، وهناك عوامل كثيرة تدل على كمال الإيمان ومنها حُسن الخُلق؛ قال صلى الله عليه وسلم" الإيمان بضعٌ وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان"، وقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن كمال إيمان العبد وأن النواحي الأخلاقية ترتبط دوما بالخُلق الحسن، وتُرجمت هذه الأخلاق إلى نواحي عملية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وقد زخرت آيات الذكر الحكيم بالحديث عن أهمية النواحي الأخلاقية في حياة المسلم؛ فلقد ربط الحق سبحانه وتعالى بين العدل والعقيدة فلابد من تحقيق جميع صور العدل مثل عدل الإنسان مع ربه ومع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه، قال تعالى"يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم"، لقد ربط الشرع الحكيم بين الأخلاق وبين العقائد، فلا يمكن الفصل بين الأخلاق وبين العقائد أو حتى بين العبادات، كما ربط الله سبحانه وتعالى خُلق الصدق بالإيمان، فقال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"، فهو صفة جليلة لابد أن يتحلى بها المسلم لأن الحق سبحانه وتعالى قد وصف نفسه بالصدق، فقال تعالى {ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا}، {ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا}، وأفرد الحق سبحانه وتعالى سورة كاملة تحدثت عن الأخلاق المحمودة التي وجب على المسلم أن يتصف بها والأخلاق الذميمة التي يجب التخلي عنها وهي سورة الحجرات، التي بينت أهمية الأخلاق ومدى مردودها العملي في حياة الإنسان.
العبادة تعني الخضوع والطاعة وهي اسم لكل مايحبه الله ويرضاهمن جهته أوضح الدكتور أحمد طه صابر، أن العبادة تعني الخضوع والطاعة وهي اسم لكل مايحبه الله ويرضاه، وقد أرسل الله جميع الأنبياء للبشر ليعبدوا الله وحده وهذا هو الهدف الأسمى من العبادة، لافتا إلى أن العبادة تكون بالقلب واللسان والجوارح، ولذا كان هناك ارتباط شديد بين العقيدة والشريعة والأخلاق، قال النبي ﷺ "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" مع أنه جاء بالعقيدة والشريعة، وأضاف أن العبادات لها وجهتان؛ الأولى تلبية ما أمر الله به وبالتالي تقرب المرء من ربه سبحانه وتعالى؛ فتأدية العبادات تؤثر تأثيرا مباشرا على المسلم فمثلا إذا داوم المسلم على الصلاة اعتاد النظافة والانضباط وضبط الوقت والالتزام به والسكينة ومراعاة مشاعر الآخرين كما في حديث النبي ﷺ "من أم بالناس فليخفف" ، والثانية كانت من أجل العلاقة بين الإنسان وأخيه لتقوِي أواصر المحبة وتوطد العلاقات بين بني الإنسان، مما يكون له كبير الأثر على الفرد والمجتمع.
وفي نفس السياق بيّن الشيخ إبراهيم حلس،أن الله سبحانه وتعالى طيّب لا يقبل إلا طيبا، فيجب على المسلم أن تكون جميع أفعاله وعباداته ابتغاء مرضات الله وحده ولا تشوبها شائبة، فالإنسان إذا ما تلوثت أخلاقه بالرذائل مُنع الأجر، فالعاق لوالديه مثلا لن يدخل الجنة حتى وإن كانت أعماله حسنة فيما يظهر للناس، أو من يحلف يمين الغموس ويصلي، فلن تُقبل صلاته بسبب سوء خُلقه، فمن سقى الكلب دخل الجنة بسبب خُلق الرحمة التي فاضت منه حتى عمّت الحيوان، وأخرى تدخل النار في هرة حبستها بسبب غلظة قلبها، ولهذا تعلقت وارتبطت العبادات بالأخلاق ارتباطا وثيقا لما لها من أثر بين العبد وربه وبين العبد والمجتمع، جاء حاجب "معاوية" ليعلن له أن رجلاً بالباب يقول: إنه أخوك يا أمير المؤمنين. ولا بد أن حاجبَ معاوية كان يعلم أن معاوية بن أبي سفيان لا إخوةَ له، لكنه لم يَشَأْ أنْ يتدخَّل فيما يقوله الرجل وقال معاوية لحاجبه: ألاَ تعرف إخوتي؟ فقال الحاجب: هكذا يقول الرجل. فأذِنَ معاويةُ للرجل بالدخول وسأله: أي إخوتي أنت؟ أجاب الرجل: أخوك من آدم. قال معاوية: رَحِم مقطوعة والله لأكون أوَّلَ من يَصلها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة العبادات وأثرها شيخ الأزهر أحمد الطيب كلية أصول الدين سبحانه وتعالى
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر في 2024 .. مصدر إشعاع توعوي وفكري وثقافي لا يخفت
واصل الجامع الأزهر الشريف في عام 2024 دوره كمركز للإشعاع التوعوي والفكري والتنويري، فكان وبحق، بمثابة القلب النابض لها، والذي يزود رواده من من جميع دول العالم، بمئات المحاضرات والملتقيات الفكرية والتوعوية والدينية، وكان بمثابة الملاذ الآمن لمحبي علوم الشريعة واللغة وعلوم القرآن من منبعها الأصيل، بجانب تعريف عشرات الآلاف على علوم التجويد والقراءات وفنون الخط العربي والزخرفة وغيرها من العلوم العربية والإسلامية الأصيلة.
أروقة الجامع الأزهر في 2024: تحتضن 150 ألف دارس
شهد رواق القرآن الكريم والتجويد والقراءات بالجامع الأزهر، وفروعه بجميع المحافظات، في العام 2024 نشاطا كبيرا، حيث بلغ إجمالي عدد الدارسين فيه 10 آلاف دارس، مع استكمال برامج التعليم عن بعد، حيث بلغ عدد حلقات التحفيظ مباشر وعن بعد 11823 حلقة أسبوعيا، بالإضافة لإطلاق اختبارات الدفعة الرابعة لمركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بإجمالي 1139 معلم، وبلغ عدد الدارسين برواق الطفل لحفظ القرآن الكريم بالجامع الأزهر وجميع المحافظات 53 ألف دارس، مع استكمال ومتابعة برنامج التعليم عن بعد المخصص لهم، ليصل مجموع الحلقات بنظام التحفيظ المباشر وعن بعد للأطفال 25000 حلقة اسبوعيا.
وشهد رواق العلوم الشرعية والعربية، إقبالا كبيرا بالجامع الأزهر والفروع الخارجية، حيث بلغ عدد المتقدمين نحو (30000) ألف دارسًا، كما واصل رواق الخط العربي حضوره المميز، حيث وصل عدد المحاضرين فيه 19 محاضرا، يقدمون 240 محاضرة أسبوعيا لـ 1200 من الدارسين والمحبين للخط العربية وفنونه، بواقع 57 ألف دارس سنويا، ونظرا للإقبال الكبير فقد شهد الرواق افتتاح (٦) مقرات جديدة لرواق الخط العربي والزخرفة الإسلامية، بمحافظات أسوان، الأقصر، قنا، أسيوط، الغربية، الإسكندرية.
بحضور أكثر من 50 ألف ..ملتقيات الأزهر في 2024 توعية وتنوير وتفنيد للشبهات
واصل الجامع الأزهر في العام 2024 تقديم وجبة متكاملة من القضايا المعاصرة والفقهية الطبية وعلوم السيرة النبوية والقرآن الكريم، وقد تمثلت أبرز تلك الملتقيات فيما يلي:
ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة والذي يُعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ويستضيف كبار علماء الأزهر الشريف، وأساتذة جامعة الأزهر لمناقشة أهم القضايا المطروحة على الساحة، في مواكبة للواقع المعاصر، ومجابهة الشبهات التي تتردد حول الدين الإسلامي الحنيف، وقد عقد الجامع الأزهر في العام 2024 (42) ملتقى، كما بلغ إجمالي عدد الحضور 600 أسبوعيا، في حين يُعقد الملتقى الفقهي الطبي (رؤية معاصرة) يوم الاثنين من كل أسبوع، ويُعدّ منصة هامة لتعميق التعاون بين الفقهاء والأطباء لتقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، وقد عقد الجامع الأزهر في خلال هذا العام (10) ملتقيات.
ويُعقد ملتقى السيرة النبوية يوم الأربعاء من كل أسبوع؛ بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، حيث عقد هذا العام (10) ملتقيات،، وأما ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني فيُعقد يوم الأحد من كل أسبوع " بهدف إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين، وقد عقد الجامع الأزهر خلال هذا العام (8) ملتقيات، كما تم عقد ملتقى الطفل الخلوق النظيف الفصيح، إيمانا من الجامع الأزهر بدوره الرائد في تربية النشء، على أسس سليمة تتبع المنهج الأزهري المعتدل الذي يمثل صحيح الإسلام، وقد عقد الجامع الأزهر في هذا الصدد (42) ملتقى.
الجامع الأزهر في شهر رمضان.. مركز للعبادة والنشاط الديني والاجتماعي
عقد الجامع في شهر رمضان (206) مقرأة برواية حفص عن عاصم وبالقراءات (بالحضور المباشر وعن بُعد)، بالإضافة إلى (24) مقرأة خاصة للوافدات بالقراءات ودروس التجويد، (25) درسا بعد الظهر (رجال – رياض الصائمين)، و (25) درسا بعد الظهر (نساء – رمضانيات نسائية)، و (25) درسا الثانية عصرًا (باب الريان)، وبجانب ذلك، نظم الجامع الأزهر (30) خاطرة إيمانية خلال صلاة التراويح، وعقد (28) ملتقى فقهيًا بعد صلاة التراويح، حاضر فيها كوكبة من السادة أعضاء هيئة كبار العلماء والسادة أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، بجانب تقديم (160) ألف وجبة إفطار للطلاب الوافدين والمصريين، و (41) ألف وجبة سحور لرواد الجامع عقب صلاة التهجد، فضلا عن عقد (4) دروسا فقهية بلغة الإشارة لمتحدي الإعاقة من الصم والبكم، و(7) احتفالات، أبرزها الاحتفال السنوي بمرور 1084 عاما على تأسيس الجامع الأزهر.
بحضور الآلاف.. 4 مجالس حديثية في عام 2024
تواصلت في العام 2024 سلسلة المجالس الحديثية بالجامع الأزهر، والتي تم نقلها عبر البث المباشر على صفحة الفيس بوك الخاصة بالجامع الأزهر، إضافة إلى الحضور المباشر للآلاف من دارسي ومحبي علوم الحديث، وقد شملت سلسلة هذا العام المجالس الحديثية لقراءة سنن أبي داود، والمجالس الحديثية لقراءة كتاب" الأدب المفرد"، بالإضافة إلى المجلس الختامي لقراءة كتاب "سنن أبي داود" بجانب انعقاد المجلس الحديثي الأول لقراءة كتاب "سنن الإمام الترمذي".
وحدة الشعائر الدينية بالجامع الأزهر الشريف تعقد 1700 مقرأة
واصلت وحدة الشعائر الدينية بالجامع الأزهر في العام 2024، نشاطها المميز، حيث عمل معلمي القرآن بالجامع بجانب إمامة الصلاة؛ على حلقات تحفيظ القرآن الكريم (عن بعد) عبر برنامج (Microsoft Teams)، إضافة إلى إدارة المقارئ اليومية برواية حفص صباحا، والقراءات العشر مساءً، وقد بلغ عدد المقارئ (36)مقرأة أسبوعيًا، وواصلت إدارة الشؤون الدينية فعالياتها المكثفة عبر تفعيل برنامج كتب التراث، ونقلها عبر المنصات الاجتماعية للجامع الأزهر، وعدد السادة الأساتذة والعلماء قد وصل إلى (33) أستاذًا بإجمالي عدد محاضرات (33) محاضرة في الأسبوع، والمستهدف أن تصل محاضرات كتب التراث أكثر من (60) محاضرة أسبوعيًا.
4 بروتوكولات تعاون لنشر العلم الوسطي النافع في ربوع الوطن
عمل الجامع الأزهر في العام 2024 على تنفيذ عدد من بروتوكولات التعاون مع عدد من المؤسسات الوطنية، بهدف تحقيق رسالة الأزهر بنشر العلم الوسطي النافع في ربوع الوطن، وهي:
أولا: التعاون بين الأزهر ووزارة الشباب والرياضة، حيث استضافت وزارة الشباب والرياضة، عبر مراكز الشباب لديها، في العام 2024 أنشطة الرواق الأزهري التثقيفية والتوعوية التي تستهدف النشء في المقام الأول.
ثانيا: تنفيذ بروتوكول التعاون بين الجامع الأزهر الشريف ونادي قضاة مصر، لإنشاء أروقة لتحفيظ القرآن بفروع النادي على مستوى الجمهورية.
ثالثا: تنفيذ بروتوكول التعاون بين الجامع الأزهر الشريف ومحافظة الوادي الجديد.
رابعا: تنفيذ بروتوكول التعاون بين الجامع الأزهر الشريف ومحافظة شمال سيناء.