سامح فوزي: ثقافة التسامح تحتاج تربية مدنية في المدارس
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد سامح فوزي الكاتب والروائي كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية إن مفاهيم التنوع وقبول الآخر والتسامح ونبذ التعصب صارت جزءا من الخطابات السياسية والإعلامية والثقافية في المجتمع بعد ان كانت محل سجال في التسعينيات.
وقال ان هناك مناخا محافظا اجتماعيا وثقافيا يسوغ التعصب، وغياب التسامح، وهو ما نراه في بعض الاحداث الاجتماعية، وخطابات الكراهية علي مواقع الانترنت.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في ورشة العمل بعنوان (نبذ العنف والتسامح وقبول الآخر والمساواة الجندرية) التي نظمها المجلس القومي لحقوق الإنسان.
وأضاف فوزي ان هناك آليات أساسية لتعزيز ثقافة التنوع وقبول الآخر أبرزها نشر قيم التربية المدنية في المدارس، ومواجهة الخطابات التحريضية علي العنف في الفضاء الرقمي، وحث المؤسسات وخاصة الثقافية والاكاديمية علي تطبيق قيم التسامح والتنوع وقبول الاختلاف في عملها واروقتها دون الاكتفاء بالدعوة إليها.
ودعا إلى تطوير مبادرات للتنمية تشمل فئات متنوعة في المجتمع، مما يخلق المعرفة المتبادلة، والحفاظ علي المصالح المشتركة بينهم.
ولفت فوزي إلى العديد من المؤسسات في المجتمع تتبني قياداتها خطابات متطورة وبناءة، في حين ان المستويات الإدارية المختلفة في هذه المؤسسات قد لا يصلها هذا الفكر المتطور، وتتصرف في سياق نظرتها التقليدية.
واختتم فوزي حديثه بالتأكيد علي الجهود التي قامت بها الدولة المصرية في السنوات الأخيرة لدعم التنوع، والتعايش، والتصدي للمشكلات المتوارثة.
يذكر ان ورشة العمل تستمر يومين، أدار الجلسة الخبير في حقوق الانسان مجدي عبد الحميد، وتحدثت فيها أيضا ضحى عاصي الاديبة وعضو مجلس النواب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدولة المصرية المجلس القومي لحقوق المصالح المشتركة ثقافة التسامح حقوق الإنسان قيم التسامح مواقع الانترنت مكتبة الإسكندرية والتسامح وعضو مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
فيلم التسامح.. سباق مع الزمن من أجل إصلاح أخطاء الماضي
لا شك أن تعوّد الجمهور على نوع من أفلام الحركة التي تتميز بالحبكات المبتكرة والقائمة على صراعات محتدمة، يدفع في المقابل المنتجين إلى دعم هذا النوع والإكثار منه حتى يمكن أن نصل في بعض الأحيان إلى نوع من التكرار، ومع ذلك فعجلة الإنتاج تستمر.
لهذا لا بد أن نتساءل عن ذلك المستوى من الجودة التي يراد لها أن تتوفر في الفيلم الناجح من أفلام الحركة التي تجعله جديرا بالمشاهدة ومن ثم تحقيق عنصر النجاح ومن دون توفر ذلك العنصر فما هي الجدوى من المضي قدما في نوع فيلمي لا يأتي بجديد؟
هذه المقدمة تنطبق على هذا الفيلم للمخرج النرويجي هانس بيتر مولاند ومعه كاتب السيناريو توني غايتون وهي التجربة الثانية للمخرج مع الممثل ذائع الصيت ليام نيسون بعد فيلم مطاردة باردة في عام 2019 والذي حقق نجاحا متميزا وربما كان ذلك سببا في العودة للعمل مع نيسون ولكن من خلال فيلم يفترض انه ينتمي إلى نوع أفلام الحركة لكنه في الواقع فيلم درامي ليس فيه من مشاهد الحركة إلا القليل.
بالطبع سوف تواجهنا منذ البداية ظاهرة الممثل -الناجح ذي الشعبية الواسعة والمقصود بالطبع الممثل البريطاني ذائع الصيت ليام نيسون الذي يتميز بالغزارة في الأفلام التي كان يحتل موقع البطل فيها وفعليا هو بطل مغامر وذراع ضاربة وذلك ابتداء من فيلمه "مأخوذ" الذي يعود إلى عام 2008 ومنذ ذلك الفيلم وأفلام نيسون تتلاحق سنويا وأحيانا فيلمين في العام وتجد لها قبولا واهتماما ونجاحا.
لكن السؤال الذي يبرز هنا، ماذا لو بلغ نجم أفلام الحركة مرحلة من العمر من الصعب أن يؤدي ذلك النوع من الأفلام؟
واقعيا، إن ذلك ما يحصل حاليا مع نيسون فهو في هذا الفيلم يسابق الزمن قبل الخرف وأمراض الكهولة وهو التحدي الرئيس الذي يواجهه ويدفعه لتصحيح أخطائه.
على أننا لسنا بعيدين كثيرا عن فيلمه السابق الذاكرة -2022 والذي يعالج الفكرة نفسها المرتبطة بفقدان الذاكرة والخرف والسباق مع الزمن من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وهو ما يذكرنا أيضا بفيلم آخر عن شخصية ملاكم يتحول إلى متشرد، وهو تيري مالوي الذي جسده الممثل ذائع الصيت مارلون براندو، حيث يعاني مالوي من فقدان الذاكرة نتيجة لاعتلال الدماغ المزمن، أما نيسون، الذي غمره اليأس، فتشعر معه بذلك النوع من القلق المكبوت الذي يدفعه إلى كتابة الأسماء في دفاتر الملاحظات لتذكرها وهو يذكرنا أيضا في كثير من المشاهد بفيلم "نوكس يذهب بعيدا"، الذي لعب فيه مايكل كيتون دور قاتل مأجور مصاب بالخرف، لكن هذا الفيلم (الذي أخرجه كيتون، وبطريقة متميزة) كان أكثر براعة من هذا الفيلم.
ها نحن مع ثاغ، الممثل ليام نيسون وهو في خريف العمر وهو يسابق الزمن بسبب إصابته بمرض عصبي ربما بسبب ممارسته رياضة الملاكمة، مما تسبب له بارتجاج في الدماغ لكنه وخلال عقود عدة كان مجرد أداة لتنفيذ مآرب كونر -الممثل رون بيرلمان، ومنها مثلا قيادة شاحنة لا يعلم ماذا يوجد في داخلها لكنه يجد انه مؤامرة كبيرة للاتجار بالبشر وخلال ذلك يكتشف حاجة فتاة شابة إلى آلاف الدولارات تدفعها لعصابات الاتجار بالبشر في مقابل عتقها ونيل حريتها.
في المقابل وبسبب تلك الحياة المضطربة فإن ما يميز شخصية ثاغ انه مبعثر وحياته متشظية وبذلك تتبعثر عائلته فيكتشف بعد سنوات أن ابنه البكر قد توفي ويبقى يلاحقه في الأحلام ولم تبق سوى ابنته ديزي -الممثلة فرانكي شون، التي سوف تؤنبه بشدة بسبب إهماله لهم واضطرارها إلى بيع مسكنها بسبب الضائقة المادية التي تمر بها، وهنا تبدأ رحلة ثاغ لتصحيح إخطائه وصولا إلى إصلاح انحرافات اجتماعية بما فيها الاتجار بالشر وهو ما يعرض حياته إلى خطر مميت.
هذه الخطوط الدرامية المتشابكة يشير إليها موقع أكشن ايليت بالقول"بداء من تسويق الفيلم على أنه فيلم أكشن آخر لليام نيسون؛ بينما هو في الحقيقة فيلم درامي حيث إن مشاهد الحركة لا تتعدى مدتها -10 دقائق من مدة العرض.
واقعيا، لا يوجد شيء في هذا الفيلم لم نشاهده من قبل؛ الأداء المعتاد لنيسون، الذي يظهر بصفة رجل عجوز يحاول إعادة وصل ما انقطع مع عائلته، وهو خلال ذلك يغالب تقدمه في السن كممثل تجاوز السبعين من العمر".
وفي واقع الأمر ثمة تشظيات كثيرة متشعبة، هي التي يتشكل منها السرد الفيلمي بخطوطه المتعددة ومن ذلك علاقات متوالية ابتداء بعلاقته برئيسه الذي يكلفه بتدريب ابنه وهي علاقة ملتبسة بسبب شخصية ثاغ المتزمتة ثم علاقته بحفيده الذي يريد له أن يتحول إلى ملاكم صغير في وسط جفاء ابنته وعدم رغبتها في التدخل بشؤون حياتها.
أما إذا ذهبنا بعيدا في تلك التشظيات فهنالك العلاقة الناشئة مع امرأة مجهولة شديدة التعاطف معه -تؤدي الدور الممثلة يوليوندا روس التي تصطف إلى جانب ثاغ لمواجهة الظرف العصيب الذي يخلصه من أزماته المتلاحقة وخاصة بعد شعوره بالذنب لسماعه خبر وفاة ابنه ثم توالي الأحلام والكوابيس التي تلاحقه، فيما يبدو انه نوع من الرغبة اللاواعية لطلب الصفح من الابن ومن الابنة وصولا إلى ذلك العمل الخيري بتوزيع ما لديه من مال على مجموعة من ضحايا الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر فضلا عن الإفراج عنهم.
يذهب الناقد بيتر سوبنيسكي في موقع روبر ايبرت إلى القول انه "لا شك أن نيسون قد خاض تجربة أفلام الحركة على مدار العقد الماضي وعلى نحو مكثف، لكن هذا الفيلم قد بدا وكأنه محاولة نبيلة ولكن غير متوازنة لدمج إيقاعات أفلام الحركة السابقة التي كان هو بطلها بلا منافس مع قصة إنسانية أكثر واقعية. وبصفتي شخصًا شاهد بالفعل نصيب الأسد من هذه الأفلام، يمكنني أن أقول أن هذا الفيلم ربما يكون أحد أفضل الأمثلة على هذا النوع الفيلمي الأكثر غرابة".
في كل الأحوال ومع تصاعد إيقاع السباق مع الزمن في مقابل ذاكرة متشظية ونسيان زاحف، فإن هنالك بالمقابل ما يمكن أن نسميه ( نوايا حسنة) شكلت تحولا دراميا لافتا وذلك من خلال وفاء ثاغ لابنته وطفلها وسعيه لإنقاذهما بتحويل وفرته المالية لشراء المنزل وكذلك الأموال التي بدأ بتوزيعها على ضحايا الاتجار بالبشر في مشاهد على مقدار طرافتها، إلا أنها كانت امتدادا للمغامرة التي عشنا فصولها في أجواء هذا الفيلم.
إخراج/ هانس بيتر مولاند
سيناريو/ توني غايتون
تمثيل/ ليام نيسون – ثاغ، فرانكي شون – ديزي، رون بيرلمان – كونر، يوليوندا روس – الصديقة
مدير التصوير/ فيليب اوغارد