انطلاق أعمال اجتماع رواد التعليم في مجال القيم الأخلاقية والإنسانية بأبوظبي
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
انطلقت أمس أعمال اجتماع رواد التعليم في مجال القيم الأخلاقية والإنسانية، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ومنظمة اليونسكو، ومنظمة أريغاتو الدولية، بالإضافة إلى مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات “كايسيد”، ومؤسسة جيراند هيرميس للسلام، وبمشاركة من وزارة التربية والتعليم.
وجاء انعقاد الاجتماع بهدف إعلان نتائج برنامج زمالة التعليم الأخلاقي في مرحلته الأولى، وتبادل الخبرات بين خبراء التربية والتعليم في الدول المشاركة في البرنامج لتطبيقها على المستوى الوطني في بلدانهم وعالمياً.
وينعقد اجتماع رواد التعليم في مجال القيم الأخلاقية والإنسانية في الفترة من 23 إلى 25 أبريل 2024، ويتكوَّن من عدد من المنتديات وورش العمل لمدة يومين، ولقاء رفيع المستوى لمدة يوم واحد.
ويهدف إلى بحث الدور الحاسم الذي يؤديه التعليم الأخلاقي في معالجة التحديات العالمية الحالية ومناقشته، من خلال توفير منصة لبحث نتائج البرنامج في الدول الستة التي طبقت فيها مرحلته الأولى، بما في ذلك بنغلاديش وإندونيسيا وكينيا وموريشيوس ونيبال وسيشيل، واستهدفت أكثر من 8000 طالب، ومناقشة التحديات والفرص واستكشاف قابلية التوسع في تطبيق البرنامج على المستوى الوطني والعالمي.
ورحب كلٌّ من سعادة المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين وسعادة السفير خالد الغيث، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، بانعقاد هذه الجولة من برنامج التعليم الأخلاقي في مدينة أبوظبي عاصمة الأخوة الإنسانية، التي شهدت قبل 5 أعوام توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية بين فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، مؤكدين أهمية إدراج قيم الأخوة الإنسانية في برامج التعليم حول العالم، حيث يهدف البرنامج إلى مناقشة سبل إلهام جميع العاملين في مجال التعليم ومناهج التربية حول العالم من أجل إيجاد حلول مبتكرة لغرس القيم الإنسانية والأخلاقية في نفوس الأطفال، وبناء أجيال قادرة على تعزيز التعايش السلمي وقبول الآخر واحترامه.
من جانبها، أشارت شهر زاد فضال، مسؤولة برامج التعليم، بالمكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو في شرق أفريقيا، إلى أن التعليم لديه القدرة على إحداث التغيير الإيجابي والتقدم الجوهري في العلاقات بين الناس في وقتنا الحاضر أكثر من أي وقت مضى، في ظل تصاعد خطابات الكراهية والتمييز والتعصب، لذلك يشكل التعليم منارة أمل وأداة حاسمة يمكن الاستفادة منها في تغيير حياة الإنسانية.
وأشادت ماريا لوسيا، المديرة التنفيذية لمنظمة أريغاتو الدولية، بجهود الشركاء لدعم برنامج زمالة التعليم الأخلاقي التي انطلقت مرحلته التجريبية في كلٍّ من بنغلاديش وإندونيسيا وكينيا وموريشيوس ونيبال وسيشيل، مؤكدةً أن البرنامج شهد مشاركة 8000 طفل من مختلف أنحاء العالم، وألهم بإحداث التغيير الإيجابي في المناهج والسياسة التعليمية، خاصةً أن العالم يمر بأوقات غير مسبوقة بسبب الصراع ونقص التعليم والصعوبة في قبول الآخر.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس|"خالتى صفية والدير"… دراما الصعيد والإنسانية فى أروع صورها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.
من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة.
لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية.
واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.
في قلب صعيد مصر، حيث العادات والتقاليد تحكم كل شيء، جاءت قصة "خالتي صفية والدير" لتحكي عن الحب والانتقام والتسامح في آنٍ واحد. المسلسل المستوحى من رواية الأديب بهاء طاهر، نجح في تقديم دراما إنسانية راقية تعكس صراع المشاعر في بيئة محافظة، حيث تتحكم العادات في مصائر البشر.
تدور الأحداث حول صفية، الفتاة الصعيدية الجميلة التي تحب حربي، لكن القدر يحمل لها صدمة عندما تُجبر على الزواج من الباشا، رغم أن قلبها ظل متعلقًا بحربي. بعد مقتل الباشا في ظروف غامضة، يتحول الحب القديم إلى نار انتقام، وتبدأ صفية في مطاردة حربي معتقدةً أنه القاتل. وسط هذه الأجواء المشحونة، يلعب الدير، وهو المكان الذي يعيش فيه الرهبان المسيحيون، دورًا محوريًا في القصة، حيث يكون الملجأ لحربي ويكشف عن قيم التسامح والتعايش التي تسود رغم نيران الثأر.
ما جعل "خالتي صفية والدير" مميزًا هو عمقه الإنساني، حيث يتناول فكرة الصراع بين الحب والثأر، وبين العادات القاسية والقيم الإنسانية.
قدم المسلسل مشاهد درامية مؤثرة، خاصة تلك التي جمعت بين شخصيات الصعيد والرهبان في الدير، مما عكس مزيجًا نادرًا من التقاليد والتسامح الديني.
لاقى المسلسل نجاحًا كبيرًا عند عرضه، حيث أثنى الجمهور على الأداء القوي للممثلين، خاصة بوسي في دور صفية، وممدوح عبد العليم في دور حربي.
والإخراج كان للمبدع إسماعيل عبد الحافظ، الذي نجح في تقديم أجواء الصعيد بأدق تفاصيلها، بينما جاء السيناريو من إبداع محفوظ عبد الرحمن، مما أعطى العمل طابعًا أدبيًا مميزًا.