هل سقوط الدولة الأموية أنهى حكم العرب المسلمين؟.. تفاصيل تاريخية مدهشة
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
اليوم يصادف ذكرى سقوط الدولة الأموية، وهي ثاني دولة خلافة إسلامية في التاريخ الإسلامي، وذلك في 23 أبريل عام 749 م. كانت الدولة الأموية واحدة من أكبر الدول الحاكمة في التاريخ، وكانت بنو أمية أول أسرة مسلمة حاكمة، حيث حكموا من العام 662 م حتى العام 750 م، وكانت عاصمتهم في مدينة دمشق.
سقوط الدولة الأمويةيرى العديد من المؤرخين أن السبب الرئيسي وراء سقوط الدولة الأموية كان تعصب الأمويين للعرب وتمسكهم بالتقاليد واللغة العربية، وعدم قدرتهم على تحقيق المساواة والعدالة في الإسلام، وهذا أدى إلى استياء الموالين الذين لم يكونوا من الأعراب والذين اعتنقوا الإسلام بعد الفتح العربي في فارس والمغرب.
يعتقد العديد من المؤرخين أن سقوط دولة بني أمية كان يعني نهاية حكم العرب المسلمين على الخلافة الإسلامية، حيث كان آخر الحكام العرب في الخلافة. وبعد ذلك، تولت الخلافة الفرس والأتراك سواء في حكم العباسيين أو العثمانيين، واستمرت هذه الحالة حتى سقوط دولة آل عثمان وإعلان الجمهورية التركية عام 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك.
سقطت الدولة الأموية على يد الذين يدعون حق آل البيت في الخلافة. وبعد فشل الثورات التي دعت لحق سلالة علي بن أبي طالب في الخلافة، انتقلت الدعوة إلى الذين يدعون حق سلالة العباس بن عبد المطلب، عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في الخلافة. وتمكن جيش العباسيين بقيادة أبي العباس من هزيمة الجيش الأموي وقتل الخليفة مروان بن محمد.
يذكر كتاب "التاريخ الإسلامى العام: الجاهلية، الدولة العربية، الدولة العباسية ص326" للدكتور على إبراهيم حسن، أن العامل المهم الذى أدى إلى سقوط الدولة الأموية بشكل جلى، ما كان من تعصب الأمويين للعرب مما أدى إلى خروج الموالى على الأموية، وهم غير العرب الذين دخلوا الإسلام عقب الفتح العربى فى فارس والمغرب، وما لبث هؤلاء الموالى أن أصبحوا أعداء العرب لتفضيل العرب أنفسهم عليهم وتمتعهم بحقوق لم يتمتع الموالى بها، لذلك كان الموالى ينتهزون كل فرصة ليكيدوا للدولة الأموية، وظهروا مع كل خارج على الأمويين ولم تكن حركاتهم منظمة، ولكنها اشتدت أواخر العهد الأموى حين فسدت الأحوال بشكل واضح، واستعرت الحروب بين الموالى والدولة الأموية، مما كان له أكبر الأثر فى نجاح الدعوة العباسية حيث احتضن دعاة العباسيين قضية الموالى وأيدوهم ضد بنى أمية.
وبحسب كتاب "الاستشراق والاستغراب: السلطة، المعرفة، السرد، التأويل، المرجعيات ص113" للدكتور محمود خليف خضير الحياني، أن الكثير من القرائن التاريخية تذكر أن الدولة العباسية أسست على بغض العرب، وحدث فى عهد هذه الدولة رد فعل عنيف ضد العروبة وانتشرت الشعوبية حين ذاك انتشارا فظيعا، ورجع العرب فى عهد بنى العباس إلى الصحراء يرعون الإبل من جديد.
سقوط الدولة الأمويةويشير الكتاب إلى أن المستشرق "فلهوزن" أكد على أن الموالى كانوا مضطهدين من قبل الدولة الأموية، مما أدى إلى أن يشارك الأعاجم والموالى فى الثورة على الدولة الأموية مما تسبب فى سقوطها، مشيرا إلى أن العرب كانوا ينظرون نظرة استصغار ضد الموالى والعجم
بعد سقوط الدولة الأموية، تولت سلالة العباسيين الخلافة الإسلامية. وكانت هذه الفترة معروفة بعصر الخلافة العباسية الذهبية، حيث تطورت العلوم والثقافة والفنون في الدولة العباسية، وتمتعت بنمو اقتصادي قوي. لكن مع مرور الوقت، بدأت الخلافة العباسية تتدهور تدريجيًا وتفقد سيطرتها على الأراضي المختلفة.
يمكن القول أن سقوط الدولة الأموية كان له تأثير كبير على مسار التاريخ الإسلامي. فقد أدى إلى تحول السلطة من الأمويين إلى العباسيين، وبدأت فترة جديدة من الحكم الإسلامي. وعلى مر الزمان، تغيرت الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي، وتوالت الدول والدويلات والإمارات المستقلة.
سقوط الدولة الأمويةيظل السقوط المؤسف للدولة الأموية في التاريخ الإسلامي محط دراسة وتحليل للعديد من الباحثين والمؤرخين. ومن خلال دراسة تلك الفترة التاريخية، يمكننا فهم أهمية التسامح والمساواة في الإسلام، وضرورة تجنب التعصب والتفضيل العرقي، حتى لا تتكرر أخطاء الماضي وتتأثر الدولة الإسلامية بالانقسامات والصراعات الداخلية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدولة الأموية التاريخ الإسلامي الجمهورية التركية تاريخ الإسلام مدينة دمشق الدولة العباسية فی الخلافة أدى إلى
إقرأ أيضاً:
الوجه الحقيقي لجيش الإخوان المسلمين
حينما أجمع عدد مقدر من الساسة والخبراء والاكاديميين السودانيين، على وجوب تأسيس جيش جديد يختلف شكلاً ومضموناً عن الجيش الذي اختطفه الاخوان المسلمون، الذين جعلوا ولاءه أعمى لأجندتهم، لم نكن بعيدين عن هذا الجيش قبل اختطافه، لقد خدم فيه أعمامنا وأبناء عمومتنا وخؤولتنا وأخوالنا، ولو كانت هنالك فئات مجتمعية أولى بهذا الجيش، لكانت هي نفس الكيانات السكانية التي تنحدر منها غالب قوات الدعم السريع، أما الذين يتباكون على رمزية هذه المؤسسة المعطوبة، وهم نائمين ببلدان المهجر والاغتراب، بالكاد تجد لأحدهم قريب من الدرجة الأولى يعمل كجياشي في الرتب الدنيا – من جندي حتى مساعد، فهم عرفوا الجندية المترفة المانحة للرتب العليا، لكنهم لا يفقهون شيئاً عمّا يدور على أرض المعارك، ولا يدركون النتائج المأساوية للأوامر والتعليمات الهوجاء، الصادرة من ذويهم جنرالات هيئة الأركان، المرتكبين للجرائم المتسلسلة بحق الجنوبيين وسكان دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وليس من رأى كمن سمع، فقد عمل الاخوان المسلمون طيلة حقبة حكمهم على اصدار الأحكام الجاهزة، على كل من أظهر رأياً مغايراً في شأن سياسة الوطن الذي لم يعد يسع الجميع، فلطالما نال الوطنيون من أبناء هذه الأرض جزاءهم طرداً وتشريداً، لمجرد أنهم صدعوا برأيهم الحق في خصيصة سالبة، من خصائص الجيش الموالي للإخوان المسلمين، فعندما يحاول أحد هدم هذا المعبد الذي بنوه ليتعبد في محرابه المتطرفون، الذين يحسنون صنع الموت، تجيء غضبة آلهتهم مقطعة للأحشاء وسالخة للجلود وقاطعة للأوصال والرؤوس بالفؤوس، لذلك أصدر مالكو المعبد الحكم بكفر كل من رعى اتفاق الاطار – المسودة المجاهرة بضرورة تنظيف الجيش من عناصر الاخوان المسلمين.
لقد لعبت الأقدار دوراً ظاهراً في أن تكون قوات الدعم السريع هي الجيش الوطني، الغيور على العرض والصائن للأرض والساعي بين أبناء الوطن بالوحدة ونبذ الشقاق، لقد كان جنود قوات الدعم السريع ملائكة تسير على شوارع المدن السودانية – مدني والخرطوم وبحري وأم درمان، إلى أن لعبت ذات الأقدار دوراً آخراً كشف استحالة الاعتماد على جيش الاخوان المسلمين، عندما تنسم هواء الانفتاح، ودخل الأحياء فروّع الآمنين وقتل وذبح وسحل، ولأول مرة يرى المواطنون (جيشهم) يطلق الرصاص، على المواطن الأعزل والأسير أمام أعين الأطفال والنساء والعجزة والمسنين، لقد صدم حتى الذين كانوا يهتفون (جيش واحد شعب واحد)، ووضعت كل ذات حمل حملها وهي ترى جند الهوس الديني يشجون الرؤوس شجاً، وكأنما أراد الله أن يُري المواطنين نموذجاً لمستقبلهم البائس في ظل الدولة الداعشية القادمة، التي سوف تحكمها طالبان افريقيا، وربما هو ترتيب الناموس الكوني وتهيئة المهندس الأعظم لمقدم حقبة من الأمن والاستقرار، لا مكان فيها للسفّاحين الحاملين لسكاكين الدولة استهدافاً للمواطن، لقد حدث نفس المشهد بجمهورية رواندا، وقتها انتقلت الدولة الأكثر شهرة بانسياب جثث الإبادة الجماعية في مياه الأنهر، لأعظم جمهورية للتسامح والتعايش السلمي، بعد أن أزاحت السفّاحين والقتلة وزارعي بذور الكراهية من المشهد، بالتي هي أخشن وكذلك التي هي أحسن، وهذا السيناريو هو بالضبط ما سيلحق بالسودان بعد افتضاح أمر هذه الجريمة الكبرى، التي كانت متوارية خلف دولة الإرهاب القديمة، فبلادنا ليست كوكباً يدور خارج فلك المجموعة الشمسية، حتى لا يحل بها ما حل بصويحباتها في القارة والإقليم، فهذه سوريّة قد شرعت في تأسيس جيشها الجديد الدافن لغول جيش البعث الذي سعى في أرضها فسادا.
الذي لا يخطر على بال سفاحي النظام البائد العاملين سكاكينهم على رقاب الناس، أن الدولة قد زالت وامتلاك السلاح بات أمراً سهلاً سهولة الحصول على "العكاز"، والذين سمعوا أسمائهم على قوائم جرائم الذبح المحتملة، لن يقفوا مكتوفي الأيدي، فقانون الأمر الواقع هو الأعلى سقفاً من قوانين الدويلة الداعشية الزائلة، التي قضت عامين هائمة على وجهها، والتطورات الأخيرة أثبتت بالدليل القاطع، خيار تغليب الناس لوجود قوات الدعم السريع بين أزقة أحيائهم، على خيار انتظار الجيش الواحد المتخيل لكي يأتي ليخدمهم، فالآن انكشف الوجه الحقيقي لجيش الكيزان (الاخوان المسلمين)، وما كان يمارس في غابات الجنوب وجبال النوبة من قتل تحت راية الجهاد، أمسى مشهداً تراجيدياً مأساوياً يتجرع سمه الزعاف المواطنون، بالمدن التي وطأها حذاء كتائب البراء بن مالك (أحد ازرع مليشيا الاخوان المسلمين)، والتحدي الوطني قد ازدادت وتيرته وبان المتسبب الأساسي في تقطيع أوصال الوطن، الزارع الأصلي لبذور الجهوية، والراعي الأول لتطبيق قانون الوجوه الغريبة، الذي راح ضحيته شاب من مدينة بحري، أطلق أحد المتطرفين الرصاص على رأسه بشبهة تبعيته لقوات الدعم السريع، ومن مدهشات الأمور أن القتيل هو ابن صحفي شهير هتف قبل أيام مرحباً بمقدم كتائب المتطرفين الى مدينته، الكتائب التي فجعته في أعز ما يملك، إنّ الصورة الدموية البشعة لوجه القوات المختطفة بواسطة الاخوان المسلمين، قد اصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وما على المواطنين إلّا الاصطفاف مع من يقدم لهم الخبز والدواء، ذلك الذي يساعد المسنين على ركوب عربة المواصلات، فلم يعد هنالك وقت لإفساح المكان لتمدد هؤلاء الإرهابيين والقتلة والسفّاحين.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com