الثورة نت:
2025-03-15@16:13:47 GMT

تصفية القضية الفلسطينية.. مشروع أمريكي ؟!

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

 

 

الموقف الذي اتخذته أمريكا في مجلس الأمن الدولي مؤخراً باستخدامها حق (النقض الفيتو) ضد قرار دولي يمنح فلسطين عضوية دولة كاملة في الأمم المتحدة، يندرج في سياق مخطط أمريكا في تصفية القضية العربية الفلسطينية، وتمكين الاحتلال الصهيوني من إحكام سيطرته الكاملة على الجغرافية العربية في فلسطين وأيضا السيطرة الديموغرافية، أي السيطرة على السكان، من خلال القتل والتهجير والتدجين، وبالتالي تصفية الحلم الفلسطيني وإغلاق ملف الدولة الفلسطينية بما في ذلك ما تسوقه واشنطن عن (حل الدولتين) الذي تسوقه واشنطن لإلهاء العرب والعالم عن حقيقة ما تخطط له واشنطن و تمارسه قوات الاحتلال ميدانيا على طريق استكمال المشروع الصهيوني الاستيطاني وفرض امر واقع يؤدي في النهاية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما نشاهده ميدانيا بغض النظر عن كل ما يقال عبر التصريحات الاستهلاكية التي تطلق من هناء وهناك وخاصة من واشنطن التي تعمل بجدية على تصفية القضية الفلسطينية وحرمان الشعب العربي في فلسطين من حقه في الحرية والاستقلال والدولة حتى في نطاق جغرافية عام 1967م.

.؟!
أن ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية يجري وفق رغبة وإرادة واشنطن، وليس صحيحا أن ما يجري يجري برغبة الاحتلال الصهيوني، وما يجري في غزة يتجه نحو (الضفة الغربية) التي تتجه لتواجه نفس مصير غزة في إطار مشروع صهيوني _أمريكي لتصفية القضية الفلسطينية، إذ ترى واشنطن أن المرحلة مناسبة للتخلص من القضية في ظل واقع عربي ممزق وعاجز وأنظمة عربية محكومة بإرادة واشنطن، أنظمة تابعة ومرتهنة، ومحكومة ب (حذاء ضباط المخابرات الأمريكية)، وواقع فلسطيني هو الآخر ( ملغم) بالخلافات الداخلية، بعد أن فقدت الثورة والقضية مرجعيتهما برحيل القائد الشهيد الرئيس أبو عمار الذي رحل اغتيالا على يد الصهاينة وبعلم أمريكا وأنظمة (العهر العربي)، وبالتالي فإن الوقت أكثر من مناسب بنظر أمريكا والكيان لتصفية القضية وفرض امر واقع يفضي إلى نهاية الحق العربي الفلسطيني، من خلال فرض خيار التهجير لمن سيبقى من أبناء الشعب العربي الفلسطيني.
إذ أن الحماس الأمريكي في تغطية جرائم الاحتلال بلغ مرحلة من الوقاحة غير المسبوقة تاريخيا، فإلى جانب الدعم العسكري والمادي للكيان، تقدم واشنطن الدعم السياسي والإعلامي وتواجه المجتمع الدولي في دفاعها عن جرائم الكيان سواء عبر تبنيها للرواية الصهيونية والأخذ بها كمسلمات غير قابلة للتشكيك إلى التصدي لقرارات الجمعية العمومية، وقرارات مجلس الأمن، وقرارات المحكمة الدولية، تواجه اليمن عسكريا وتهدد لبنان والعراق، وتتصدى لإيران، وتعتبر استباحة سيادة دول المنطقة من قبل الكيان حقا مشروعا ودفاعا عن النفس، فيما تعتبر حق الأخرين بالدفاع عن أنفسهم عدوانا يستحق المواجهة والرد وفرض العقوبات..؟!
أمريكا لا ترى جرائم العدو ليس الظاهرة منها، بل تلك التي تتكشف عن مقابر جماعية ارتكبها العدو بحق المدنيين العزل والنساء والأطفال، وللعلم أن المقاومة في فلسطين لا تقاتل جيش العدو وأجهزته، بل تقاتل أمريكا والغرب بكل عدتهم وعتادهم ولولا أمريكا والغرب لما صمد جيش الاحتلال أمام صلابة المقاومة الأسطوري بدليل أن سبعة أشهر من اضخم عدوان يقوم به الجيش الصهيوني منذ تأسس كيانه الاستيطاني ومع الدعم الأمريكي الغربي إلا أن هذا الجيش اخفق في تحقيق أي انتصار يذكر، وهو المعتاد أن يحقق انتصاراته ضد جيوش عربية رسمية خلال أيام أن لم يكن خلال ساعات، فقط مع المقاومة وجد هذا الجيش رغم كل الدعم اللوجستي الذي تلقاه من أمريكا ماديا عسكريا وجد نفسه عاجزا عن استعادة كرامة اهدرتها المقاومة في أكتوبر الماضي، فأعاد غضبه على المدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ ومرافق خدمية وبنية تحتية وقتل أطباء وفرق الإسعاف والصحفيين ومع ذلك لم أمريكا والغرب فيما تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني ما يستوجب الإدانة والاستنكار حتى لدوافع إنسانية وبما يحفظ ماء وجه أمريكا أمام شعوب العالم التي ظلت لعقود تعضهم عن قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان..؟!
المقابر الجماعية التي أرتكبها الصهاينة والتي تتكشف تباعا تراها أمريكا ولكنها تقول (إنها تجهل من أرتكبها)..؟!
في الضفة ترى أمريكا واعلامها جرائم المستوطنيين وَتؤكد انها (شاهدت فلسطينيين يقتلون ولكنها غير متأكدة من مصدر النيران)..؟!
تتحدث عن (حل الدولتين) وفق حدود العام 1967م ولكنها ترفض فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي اعترف بها العالم وتصدت أمريكا لها بـ(الفيتو) داخل مجلس الأمن بذريعة أن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يأخذ ( مسار تفاوضي) مع ان هذا الحق معترف به منذ صدر القرار الأممي الظالم رقم (181) الذي قضي بتقسيم الجغرافية الفلسطينية الي دولتين، وقد صدر هذا القرار برعاية أمريكية وبضغط وتدليس أمريكي، إذ أن غالبية من صوت على هذا القرار كانت مجرد دويلات هامشية لا تأثير لها ولا مكانة على الخارطة الدولية -حينها -فيما الوطن العربي والإسلامي كان في الغالب تحت الوصاية الاستعمارية البريطانية -الفرنسية -الإيطالية..؟!
إن أمريكا هي العدو الحقيقي للأمة وللشعب العربي في فلسطين وعلى امتداد الوطن العربي، وهي كذلك عدو للأمة الإسلامية وللإسلام والعقيدة الإسلامية..
أن الكيان الصهيوني ليس أكثر من قاعدة عسكرية أمريكية وشرطي حراسة لحماية مصالحها الاستعمارية، وهذا ما يجب أن يستوعبه العقل العربي والإسلامي الحر، هذا إن بقي في الأمتين عقول حرة..؟!
إن الرهان على الأنظمة العربية -الإسلامية هو فعل من ترف ورهان يشبه الرهان على (إبليس)..؟!
أن ما يجب أن نستوعبه هو أن نؤمن يقينا بأن عدونا وعدو وجودنا هي أمريكا وأذنابها، وأن أمريكا هي من يجب أن تقاوم قبل الكيان السرطاني الذي لن يقتلع، ولن تُشفى الأمة منه إلا بضرب أمريكا وانهيارها وليس هذا بعيدا ولا مستحيلا، بل هو أسهل مما يتخيله البعض ممن يحدثوننا عن أمريكا الدولة العظمى والدولة الغنية والدولة المتقدمة والمتطورة والتي تحتل السماء والأرض، وهي في الواقع لا تحتاج أكثر من مجاميع مؤمنة تؤازر أو تستغل ورطتها في أوكرانيا لتبدأ في استهداف مصالحها في المنطقة والعالم.. إن أمريكا ليست قدراً، بل انها تنتظر رصاصة الرحمة فهي تعيش أزمة وجودية مركبة، وتعيش أزمة هوية وانتماء، وصراع اجتماعي ينهش في مفاصلها، ناهيكم انها دولة مفلسة تعيش بأموال العالم، وبالتالي لن تكن أكثر عظمة من بريطانيا التي كانت لا تغرب عن مستعمراتها الشمس ولكن ثورة يوليو في مصر استطاعت أن تجعل شمس بريطانيا تغرب..؟!
فهل في هذه الأمة بقايا أحرار؟! وهل في فلسطين من يقتفي إثر مناضليهم الأوائل من أمثال وديع حداد، َجورج حبش، وسليمان داؤد، ومحمد أبوالهول، وأبوجهاد، ان مجازر غزة وكل فلسطين أن لم تكلل بدولة فلسطينية ذات سيادة، على الأخوة في فلسطين وكل أحرار العرب والمسلمين المناصرين قضيتهم إعادة قراءة سيرة وديع حداد، ورفاقه من المناضلين الأوائل الذي اجبروا العالم أن يعترف بوجود شعب اسمه الشعب العربي الفلسطيني، وعلى هؤلاء الأحرار إجبار العالم بالاعتراف بالدولة العربية الفلسطينية كاملة السيادة ؟!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)

أفاد تقرير أمريكي بأن الوقت حان للتوقف عن التلاعب بالحوثيين بشأن تهديدات الجماعة وهجماتها على سفن الشحن في البحر الحمر.

 

وقالت مجلة " commentary" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن إيقاف هجمات الحوثيين، في البحر الأحمر يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي.

 

في غضون ذلك، يؤكد التقرير أنه ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

 

وقال "أعلن الحوثيون عزمهم على استئناف هجماتهم على السفن التجارية المارة عبر ممرات الملاحة في البحر الأحمر والسويس. وتدّعي الطغمة العسكرية اليمنية المدعومة من إيران أمرين: الأول أنها ستهاجم السفن الإسرائيلية فقط، والثاني أنها تفعل ذلك تضامنًا مع حماس في غزة".

 

وأضاف "كلاهما كذب. ففي الواقع، ستكون كل سفينة عُرضة للهجوم، والحوثيون يختبرون نموذجًا من قرصنة القرن الحادي والعشرين، والذي إن نجح، فسيستمر، ومن المرجح أن يقتدي به آخرون، مما سيُلقي بالاقتصاد العالمي (والأمن العالمي) في حالة من الاضطراب لم يكن مستعدًا لها".

 

واستطرد "يمكن، بل يجب، إيقاف الحوثيين، لكن ذلك يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي. في غضون ذلك، ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

 

بمعنى آخر، حان الوقت للتوقف عن التلاعب بالحوثيين. وفق التقرير.

 

وقال "لنبدأ بالكذبة الأولى: أن السفن الإسرائيلية فقط هي المعرضة للخطر. مثال واحد فقط من بين أمثلة عديدة، نقلاً عن نعوم ريدان وفرزين نديمي: "عندما تعرضت ناقلة النفط/الكيماويات "أردمور إنكونتر" (رقم المنظمة البحرية الدولية 9654579) التي ترفع علم جزر مارشال للهجوم في ديسمبر 2023، كانت مملوكة لشركة "أردمور شيبينغ" الأيرلندية، ولم تكن لها أي صلات واضحة بإسرائيل. بعد أسبوعين، كشف تقرير صادر عن شركة "تريد ويندز" عن قضية خطأ في تحديد الهوية - يبدو أن الهجوم كان مدفوعًا باعتقاد أن قطب الشحن الإسرائيلي عيدان عوفر يمتلك حصة في الشركة، لكن أسهم عوفر بيعت قبل أشهر من الهجوم".

 

وأشار إلى أن روسيا والصين هما المستفيدان الرئيسيان من هجمات الحوثيين، مع أن أحداً لا ينعم بالأمان حقاً.

 

وبشأن الكذبة الثانية: وهي أن هذه مجرد "مقاومة" إضافية في غزة، وبالتالي لا تشكل تهديداً أوسع. لفهم المدى الكامل لهذه الكذبة، يجدر بنا مراجعة الضرر الواسع النطاق الذي ألحقه إرهاب الحوثيين في البحر الأحمر، والفوائد التي عادت على الحوثيين أنفسهم، وما يُخبرنا به كلاهما عن الاستخدامات المستقبلية لهذه الأساليب.

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/كانون الأول: "يبدو الأمر كما لو أن صناعة الشحن قد عادت إلى أيام ما قبل افتتاح قناة السويس عام 1869". وقد أعادت شركات الشحن توجيه أساطيلها بشكل جماعي حول رأس الرجاء الصالح، مما أضاف 3500 ميل بحري و10 أيام إلى معظم الرحلات. قبل أن يبدأ الحوثيون هجماتهم، كانت قناة السويس تُعالج 10٪ من التجارة العالمية.

 

في يناير/كانون الثاني، قدّرت مجلة الإيكونوميست أن "شحنات البضائع عبر البحر الأحمر انخفضت بنسبة 70% من حيث الحجم"، وأن التكاليف المتزايدة لشركات الشحن - والتي ترفع تكلفة البضائع المنقولة على المستهلكين - تبلغ حوالي 175 مليار دولار سنويًا.

 

ولفت التقرير إلى أن هناك، طريقة أخرى للالتفاف على هذا التهديد: رشوة الحوثيين. لدى الجماعة نظام دفع مُعدّ ليعمل تقريبًا مثل نظام E-ZPass، ولكن لقرصنة قناة السويس.

 

وأكد أن هذه المدفوعات غير قانونية بالطبع، لذا لا تستطيع الشركات الغربية دفعها؛ وسيكون من السهل رصد أولئك الذين بدأوا فجأة بالمرور عبر ممرات الشحن سالمين. تُدرّ أموال الحماية على الحوثيين ما يصل إلى ملياري دولار سنويًا. كما أن الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي يستخدمونها لتنفيذ هذا المخطط تنخفض أسعارها عامًا بعد عام.

 

"بعبارة أخرى، هذه خطة عمل. ربما يستطيع الحوثيون البقاء على قيد الحياة بمفردهم، حتى لو اختفت الرعاية الإيرانية. كما أشارت مجلة الإيكونوميست، "بممارستهم الضغط على مالكي السفن، يكسبون مئات الملايين من الدولارات سنويًا - بل مليارات الدولارات - بينما يفرضون على العالم تكاليف بمئات المليارات. وبدلًا من الصمت عند توقف إطلاق النار في غزة، قد يكون الحوثيون يُبشرون بعالم فوضوي بلا قواعد أو شرطي". وفق التقرير.

 

وخلصت مجلة " commentary" إلى أن إدارة ترامب تواجه الآن نفس الخيار الذي أربك جو بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين للاقتصاد العالمي. مؤكدة أن المخاطر أكبر مما يدركه الكثيرون، نظرًا للآثار المترتبة على إنشاء نموذج قرصنة حديث وفعال قد يُحتذى به للجماعات الإرهابية الأخرى. في الواقع، المخاطر كبيرة بما يكفي لدرجة أن وضع حد للحوثيين هو الخيار البديهي.


مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • إعلام أمريكي: تطبيق قواعد إسرائيلية صارمة على منظمات الإغاثة في فلسطين
  • فلسطين.. آليات الاحتلال تطلق قذائف صوتية نحو المناطق الغربية لمدينة رفح الفلسطينية
  • "فلسطين للأمن القومي".. الخطة المصرية الخاصة بإعادة إعمار غزة واقعية وحازت على التأييد العربي
  • مستشار الرئيس الفلسطني: جلالة الملك يخدم القضية الفلسطينية على الأرض
  • آثار الدمار في المبنى السكني الذي استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مشروع دمر بدمشق
  • وزير الكهرباء المهندس عمر شقروق لـ سانا: ستنتقل هذه الإمدادات عبر الخط العربي للغاز الذي يمر من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية.
  • السفير البريطاني بالقاهرة: رسالة مصر حول القضية الفلسطينية واضحة.. وعلى إسرائيل الالتزام بدخول المساعدات
  • نصر عبده: غزة لأهلها ومصر دائمًا لها مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية
  • اجتماع خماسي عربي يبحث تطورات القضية الفلسطينية في الدوحة