بحضور سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش اليوم أعمال النسخة الـ11 من المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024 في العاصمة أبوظبي، الذي يُعَدُّ الحدث الرئيسي للشبكة الآسيوية للأعمال الإنسانية، أكبر شبكة للمستثمرين الاجتماعيين في آسيا.

وقال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة إن الدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة وأبوظبي في تعزيز التنمية العالمية والعمل الإنساني يؤكد التزامنا بدعم الجهود الإنسانية من أجل الارتقاء بالمجتمعات الأكثر حاجة للمساعدات في جميع أنحاء العالم.. ومن خلال استضافة المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية، نتطلع إلى تعزيز التعاون والشراكة مع الدول والمجتمعات لمواجهة لتحديات العالمية وتحقيق الازدهار والرخاء في جميع أنحاء العالم”.

وتهدف الدورة الحادية عشرة من هذا الحدث السنوي، الذي يُعقَد تحت رعاية سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، في منتجع سانت ريجيس جزيرة السعديات وفندق وفلل بارك حياة أبوظبي، إلى توحيد جهود الاستثمار الاجتماعي ودفع العمل الإنساني في آسيا.

وتهدف الدورة أيضا إلى الاستفادة من الإمكانات والعلاقات الاستراتيجية التي تتمتَّع بها دولة الإمارات العربية المتحدة لتوحيد أصحاب المصلحة، بهدف دعم التنمية العالمية المبتكرة والشاملة.

وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمةً افتتاحيةً رحَّب فيها بالمشاركين في هذا الحدث المميَّز الذي يستمر ثلاثة أيام، ويتضمَّن حلقات نقاشية وحوارات متخصِّصة تهدف إلى تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف.

وشهد اليوم الأول من أعمال المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024 (AVPN Global Conference) إعلان المؤسسات الإماراتية عن تخصيص صناديق تمويل بقيمة إجمالية بلغت 125 مليون دولار التزاماً منها بدعم الصحة العالمية والحد من الفقر والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى عقد اتفاقية مهمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا للحد من التلوث بالمواد بالبلاستيكية.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته التي رحب فيها بالمشاركين : “يسرنا أن نستضيف هذا الجمع المميز من القادة السياسيين والاقتصاديين ورواد الأعمال الاجتماعيين في أبوظبي ما يعكس مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة ويؤكد التزامها بالتقدم والتعاون على مستوى منطقتنا والعالم.. ننطلق من قناعة راسخة بأننا يجب أن نعمل ونفكر معاً كعائلة واحدة يساعد بعضناً بعضاً، ويجب علينا مواصلة العمل لغرس بذور الأمل والتفاؤل في قارة آسيا والعالم بأكمله”.

وحول فعاليات اليوم الأول قالت ناينا سوبروال باترا، الرئيس التنفيذي للشبكة الآسيوية للأعمال الإنسانية: “يسعدنا أن يوفر المؤتمر الرائد منصة عالمية للإعلان عن العديد من المبادرات وصناديق التمويل التي ستقدم إسهامات كبيرة في مختلف جوانب المجتمع .. انعقاد المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024 في أبوظبي ومشاركة قادة الاستثمارات الاجتماعية الذين يتمتعون بالخبرة والقدرات الكبيرة بما قدموه من أفكار ورؤى مبتكرة في اليوم الافتتاحي تأكيد على إثراء منظومة التأثير الاجتماعي، ونتطلع إلى تعزيز الحوار والنقاش والعمل الهادف على مدار اليومين القادمين”.

يُعَدُّ مؤتمر هذا العام الأكثر شمولاً مقارنةً بدوراته ويجمع 1,500 من قادة الاستثمارات الاجتماعية من مختلف أنحاء العالم، اعتماداً على مقوِّمات أبوظبي وقدرتها على جمع مختلف الجهات الفاعلة من أجل العمل الإنساني، ودفع عجلة العمل المشترك لدعم التنمية العالمية المبتكَرة والشاملة.

يُعقَد المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، في موقع مختلف كلَّ عام جامعا تحت مظلته منظومة الاستثمار الاجتماعي في المنطقة، بهدف التعلُّم والتواصل والاتحاد في العمل من أجل آسيا.

وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بتقديم 50 مليون دولار لدعم المرحلة الثانية من صندوق العيش والمعيشة (LLF 2.0) وهي مبادرة إنمائية يسهم فيها العديد من المانحين بدعم الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية من أجل تنفيذ مشاريع مستدامة لانتشال الفئات الأشد فقراً من دائرة الفقر.

ويشرف صندوق العيش والمعيشة على نشر التمويل لدعم المشاريع الرئيسية في مجالات الصحة والأمراض المعدية والزراعة والبنية التحتية الاجتماعية في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

كما تهدف الاستثمارات إلى دعم 32 دولة من الدول الأعضاء لتحقيق 10 من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر إضافةً إلى معالجة أسباب الفقر الرئيسية وانعدام الأمن الغذائي وما ينتج عنه من آثار صحية سلبية.

وسيتولى صندوق أبوظبي للتنمية إدارة التمويل إضافةً إلى تقديم 50 مليون دولار كمساهمة من دولة الإمارات في دعم الصندوق منذ إطلاقه في عام 2016.

من جانبها أعلنت مبادرة “بلوغ الميل الأخير” المبادرة الصحية العالمية التي يدعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” عن الالتزام بتقديم تمويل بقيمة 15 مليون دولار للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية (غلايد) والذي يتخذ من أبوظبي مقراً له، وهي ثاني منحة منذ إطلاق المعهد في عام 2019.

تؤكد المنحة التزام مبادرة “بلوغ الميل الأخير” بأهداف المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية عبر بناء عالم خالٍ من الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، وتؤكد دور أبوظبي شريكا في تعزيز الرعاية الصحية والتنمية العالمية المبتكرة والشاملة.

وأعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات ووزارة البيئة والغابات في إندونيسيا إطلاق مبادرة تاريخية من خلال توقيع مذكرة تفاهم بالتعاون مع منظمة “كلين ريفرز” العالمية غير الربحية المتخصصة في مكافحة تلوث الأنهار بالمواد البلاستيكية، الشريك التنفيذي لمواجهة التحديات البيئية الملحّة التي يفرضها تسرب النفايات البلاستيكية إلى المحيطات التي تطل عليها إندونيسيا.

وتتعاون دولة الإمارات وإندونيسيا بموجب المذكرة في العديد من المجالات الرئيسية بما فيها تعزيز القدرات ورفع مستوى الوعي لدى الجهات الفاعلة وتصميم وتنفيذ الأنظمة الدائرية المستدامة لإدارة النفايات.

وأعلنت سعادة رزان المبارك، المدير العام لـصندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية ومناصر الأمم المتحدة رفيع المستوى لتغير المناخ في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) عن إسهام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بمبلغ 40 مليون دولار أمريكي لصندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية.

وقام صندوق محمد بن زايد، الذي أمر بإنشائه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” عام 2009، بدعم برنامج متكامل للحفاظ على الكائنات في 170 دولة.

ومن المتوقع أن يسهم هذا الدعم الجديد في زيادة وتعزيز وقف الصندوق إلى أكثر من 70 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2028.

وشهد اليوم الأول من المؤتمر إلقاء كلمات رئيسية وتنظيم حلقات نقاش ركزت على الاحتياجات الاجتماعية الرئيسية في قارة آسيا، إضافةً إلى إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع وهي آسيا واحدة للتعاون على مواجهة التحديات المشتركة – بمشاركة بيكي أندرسون (سي إن إن)، غابرييل ليونغ (هونغ كونغ جوكي كلوب شاريتيز تراست)، وساندياجا صلاح الدين أونو (وزير السياحة والاقتصاد الإبداعي في جمهورية إندونيسيا) و(أسباب العطاء: القيم والمعتقدات والدوافع التي تحفز التأثير)  بمشاركة معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي وتوم هول (يو بي إس أوبتيموس فاونديشن)، وفيرونيكا كولوندام (واي سي إيه بي فاونديشن). وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في المؤتمر الوزاري العالمي الأول حول إنهاء العنف ضد الأطفال

ترأست معالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزيرة دولة، وفد الإمارات المشارك في المؤتمر الوزاري العالمي الأول حول إنهاء العنف ضد الأطفال الذي عُقد في العاصمة الكولومبية بوغوتا، بحضور محمد عبدالله بن خاطر الشامسي سفير الدولة لدى جمهورية كولومبيا، والمقدم عبد الرحمن التميمي نائب مدير عام مكتب الشؤون الدولية في وزارة الداخلية.
وتقدمت معاليها، في كلمتها خلال المؤتمر، بالشكر لحكومة كولومبيا على استضافتها هذا المؤتمر الهام الذي عقد بدعم من حكومة السويد ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالعنف ضد الأطفال، ومنظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تعمل بشكل مستمر على تعزيز حماية حقوق الطفل من خلال اعتماد التشريعات والقوانين المرتبطة بحماية الطفل والتوعية بحقوقه.
وتطرقت معاليها إلى جهود دولة الإمارات في حماية وتمكين الطفل والقوانين والإجراءات في هذا الصدد، وأهمها تعزيز الاستجابة لمكافحة العنف عبر الإنترنت ضد الأطفال من خلال تحسين السياسات والإجراءات الوطنية التي تدعم سلامة الأطفال في الفضاء الرقمي، ودعم الصحة النفسية للأطفال في جوانب حياتهم كافة من خلال توفير خدمات شاملة تشمل التدخل المبكر وبرامج تدريب للمعلمين وأولياء الأمور والحملات التوعوية، وتعزيز التعاون الدولي مع البلدان النامية لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجية وتبادل المعرفة، ومواصلة التعاون مع منظمات الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية لتعزيز الجهود ضد العنف واستغلال الأطفال.
شارك وفد دولة الإمارات في جميع جلسات المؤتمر التي تطرقت إلى التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص لتعزيز حقوق الأطفال وآليات التنفيذ، والوعي لدى الآباء والأمهات والمعلمين بكيفية التعامل مع الأطفال في حال تعرضهم للعنف، وتحسين الخدمات والدعم المقدم لهم بما في ذلك خدمات الصحة النفسية والجسدية، وبرامج إعادة الإدماج في المجتمع.

أخبار ذات صلة الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلق فعاليات مؤتمر الإمارات الدولي الثالث للتاريخ الشفاهي «طيران الإمارات» أفضل ناقلة جوية عالمياً في جوائز «الترا» المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • تحت رعاية نهيان بن مبارك.. أبوظبي تستضيف منتدى «XPANSE 2024» الأسبوع المقبل
  • ذياب بن محمد بن زايد يُعزي بوفاة شماء سهيل اليبهوني الظاهري في العين
  • ذياب بن محمد بن زايد يُعزي في وفاة شماء سهيل اليبهوني الظاهري في العين
  • ذياب بن محمد بن زايد يُقدِّم واجب العزاء في وفاة شماء سهيل اليبهوني الظاهري
  • ذياب بن محمد بن زايد: الإمارات قبلة للمبدعين والمبتكرين الشباب من مختلف أنحاء العالم
  • برعاية ذياب بن محمد بن زايد.. تكريم 40 عضوا من “رواد الشباب العربي”
  • الإمارات تشارك في المؤتمر الوزاري العالمي الأول حول إنهاء العنف ضد الأطفال
  • ذياب بن محمد بن زايد: الإمارات قبلة للمبدعين الشباب من أنحاء العالم
  • «خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية».. منصّة لصَون الموروث
  • بمنشور على إكس.. الشيخ محمد بن زايد يشيد بلقائه أمير الكويت اليوم