جدد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني ترحيبه بتقرير لجنة التحقيق بشأن حيادية الوكالة، كما أعرب عن استنكاره للحملة التي يتعرضون لها، ولمنعه من دخول قطاع غزة.

وقال لازاريني، في مقابلة مع الجزيرة -اليوم الثلاثاء- "رحبتُ بتوصيات تقرير لجنة التحقيق وسنعمل على تنفيذها"، مشيرا إلى أن التقرير يؤكد أن لدى الوكالة أنظمة قوية للتعامل مع أي خرق للحيادية.

وأضاف أن التقرير يشير إلى حاجة الوكالة لتعزيز مواردها وزيادة موظفيها.

وتتعرض الأونروا لحملة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي ادعى أن 12 من موظفي الوكالة البالغ عددهم 30 ألفا شاركوا في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لكن تقرير لجنة التحقيق المستقلة التي قادتها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا بتكليف من الأمم المتحدة خلص إلى أن إسرائيل لم تقدم أدلة تدعم مزاعم ارتباط موظفي الأونروا بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حركة الجهاد الإسلامي.

وقال التقرير -الذي نشر في 50 صفحة أمس الاثنين- إن لدى الأونروا "نهجا متطورا (تجاه الحياد) يفوق منظمات الأمم المتحدة الأخرى أو مثيلاتها من منظمات الإغاثة"، لكنه تحدث أيضا عن "مشكلات متعلقة بالحياد لا تزال قائمة".

من ناحية أخرى، جدد لازاريني استنكاره للهجوم الذي تتعرض له الوكالة، وقال إن الهدف الرئيس من ذلك هو "نزع صفة اللجوء عن الشعب الفلسطيني".

وقال إن منع المفوض العام للوكالة من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق. وكان لازاريني قد أعلن الشهر الماضي من القاهرة أن السلطات الإسرائيلية تمنعه من دخول القطاع.

ودعا المفوض مجلس الأمن الدولي إلى التحقيق في "الاستهداف السافر" لموظفي الأمم المتحدة ومبانيها في غزة.

التمويل الأميركي معلق

في تلك الأثناء، رحبت الولايات المتحدة بنتائج لجنة التحقيق المستقلة بشأن حيادية الأونروا، لكنها قالت إن "ما يهم الآن هو ما ستقوم به الوكالة من إصلاحات". وأوضح البيت الأبيض أن التمويل الأميركي للأونروا ما زال معلقا، و"نريد تقدما ملموسا قبل أن يتغير ذلك".

من جهة أخرى، أعرب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن ترحيبه بتقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا، الذي قال إنه يقر بدور الوكالة باعتبارها عونا إنسانيا للشعب الفلسطيني "لا بديل له ولا غنى عنه".

ودعا بوريل المجتمع الدولي إلى مساندة الوكالة حتى تقوم بمهمتها بالتمويل الكافي.

كما أعرب وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي عن ترحيبه بتقرير لجنة التحقيق، وحث الدول التي جمدت مساهماتها المالية للأونروا على استئنافها.

وكانت 15 دولة في مقدمتها الولايات المتحدة، المانح الرئيسي للأونروا، قد علقت تمويلها للوكالة استنادا إلى الاتهامات الإسرائيلية، رغم تحذيرات الأمم المتحدة من أنه لا بديل يقوم بعمل الوكالة، ولا سيما في ظل خطر المجاعة في غزة.

وأدى ذلك إلى تجميد تمويل بقيمة 450 مليون دولار للعام الجاري، وهو ما عرقل عمليات الوكالة في غزة. لكن بعض الدول تراجعت عن هذا القرار لاحقا، ومن بينها أستراليا وكندا وفنلندا والسويد واليابان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الأمم المتحدة لجنة التحقیق

إقرأ أيضاً:

40 قتيلا بهجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان  

 

 

الخرطوم - قُتل أربعون شخصا في هجوم شنه عناصر من قوات الدعم السريع مساء الثلاثاء على قرية في ولاية الجزيرة التي تشهد أعمال عنف منذ نحو شهر في وسط السودان الذي دمرته الحرب الدائرة منذ عام ونصف، على ما أفاد طبيب الأربعاء 20نوفمبر2024.

وقال طبيب في مستشفى ود رواح إلى الشمال من قرية ود عشيب التي تعرضت للهجوم لوكالة فرانس برس إن "القتلى الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص". وطلب الطبيب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته بعد تعرض الفرق الطبية لهجمات.

وقال شهود في قرية ود عشيب إن قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، شنت هجومها مساء الثلاثاء على القرية  الواقعة على بعد 100 كلم شمال عاصمة الولاية ود مدني.

وقال شاهد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "الهجوم استؤنف صباح" الأربعاء، موضحا أن المهاجمين يرتكبون "أعمال نهب".

ويندرج الهجوم الأخير في سلسلة هجمات نفذتها قوات الدعم السريع خلال الشهر الماضي على قرى بولاية الجزيرة، في أعقاب انشقاق قائد كبير فيها انضم إلى الجيش في تشرين الأول/أكتوبر.

ومنذ ذلك التاريخ، وثقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 340 ألف شخص من سكان الولاية وهي منطقة زراعية رئيسية كانت تعد سلة الخبز في السودان.

وحذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الجمعة من أن اندلاع أعمال العنف هناك "يعرض حياة عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر".

- نازحون ينقصهم كل شيء -

خلفت الحرب بين قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي يمسك بالسلطة، عشرات الآلاف من القتلى معظمهم من المدنيين.

ولم يتم تسجيل الضحايا، بحسب الأطباء. وتتراوح التقديرات بين 20 ألفا و150 ألفا.

كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، فر منهم أكثر من ثلاثة ملايين إلى البلدان المجاورة.

واتُهم كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب. فقد حاصر مقاتلو قوات الدعم السريع قرى بأكملها، وقاموا بتنفيذ عمليات إعدام بإجراءات موجزة ونهبوا ممتلكات المدنيين بشكل منهجي.

وتعرضت قرى شرق محافظة الجزيرة لحصار كامل في الأسابيع الأخيرة، مما تسبب بكارثة إنسانية فيها، بحسب الأمم المتحدة وشهود عيان وجماعات حقوقية.

وفي قرية الهلالية، لم يعد بإمكان السكان الحصول على الضروريات الأساسية وأصيب العشرات منهم بالمرض.

ويصل العديد من النازحين إلى الولايات المجاورة بعد "السير لعدة أيام ... وليس عليهم سوى الملابس التي يرتدونها"، وفق ما قال دوجاريك الجمعة.

وحتى في المناطق التي نجت من القتال، يواجه مئات الآلاف من النازحين الأوبئة، بما في ذلك الكوليرا والمجاعة الوشيكة، في غياب المأوى الملائم أو وسائل الرعاية.

وقال دوجاريك "إنهم مضطرون للنوم في العراء، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى".

وتقدر الأمم المتحدة ومسؤولون صحيون أن النزاع تسبب بإغلاق 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة.

وتقول الأمم المتحدة إن السودان يواجه حاليا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة، حيث يعاني 26 مليون شخص من الجوع الحاد.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الإمارات: آثار خطيرة لقرار إسرائيل حظر عمل «الأونروا»
  • بوريطة يتباحث مع مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
  • الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
  • «الأونروا»: 80% من غزة مناطق عالية الخطورة
  • الأمم المتحدة تعتمد 3 مشاريع قرارات لصالح فلسطين
  • سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن
  • لجنة أممية تعتمد 3 قرارات لصالح فلسطين
  • مفوض الأونروا: النظام المدني في غزة دمر.. ولا ملاذ آمنا للسكان
  • العوادي:السوداني منع إسرائيل من استهداف الحشد الشعبي
  • 40 قتيلا بهجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان