امنعوه لا ترخصوه.. حملة بالأردن ضد تعديل تعليمات بيع الخمور
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
عمّان– أثارت تعديلات جديدة على تعليمات ترخيص محال بيع المشروبات الكحولية في الأردن موجة من الانتقاد بين المواطنين، بسبب تضمنها قرارات تخص زيادة أوقات العمل، وتمكين الترويج الإعلاني.
وتضمنت التعديلات الجديدة السماح ببيع المشروبات الكحولية بالقارورة طيلة ساعات اليوم، بعد أن كان يحظر سابقا بيع هذه المشروبات بعد الساعة 12 منتصف الليل.
كما شملت التعديلات السماح لمحال بيع هذه المشروبات بالترويج لبضائعها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما منعت الترويج عبر الصفحات الأخرى أو المنصات الأخرى ذات الصلة.
ومنعت التعديلات الجديدة بيع الخمور بالقارورة عبر خدمة التوصيل، واقتصر السماح على البيع داخل المحلات، فيما تم الإبقاء على حظر تقديم المشروبات داخل المحال أو بيعها لمن هم دون سن 18 عاما.
المحن تستوجب التقرب من الله ..
#حرمة_بيع_الخمور٢٤ساعة #امنعوه_لا_ترخصوه #الأردن#فراس_الماسي pic.twitter.com/hqk7UTLWWQ
— فراس الماسي | Firas Almasi ???? (@FAlmasee2) April 20, 2024
نداء لوزير الداخليةوإثر هذه القرارات وجّه عشرات من علماء الدين والأئمة وأساتذة الشريعة وعدد من شخصيات المجتمع نداءً عبر رسالة لوزير الداخلية الأردني مازن الفراية، طالبوا فيها بإغلاق متاجر الخمور بالكامل.
وتناول الموقعون على الرسالة عددا من الأسباب الدينية والاجتماعية التي دفعتهم للتداعي لتوجيهها، وحث الحكومة على اتخاذ إجراءات لإغلاق هذه المتاجر بدلا من قرار التوسعة على أوقات بيعها وتسويقها.
كما استهجن العلماء وأساتذة الشريعة هذه التعليمات من حيث توقيتها، وقالوا في رسالتهم "تمر أمتنا ومقدساتنا وأعراضنا ودماؤها بمرحلة صعبة جدا تتطلب أن نتوب إلى الله من المحرمات، ونرجع إليه لينصرنا ويعيننا على عدونا".
وتواصلت الجزيرة نت مع وزارة الداخلية الأردنية للحصول على تعليقها، غير أن الناطق باسم الوزارة طارق المجالي أكد أنه لا توجّه لدى الوزارة للتعليق على هذا الموضوع.
بدوره، قال أستاذ الشريعة أحمد المعابرة إن لتعاطي الخمور أضرارا جمّة، ففضلا عن كونها من الكبائر دينيا، فإن لها كذلك أخطارا على العائلة لما تسببه في كثير من الأحيان من تفكك أسري وطلاق.
وأضاف بأن نسبة لا يستهان بها من جرائم القتل والتحرّش والاغتصاب للمحارم وغيرها كان مردّها غياب العقل لدى أهل السكر، كما أن كثيرا من الأطفال ممن أهملوا في تربيتهم وضاعوا إلى أن أصبحوا مجرمين أو لا يجدون من ينفق عليهم كان بسبب تناول هذه الخمور، وفقا للمعابرة.
#حرمة_بيع_الخمور٢٤ساعة #امنعوه_لا_ترخصوه pic.twitter.com/cJtrrpGSyj
— سجى عدوان ???? (@AdwanSaja) April 19, 2024
انتقاد المغردينوعلى مواقع التواصل الاجتماعي تصدّر خلال اليومين الماضيين وسم "امنعوه لا ترخصوه"، حيث طالب المشاركون الحكومة الأردنيّة بإغلاق محلات الخمور، واستهجنوا توجّه الحكومة لما قالوا إنها تسهيلات وتوسيع لنطاق البيع والترويج لهذه الآفة، التي تعددت أضرارها ومخاطرها على المجتمع الأردني، حيث تعتبر تعاليم الشريعة الإسلامية التي يدين بها الأردن تناول المسكرات من الكبائر، وفقا للمغردين.
وكتب إيهاب العتيبي قائلا "هل تعلم أن الكثير من الدول والمدن الأوروبية تمنع بيع الخمور بعد منتصف الليل للتخفيف من مخاطر الجريمة والحاجة لتدخل الشرطة ليلا؟"، مضيفا "الأمر لا يتعلق بدين أو عقيدة أو أخلاق وثقافة، بل إن هذا القرار منتقد حتى في معايير المنطق".
وجدير بالذكر أن تعليمات الحكومة تشترط في الموقع والمبنى المراد الترخيص فيه لمتجر مشروبات كحولية أن يكون بعيدا عن أماكن العبادة والجامعات والمعاهد والمدارس ورياض الأطفال بمسافة لا تقل عن 300 متر، وتقاس هذه المسافة حسب مسير المشاة من حرم هذه الأماكن إلى الموقع.
كما تشترط لمن يتقدّم للرخصة أن يكون أردني الجنسية، وألا يقل عمره عن 25 عاما، كما يلزم أن يكون حسن السيرة والسلوك، وغير محكوم بجناية أو بجنحة مخلة بالآداب العامة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات بیع الخمور
إقرأ أيضاً:
أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان: الفتوى أداة لتعزيز التفاهم بين المجتمعات
أكد الدكتور يوشار شريف، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان، في كلمته بجلسه الوفود بالندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، على أهمية الفتوى كأداة لتعزيز التفاهم بين المجتمعات، وتقديم الدعم للأقليات المسلمة حول العالم.
وأشار يوشار شريف إلى ضرورة أن يُعنى المسلمون بنفع الآخرين، دون تمييز بين الأفراد، سواء أكانوا ينتمون إلى دينهم أم لا، خاصة في سياق وجود الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية.
وقد أوضح تجربة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تسعى جاهدة لتلبية احتياجات الأقليات المسلمة، مما يعكس أهمية الفتوى في المجتمع الأوروبي.
كما أكد على أن المفتي أو الفقيه، الذي يمثل مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يجب أن يكون مؤهلًا علميًا، متمكنًا من العلوم الشرعية ولديه فهم عميق للواقع الاجتماعي والإنساني. وركز على ضرورة أن يمتلك المفتي معرفة شاملة بقواعد الفقه، مستشهدًا بالقول المعروف: "من لم يعرف اختلاف الفقهاء لم يشم رائحة الفقه."
وعن الجوانب الأخلاقية المتعلقة بالإفتاء، قدم د. يوشار شريف ملاحظات مهمة، مشددًا على أن العلم يجب أن يُصاحبه العمل الصالح والتقوى. وأوضح أن العلم الذي لا يؤدي إلى خشية الله ليس له قيمة، مستندًا إلى قوله تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ (فاطر 28). كما أشار إلى أهمية إحالة السائل إلى من هو أعلم منه، مبرزًا موقف عائشة رضي الله عنها عندما طلبت من السائل أن يسأل عليًا رضي الله عنه لمعرفته الأعمق بالموضوع.
وأشار د. يوشار شريف أيضًا إلى التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة في أوروبا، مثل التمييز العنصري والضغوط الاجتماعية، فضلًا عن مشاكل داخلية مثل التفرق بين الأجيال.
وفي ختام كلمته، أوضح أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان أن الفتوى هي مسؤولية عظيمة ومهمة شرعية جسيمة، مشددًا على ضرورة أن يتحرر المفتي من العصبية المذهبية، ويغلب روح التيسير على التشديد. كما أكد على أهمية مخاطبة الناس بلغة يفهمونها، متجنبًا المصطلحات الصعبة والألفاظ الغريبة، لتكون الفتوى عملية مفيدة ومتسقة مع احتياجات المجتمع المعاصر.