مزيج من الألم والأمل أحدثته الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص بحكايتها التي بدأت في شهر أكتوبر لعام 2015 عندما تعرضت لنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد تعطل سيارتها قرب حاجز الزعيم شرق مدينة القدس، ما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت بالسيارة، وبعد نجاتها من الحريق الذي ترك أثره على وجهها وأجزاءٍ من جسدها، حكمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسجن 11 عامًا، وبسبب أحداث أكتوبر الماضي عادت «إسراء» إلى عائلتها خلال عملية تبادل للأسرى لتبدأ رحلة جديدة في الحياة عنوانها الصمود.

حياة إسراء جعابيص قبل الأسر وبعده

قبل الحادث كانت إسراء تُمضي أوقاتها بين دور رعاية المسنين ورياض الأطفال لترسم البهجة على الوجوه وتقدم المساندة والدعم النفسي لأهالي بلدتها «جبل المكبر» وذلك وفقاً لتصريحات تليفزيونية لها عقب خروجها من سجون الاحتلال الاسرائيلي في أواخر نوفمبر عام 2023.

إسراء جعابيص ذات الـ38 عاما لديها طفل وحيد اسمه معتصم، كان عمره 6 أعوام عندما تم اعتقالها وأصبح الآن في عمر 14 عاماً، أما زوجها فهو مقعد إثر إصابته في حادث سير سابق، وبرغم كل الأوجاع التي عانت منها خلال سنوات الاعتقال الثمانية تمكنت من انتزاع عدة مكاسب من براثن الاحتلال الإسرائيلي، غلبت بها اليأس وبرهنت على روح العزيمة التي تنبض بعروق الفلسطينيين، فنجحت في تعلم الكتابة والرسم والحياكة بيدٍ مبتورة الأصابع بفعل الحادث الأليم، حتى أصدرت كتابها الأول بعنوان «موجوعة» في ذكرى ميلاد ابنها الوحيد.

رحلة العلاج في الأردن

عبر حسابها الشخصي على موقع تبادل الصور والفيديوهات القصيرة «إنستجرام» أعلمت إسراء متابعيها بانتقالها إلى الأردن لتلقي العلاج بثلاثة صور في مستشفى «الخالدي» معلقةً: « بفضل الله وحمده بدأت رحلتي العلاجية في مستشفى الخالدي في الأردن الشقيق، والتقيت من خلالها بالدكتور محمود بلبيسي الذي اعتنى بجراحة أسناني وله الشكر الجزيل، ولكل المساهمين في رحلة علاجي، شكراً من القلب، أتمنى من الله أن أتماثل إلى الشفاء في أقرب وقت ممكن وبأقل وجع. وأسأل الله أن يشفي كل مريض، ويفك أسر كل أسير ويفرج عن كل مهموم».

ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي

بعد ساعاتٍ قليلة تدفقت على منشورها تعليقات المتابعين من كل حدبٍ وصوب حاملةً معها أطيب التحيات والأمنيات، في لفتة إنسانية أثبتت أن إسراء جعابيص ستبقى حاضرةً في أذهان العرب بقصة نضالها ضد الاحتلال الاسرائيلي التي سطرتها بحروفٍ من الأمل.

فيما أعاد مستخدمون لموقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيسبوك» نشر خبر تلقيها للعلاج في الأردن معلقين: «جميلة الوجه رغم حقدهم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسراء جعابيص الأسرى الفلسطينيين الاحتلال الاسرائيلي الأردن فلسطين إسراء جعابیص

إقرأ أيضاً:

45 عاما في الأسر.. نائل البرغوثي أقدم فلسطيني في سجون الاحتلال

دخل الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي، اليوم الأربعاء، عامه الـ45 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهي أطول مجموع مدة اعتقال داخل سجون الاحتلال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة.

وأوضحت هيئة الأسرى، ونادي الأسير، واجه الأسير البرغوثي البالغ من العمر (67 عاماً) من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، الاعتقال منذ عام 1978، وقضى منها 34 عاماً بشكل متواصل، وتحرر عام 2011 ضمن صفقة "التبادل"، إلا أن الاحتلال أعاد اعتقاله ضمن حملة اعتقالات واسعة عام 2014، طالت العشرات من المحررين في الصفقة، وأعاد الاحتلال بحقه حكمه السابق، وهو المؤبد و(18) عاماً بذريعة وجود (ملف سري).

يُشار إلى أن ذكرى اعتقاله هذه تأتي في وقت هو الأكثر دموية بحق الشعب الفلسطيني، مع استمرار الاحتلال في تنفيذ إبادته الجماعية الممنهجة بحق شعبنا في غزة، وكذلك بحق الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعسكراته، الذين يتعرضون لوجه من أوجه الإبادة.

وقالا: “منذ السابع من أكتوبر يتعرض أسرانا وقادة الحركة الأسيرة، ومنهم القائد البرغوثي، لعمليات تنكيل وعزل وسلب وتعذيب واعتداءات غير مسبوقة بكثافتها، فقد تعمدت منظومة السجون ترسيخ كل ما تملك من أدوات لاستهداف أسرانا، وسلب حقوقهم، وما تمكنوا من تحقيقه بالدم والتضحية، وقد تعرض القائد البرغوثي إلى جانب رفاقه، لعمليات نقل وتنكيل متكررة، ووفقًا لآخر المعطيات فإن القائد البرغوثي يقبع اليوم في سجن (شطة)”. 

وأكدا أن كل هذه الإجراءات والسياسات التي صعّد الاحتلال ممارستها منذ بدء جريمة حرب الإبادة المستمرة، لم تكن وليدة اليوم، بل شكلت نهجًا وامتدادًا لسياساته القمعية والانتقامية منذ احتلاله لأرضنا، وتعرض مئات الآلاف من أبناء شعبنا لعمليات اعتقال وتنكيل وتعذيب.

وفيما يلي أبرز المحطات في حياة القائد نائل البرغوثي المعروف بـ(أبو النور):

▪ وُلد الأسير البرغوثي في بلدة كوبر في 23 أكتوبر عام 1957، واعتُقل للمرة الأولى عام 1978، وحُكم عليه بالسجن المؤبد و18 عاماً، وعلى مدار 34 عاماً قضاها بشكل متواصل، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم عقد العديد من صفقات التبادل، والإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات.

▪️ في الثامن عشر من أكتوبر عام 2011، ضمن صفقة "التبادل" أُفرج عنه إلى جانب المئات من الأسرى، وكان من ضمنهم رفيق دربه المحرر فخري البرغوثي، وتزوج بعد الإفراج عنه من المحررة أمان نافع.

▪️ وفي الثامن عشر من يونيو 2014، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً، وأصدرت بحقه حكماً مدته 30 شهراً، وبعد قضائه مدة محكوميته، أعادت حكمه السابق، وهو المؤبد و18 عاماً بذريعة وجود “ملف سري”، إلى جانب العشرات من محرري صفقة "التبادل"، الذين أُعيدت إليهم أحكامهم السابقة، وأغلبيتهم يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد.

▪️ وفي عام 2018، قتلت قوات الاحتلال ابن أخيه صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم، ومجموعة كبيرة من أفراد عائلته، وهدمت منزلين للعائلة، ضمن سياسة العقاب الجماعي، وخلال العام الجاري اعتقل الاحتلال زوجته أمان نافع، التي أفرج عنها بعد أن أمضت 3 أشهر رهن الاعتقال الإداري، وشقيقته الوحيدة حنان البرغوثي المعتقلة إدارياً حتى اليوم.

▪️ وخلال عام 2021 واجه البرغوثي محطة صعبة في حياته تُضاف إلى العشرات من المحطات السابقة، وذلك بفقدان شقيقه ورفيق دربه عمر البرغوثي (أبو عاصف)، إذ حرمه الاحتلال مجددًا من وداع أحد أحبائه، كما فقد سابقًا والديه وحرمه كذلك من وداعهما.

▪️يشار إلى أنه منذ أكثر من 6 سنوات شرع محاميه بمسار قانوني تمثل، في تقديم عدة استئنافات والتماسات ضد قرار إعادة حكمه السابق، وحتى الآن لم يصدر قرار.

وجه الأسير البرغوثي على مدار سنوات اعتقاله الماضية العديد من الرسائل نستذكر منها:

 "إن محاولات الاحتلال لقتل إنسانيتنا لن تزيدنا إلا إنسانية".

 "لو أن هناك عالما حرّا كما يدّعون، لما بقيت في الأسر حتى اليوم".

مقالات مشابهة

  • رحلة علاج
  • الأردن يدين قصف الاحتلال الإسرائيلي لعدة مناطق بقطاع غزة
  • وفاة عدنان البرش تفتح ملف تعذيب المعتقلين والأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • الاحتلال يرتكب مجزرتين بحق عائلات في قطاع غزة
  • 45 عاما في الأسر.. نائل البرغوثي أقدم فلسطيني في سجون الاحتلال
  • استشهاد أسيرين من غزة بعد اعتقالهما في سجون الاحتلال
  • حزب الله: استهدفنا عددا من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في موقع جل الدير
  • عبارات جميلة عن بداية عام 2025
  • كيف يتخطى أطفال غزة بالقاهرة صدمة العدوان الإسرائيلي؟
  • حزب الله: استهدفنا بقذائف المدفعية تجمعا لـ«الاحتلال الإسرائيلي» في بلدة شمع